الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وستون - ٢٥ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وستون - ٢٥ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

قادة الدفاع المقدس بعدسة الكاميرا

«غريب».. أنيس المقاومة وشعوبها

إنتاج الأفلام حول أبطال الجهاد والشهداء هو من أهم الإنتاجات التي تجتذب المشاهدين، وتخلّد لحظات التضحية التي عاشوها، وتقدّمهم كأيقونة في مسيرة الحياة، ومنها فيلم "غريب" من إخراج "محمد حسين لطيفي" الذي يروي جزءا من حياة الشهيد محمد بروجردي، والذي نشهد عرضه هذه الأيام في لبنان. والشهيد محمد بروجردي كان قائدا في الحرس الثوري الإيراني أثناء الحرب الصدامية المفروضة على ايران ولعب أدوارا رئيسية في استعادة السيطرة على أراضي كردستان من قبل القوات الإيرانية. فيلم "غريب" يصوّر حقبة من حياة الشهيد القائد محمد بروجردي، الذي أُرسِل في مهمة إلى إحدى المناطق بطلب من الإمام روح الله الخميني (قدس)، وذلك من أجل رفع الظلم عن أهلها ووقف أعمال المجموعات الإرهابية، حيث أذهل الجميع بأسلوبه القيادي الفريد، كما أنه حائز على عدة جوائز في مهرجان الفجر السينمائي  الـ 41. وتجدر الإشارة إلى أن الفيلم لا يرتكز على حياة الشهيد بروجردي بل يسلط الضوء على فترة قيادته في المنطقة الغربية، قبل بدء الحرب المفروضة والدفاع المقدس. والفيلم عبارة عن صورة للأحوال الباطنية ونمط حياة وقيادة الشهيد بروجردي كما يلقي نظرة الى فترة قصيرة من حياته وجهوده لخلق الوحدة في غرب البلاد.

