الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وخمسون - ١٥ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وتسعة وخمسون - ١٥ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

في ضوء زيارة رئيس الجمهورية لدول فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا...

جولة إستراتيجية في الحديقة الخلفية لأمريكا

كانت فنزويلا المحطة الأولى لجولة رئيس الجمهورية آية الله السيد إبراهيم رئيسي والوفد الايراني الرفيع في أمريكا اللاتينية التي توصف بـ"الحديقة الخلفية" للولايات المتحدة، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من جولة مماثلة قام بها وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
تمخضت المباحثات الإيرانية الفنزويلية وزيارة رئيس الجمهورية الى فنزويلا الذي وصل الاثنين الى العاصمة كاراكاس، برفقة وفد رفيع المستوى يضم كل من وزير الثقافة والخارجية والنفط والدفاع والصحة، حيث اقيمت له مراسم استقبال رسمية الثلاثاء بحضور "مادورو" عن التوقيع على 19 وثيقة ومذكرة للتعاون المشترك. وشملت مجالات مذكرات التعاون المشترك.. الاتصالات والتكنولوجيا و الطاقة والزراعة والنقل البحري والمجالات الثقافية. وتغطي أيضا.. التعدين والدفاع والرعاية الصحية وإنتاج الأدوية ومجالات أخرى.
وأعلنت وزارة النفط الإیرانية عن توقیع عدة اتفاقيات تعاون بین إيران وفنزويلا في مجال تطوير الحقول والمحطات النفطية، وتنشيط طاقة التكرير والبتروكيماويات خلال زيارة آية الله رئيسي للعاصمة الفنزويلية كاراكاس، ويمضي التعاون النفطي الإيراني-الفنزويلي في مجال تطوير الحقول وتحديث المصافي والمجمّعات البتروكيماوية وتجارة النفط قدماً بشكل متنامي ومتزايد وصولاً الى توقيع وثائق ومذكرات تعاون مشتركة جديدة.
وقال رئيس الجمهورية في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الفنزويلي أمس الأول بهذا الصدد: ان العلاقات الثنائية إستراتيجية، ومصالحنا مشتركة ونواجه نفس الأعداء. واثبت الشعب الإيراني للشعب الفنزويلي حقيقة كونه صديق الأيام الصعبة.
ثمار الجولة تجارياً
عن ثمار الجولة إقتصادياً وتجارياً أوضح رئيس الجمهورية ان التبادل التجاري سيرتفع من 3 مليارات في 2021 إلى 10 وثم إلى 20 مليار دولار سنويا. ونوه بان ايران وفنزويلا تواجهان تهديدات وضغوطا وإجراءات حظر أمريكية منذ سنوات بسبب مواقفهما المستقلة.  وأشار الرئيس آية الله السيد ابراهيم رئيسي إلى ضرورة تحويل العقوبات والضغوط إلى فرص للتقدم، وقال: إن هذه الحركة بدأت في إيران واتخذت خطوات جيدة في هذا الاتجاه في العامين الماضيين ويمكن الاستفادة من هذه التجارب في فنزويلا ايضا. وأوضح أنه في المشاورات التي أجريت خلال هذه الزيارة ، ركزنا على ضرورة توسيع العلاقات ودراسة آلياتها ، وأضاف: هناك طاقات وإمكانيات جيدة جدًا في البلدين، يمكن أن يؤدي تحقيقها إلى النهوض بالعلاقات الثنائية الى مستوى عال جدا رغم العقوبات الجائرة وتأمين مصالح الشعبين الايراني والفنزويلي.
المعايير المزدوجة لقوى الهيمنة
وفي إشارة إلى إجراء الانتخابات بشكل منتظم في إيران وفنزويلا وإقامة أنظمة ديمقراطية في هذين البلدين، انتقد السيد رئيسي المعايير المزدوجة لقوى الهيمنة في التعامل مع الدول بذريعة الديمقراطية. واعتبر الرئيس الايراني التطلع للحرية من السمات المشتركة لشعبي إيران وفنزويلا. من جهته اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في مؤتمره الصحفي المشترك مع السيد رئيسي، الجمهورية الاسلامية الايرانية بانها قوة ناشئة في العالم الجديد.
وأجرى رئيس الجمهورية عدّة لقاءات في فنزويلا منها مع الجالية الايرانية في هذا البلد ومع حشد من النخب والطلبة الجامعيين الفنزويليين، علاوة على لقائه بعدد من النشطاء والأعضاء في المنظمات الإسلامية والثقافية في فنزويلا، بالإضافة الى تفقّد معرض ايران للعلوم والتكنولوجيا في كاراكاس، حيث استعرض رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة، السبل الكفيلة بتسهيل حضور الشركات الايرانية المعرفية في فنزويلا والاستفادة من الطاقات الكبيرة المتوفرة لدى هذا البلد.
نظام الهيمنة لا يطيق ارادة الشعوب
وأكد رئيس الجمهورية خلال هذه اللقاءات ان نظام الهيمنة لا يطيق ارادة الشعوب، مؤكدا ان تجربة الشعب الإيراني أظهرت أن الصمود والمقاومة هما السبيل الوحيد لمواجهة العدو. واضاف السيد رئيسي ان الامام الخميني وقائد الثورة علمانا بانه ليس الاستسلام بل الصمود والمقاومة يفرضان على العدو التراجع، وإن التصور بأن العدو يتراجع في حال الاستسلام له هو أمر خاطئ تماما. وذكر رئيس الجمهورية أن النظام العالمي الذي يحكم العالم هو النظام الذي يريده نظام الهيمنة، وقال: هذا النظام يسعى فقط للهيمنة على دول العالم وهم يعتقدون أن الموارد المادية للعالم كله يجب أن تستخدم لتحقيق أهدافهم.
وفي نيكاراغوا صرح رئيس الجمهورية في حفل الاستقبال الرسمي الذي اقامه له نظيره النيكاراغوي "دانييل أورتيغا" في ساحة الحرية بالعاصمة ماناغوا بأن الشعب الإيراني فرصة للخروج من التهديدات والعقوبات وأحرز الكثير من التقدم في هذه الفرص لافتا الى ان ايران تعتزم مواصلة العلاقات مع  نيكاراغوا في جميع المجالات وخاصة العلوم والتكنولوجيا. واضاف رئيسي بأن الرغبة في الاستقلال والحرية والعدالة هي السمة المشتركة لثورتي الشعبين الإيراني والنيكاراغوي. وفي اشارة الى ان الشهيد اللواء قاسم سليماني الذي استشهد على أيدي الأمريكيين والذي كان بطل مكافحة الارهاب، أكد اية الله رئيسي على توصية قائد الثورة الاسلامية لمواجهة الاعداء والتي تقوم على مبدأين أساسيين الاول وهو ما ذكره الرئيس النيكاراغوي ايضا في بداية حديثه وهو الإيمان بالله والمبدأ الثاني  هو الأمل بالمستقبل.
جذور قوية في النضال ضد الهيمنة  الامريكية
وبدوره اكد رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا على ان لثورة البلدين جذور قوية في النضال ضد هيمنة حكام الاستكبار وخاصة امريكا. وسيجري اليوم رئيس الجمهورية جولة واعدة في كوبا للمضي قدماً بالمزيد من تحسين العلاقات على كافة الأصعدة لا سيما الاقتصادية منها.
ويرى مراقبون، جولة الرئيس رئيسي على بلدان ثورية بانها تعتبر جغرافيا الحديقة الخلفية لأمريكا نقلة إستراتيجية ايرانية. هذا وقد تحدت ايران الغطرسة الأمريكية بتقديم أنواع الدعم لفنزويلا في خضم العقوبات الأمريكية على هذا البلد.
كما أجرى الوفد الحكومي الذي يرافق رئيس الجمهورية في جولته بدول أمريكا اللاتينية، لقاءات منفردة مع نظرائهم في الدول الثلاث التي شملتها الزيارة، وجرى الإتفاق على تطوير التعاون الثنائي في كافة المجالات.
اتفاقيات لتعزيز العلاقات
وشهدت زيارة السيد رئيسي توقيع إيران والدول الثلاث على اتفاقيات لتعزيز العلاقات والالتفاف على العقوبات الأمريكية عبر رفع مستوى التعاون الاقتصادي والسياسي والعلمي، مع وزن أكبر للملف الاقتصادي في ظل الأزمة الاقتصادية في إيران، تحت وطأة العقوبات الغربية بقيادة أمريكا.
الجولة تأتي في سياق تشكيل تحالفات ثنائية لمواجهة السياسات الأمريكية؛ إذ تشترك دول في أمريكا اللاتينية مع إيران في معارضتها لتلك السياسات المتغطرسة التي تتبناها أمريكا وحلفائها في العالم.
التواجد في حديقة واشنطن الخلفية
إذ ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وعبر جولة السيد رئيسي، حريصة على التواجد سياسيا في "حديقة واشنطن الخلفية"، لموازنة حضور أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما حضورها العسكري في مياه منطقة الخليج الفارسي، خاصة بعد أن تمكن الأسطول البحري الإيراني من التواجد في المياه الإقليمية لدول أمريكا اللاتينية خلال الأعوام الماضية.
كما أن الجمهورية الاسلامية الايرانية ضخت استثمارات كبيرة في دول بأمريكا اللاتينية، خاصة في مجال تدشين متاجر لبيع البضائع الإيرانية، وشراء حصص كبيرة من مصافي النفط وإمداد تلك الدول بالبترول الإيراني، في مقابل اتهامات أمريكية بالالتفاف على العقوبات.

 

البحث
الأرشيف التاريخي