الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وخمسون - ١٠ يونيو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وخمسون - ١٠ يونيو ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

بمناسبة يومها العالمي

الحرف اليدوية هوية ايرانية عريقة

الوفاق
وكالات
يصادف اليوم، 10 يونيو، الموافق 20خرداد، هو اليوم العالمي للحرف اليدوية. يوم لتكريم الفن والأعمال التي ينتجها رجال ونساء البلدان المجتهدون بقلوبهم وأرواحهم.
والحرف اليدوية الإيرانية هي الأولى في العالم، وايران هي واحدة من أكبر وأشهر مصدري الحرف اليدوية، ويمكن العثور على هوية أي دولة في طبقات الثقافة والتاريخ لتلك الحضارة العريقة، وهذه الهوية هي جزء من قصة قديمة من الروابط بين الفن ويعبر عن حضارة سكان تلك المنطقة.
تعتبر إيران من مؤسسي الحضارة الثقافية والتاريخية بين جميع دول العالم، بحضارة غنية، يمكن العثور على مظهر الحضارة الإيرانية في الفن الذي تركه أسلاف إيران في الأعمال التاريخية مثل المقابر والمساجد والقصور والعديد من الأعمال الأخرى، ولكن من هذه الأعمال التاريخية، تلعب الأعمال الحرف اليدوية الدور الرئيس من خلال استخدامها في هياكل المجتمع المختلفة، دورها في نقل رسالتها، كجزء من الهوية الثقافية لإيران من خلال إنشاء طبقات أصيلة ووطنية مختلفة في الأعمال الثقافية من الماضي إلى الحاضر.
الحرف اليدوية هي صناعة تحظى بالاحترام في العديد من دول العالم اليوم. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لاحظت البلدان المتقدمة والصناعية الحرف اليدوية والفنون التقليدية في البلدان القديمة. عقد المؤتمر العالمي الأول للحرف اليدوية في 10 يونيو 1964 في مدينة نيويورك بمشاركة مسؤولين حكوميين وأساتذة جامعيين وفنانين وحرفيين من جميع أنحاء العالم (أكثر من 40 دولة).
وفي البيان الذي كتب في ختام هذا المؤتمر، تمت الموافقة على إنشاء مجلس يسمى "المجلس العالمي للحرف اليدوية" كإحدى المؤسسات النشطة التابعة لمنظمة اليونسكو. ومنذ ذلك الحين، في 10 يونيو لقبت بالذكرى السنوية لهذا المؤتمر «اليوم العالمي للحرف اليدوية» ويهدف هذا اليوم إلى تكريم الحرف اليدوية والفنانين الذين ينفقون أموالهم وأرواحهم بصدق لصناعة هذه الأعمال القيمة.
بعد إنشاء مجلس الحرف العالمي، أصبحت هذه الصناعة جزءاً من الحياة الاقتصادية والثقافية للدول، وأصبحت بلادنا إيران، التي تُعرف بأنها دولة غنية في هذا المجال على المستوى العالمي، عضواً في هذا المجلس عام 1968م وبدأت نشاطها في منتدى آسيا والمحيط الهادئ لهذا المجلس.
اليوم؛ أكثر من 90 دولة من دول العالم أعضاء في هذا المجلس، وهم في الواقع يروجون ويشجعون الفنانين، ويخلقون التضامن بين الفنانين في هذا المجال. تقع الأمانة المركزية لهذا المجلس في أمستردام بهولندا.
ولقد تم نقل الحرف اليدوية للأمم من الأجيال السابقة إلى الأجيال الحالية، وإذا تم الحفاظ على هذه الأعمال وطريقة صنعها، فسيتم نقلها إلى الأجيال القادمة أيضاً. بالنسبة لهذه الصناعة، لا يمكن اعتبارها قديمة. لأنه منذ أن كان الانسان، كانت هناك أيضاً أدواته المصنوعة يدوياً، ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الصناعات أكثر جمالاً وتعقيداً، وهي تُعرف اليوم بأنها أكثر الأعمال الفنية قيمة في العالم.
فنون باهرة وحرف جميلة يتم إنتاجها بواسطة اليد وتطلق عليها صناعات يدوية وهذه تعني أنّه هناك انسان يقوم بصنع أشياء يدويا لأهداف مختلفة ومن أجناس متنوعة وهي تحكي عمّا يقضي في زوايا فكره وروحه كما تمثّل منتهى ذوقه وإحساسه وغاية فنه وإبداعه؛ البعض من هذه الفنون قد حصلت على مكانة عالية من الجمال والإناقة والفخامة حتى أصبحت تُدعى «الفنون والحرف اليدوية» وبقيت حيّة وملفتة للأنظار الى قرون متمادية بصفتها جزءا هاما من ثقافة البلاد الغنية وحضارتها العريقة.
وأمّا ايران بسبب تاريخها القديم وحضارتها العريقة وأيضا بفضل تنوعها الإقليمي تحتفظ في أحضانها العديد من الآثار الفاخرة والأعمال المثيرة للإعجاب لا سيما في مجال الصناعة اليدوية وهي تحظى بمكانة مرموقة؛ الايرانيون كانوا منذ قديم الزمان يعشقون الفن ومتيقنون فيه وقاموا بإبداع الطرق والأساليب الفريدة لإظهار هذا الحب؛ إذ نجحوا في خلق الكثير من الآثار التي لا تزال باقية بعد مضي العصور المتتالية وتعتبر من أروع فنون العالم وأكثرها تميزا وفي الوقت نفسه تکون أقلّ سعرا وتجعل عشاق الفن مندهشين أمام ما تتجلى فيها من الدقة والإبداع والجمال وتشجّعهم لكي يأخذوا معهم هدية تذكارية تبقى عندهم كقطعة صغيرة من تاريخ كبير.
 إن الاهتمام بالحرف اليدوية للدول لن يساعد فقط في حماية ثقافتها وحضارتها، ولكن كميزة اقتصادية، سيساعد أيضاً في القضاء على البطالة والازدهار الاقتصادي للبلدان. وفيما يلي نذكر بعض الحرف الايرانية:
حياكة السجادات والبسط
ما يتعرف عليه العالم من جمال الفن الايراني تعرضه لكم السجادات الايرانية؛ فنون ساحرة يعود تاريخها الى قرون ويمكن إيجاد جذورها في الثقافات والتقاليد الايرانية الغنية وعاداتهم العريقة بحيث تعتبر كحديقة تملأها النقوش الخيالية والتصاميم اللطيفة والصور الخلابة التي تذكركم بنضارة الحدائق الايرانية الكلاسيكية وتمثل لكم مدى العبقرية الإبداعية التي يتميز بها الفنان الايراني وهي تشتمل على النباتات والزهور والطيور والوحوش وصور الأرابيسك وصور خاصة بالإصطياد ويتم نقشها بمساعدة الألوان الزاهية الطبيعية المستخرجة من الزهور البرية. تختلف هذه النقوش مع البعض وفقا للمدينة التي يتم فيها إنتاج السجادة وهذه الإختلافات تكون في التصميم وفي عدد العقدة المستخدمة في حياكة السجادة وتؤدي الى نسج السجادات المتنوعة وأنواع البسط مثل الكبة والكليم.
فن التطعيم بالخشب
فن التطعيم بالخشب أو «خاتم كاري» تعتبر من أقدم الحرف اليدوية ولكنّها لم تزل باقية وتتمتع بشعبية عالية في جميع أرجاء العالم وهي في الواقع تشتمل على زخرفة الأشياء بواسطة العديد من المثلثات الصغيرة ذات جودة عالية منها؛ مثلثات تکون خشبية من أخشاب أبنوس أو عناب أو البقس أو قيقب أو الجوز وعظمية من عظام الحصان أو الجمل ومعدنية؛ بالإضافة الى الإستفادة من صدف وعاج الفيل للمزيد من الروعة والإناقة.
التطعيم بالخشب في ايران أيضا يتمتع بتاريخ طويل ولكنّه حصل على غاية الشعبية ومنتهى الجمال متزامنا مع عصر الصفويين بحيث أنّ الفنانين في تلك الفترة نجحوا في خلق الآثار الفاخرة التي أصبحت اليوم من روائع ايران الفنية الموصى بها مثل «باب مدرسة جهارباغ» في مدينة اصفهان ومقبرة الشيخ صفي الدين في مدينة اردبيل.
 وامّا ايران في عصرنا الحاضر أيضا تعتبر من أكبر مراكز العالم التي تعرض فيها فن التطعيم بالخشب والآثار الايرانية تحظي بالمكانة الأولى في المعارض الدولية. لا يزال يحتفظ هذا الفن الأنيق بشعبيتها لا سيما في اصفهان حيث يمكنكم إيجاد الهدايا الفخمة المزخرفة بـ«خاتم كاري» مثل صناديق الديكور وصفحات الشطرنج والمجوهرات وبعض الآلات الخاصة بموسيقا وأيضا المنمنمات التي يتم تزيينها بفن التطعيم لتكن أكثر جمالا.
فن الزخرفة بالمينا
فن فاخر وبديع يجمع بين حرارة النار وسحر الألوان ويقوم بزخرفة المعادن المختلفة منها النحاس وأيضا الذهب والفضة عن طريق نقش الصور الخلابة وذلك بمساعدة وضعها في الفنرن وتحت حرارة النار من أجل ثبات الألوان والإحتفاظ على جماله، مدينة اصفهان تعتبر عاصمة ايران للزخرفة بالمينا والفنانون الاصفهانيون الباهرون يخلقون الأعمال الجميلة للغاية وهي تتمتع بشعبية عالمية وتجذب أنظار السياح القادمين الى هذه المدينة.
غاية الإزدهار في فن الزخرفة بالمينا في ايران تعود الى عهد السلاجقة حينما كان الايرانيون يحرصون على خلق الآثار المزينة بهذا الفن الأنيق لا سيما الأواني وتركوا الآثار الرائعة منها صينية تدعى «صينية الب ارسلان» ويتم المحافظة عليها في متحف الصناعات الفاخرة في متحف بوستون والى جانبها الأعمال المتبقية من عهد الأخمينيين أو الساسانيين ويتم حفظها في الكثير من المتاحف الدولية منها الأساور وصناديق ومزهريات وأنابيب المياه ولوحات. وأما اليوم وعلى الأخص في مدينة اصفهان لا يزال يستمر هذا الفن ويمكنكم العثور على الهدايا المتنوعة التي تمت زخرفتها بفن المينا الذي يسمى بفن «ميناكاري».
زخارف القاشاني
زخارف القاشاني التي تدعى في الفارسية «كاشي كاري» تعبر من أقدم الحرف اليدوية الايرانية ومن أجمل الفنون والأساليب الخاصة بالعمارة الايرانية ويعود تاريخها الى قرون قبل ميلاد المسيح حينما كان يتم إستخدامها في زخرفة مختلف المباني والعمارات وأيضا واجهات البيوت على شكل نقوش هندسية وأزهار وصور الأشجار وبعد إعتناق الايرانيين للاسلام بدأت زخارف القاشاني أيضا تتخذ مراحل التطور وتبدّلت الى أروع الفنون المعمارية في العمارة الاسلامية وكانت تلعب دورا اساسيا في تزيين الأماكن.  متزامنا مع العصر الصفوي بصفته فترة إزدهار الفنون الايرانية العريقة تطورت القاشاني وأضيف اليه نوع آخر مسمى بـ«قاشاني سبعة ألوان» ومدينة اصفهان بإعتبارها عاصمة الحكومة الصفوية تحولت الى مدينة القباب الزرقاء بحيث أنّ المعالم التاريخية المتوفرة فيها تعتبر من الروائع الفنية المتبقية من العصر الصفوي وتحتضن نماذج باهرة من زخارف القاشاني منها مسجد امام ومسجد الشيخ لطف الله.
العمارة الايرانية
ايران هذا البلد العريق فضلا عن مكانته الساطعة يتمتع بمختلف الفنون والحرف ، ايران تتميز ايضا وتفتخر بمكانتها المرموقة والمثيرة للإعجاب في مجال فن الهندسة المعمارية؛ العمارة الايرانية لها تاريخ مجيد وقديم يعود الى أكثر من 6000 سنة بصفتها فن لا تقتصر روعتها بحدودها الجغرافية بل إستطاعت أن تتعدى هذه الحدود وتتحول الى نموذج باهر إستمدت ولا تزل تستمدّ منها دول العالم وذلك بفضل ميزات تجعلها متميزة بين مثيلاتها مثل الطرازات المعمارية الجميلة والملائمة مع الثقافة والعقائد الدينية والمتكيفة مع البيئة أو الإلتزام بالمبادئ العلمية والتقنية وهذه تتمثل في الإيوانات والمداخل الرفيعة والأعمدة والقباب العالية المستخدمة في القصور والمساجد والعمارات والمقابر والزخارف والفنون المستفادة منها في تزيين الحدائق والساحات؛ خير دليل على ذلك وجود العديد من الآثار والمعالم الاثرية التي لا تزال تحتفظ بجمالها في مدن اصفهان ويزد وشيراز وشوش وغيرها من الوجهات السياحية التي تستقطب أفواج السياح الى مختلف أنحائها.
النحاس المطروق (زنجان)
تعتبر صناعة النحاس من أقدم الحرف اليدوية في إيران، ويصل تاريخها في إيران إلى ما لا يقل عن خمسة آلاف عام، ومن شبه المؤكد أن أول معدن اكتشفه الإنسان كان النحاس، وكان عمال المعادن الذين صنعوا الأدوات المعدنية إيرانيين. أظهر اكتشاف فرنين لانصهار المعادن في موقع «اسبیدج» الذي يعود تاريخه إلى 3000 عام في سيستان وبلوجستان أن سكان اسبیدج قد أتقنوا فن صناعة النحاس وتشغيل المعادن في الماضي.
  فن النقش على القماش
تشتهر مدينة اصفهان بفن النقش على القماش والطباعة عليه، يتم النقش باستخدام قوالب خشبية، معظمها على أقمشة قطنية أو كتانية مثل متقال أو الأقمشة البسيطة. تصميم وصنع القوالب الخشبية الأنيقة الأكثر أهمية في الطباعة على القماش(قلمكاري). في هذه الخطوة، يتم رسم النقوش المطلوبة أولاً بقلم رصاص على ورق من الجلد أو ورق زيتي، ثم يتم فصل الألوان. بهذه الطريقة، يتم رسم كل جزء من التصميم بشكل منفصل وفقاً للون الذي يجب أن يكون عليه. بعد ذلك، يتم نقل الزخارف (نقش) كل لون على خشب الكمثري أو الزعرور ويتم قطع المنطقة المحيطة بمساعدة أداة خاصة. حتى تصبح الزخارف (نقوش) بارزة. عادة، يصنعون أربعة قوالب لكل تصميم، وينقل كل قالب لوناً واحداً على القماش، وبشكل إجمالي، تكتمل الزخارف (النقوش) والتلوين.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي