بعد التقارب بين البحرين ولبنان
تحذيرات من استهداف المعارضين البحرينيين المقيمين في لبنان
حذرت أوساط دولية من استهداف المعارضين البحرينيين في لبنان بعد التقارب الأخير بين النظام الخليفي وبيروت وإعلان إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما مؤخراً. وأبرز تحليل نشره موقع Amwaj.media ومقره لندن، من أن تؤدي استعادة العلاقات الكاملة بين بيروت والمنامة إلى موافقة السلطات اللبنانية على ممارسة المزيد من الضغوط على المعارضين البحرينيين المقيمين في بيروت.
وقال التحليل: إن "البحرين أعادت العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع لبنان بعد خفض المنامة (وعواصم أخرى في الخليج الفارسي) مستوى العلاقات قبل 18 شهرا (في أكتوبر/تشرين الأول 2021) بسبب انتقاد وزير لبناني للحرب التي تقودها السعودية في اليمن"، كما أضاف: "كما يأتي التقارب في أعقاب تسهيل الحكومة اللبنانية لمساعي البحرين بزيادة الضغط على المعارضين الشيعة المقيمين في بيروت".
وتوجد معارضة شيعية في البحرين التي تحكمها أسرة آل خليفة السنية، وتحظى بدعم من دول أخرى في الخليج الفارسي لاسيما السعودية، وأوردت وكالة أنباء البحرين في 20 مايو/أيار الماضي: أن المنامة ستعيد سفيرها إلى بيروت. وبعد يومين، تلقى وزير الداخلية البحريني راشد بن عبد الله آل خليفة اتصالا هاتفياً من نظيره اللبناني بسام مولوي، وسلط آل خليفة الضوء على أهمية "تطوير التعاون والتنسيق الأمني" بين البلدين. وكانت حملة القمع التي شنتها البحرين على الإحتجاجات التي قام بها الشعب البحريني عام 2011 في الداخل أدت إلى هجرة المعارضين من البلاد على نحو جماعي، وأصبح لبنان وجهة رئيسية لخصوم الحكومة البحرينية الذين استمروا في انتقاد المنامة من بيروت.
وينتمي المعارضون البحرينيون في لبنان بشكل رئيسي إلى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية، التي حلتها المنامة عام 2016، وكانت قبل احتجاجات 2011 أكبر حزب في مجلس النواب.
ويعيش في لبنان عدد ملحوظ من ألف بحريني بعد أن جرّدتهم السلطات البحرينية من جنسيتهم بين عامي 2012 و2019. ويشير التقرير إلى أن استعادة العلاقات الكاملة بين بيروت والمنامة يمكن أن تؤدي إلى موافقة السلطات اللبنانية على ممارسة المزيد من الضغوط على المعارضين البحرينيين المقيمين في بيروت.
ومن غير الواضح ما إذا كانت عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين مستعدة للتصالح مع جمعية الوفاق، فقد حُكم على رئيس الجمعية علي سلمان بالسجن لمدة طويلة على خلفية تهم، بينها التآمر المزعوم مع قطر.
واعتبر التحليل أنه "من السابق لأوانه أيضا معرفة ما إذا كانت العلاقات المستجدة بين البحرين ولبنان ستستتبع خطاباً بحرينياً أقل حدة تجاه حزب الله وعلاقاته المزعومة بالمعارضين الشيعية المنفيين من البحرين". كما أشار إلى أن "الصورة الأكبر تُظهر أن توسيع نطاق المشاركة البحرينية مع لبنان يمكن أن تكون مقدمة لعودة الدور السعودي في بلاد الشام".