يربط روسيا والدول الأوراسية بمنطقة الخليج الفارسي
دول عربية ترغب بالمساهمة في إنشاء ممر «شمال-جنوب»
نشر موقع "ريتم أوراسيا" الروسي تقريراً، تحدث فيه عن ممر النقل الدولي "شمال - جنوب" الذي يربط روسيا بدول آسيا الوسطى، الذي تضاعف حجم البضائع التي تمر عبره ليصل إلى 3/2 مليون طن في الربع الأول من العام الجاري.
وأفاد الموقع إن عدد عمليات التسليم على طول الممر تضاعف بمعدل ثلاث مرات بالنسبة للجزء الخاص ببحر قزوين، وبمعدل 33 مرة بالنسبة للجزء الشرقي، وذلك فيما يتعلق بالفترة نفسها من السنة الماضية. وذكر أن روسيا وجمهورية أذربيجان تعملان حالياً على تطوير الجزء الغربي من هذا الممر. وخلال السنة الماضية، نقل حوالي 7 ملايين طن من البضائع عبر نقطة تفتيش "صامور - يالاما" على الحدود الروسية - الآذرية، ومن المقرر زيادة حجم حركة البضائع على هذا الطريق، لتصل بين 15 و17 مليون طن سنوياً بحلول سنة 2030.
تطوير الجزء الشرقي
في الأثناء، تتولى تركمانستان وروسيا وإيران تطوير الجزء الشرقي من الممر. وهذه السنة، قررت شركة سكك الحديد الروسية، جنباً إلى جنب مع شركات سكك الحديد في كل من كازاخستان وتركمانستان وإيران، استخدام البنية التحتية للممر الشرقي. وقد أطلق مشروع استثماري مؤخراً يهدف إلى إنشاء مركز لوجستي لتركمانستان في جزء ميناء المنطقة الاقتصادية الخاصة بمجموعة بحر قزوين من أجل مضاعفة نقل البضائع عبر بحر قزوين.
مع أخذ جميع المؤشرات المذكورة آنفاً بعين الاعتبار، أشار الموقع إلى أن ممر "شمال - جنوب" يمكن أن يصبح في المستقبل القريب قناة السويس الجديدة ومنافسها الحقيقي؛ نظراً لتزايد الاهتمام بتطوير ممر النقل الدولي كعنصر "لوجستي جديد" من طرف بلدان آسيا الوسطى ودول أخرى. وفي أبريل/ نيسان من السنة الماضية، وفي إطار المعرض الدولي لخدمات النقل والخدمات اللوجستية "ترانس روسيا 2023"، تم توقيع مذكرة بين شركة النقل والخدمات اللوجستية الكازاخستانية "كي تي زي إكسبراس" ومركز النقل واللوجستيات في تركمانستان، بشأن إنشاء مشروع مشترك لتطوير النقل.
وأورد الموقع إن الهدف من هذا المشروع المشترك هو إنشاء مشغل لوجستي واحد على الخط الشرقي لممر النقل الدولي "شمال - جنوب". وقد اتفقت الأطراف على توحيد جهودها وكفاءتها لغاية وضع معدلات تعريفية تنافسية، ونقل سلس للبضائع من كازاخستان وروسيا وتركمانستان إلى إيران والهند ودول الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، بمشاركة محطة أكسارايسكايا ومدينة أوزينكي وبولاشاك وإينتشة برون وسرخس، والعكس بالعكس.
مزايا إنشاء الممر
وتعتبر شركات الشحن الكازاخستانية السرعة الوجيزة في تسليم البضائع والنقل العملي لها في ظل جميع الأحوال الجوية من المزايا الرئيسية لإنشاء ممر نقل دولي يمر عبر أراضي كازاخستان. لهذه الأسباب، أصبح ممر "شمال - جنوب" بالنسبة لأستانا أحد أهم الدوافع الرئيسية لتطوير العلاقات في مجال الاقتصاد والنقل مع روسيا، وكذلك مع إيران والهند.
وفي منتدى قازان الاقتصادي الدولي الذي كان بعنوان "روسيا والعالم الإسلامي" الذي عقد في أيار/ مايو من السنة الماضية، وقعت وزارتا النقل الكازاخستانية والروسية بشكل رسمي على مذكرة تعاون في مجال النقل والعبور على طول الممر الشمالي الجنوبي، يتمتع بموجبها مرسلو ومستلمو الشحنات من كلا البلدين بمجموعة متنوعة من خدمات النقل.
وفي الختام، أكد الموقع أن ممر النقل الدولي يحظى بأهمية خاصة بالنسبة للاتحاد الاقتصادي الأوراسي، كونه يمثل ممراً بديلا ًمهماً في ظل سياسة العقوبات التي يمارسها الغرب الجماعي وجزءاً لا يتجزأ من عملية إنشاء عالم متعدد الأقطاب.
دول عربية ترغب بالمساهمة
وفي السياق، قال رئيس دائرة آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا في منظمة تنمية التجارة الإيرانية: إن دولاً عربية جارة قد أعلنت رغبتها في التعاون في إنشاء ممر شمال - جنوب (يربط روسيا والدول الأوراسية بمنطقة الخليج الفارسي)، وذلك خلال اجتماع عقد مؤخراً في مدينة قازان الروسية، ما يؤدي الى جعل ايران محطة للمواصلات في المنطقة. وقال رحمت الله خرمالي، أمس الأربعاء، في تصريحات صحفية: إنه نظراً للحجم الكبير لهذا المشروع، فمن المتوقع أن يستغرق إكمال هذا الممر نحو 3 سنوات.
وأشار خرمالي الى مشروع الربط السككي بين مدينتي رشت وآستارا الايرانيتين ضمن ممر "شمال – جنوب"، قائلاً: إن الرئيسين الايراني والروسي اتفقا على التمويل المالي المشترك لبناء هذا الخط السككي الذي سيساهم حتماً في زيادة ترانزيت السلع من روسيا الى دول الخليج الفارسي وباقي الدول في الشرق.
ونوه رئيس دائرة آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا في منظمة تنمية التجارة أيضاً الى العلاقات المصرفية بين ايران وروسيا، قائلاً: إن ثاني أكبر مصرف روسي سيفتتح قريباً مكتب تمثيل له في ايران، كما ان البلدين قررا استخدام العملتين المحليتين في التبادل التجاري بينهما الى جانب عمليات نقل الأموال بينهما، هذا بالإضافة الى الاستفادة من وجود فروع لمصارف روسية موجودة في دولة ثالثة لتسهيل التبادل المالي بين البلدين، ما يسهل عمل التجار في نقل الأموال.
وتوقع خرمالي أيضاً أن تبلغ قيمة الصادرات الايرانية غير النفطية الى روسيا خلال العام الايراني الحالي (بدأ في 21 مارس/ آذار) نحو مليار دولار.