مسیح کردستان
محمد حسين لطيفي، في تجربته الثانية في صناعة الأفلام في مجال الدفاع المقدس، يتطرق إلى حياة الشهيد بروجردي لتكريم شهيد يسميه أهالي  كردستان "مسيح كردستان" من خلال القيام بهذا العمل.
فيلم "غريب" هو أحد منتجات موسسه "اوج" السينمائية، "حامد عنقا" الذي سبق له تجربة إنتاج مسلسل "آقازاده" توجه هذه المرة لإنتاج عمل يصور جزءاً من ذكريات الدفاع المقدس في إطار تصوير حياة الشهيد بروجردي.
عرض الفيلم في لبنان
افتتحت الجمعية اللبنانية للفنون- رسالات الفيلم السينمائي الإيراني "غريب"، يوم الأربعاء الماضي بمسرح رسالات في المركز الثقافي لبلدية الغبيري، وذلك برعاية المستشار الثقافي الإيراني في لبنان السيّد كميل باقر زاده وبحضور مخرج الفيلم "محمد حسين لطيفي".
من جهته، قال مدير الجمعية اللبنانية للفنون - رسالات المهندس محمد خفاجة في كلمة ألقاها خلال الافتتاح، إنَّ رسالات تفتتح البرمجة الصيفية بهذه التحفة الفنية التي تُعرّفنا على شخصية مميّزة بطلها الإنسان، والسينما تكفل عدم ضياع الحق في زمن جنون تشويه السّمعة.
وأعلن عن انطلاق العروض العامة للفيلم في مسرح رسالات وبعدها في باقي المناطق، على أن تكون برمجة الأشهر القادمة غنية بمختلف أنماط الثقافة والفن.
بدوره، راعى الحفل المستشار الثقافي الإيراني السيد كميل باقر زاده، حيث أشار إلى أنّ اللغة الفنية هي اللغة التي تستطيع أن تبيّن وتشرح الحوادث العظيمة وترسخها في الأذهان، وأضاف "نحن بحاجة إلى هذه اللغة".
ووجّه دعوة إلى كلّ الشباب المتخصصين بالمجال الفني والمؤسسات الفنية والجهات الثقافية في لبنان لكي يأخذوا بزمام المبادرة، وينطلقوا إلى ساحات الهجوم.
وبعدها تحدّث مخرج الفيلم الأستاذ محمد حسين لطيفي الذي أبدى سعادته لوجوده بين الحضور، متمنياً أن تبقى المودة والمشاركة في مختلف الأعمال الفنية وغيرها لخدمة جبهة المقاومة، وكشف أنّه يسعى من خلال أعماله لإظهار النجوم الحقيقيين وهم الشهداء الذين حموا حدود البلاد وحافظوا عليها.
ملخص الفيلم
"غريب" رمز لأحداث كردستان خلال عامي 1979 و 1980. التي كانت بداية طريق تحويل الشهيد محمد بروجردي إلى "مسيح كردستان".
فيلم غريب يصور حقبة قيادة الشهيد محمد بروجردي في المناطق الغربية بإيران، وقد كتب "حامد عنقا" السيناريو باستخدام كتاب "محمد؛ مسيح كردستان" من تأليف "نصرت الله محمود زاده".
يشهد فيلم "الغريب" عودة محمد حسين لطيفي إلى سينما الدفاع المقدس، وسيختبر بابك حميديان، الذي لعب دور الشهيد بروجردي، مرة أخرى من خلال هذا الفيلم دور الشهيد.
فیلم عن الدفاع المقدس
خلال العقد الماضي، تم نشر خبر إنتاج فيلم أو مسلسل عن الشهيد محمد بروجردي عدة مرات، كما تم تقديم شخصيات كمخرجين ومنتجين للمشاريع، لكن لم يصل أي منهم إلى مرحلة الإنتاج حتى يناير 2021. تم إطلاق مسلسل بعنوان "غريب" حول هذا الشهيد وتم تقديم محمد حسين لطيفي كمخرج له، لكن في شهر أغسطس الماضي أصدرت منظمة السينما الإيرانية رخصة لإنتاج فيلم "غريب".
ظهر بابك حميديان أمام كاميرا "غريب" ولعب دور الشهيد بروجردي بعد فيلم "يوم الشغب" الذي أنتج عام 2019 وبعد عامين من الغياب عن السينما.
هذا الممثل، ذات الوجه الملائم للمكياج والذي شوهد في أدوار مختلفة بمكياج مختلف، ظهر أيضاً بوجه جديد في فيلم "لطيفي" الجديد.
قبل "غريب"، كان بابك حميديان لديه خبرة في التمثيل في أعمال الدفاع المقدس وفي أفلام مثل "مزرعة الأب" لرسول ملاقلي بور، و "الطبل الكبير تحت القدم اليسرى" لكاظم معصومي، و "چ"  لإبراهيم حاتمي كيا، وغيرها.
ميزات الفيلم
"غريب" فيلم يأخذنا عبر محطات مليئة بالإثارة والتشويق، لمعرفة أسرار هذه الشخصية القيادية في أصعب الظروف والتحديات، ونرى في الفيلم بعض من مفاهيم الحرية والإرادة التي تنهض بفعلها الشعوب.
الفيلم يدور حول حياة "محمد بروجردي" الشخصية القيادية الفريدة التي استطاعت أن تحجز مكانها في قلب الصديق والعدو، ويعتقد كثيرون أن كردستان ما كانت لتنجو لولا حضور محمد بروجردي المعنوي والعاطفي بين أهلها.
أي أحداث عاشها أهل هذه المنطقة؟ وكيف أدار بروجردي الصراع في ظل القتل والرصاص والفتنة؟
من جهة أخرى نرى أنه يتشابه فيلم "غريب" لمحمد حسين لطيفي مع فيلم "چ" لإبراهيم حاتمي كيا، ولکن بصرف النظر عن موضوع الفيلمين - وكلاهما يتناول الأزمات السياسية في السنوات الأولى بعد الثورة في محافظتي كرمانشاه وكردستان الكرديتين - فلكل منهما بطل يتجنب الدخول في صراع عنيف ودامي حتى آخر لحظة.
إلا أن حاتمي كيا اهتم بنقطة مهمة في التعامل مع شخصية مصطفى جمران، والتي لا يدقق فيه كاتب سيناريو فيلم غريب!، وهي حقيقة أن صنع البطل أمر جيد، دون أي صبغة أو حتى نقطة ضعف لمنحه وجهاً حقيقياً - إنسان قريب من قديس؛ "مسيح" كردستان نفسه - بدلاً من جعله يحسد عليه، يخلق مسافة بينه وبين الجمهور.
في الأساس، التحدي الأكثر أهمية في تصوير مثل هذه الشخصيات على الشاشة - حتى لو كانوا في الواقع التاريخي، مصدر كل الخير والخير البشري - موجود هنا.
لا يمكن أن ننسب الإخلاص، والشجاعة، واللباقة، والإدارة، والصبر، والإنسانية، والتسامح، والبصيرة، وعشرات الصفات الحميدة الأخرى لشخص ما وإدراج موقف أو تسلسل أو حوار في الفيلم لإظهار كل منهم، ومن ثم توقع الجمهور ليصدقها، وهذا ما نراه في فيلم "غريب".
ولكن مع كل هذه الميزات التي ذكرناه، يمكننا التطرق إلى موضوع آخر وهو أن الفيلم نجح في اجتذاب المشاهد، حيث واجه إقبالاً  كبيراً من قبل الجمهور، وحتى عبر الحدود وواجه الإقبال من قِبَل الجمهور اللبناني، والأمر الذي نراه مشترك في جميع أفلام المقاومة هو أن الجمهور يعير أهمية خاصة للتضحية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي