الطريق إلى القدس
الوفاق/ وكالات
حظيت قضية فلسطين بأعداد هائلة من الدراسات والكتب والمصنفات في شتى المجالات، ولا تزال محورًا لاهتمام الكتاب من مختلف بلدان العالم، غير أن إعداد الأبحاث والكتب في قضية فلسطين من وجهة نظر إسلامية لا تزال تفتقد إليه المكتبة الفلسطينية، ويُعد هذا الكتاب واحدًا من دراسة تاريخية في رصد التجربة الإسلامية على أرض فلسطين منذ عصور الأنبياء وحتى أواخر القرن العشرين
وكذلك يُعد واحدًا من هذه الدراسات التي أخذت في الصدور، خصوصًا منذ الثمانينيات من القرن العشرين، ونال به المؤلف الدكتور محسن محمد صالح الجائزة الأولى من إحدى المؤسسات العلمية.
يحاول الكتاب تسليط الضوء على التجربة الإسلامية التاريخية على أرض فلسطين وفق رؤية إسلامية علمية موضوعية ووفق تصور ينبع من فهم المسلمين لهذه القضية الإسلامية.
ويدرس الكتاب الصادر عن "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات"، بطبعته السادسة عام 2023، كلّ تلك المراحل، وصولًا الى المرحلة المعاصرة في الحديث عن تجربة المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلّة لغاية العام 2022. ضمن فهرس مقسّم الى 5 فصول:
الأول: صراع الحق والباطل على أرض فلسطين قبل الفتح الإسلامي، الثاني: الفتح الإسلامي لفلسطين، الثالث: المسلمون في مواجهة الصليبيين والتتار، الرابع : التجربة الإسلامية على أرض فلسطين منذ أواخر الدولة العثمانية وحتى نهاية الاحتلال البريطاني 1948، الخامس: الخامس: المقاومة الإسلامية على أرض فلسطين.
يدحض هذا الكتاب فكرة الأحقية التاريخية المزعومة لليهود في فلسطين، للانتقال بعدها إلى عرض مرحلة الفتح الإسلامي، وما تلاها من مواجهة المسلمين للصليبيين والتتار، وصولًا إلى التجربة الإسلامية الحديثة والمعاصرة في فلسطين منذ أواخر الدولة العثمانية والانتداب البريطاني، وانتهاءً باستعراض مسارات المقاومة الإسلامية في فلسطين منذ
العام 1949.
ويعتمد المؤلف طوال فصول كتابه على المنهج الإسلامي في التعامل مع التاريخ من خلال إحالة المعطيات التاريخية بمروياتها وآثارها على الشاهد القرآني ويجعله حاكمًا عليه وليس العكس كما يفعل أنصاف المؤرخين والآثاريين، ومن خلال هذا المنهج يتابع المراحل التاريخية للقدس قبل الفتح الإسلامي، ثم في الفتح الإسلامي ومواجهة الصليبيين والتتار وبعده يتعرض للتجربة الإسلامية المعاصرة في ظل الخلافة العثمانية، ويضيف دور حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتفاضة والجهاد.
وبهذا فالكتاب بحق دعوة لاحتفاظ الأمة بأصالتها والإصرار على حقها وتأكيد على أن الكيان الصهيوني الغاصب إنما هو مرحلة من تاريخ الصراع وحلقة من سلسلة، وسيزول كما زال من سبقه من أهل الباطل عندما تثوب الأمة المسلمة إلى رشدها، وتستجمع عوامل قوتها ووحدتها ونهضتها.