تراجع الأدوار الاسرية.. ضياع وانهيار
إن تعثر الدور الأسري والاجتماعي في جميع أدواره ومراحله يؤدي وبدون شك الى ضياع الأهداف المرجوة من التربية الاجتماعية وبالتالي سيعرض هذا الضياع الأسرة الى الانحلال والتفكك، فالأسرة هي النواة الأولى للمجتمع بل هي العنوان الكاشف لسلوكياتهم فتربية الأبناء إن كانت سليمة سواء في الجانب الاجتماعي أو الثقافي أو الديني نرى وخلال نشأتهم بأنهم لن يميلوا مع كل ريح، لكن بعض الأسر نرى التراجع واضحاً فيها بسبب بعض المشاكل المختلفة أو انشغالات الأب أو الأم تتركهم بعيدين عن الأبناء وبالتالي التفريط بهم ومن ثم النتيجة محتومة ألا وهي ضياع الأسرة، فمقام الأب في الأسرة يجب أن يكون في الصدارة ولابد أن يحرص الجميع للمحافظة على مكانة الأب والوالدين بشكل عام وعلى وجه الخصوص الأب يعد سور الأسرة الأول وإذا ما انكسر تنهار كل العائلة ولهذا السبب شبه الإمام زين العابدين(ع) الأب بالسلطة والسلطة هنا لا تعني تشجيع الوالدين على الظلم أو التعسف على الأبناء بل هو الإمساك بزمام تشجيع الأبناء وحثهم على احترام الوالدين كما على الآباء فرض هيبتهم ووجودهم أمام أبنائهم.
كذلك من أسباب تفكك الأسرة وبعثرتها هو انهماك الأم بالعمل خارج المنزل أكثر من اهتمامها بالعائلة، كما يجب التوضيح أن الإسلام لم يكن يوماً ضد عمل المرأة بل على العكس يشجع عملها فحين يكون هنالك ضرورة للعمل يتعاون الأب والأم شرط أن توفق بين العمل والمنزل لأنها تعد محور العائلة فطرياً فحين تقضي معظم وقتها خارج المنزل لن يكون لديها متسع من الوقت والطاقة لبيتها وأبنائها.
الطفل وبطبيعة الحال يحتاج لوقت كافٍ مع العائلة والأم بالتحديد كي لايعاني من حرمان عاطفي بسبب غياب الأم، كما لشدة وطأة أعمال المنزل أثراً في تراجع الأسرة لأن واجبات تنظيم الأسرة أو التدبير لحياة الأسرة والتنظيف وإعداد المسكن يقع على الأم ومع هذا الكم من المسؤولية قلما يكون لديها طاقة أو نشاط أو جهد لذا فالتعاون بالأدوار بين الأب والأم مهم جداً لسلامة الجو الأسري السليم.
من الضروري الوضع بعين الاعتبار أن الأطفال بمثابة الأمانة لدى الأبوين فكما نحرص على توفير الغذاء الجيد لأبنائنا لابد من تغذية عقولهم وتقديم التربية السليمة والعناية بالعقائد والأخلاقيات وكل هذه الأمور تحتاج الى تفهم وصبر واهتمام ودقة تقع على عاتق الأبوين كي لا يتراجع دورهما في الحياة.
كذلك تراجع الدور الديني له أثر كبير في تفكك الأسرة ومع مرور الوقت نرى أن المشاكل الأسرية كبيرة ولا يمكن الإحاطة بها فتحرر البعض من التقاليد والأعراف الاجتماعية التي من شأنها أن تدعم القيم والمبادئ الأساسية لدى الأسرة أسهم بشكل كبير في هذا الأمر، فينبغي أن لا نغفل عن العوامل الغيبية التي تصون العقيدة والذات مثل الدعاء والتوسل والتضرع والذكر والمناجاة في ساحة قاضي الحاجات، فالدين هو من يجمع شتات الأسرة والفقر فقر النفوس الذي يأتي من عدم تطبيق الإسلام الحقيقي فالأخلاق الحميدة التي نص عليها الإسلام ما هي إلا لخلق مجتمع سليم ومتماسك بعوائله
وأفراده.