تلعب دوراً مهماً في التعددية والفترة الإنتقالية للنظام الدولي

العدّ التنازلي لعضوية إيران الدائمة في منظمة شنغهاي

الوفاق/وكالات
ستبدأ العضوية الدائمة لإيران في منظمة شنغهاي في تموز/ يوليو من هذا العام بحضور رئيس الجمهورية آية الله السيد إبراهيم رئيسي.
ووفقاً لمصادر إعلامية مطلعة، سيعقد رؤساء الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون إجتماعاً إفتراضياً في أقل من أربعة أسابيع برئاسة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وكما ذكر وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، قبل أيام، بأن العضوية الدائمة لإيران في منظمة شنغهاي ستبدأ في تموز/ يوليو من هذا العام بحضور رئيس الجمهورية آية الله السيد إبراهيم رئيسي، فقد أفادت وسائل إعلام هندية أن هذا الاجتماع سيعقد في 4 تموز/ يوليو تزامناً مع الرئاسة الدورية لهذا البلد.
العقبات التي أدت لإنتظار 18 عاماً
لا شك أن عضوية إيران الدائمة في منظمة شنغهاي مرت بعملية طويلة، بدءاً من عام 2005، أي بعد أربع سنوات من إنشاء منظمة شنغهاي للتعاون أصبحت إيران عضواً مراقباً في هذه المنظمة إلى جانب الهند وباكستان. ومنذ عام 2006 تقدمت ايران بطلب الحصول على عضوية دائمة في هذه المنظمة؛ ولكنها لم تحصل عليها الى يومنا هذا، بينما أصبحت دولتا الهند وباكستان أعضاء دائمين في هذه المنظمة في صيف عام 2016.
يشار الى أنه من أجل قبول أعضاء جدد في هذه المنظمة يجب أن يوافق جميع الأعضاء تماماً على عضوية الدولة الجديدة. كما تظهر الأدلة أنه في الحكومتين السابقتین لحكومة رئيسي لم تتم متابعة عضوية إيران الدائمة في منظمة شنغهاي بجدية، بينما سعت حكومة السيد رئيسي بكل جهودها لتحقيق العضوية الدائمة لإيران والتي ستأخذ مجراها قريباً.
حل لغز عضوية إيران الدائمة
وبسبب سياسة ونهج حكومة السيد رئيسي في التعاطي مع القضايا الدولية مؤكدة تعزيز العلاقات مع العالم كله بدلاً من العلاقات مع عدد قليل من الدول الغربية وعدم إيلائها الأولوية لقضايا مثل خطة العمل المشترك الشاملة وFATA، تحسنت وجهات النظر تجاه الدول الأخرى وتغيرت الأوضاع، الأمر الذي أدى الى قبول العضوية الدائمة لإيران في منظمة شنغهاي.
وعندما تولت حكومة السيد رئيسي مهامها، أعلن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي آنذاك أنه تم إزالة العقبات السياسية أمام عضوية إيران في منظمة شنغهاي، وسيتم العمل بهذه العضوية حين الإنتهاء من الإجراءات الفنية.
وبناء عليه وفي إطار سياسة الجوار والنظرة المتوازنة لقدرات العالم التي تتبعها حكومة السيد رئيسي، فقد أظهر هذا الحادث أن الحكومة الإيرانية الجديدة أعطت الأولوية للتدابير الدبلوماسية الجادة من أجل تحسين العلاقات مع الدول الأعضاء في هذه المنظمة وتمكنت بسرعة من الحصول على موافقة جميع أعضاء شنغهاي.
ولهذا السبب، سافر رئيس الجمهورية، في أول رحلة خارجية له كرئيس للجمهورية، إلى طاجكستان في شهر أيلول/ سبتمبر 2021 بدعوة رسمية من نظيره الطاجيكي إمامعلي رحمان، للمشاركة وإلقاء كلمة في القمة الحادية والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون، وتمكن من الحصول على إذن لتغيير العضوية من مراقب إلى دائم.
وبعد ذلك بعام، توجه رئيس الجمهورية الى أوزبكستان مترئساً وفداً رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون واتخاذ التدابير النهائية والقانونية لإتمام عملية العضوية الدائمة لإيران، وذلك بدعوة رسمية من نظيره الأوزبكي شوكت ميرضيايف.
ومع ذلك، فان هذا لا يعني العضوية الكاملة لإيران؛ لكن بناء على لوائح منظمة شنغهاي للتعاون كان ينبغي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تتخذ خطوات للموافقة على الوثائق اللازمة للمرور بعملية العضوية الدائمة في شنغهاي.
الموافقة على مشروع قانون مذكرة الإلتزامات
تماشياً مع متابعة التدابير الفنية والقانونية في هذا الاتجاه، تمت الموافقة على مشروع قانون مذكرة الإلتزامات للجمهورية الإسلامية الإيرانية تتكون من مقدمة وسبعة مواد وملحقين من قبل مجلس الشورى الإسلامي، والتي تم خلالها منح الإذن للحكومة بتبادل الوثائق للحصول على مكانة دولة عضو في منظمة شنغهاي للتعاون في شباط/ فبراير 2022.
ليس هذا فقط، وبحسب المتحدث بإسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية أبوالفضل عمويي، فانه في الوقت نفسه ومن أجل الانضمام إلى منظمة شنغهاي وضعت إيران الموافقة على 49 وثيقة موجودة على جدول الأعمال منذ تشكيل هذه المنظمة. وتابع هذه الأحداث رئيس الجمهورية شخصياً والوزارات المعنية في الأروقة التشريعية والتنفيذية في البلاد.
ومع تسريع الأمور القانونية والإدارية، تظهر الأدلة إن العملية التي تستغرق وقتاً طويلاً لعضوية إيران في شنغهاي ستحدث في أقل من شهر.
بيئة أكثر ملاءمة للتفاعلات الدولية
ومن هذا التاريخ، ستكتسب ايران، بإعتبارها أحد الأعضاء الدائمين والرئيسيين في منظمة شنغهاي للتعاون، بيئة أكثر ملاءمة للتفاعلات الدولية في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والنقدية والمصرفية والطاقة والمجالات الثقافية.
أيضاً ومع وجود إيران في هذه المنظمة، ستزداد أهمية ومكانة منظمة شنغهاي لأن إيران لديها قوة استقرار في المنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي والجيوسياسي وتربط الدول الأعضاء في هذه المنظمة بالخليج الفارسي والقوقاز.
الجدير بالذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة دولية وأوراسية تأسست على شكل تحالف سياسي واقتصادي وعسكري في مدينة شنغهاي في 15 حزيران/ يونيو 2001 من قبل 6 دول وهم الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان. بعد ذلك، انضمت الهند وباكستان أيضاً إلى هذه المنظمة كأعضاء كاملين في 9 حزيران/ يونيو 2017 في اجتماع أستانه. والآن، سيتم تقديم إيران أيضاً كأحد أعضائها الرئيسيين والدائمين، كما تلعب هذه المنظمة دوراً مهماً في التعددية والفترة الانتقالية للنظام الدولي وتتابع العديد من دول العالم عضويتها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي