أمين عام «أوبك»، مشيراً إلى وجود علاقات جيّدة وبنّاءة معها:
إيران لاعب رئيسي بسوق النفط؛ ونتطلع لعودتها الكاملة للأسواق
الوفاق/وكالات
أكد الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، في معرض ترحيبه بعودة إيران الكاملة إلى أسواق النفط الخام العالمية في المستقبل، بأن إيران تمكنت من زيادة إنتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يومياً ومازالت تستثمر في صناعة النفط، لذلك يمكن القول إن إيران لاعب رئيسي في منظمة "أوبك".
وفي مقابلة مع الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية "شانا"، رحب هيثم الغيص بعودة إيران الكاملة إلى أسواق النفط العالمية واستثماراتها في صناعات المنبع والمصب، مؤكداً أنهم يتطلعون بشوق إلى عودة إيران الكاملة إلى أسواق النفط الخام العالمية.
علاقات جيّدة وبنّاءة مع "أوبك"
وأعرب الغيص عن سعادته لزيارة ايران لأول مرة بصفته أمين عام "أوبك"، مشيراً الى وجود علاقات جيدة وبناءة مع إيران التي هي أحد الأعضاء المؤسسين الرئيسيين لمنظمة "أوبك".
كما وأبدى عن سروره وارتياحه خلال سفره إلى طهران ومقابلاته المثمرة مع المسؤولين الإيرانيين من رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزير النفط الإيراني والطاقم النفطي الإيراني، مثنياً على الآراء والمقترحات والتوصيات التي قدمها الجانب الإيراني حول المسؤوليات وكيفية عمل "أوبك" في المستقبل.
العوامل المؤثرة على أسعار النفط
وعن فعالية قرارات أعضاء تحالف "أوبك بلس" للجولة الجديدة لخفض إنتاج النفط من أجل تحسين أسعار النفط الخام العالمية، صرح الأمين العام لمنظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" أن هناك عوامل كثيرة تؤثر على أسعار النفط الخام العالمية وهم لا يستهدفون أبداً مستوى سعر معين في "أوبك" وليس لديهم وجهة نظر محددة في هذا الصدد.
وأضاف: إن جميع إجراءات وقرارات "أوبك" تستند إلى إقامة توازن ملائم بين الطلب والعرض في أسواق النفط العالمية والذي يخضع للعديد من العناصر، منها إنتشار جائحة كورونا والمشاكل الاقتصادية والمصرفية العالمية.
زيادة الطلب العالمي على النفط
وبخصوص الطلب العالمي على النفط الخام، أشار الغيص الى أنه وبحلول نهاية عام 2023 تتوقع منظمة "أوبك" أن يصل الطلب العالمي على النفط الخام إلى مستويات ما قبل فيروس كورونا بحوالي 9/101 مليون برميل يومياً أو 102 مليون برميل يومياً.
كما أشار الغيض الى أنه على الرغم من أن المتغيرات العالمية من مشاكل اقتصادية ومصرفية وتشديد السياسات النقدية ومشاكل التضخم تؤثر على الاقتصاد العالمي ونموه، أكد أن أعضاء منظمة "أوبك" يشهدون زيادة سليمة في الطلب على النفط بسبب تحسن ظروف تفشي فيروس كورونا.
وتابع: في هذا السياق حيث تشير أحدث تقديرات "أوبك" إلى أن الطلب على النفط هذا العام ومقارنة بالعام الماضي سيواجه زيادة بنحو مليونين و3 آلاف برميل ويعتبر رقماً مهماً.
التقلبات تضر بالمستهلكين والمنتجين
وعن تأثير عدم وجود إستثمارات مناسبة واختلال التوازن بين العرض والطلب في الأسواق في سعر النفط مستقبلياً، اعتبر الغيص أنه من المرجح أن يحدث هذا السيناريو عندما يستمر اتجاه نقص الاستثمار، ومن المحتمل أن يشهد العالم بلا شك زيادة محتملة ليس فقط في مستويات الأسعار؛ ولكن أيضاً في تقلبات سوق النفط.
وأضاف: إن التقلبات في سوق النفط تضر بالمستهلكين والمنتجين وبالطبع الاقتصاد العالمي بأسره، لذا يجب على البلدان أن تخطط لميزانياتها الوطنية وعلى الشركات والأشخاص أمثالنا أن يكونوا قادرين على التخطيط لدخلهم ونفقاتهم الشهرية.
وعليه، فان التقلبات في سوق النفط هي أخطر عدو للمنتجين كما أنها تلحق الضرر بالمستهلكين، لذا فان انخفاض قيمة الاستثمار يؤدي إلى مزيد من التقلبات التي بدورها تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في المستقبل وينتج عن ذلك زيادة في التضخم.
إيران لاعب رئيسي في سوق النفط
وعن دور ايران ومدى تأثير عودتها الكاملة إلى السوق على الأوضاع النفطية العالمية، اعتبر الغيص أن ايران لاعب رئيسي في سوق النفط وبأن العقوبات المفروضة عليها تحد من إنتاج البلاد، مشيراً الى أن إيران لديها القدرة على زيادة إنتاجها بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة جداً وهذا ما حصل بالفعل في عام 2015 عندما تم رفع العقوبات عنها.
وفي إشارة الى أن إيران تمكنت من زيادة إنتاجها النفطي بمقدار مليون برميل يومياً ومازالت تستثمر في صناعة النفط، أكد الغيص أنه وفي الاجتماع مع وزير النفط الايراني أن هناك إستثمارات كبيرة يتم إجراؤها في صناعات المنبع والمصب والصناعات البتروكيماوية في إيران، لذلك يمكن القول إن إيران لاعب رئيسي في "أوبك"، وهذا يؤكد أن "أوبك" ستستمر دائماً في توفير إمدادات نفطية مستقرة وموثوقة للعملاء والبلدان في جميع أنحاء العالم.
كما رحب الغيص بعودة إيران الكاملة إلى أسواق النفط الخام العالمية في المستقبل، مؤكداً على دور ايران الفعال والبناء في المنطقة وفي منظمة "أوبك" وبين الدول الصديقة والشقيقة. وأكد الغيص على أن التعاون والتنسيق الإيجابي مع إيران سيستمر لضمان تحقيق التوازن في سوق النفط حيث اتبعت "أوبك" هذا المسار في السنوات الماضية.