الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وخمسون - ١٥ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وخمسون - ١٥ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

الكيان الصهيوني فقد تفوّقه العسكري الحاسم الذي رافقه منذ نشوئه في المنطقة

KHAMENEI.IR
لقد تم نشر القسم الأول من الحوار يوم أمس وننشر لكم اليوم القسم الثاني:
ماذا عن الاعتقاد الفلسطيني على طول فترة الصراع. يعتقد اليوم بهذه الفكرة ويذهب بها إلى التطبيق العملي. أشرتم منذ قليل إلى المحيط على المستوى الإقليمي ورصيد إنجازات المقاومة هذا، كم كان له أثر على مستوى الاعتقاد بالفكرة؟
أريد أن أؤكّد لك أمراً وهو أن الشعب الفلسطيني شعب لديه خبرة و"ياما ماكل عصي" و "ياما ماكل هزائم" و "ياما سامع خطابات مدوية ما عملت أي شيء"، حسناً، ما الذي غيره الآن؟! ما الشيء المختلف عن الماضي الذي يحدث الآن؟ والذي له قيمة أنه مع مرور الوقت يحمل درجة عالية من المصداقية. بدأ الشعب الفلسطيني يشعر الآن، ليس بالضرورة بالوعي وبالقناعة وإلى آخره إذ أحياناً يتشكل إحساس عام ربّما يكون غامضاً أحياناً، أن الدنيا تغيرت وأننا نستطيع أن نفعل، ونستطيع أن نهاجم حتى. عندما يقال لك هذا المثل "يصبح في شعور أنه تطيح العين فيك" (تسقط من عينه، يجب أن تكون هناك بوادر قوة لديك فربما تضرب الطرف الآخر، ولكن عندما يراك الطرف الآخر تضعف، فيهاجمك هنا. فلذلك، عندما يبدأ الشعب الفلسطيني بمقاومته، ويقوم بما يقوم به الآن، فهذا معناه أن عنده شعور بإمكانية أن يحدث هذا على الأرض. لا يحدث هذا الشعور إلا بعد تجربة وبعد تأكد ويأخذ وقته، لا تعتقد أن هذا ابن اللحظة. نحن لدينا عشرات السنين من النضال. حسناً، خذ على سبيل المثال رعد الذي نفذ عملية «دوزين كوف» أو ضياء الذي نفذ عملية «بن براك». حسناً، هؤلاء موجودون قبل عشر سنين وقبل خمس سنين وهم شباب، ما الذي دفعهم الآن في هذه الفترة، مع أنّه هو نفسه، هو نفس الشخص، هو نفس الشعب ونفس الأمهات معناه أنّه قد حدث تغيير في قراءته للوضع، وبشعوره وبتقييمه. ماذا يمكن للعدو أن يفعل؟ أي الذين سحبوا السلاح وأعلنوا المقاومة في جنين، لو لم يكونوا متأكدين أن العدو لن يكتسحهم لعلهم لم يفعلوها. ليس هناك شيء يضطرهم أن يفعلوها، ولكن هم رجحوا أننا نستطيع أن نفرض على العدو. أنا هنا أحاول أن أجمع بين الحقائق التي تتشكل على الأرض والمصداقية الذي تتشكل على الأرض. الناس عندهم استعداد دائم للتضحية، عندهم شجاعة دائماً، ولكن أحياناً الشجاعة كانت بالصبر، تستقبل العصي، ليست الثورة دائماً. كلا، هذا شيء يتشكل بالحياة وبالنضال وبالمقاومة وبالأمثلة وبالقدوات. الناس تراقب وتعرف. أنا بحسب تجربتي القديمة، كل عمري كانت تأتي مثلاً ظروف نريد من الناس أن تتظاهر، ندعوهم إلى التظاهر: انزلوا تظاهروا أو شيء من هذا القبيل، لا ينصتون لكلامنا ثم تأتي الشرطة وتعتقلنا بضعة الأشخاص نحن، تضربنا وتدخلنا السجن. مرات أخرى، لا نرى إلا أن الناس تدفقت إلى الشوارع، وملأت الشوارع. حتى لما وقعت الثورة الإسلامية في إيران، كان الحال نفسه أيضاً. يجب أن يحدث تراكم، أي في ثورة خرداد في 1963 لم يفعلوا كما فعلوا عام 1979، لأن هناك عوامل هي سنن من سنن الله. عندما أتحدّث عن موازين القوى، الآن يوجد أناس يعتقدون أنه الكلام عن موازين القوى أمر يتناقض مع الإيمان وأنه ليس تركيز على الإيمان وأنه كذا.. لا، موازين القوى سنن إلهية صنعها ربنا، كيف تتشكل السنن، كيف تؤثر الموازين سلباً وإيجاباً؟ مثل كل شي يحدث في الحياة.
أشرت إلى الثقة بالنفس والمصداقية. يعني إذا أردنا اليوم أيضاً أن نستحضر كلام سماحة الإمام الخامنئي ـ حفظه الله تعالى ـ في حديثه عن أفول الكيان الصهيوني، كان الكلام يدور حول خمسة وعشرين سنة، واليوم يدور حول أقل من ذلك، كم يستشعر الشعب الفلسطيني الأمل من هذا الكلام؟
أنت الآن يجب أن لا تلوم كثيراً من الناس عندما سمعوا هذا الكلام وقالوا: معقول؟! كيف خمسة وعشرين سنة؟! كيف خمسة عشر سنة؟! كيف أصبح أقل من خمسة وعشرين؟! في البداية، لأن هذا يدخل بشكل مضاد لموازين القوى التي كانت سائدة والتي نحن نعلمها: كيف من الممكن أن يزول الكيان الصهيوني بهذه السهولة؟! بالتالي عندما نستمع إلى هذا الكلام ومن شخص مسؤول، ومن شخص له احترامه وله مصداقيته وله أهميته، لا نستطيع أن نقول فقط هكذا يريد، بل لديه حسابات بعضها نعرفها، ولا نعرف بعضها الآخر. الآن أصبح الحديث عن إمكانية أفول الكيان الصهيوني قابل للنقاش. وهذه ليست بأفكار، لأنه عندما تقول قريب، يعني أنك تريد أن تهزم عالماً بأكمله، وليس أن تهزم الكيان الصهيوني وحفنة من الذين يقبعون في فلسطين. بل المستكبرين الذين يسيطرون على العالم. عندما تقول هذا الكلام، فهذا يعني أنك ترى المستكبرين يتكسرون وتريد أن تتحداهم.  التفت، هناك نوعان من التحدي. تستطيع أن تقول في السابق دائماً كان هناك تحدٍّ وصمود وصبر، الآن سوف يتحول هذا التحدي لانتصارات، وسوف يتحول لشيء ملموس، ليس فقط إلى صمود وعنفوان وتحضير وتحدي. نحن دخلنا الآن في مرحلة جديدة "فظيعة"، أنا شخصياً ما كنت أتصور أنّني قد أرى في حياتي موازين قوّة مثل هذه أو ظرف مثل هذا أو وضع مثل هذا. مثلاً هذا صار أمراً محسوماً، أن تصير الضفة درع القدس، فهذه تحتاج عملياً إلى ما تحدّث عنه الإمام الخامنئي. عندما رفع الإمام نظرية "سلحوا الضفة"، فهذا ليس بالأمر الهين. من كانت لديه الجرأة أن يتحدث حول هذا الموضوع؟! لم يكن أمراً سهلاً وفعلاً، وقد وقع جهد كبير حتى بدأ يتشكل وتحدث متغيرات مهمة حتى تحولت إلى واقع الآن. هذه أمورٌ تحتاج إلى إيمان. التفت، الإيمان موجود دائماً، ولكن هناك فرق بين إيمان الاحتمال والنضال والتضحية؛ هذا نوع من الإيمان، وبين إيمان أنك من الممكن أن تنتصر وتستطيع أن تهزم. هذا ليس مسألة بسيطة.
لو سمحت دعني أتحدث قليلاً عن "ماوتسي تونغ"، أي أن أخرج قليلاً عن عالمنا الإيماني، "ماوتسي تونغ" له عبارة كانت تدهشني حيث يقول: «يجب أن نتجرَّأ على النصر»، أي إمكانية أنّ تتجرّأ تحتاج جرأة، كنت أقول: كيف يمكن أن يحدث ذلك؟! فعلاً الكلام الذي يطلقه الإمام الخامنئي هو تجرؤ على الانتصار. أنت تعتقد أن من يقول لك أنا أريد أقف مع الشعب الفلسطيني بوحدة الساحات؛ وهل هذه مزحة؟! ليست بالأمر السهل! ماذا عن إمكانيات العدو، أنت لا تقاتله وحده. صحيح أنك أنت متجرأ عليه ولكن يجب أن تعرف أنك تحتاج جرأة ويجب أن تتحمل مواجهته، أي إنّ الانتصار هنا لن يكون بالأمر السهل، ولكن سوف يأتي. هذا هو الفارق.
وبالتالي أنا لا انظر لهذا الكلام أنه كلام للحماسة، ولا الكلام لرفع المعنويات، ولا للمزايدة. هذا الكلام للإعداد، ولكن ميزة هذا الكلام أنه سابق لأوانه وبعيد النظر، وليس من السهل أن ترى أهميته، تماماً مثلما حصل عندما أعلن الإمام الخميني ـ رحمه الله ـ يوم القدس في كل آخر جمعة من شهر رمضان. أنا في ذلك الوقت، كنت لعله في طهران وقتها، ولكن قلت: ما الأمر الآن؟ ما الذي طرأ على فكر هذا الأخ حتى يأتي بقضية القدس؟! نحن كنا في الساحة الفلسطينية معتبرين أن القدس هي قضية موجودة [كباقي القضايا] ولكن أن تجعلها قضية القضايا وتوحد الأمة الإسلامية كلها عليها وتجعلها هي نقطة الصدام الأولى الذي تأخذك إلى الصراع!
كانت نظرة ثاقبة بعيدة المدى وأهميتها أن انظر كيف تبدّلت هذه التطورات لواقع، لأن السياسة والأفكار أيضاً تحتاج أن تثبت نفسها على الأرض، فتقديرات الموقف ليس فقط أن تقوم بتقدير الموقف. عندنا مثل شعبي لعله موجود في بلاد أخرى «الماء يكذب الغطاس» الذي يقول لك: أنا أجيد الغطس، تفضل يا أستاذ هذه الماء، والتطبيق هو الذي يكذب أو الغطاس يثبت صدقه.

 

البحث
الأرشيف التاريخي