الخطوات الأخيرة لإيران ومصر لتحسين العلاقات
ومع ذلك ، يجب القول، بأن مصر تختلف جوهرياً عن السعودية والدول العربية الأخرى نظراً لموقعها وتأثيرها في العالم العربي والإسلامي.
امكانيات؛ وقدرات مصر وعناصرها من الأبعاد السياسية؛ والأمنية والعسكرية هما المحاور التي أعطت لمصر القدرة على استقلالية الصون، وعلى عكس بعض الخبراء والمحللين، أعتقد أن القاهرة في إطار المصالح الوطنية والإقليمية توصلت إلى استنتاج مفاده، أن تعزيز العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في ظل الظروف الاقليمية والعالمية الماثلة هي ضرورة ولكن دون أي شك سترافقها بعض الأثمان.
بالإضافة إلى استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي دخلت مرحلة حرجة،كذلك تزايد الصراعات في الأراضي المحتلة بسبب اجراءات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة وضعف حكومة بايدن ،وتصاعد قوة الصين في المنطقة ودور بكين في القضية الفلسطينية هي من اسباب تغيير وتحوّل سياسة واستراتيجية الدول العربية والإسلامية بإتجاه الشرق، ونشهد نوعاً من التقارب والتعاون الاقليمي الذي يتم تشكيله بدعم من اتفاقيات مثل البريكس وشنغهاي وضعف الدولار. وفي هذا الصدد ، فإن نهج القاهرة في تطبيع واستئناف العلاقات الثنائية مع قطر وسورية وتركيا والعودة الظافرة لدمشق إلى جامعة الدول العربية قد خلق مقاربة متوازنة بحد ذاتها ،حيث شوهد في هذه العملية تحسين العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية. ما تبقى في هذه المرحلة هو المراجعة الدقيقة والمدققة للزوايا الأخيرة للعلاقات من أجل إتخاذ الخطوة النهائية للكشف عن اتفاق كبير وتاريخي ومهم،وأنه من المأمول أن يظهر قريباً.