السيدة نصرت الأمين.. العالمة والفقيهة والمحدثة
الوفاق/ وكالات
إنّ التاريخ الإسلاميّ حافل بنساء مؤمنات، كانت لهنّ أدوار متعدّدة وفي مختلف المجالات، في الثقافة والأدب، وفي ساحات الإيثار والمثابرة ومراقبة النفس والتزكية، حيث قدّم لنا نماذج عظيمة كانت ولا تزال رمزًا للفخر والاعتزاز، ومنهنّ العالمة المجتهدة السيّدة نصرت الأمين التي كانت قدوة ومثالًا يُحتذى به في المجتمع الإسلاميّ، حيث كانت تتمتّع بمراتب علميّة وعمليّة عالية، وتُعدّ بحقّ مفخرة من مفاخر النساء في العالم الإسلاميّ.
منذ قرنٍ وربع القرنِ في إحدى اللّحظات الحرجةِ والخطيرة من تاريخ إيران، وفي ظلّ الحكم الملكيّ المطلق للسّلالة القاجاريّة، في مدينة أصفهان، وُلدت السّيدة نصرت أمين، أو "بانو إيراني" ومعناه السّيدة الإيرانيّة، وهو اللّقبُ الّذي استخدمتْه في مقالةٍ صحافيّةٍ لها، فاشتُهرت به في حياتها وبعد مماتها. فمن هي السيدة نصرت أمين؟
في هذه المقالة المتواضعة نُحاول أن نُسلّط الضوء على هذه المجتهدة العالمة الإيرانية التي نالت وهي في الثّالثة والأربعين من عمرها، وبعد ثلاثة وعشرين سنة من الجهد المستمر والسّعي الدّؤوب لاكتساب العلوم العقليّة والنّقليّة، وبعد امتحانات عديدة وأسئلة فقهيّة وأصوليّة وُجّهت إليها وأجابت عنها، إجازة في الرواية والاجتهاد من علماء عصرها. وقد أثبتت جدارة غير معهودة بين نساء زمانها؛ وكانت لها اليد الطولى في الأخذ بيد المرأة الإيرانية إلى ميادين التعليم والعلم والعمل ضمن الأطر الشرعية.
المولد والنشأة
السيدة أمين من مواليد الـ 20 من حزيران / يونيو للعام 1895م مدينة أصفهان. هي ابنة السيد محمد علي "أمين التجار"، صاحب النسب العلمائي من أسرة السادة "خاتون آبادي"، المتصلة بذرية آل البيت (ع). وقد عُرف والدها بتدينه وتقواه وحبه لرجال العلم، كما كان من أكبر تجار أصفهان في ذلك الوقت وله الكثير من المشاريع الخيرية. ما يعني أن هذه السيدة ولدت في أسرة محافظة لوالد له علاقاته الاقتصادية في المجتمع الإيراني، وهو منفتح فكريًّا، ترعرعت في بيتٍ مليء بالإيمان وحب العلم والعلماء وفي أحضان والدها حصلت على تربية صحيحة بعيدة عن كلّ المعتقدات التي تمنع على المرأة التعلم والمشاركة في الحياة الأُسرية، إضافة إلى تربيتها تربية إسلامية صحيحة قوامها الدّين والأخلاق، ونحن نعلم أنّ المجتمع لم يكن يسمح للمرأة بالخروج إلى ميادين العمل لا في إيران ولا في المنطقة العربية بأسرها.
بدأت بتعلم القرآن الكريم والقراءة وهي في الـرابعة من عمرها، ثم قرأت المقدمات وأوليات العلوم العقلية وجانباً من أوائل الفقه والأصول عند أفاضل علماء عصرها كالشيخ علي اليزدي، والميرزا علي أصغر الشريف، والحاج حسين نظام الدين الكجوئي، والسيد أبي القاسم الدهكردي.
السیدة المجتهدة «أمین» ومكانتها العلمية
بدأت منذ الصغر بتعلم العربية لفهم القرآن، ومن القرآن انطلقت إلى الحقول المعرفيّة الأخرى، وليس العكس، لتصير وهي في الأربعين عالمةً أصوليّةً مجتهدة، تؤصّل لما تقوله بالآيات القرآنية، وبها تُثبت حُجيّة آرائها الفقهية (جامع الشتات)، والفلسفيّة (المعاد) والعرفانيّة (النفحات الرحمانية)، و(مخزن اللآلئ)، والاجتماعية (طريق السعادة)، وفي هذه الكتب كلّها يظلّ القرآن رائدَها في مقام الاستدلال والاستناد، وفيها كلُّها تتجلى بوضوح موسوعيتُها الثقافية وسعةُ مخزونِها المعرفيّ، كتبت باللغتين العربية والفارسيّة، كتبت بالعربية ما هو موجّهٌ إلى الخاصّة أي علماء الدين وطلبة العلوم الدينية الذين يعرفون العربية، أمّا الكتب الموجهة إلى العامّة، أو إلى العامّة والخاصّة على حدٍّ سواء فكتبتها باللغة الفارسية.
كتبها بالعربيّة هي: «الأربعين الهاشمية» و«النفحات الرحمانيّة» و«جامع الشتات». أمّا كتُبها الفارسية فهي: «مخزن اللآلئ»، و«طريق السعادة» و«المعاد ». الكتابُ الأكثرُ دلالةً على سعة مخزونها المعرفيّ كتابُ مخزن اللآلي في فضائل مولى الموالي علي بن أبي طالب(ع)، الذي تتداخل فيه المواضيع التاريخيّة والحديثيّة والفلسفيّة والعرفانيّة بأسلوب أدبيٍّ رفيع. أمّا كتابها "الأربعين الهاشمية" الذي أصدرته في الواحدة والأربعين من عمرها فيمثّل خُلاصة فكرها الفلسفيّ والعرفانيّ، أسلوبه لا يجري على نسق واحد بل يختلف باختلاف الموضوع الّذي يتطرّق إليه، تعتمد فيه على الاستدلال والتّحليل؛ يتضمّن الكتاب مباحث عميقة ودقيقة، فلسفيّة وأصوليّة، ومباحث أخلاقيّة تعالج الأخلاق العمليّة والتّربويّة. ويبيّن إلى أي مدى ارتقى مقام هذه السّيّدة في العلوم العقليّة والنّقليّة، وفي الأخلاق وتهذيب النّفس.
تتلمذ عندها العديد من العلماء، الذين أعطتهم إجازة في رواية الحديث عنها، كالمرجع السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، والسيد عباس الكاشاني، والشيخ عبد الحسين الأميني، والسيد محمد علي القاضي التبريزي. كما كانت تقوم بتدريس العلوم الدينية والتفسير في مركز التبليغ والتعليم الديني، وإلقاء دروس أسبوعية.
«مخزن العرفان في تفسير القرآن» أول تفسير للقرآن کتبته إمرأة
صدر تفسير "مخزن العرفان في تفسير القرآن" من خمسة عشر مجلداً باللغة الفارسية، وتميز بأسلوبه الذي أساسه التحليل والتبيين.
كان النهج الرئيسي لهذا التفسير أخلاقي وعرفاني إذ يبدأ بمقدمة قد تمّ فیه ذكر دافع المؤلف من کتابته، وفضيلة القرآن، ومسألة التفسير بالرأي، وتعدد مستويات التفسير، وبعض القضایا الأخرى المتعلقة بعلوم القرآن.
وقامت الكاتبة في تفسيرها للقرآن الكريم بترجمة عدد من الآيات ثم تطرقت إلى تفسيرها بلغة سلسة وبسيطة يُمكن للجميع فهمها إذ تشير الكاتبة أحياناً إلى أقوال الملا صدرا وبعض الفلاسفة والعرفاء في هذا المجال. وللتفسير طابع أخلاقي وتربوي إذ تعمل المفسرة على هداية القراء نحو توجه عرفاني يبعد القراء عن التوجهات المادية ويجعلهم متوجهين للذات الإلهية.
وقد استفادت "السيدة نصرت الأمين" من التفاسير الشيعيّة والسنيّة في تفسيرها منها "تفسير الملا صدرا" ، و"مجمع البيان"، و"تفسير القمي"، و"روض الجنان"، و"روح الجنان"، وتفسير "العياشي"، و"كشف الأسرار"، و"منهج الصادقين"، و"الميزان"، و"البرهان"، و"جواهر التفسير"، و"روح البيان"، "تفسير البيضاوي"، "درِّ المنثور (السيوطي)، كما اعتمدت في تفسيرها على أشهر المفسرين من الصحابة والتابعين مثل ابن عباس وابن مسعود وعكرمة.
الدور العلمي الريادي للسيدة أمين في نظر العلماء
لم تكن السيدة نصرت بحاجة لأن تخرج إلى العالم لتبين نشاطها واجتهادها، بل العالم زحف إليها يطلب منها المقابلات والأحاديث الفلسفية والعلمية والفقهية، حفظت مكانتها ودورها وريادتها العلمية، فلقد بلغت السيدة أمين من الشهرة بين أهل العلم حدًّا جعل العلماء والفضلاء من إيران والعراق، يتسابقون للقائها فقاموا تباعًا بزيارتها ليناقشوها ويستمعوا إلى آرائها؛ ولإجراء حوارات علمانية أو عرفانية، ومن بين هؤلاء العلامة الأميني، وآغا رحيم، والعلامة الطباطبائي، وآية الله مرعشي وغيرهم الكثير. ومما جاء في بعض أحاديث الشهيد مطهري عنها: "كيف تستطيع امرأة أن تُدرك المسائل المعقدة والفلسفية، وأن تحفظ هذه المصطلحات والعناوين الفلسفية وتدرك أغوارها".
ووصفها المرجع السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في كتابه الإجازة الكبيرة بالـ"العالمة الجليلة المحدثة المتكلمة الفقيهة الأصولية والحكيمة ذات المؤلفات الكثيرة". وفي كتاب المسلسلات في الإجازات وصفها بالـ "المرأة الجليلة تعدُّ من نوابغ عصرنا وأغاليظ الدهر، ألفيتها عالمة متبحرة في العقليات والسمعيات... وأمر هذه الشريفة مما يقضى منه العجب في هذا العصر، فهي فريدة العصور ونادرة الدهور، حجة على نساء العصر، وآية لبارئ الدهر، والغريب في أمرها مع قيامها بأمر الزوجية وإدارة المنزل وتربية الأطفال، نالت هذه المراتب السامية العالية".
إعطاء الفرصة للمرأة لإثبات مكانتها ودورها
أدركت أنّ التّصدي للفساد الذي ينتشر، وابتعاد الناس عن الفضائل وتركهم للمكارم لا يكون إلا بنشر الأخلاق وإعادتهم إلى دينهم وإيمانهم بالله تعالى ويوم القيامة والسير على نهج الأنبياء والرسل، فأخذت على عاتقها مخاطبة جيل الشباب والشابات -الذي هو في عين العاصفة- وسعت جاهدة لإنقاذهم بشتى الوسائل؛ بالتعليم تارةً، وبالوعظ والإرشاد تارةً أخرى، وبالكتابة ثالثة.
بدأت السيدة نصرت في الأربعين من عمرها التدريس: محاضرة أسبوعية في منزلها للنساء والشابات وتعلّم الفتيات ما يجب أن يحصلن عليه من علوم تكون الساعد والمساعد لهن في حياتهن الزوجية. في مرحلة لاحقة كان همها الأول هو أن تخرج النساء من الجهل إلى ميادين العلم والثقافة والتطور والنمو؛ الأمر الذي يؤدي إلى بناء أُسرٍ مثقفة منفتحة متعلمة، وكل ذلك في إطار الثقافة الإسلامية؛ فالتعليم وحق المرأة في العمل موجودان في الإسلام الذي أهداهما إلى الحضارة الغربية أصلاً، ومن حقها أن تمارسهما في حدود قيمنا ومفاهيمنا “ففتحت أول مدرسة ابتدائية للبنات، وقد كانت تُدرّس فيها المواد نفسها التي كانت تُعطى في المدارس الأجنبية، وذلك لأجل تشجيع الأهل على تعليم بناتهن؛ وعدم تركهن من دون تعليم؛ ينهش الجهل فكرهن وحياتهن.
حصلت السيدة أمين في العام 1964م على رخصة لإنشاء مدرسة دينية ابتدائية لتعليم البنات “ولما علمت النساء… اللواتي كن يحضرن… درس التّفسير في منزل السيدة طالبن بفتح مدرسة دينية ثانوية”، وتوالت بعد ذلك المؤسسات التّعليميّة التي أنشأتها السيدة نصرت ومنها: الحوزة الفاطمية؛ والمدرسة الثانوية “مكتب أمين”، وقد شُيدت هذه المؤسسات على نفقتها؛ وأدارتها بمساعدة صديقاتها، وطالباتها ومن تتقدم من النساء لخوض غمار الحياة العملية. ساهمت في تغيير الواقع العملي للمرأة الإيرانية، وقد أعطتها الفرصة لتثبت مكانتها ودورها القيادي الذي لا يقل أهميّة عن دور الرجل، ورفدت الأُسر الإيرانية بفتيات متعلمات مثقفات مؤمنات؛ وأظهرت أنّ الدّين يقف خلف تقدمهن في مجالات العلم والعمل، ودحضت المزاعم التي تقول عكس ذلك؛ مّا يشير إلى أنّها سيدة صاحبة رؤية نافذة، وصبر متوقد، وعزيمة لا تنثني ولا تكل أو تتعب.
الحجاب رمز الهوية الإسلامية
حملت هذه المجتهدة على عاتقها النهوض بالمرأة الإيرانية ومساعدتها لتجد مكانتها الثقافية والعلمية اللائقة. ولتظهر عبر عملها نفي ما كان شائعاً بأن المرأة في تلك الحقبة كانت غير متحضرة أو غير فاعلة في المجتمع، بسبب ارتدائها الحجاب، وصد الأفكار التي كانت تروج أنّ التّقدم والحضارة قد حُصِرا في نزع الحجاب والخروج إلى المحافل الثقافية المختلطة، وذلك بالاستناد إلى مفاهيم التحرر التي أطلقها الغرب.
فلقد انخرطت السيدة أمين في النّقاش الدّائر في إيران حول موضوع الحجاب، وقد أخذت على عاتقها مهمّة الدّفاع عن الدّين في وجه أعدائه، والحجاب كما تراه واجب شرعيٌّ، ورمز الهُويّة الإسلاميّة.
مواقف السيدة أمين قبل انتصار الثورة الاسلامية
قبل انتصار الثورة الإسلامية، حاولت إحدى النسوة التي تدعى "صدّيقة دولت أبادي" الترويج للفكر اللاديني عبر إنشاء "شركة نساء أصفهان" مع مجموعة من النساء المتشابهات معها في التفكير. لكن السيدة أمين استطاعت التصدي لهذه المحاولة عبر تنظيمها لاجتماعات دينية نسائية وإنشائها لـ "مركز الدعاية والتعليم الديني"، واستطاعت استقطاب الكثير من النساء المتدينات اللواتي اعترضن على أداء الشركة النسائية في أصفهان، ما اضطر "دولت أبادي لإغلاق الصحف التابعة لها.
وكذلك كان للسيدة أمين مواقف جريئة ضد إجراءات الحكومة، إذ أعلنت على الملأ رفضها حضور الاجتماعات الّتي تقيمها الحكومة لكبار الشّخصيّات مع زوجاتهم، وإصراِرها على الالتزام بارتداء العباءة، وانتقالها إلى مدينة قم المقدسة، فأظهرت للنّاس وللنّساء اللّواتي يقلّدنها، ويَرَيْنَها مثالًا أعلى لهن موقفَها عمليًّا، ومن ثم توضيح القضيّة والكلام حولها أمام النّساء والشّابات اللّواتي يجتمعن في منزلها – على الرّغم من صعوبة التّنقّل في الطّرقات-، والكتابة عن هذه القضيّة لتبيان أغراض السّاسة وأهدافِهم.
السيدة أمين والثورة الإسلامية
كانت السيدة أمين من المؤيدين والمعتقدين بالثورة الإسلامية وقائدها العظيم الإمام الخميني(قدس). وفي هذا الإطار ورد عن أحد طلابها أنها في العام 1978م لم تستطع الخروج من بيتها لتأييد الثورة الإسلامية بسبب كهولتها، وكانت تتابع أحداث الثورة عن طريق التلفاز، وعندما كانت تشاهد الإمام (قدس) عبر التلفاز وهو يفسر سورة الحمد، كانت تعجب ببيانه والبحوث التي يطرحها وقرأت كتبه وقالت: "لأن الإمام الخميني(قدس) كانت لديه معارف عالية فقد استطاع أن يقوم بهذه الأعمال المحيّرة للعقول (وأن ينتصر على كل قوى العالم)". كما أن الإمام(قدس) كان يسأل عن أحوال هذه السيدة المجتهدة.
فقد قال أحد العلماء في أصفهان آية الله السيد أحمد فقيه إيماني في هذا المجال:" لقد تشرفت بالحضور عند الإمام الخميني (قدس) عدة مرات، وكان يسأل عن أحوال السيدة المجتهدة أمين وعن صحتها، وفي المقابل عندما كنت أذهب إلى منزل الحاجة السيدة أمين كانت تسأل عن صحة الإمام الخميني (قدس) وتدعو له بالتوفيق في تحقيق الأهداف المقدسة للإسلام".
وفاتها
توفّيت عن عمر قارب السبعة والتسعين عاماً، في الليلة الاُولى من شهر رمضان المبارك سنة 1983م، وشيّعت تشيعاً كبيراً حضره العلماء والفضلاء ومختلف الطبقات المؤمنة، ودفنت في مقبرة أسرتها في "تخت فولاذ"، وبُني على قبرها قبة فخمة، أصبحت مزاراً يقصده أهل أصفهان وغيرها، ورثاها جمعٌ كبير من شعراء إيران بقصائد ومقطوعات شعرية، وأبّنها الخطباء، وذكرتها الصحف الإيرانية الصادرة آنذاك.
ختاماً يتبين لنا من سيرة السيدة نصرت أمين أنها كانت محبةً للعلم متواضعة على الرغم من المكانة العلمية، والاجتهادية التي وصلت إليها. كانت زاهدة في طلب المراكز الدنيوية؛ واكتفت بأن تكون معلمة لبنات جيلها انطلاقًا من منزلها مع محافظتها على متانة أسرتها وحياتها العائلية على أحسن ما يكون. وقد مدّت يد المساعدة لهؤلاء البنات، وأنشأت لهن المدارس والثانويات، وعلمتهن اللغة العربية، وفتحت لهنّ باب الثقافة على أوسعه.
امتهنت التعليم لمّا لهذه المهنة من الأثر التربوي والتعليمي على المجتمع؛ ونحن نعرف أنّ المرأة هي التي تنشئ وتعلّم، وهي لا تزال إلى اليوم محط اهتمام الدولة الإيرانية للأثر الذي تركته في مجتمعها. كانت صاحبة رأي سياسي، وقد تفاعلت مع الأحداث التي جرت في بلدها، وأبدت إعجابها بثورة الإمام (قدس) التي غيرت معها تاريخ المنطقة العربية بأسرها. السيدة أمين تستحق الكتابة والتعريف بها وتبيان موقعيتها وأفكارها العلمية والفكرية لهذا الجيل والأجيال القادمة من الفتيات المسلمات ليتسنى لهم الاستزادة منها، وفهمها بشكلٍ أفضل وأعمق.