الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وأربعون - ٣٠ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية وأربعون - ٣٠ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

تقرير خاص للوفاق؛

يجب الإستفادة من قدرات الشباب في الحج لمواجهة الإسلاموفوبيا

أقيمت الندوة الثالثة من سلسلة الندوات التي أقيمت بمناسبة الأسبوع الحج في إيران برعاية بعثة الولي الفقيه في شؤون الحج والزيارة وشارك فيها كلّ من الأستاذ حسين مرتضى، الإعلامي اللبناني والمختص بِشأن الإسلاموفوبيا ونائبة البرلمان التونسي السابقة الأستاذة مباركة براهمي والأستاذة فاطمة هوشينو وهي مفكرة يابانية حديثة الإسلام.

أمريكا والإسلاموفوبيا
وقال الأستاذ حسين مرتضى أثناء محاضرة ألقاها:منذ عدّة سنوات هناك الهدف الذي تسعی الیه الولایات المتحدة الأمریکیة و بعض الأنظمة هو تشویه الصورة الحقیقیة للإسلام و من خلال خلط بعض المجموعات التي ( تحت مسمّی الإسلامیة ) أو غیر ذلك و نفّذت ما نفّذت و قامت بعملیّات إرهابیّة في اکثر من دولة.
الجمیع مُدرك حساسیة العنوان الإسلامي و استغلال بعض المنظّمات التي ترفع (الشعار الإسلامي)  ولکن للأسف هي من حیث تدري أو من حیث لاتدري قد شوّهت الصورة الحقیقیة لهذا الإسلام .
الحج فرصة لمواجهة الإسلاموفوبيا
الیوم نحن أمام فرصة کبیرة جدا عندما نتحدّث عن موسم الحج المبارك هذا التجمّع العالمي من کل المسلمین، کذلك لابد أن نربطه هذا العام بتطوّرات کثیرة شهدتها المنطقة خصوصا في ظل التقارب الإقلیمي-الإقلیمي والتقارب العربي-العربي و هذا بالطبع یترك أثرً إیجابیّاً في محاولة الإستفادة من حالة التهدئة التي تعيشها المنطقة و هنا أتحدّث بالتحديد عن التقارب الإيراني-السعودي و التقارب من قبل بعض الدول العربية في اتجاه
سوريا.
كلّما يُعزّز الإستقرار  في المنطقة فالفرصة متاحة اكثر لأن نستفيد من هذه المرحلة و نحاول أن نعطي الصورة الحقيقية لأنّ الغرب يعمل أوّلا على عدّة محاور ، المحور الأول هو ايجاد الشرخ مابين دول المنطقة، المحور الثاني هو زرع الفتنة الطائفية، المحور الثالث هو الإستفادة من المجموعات الإرهابية ( تحت مسمّيات إسلامية ) لتخويف الشعوب الأخرى و الدول الأخرى من الإسلام بشكل عام.
علينا إغتنام فرصة هذا الموسم
موسم الحج هو فرصة . خلال السنوات الماضية كانت التجاذبات و الخلافات السياسية تترك أثرا كبيرا و تترك حساسية كثيرة و تمنع أن يكون هناك تقارب مابين الشعوب، اليوم لا! يمكن الإستفادة من هذه المناسبة الالهية العظيمة في محاولة تقريب وجهات النظر، إعطاء الصورة الحقيقية للإسلام الحقيقي و يمكننا فعلا أن نركّز على العوامل الإيجابية و العوامل التي يمكن أن نقول عنها هي تجمع المسلمين بعيدا عن الروايات الخِلافية و عن الشعارات التي ربّما بعض يحاول أن يستخدمها.
علينا اليوم في هذا الموسم العظيم أن نتواصل أوّلاً مع أغلب الشعوب من خلال إقامة الكثير من الندوات، التركيز أكثر على (المشروع الأمريكي) بعيدا عن من معه حق في أيّ منطقة يعني نحاول أن لاندخل كثيراً في سياسات الدول الإقليمية في بعض المناطق. علينا أن نصوِّب أكثر  على السياسات الأمريكية و خصوصاً عندما نقول هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو إيجاد الشرخ مابين هذه الدول الإقليمية .
الجيل الجديد من الحروب
نحن نعرف اليوم أنّنا أمام جيل جديد من الحروب. لم يعد الموضوع فقط إنّه حرب عسكريّة أو حرب ناعمة أو حرب نفسيّة. نحن اليوم نحن  مابين الحرب الهجينة و الحرب التركيبية التي ركّز عليها سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) خلال الأشهر السابقة و بالتحديد خلال الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية. اليوم، الأمريكي يعمل على بلورة حرب جديدة وهي الحرب التركيبية التي يجمع فيها مابين الحرب النفسية و الحرب الناعمة و الحرب الهجينة لتصل هذه الحرب التركيبية التي تشمل كل شيء، تشمل الإقتصاد و السياسة و الكثير من الأمور التي يعمل من خلالها العدو تضليل عقول الشباب لتبتعد هذه الشريحة من الشباب عن الواقع الذي تعيشه أن يصبح لديها نوع من الإنزواء و ضخّ ما يمكن ضخّه من خلال الشعارات التي تحرّض على بعض الدول و تحرّض هذه المجموعات حتى على شعوبها و مِن ثَمَّ تستغل بعض الأنظمة أو بعض المجموعات هذه الفئة من الشباب لِــلقيام بـالكثير من الاضطرابات.
الحج فرصة ذهبية للتقريب الحقيقي
اليوم واجبنا في الحج أن نسعى لعمليّة تقريب وجهات النظر من ناحية التركيز أوّلاً على سياسات الولايات المتحدة الامريكية ، النقطة الثانية أنّ كل دول المنطقة هي متضرّرة من هذه السياسات ، و النقطة الثالثة و المهمة جدا أنّه كيف استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تستغل و أن تفرض الحصارات الإقتصادية أو العدوان الإقتصادي على الكثير من الدول و أنّ كل الدول هي المتضررة من هذا الأمر .
يجب الإهتمام بدور الشباب
النقطة الأخرىخرى التي يمكن تبيينها من خلال موسم الحج، محاولة ايجاد القواسم المشتركة من خلال ندوات تشارك فيها نسبة كبيرة من الشباب. التركيز يجب أن يكون في هذه المرحلة بالذات على العامل الشبابي نبحث عن شريحة كبيرة خلال موسم الحج من الشباب لأنّ نحن نعرف اليوم المعارك التي تُدار هي تدار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي و من خلال الحروب التي تحدّثنا عنها.
أدوات أمريكا لتشويه صورة الإسلام
مَا هي هذه العوامل و ما هي الأدوات التي تحاول من خلالها الولایات المتحدة الأمريكية أن تشوّه الصورة الحقيقية للإسلام؟ هم هذه الشريحة من الشباب لأنّ أغلب هؤلاء الشباب هم من الناشطين، لديهم حسابات على المنصّات، لديهم أصدقاء من أكثر من دولة، هناك حالة انفتاح موجودة اليوم. كيف يمكن أن نستفيد من موسم الحج للتركيز على شريحة الشباب و ايجاد نوع من التقارب و التواصل الدائم؟ يجب أن نستفيد من هذه النقطة لا أن يكون موسم الحج فقط فترة عشرة أيّام أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع و من ثم يذهب كل حاجّ الى مدينته و بلده و تنقطع عملية التواصل مع هؤلاء الشباب. يجب علينا أن نستفيد من هذا الموسم بأن نبني شريحة كبيرة من الشباب المسلم و أن يبقى التواصل معهم خلال فترة مابعد الحج، خصوصاً نحن اليوم مهمتنا أن نتواصل حاليّاً عبر الفضاء المجازي، الأمر مفتوح ليس المطلوب أن يكون هناك مؤتمرات بحضور جسدي أو بحضور في أي دولة ، يمكن أن نعتمد هذا الأسلوب و عملية التواصل من خلال مجموعات عبر تلغرام يعني أن يكون لدينا نواة نستطيع من خلالها أن نتواصل دائما و نحاول أن نركّز على القواسم المشتركة التي من شأنها أن تعزّز حالة الترابط مابين المسلمين. هذه نقطة أساسية يجب علينا أن نركّز عليها.
المرأة ذات دور أساسي جداً
و النقطة الأخيرة التي أريد أن أتحدّث عنها  هي مرتبطة بالمرأة.  كيف يمكن كذلك أن نعطي الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة ؟ هناك سعي و تركيز ضمن الأُطُر التي تحدّثنا عنها و العوامل التي تحدّثنا عنها من ضمن السياسات التي تسعى اليها الولايات المتحدة الأمريكية في مراكز الدراسات مع الصهيونية، هو تشويه صورة المرأة في الإسلام و محاولة اظهار أنّ المرأة في الاسلام هي مضطهدة و ليس لديها أي حقوق، ويجب اظهار المرأة بأنّها جزء اساسي في المجتمع الاسلامي وان حقوقها مصانة اكثر مما هو عليه في المجتمعات الغربية.
المرأة والحجاب في إيران
نلاحظ حتى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ركزوا في الفترة الأخيرة على موضوع الحجاب وهو من الشعارات التي تمّ استغلالها خلال الأحداث و الاضطرابات التي جرت، و من ثم ربطوا أنّ هناك حالة اضطهاد للمرأة في إيران و نحن نعرف أنّه ماتتمتّع به المرأة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية من مناصب ومواقع وتطوّر عقليّ خير دليل على ان حقوق المرأة مصانة من كل الجوانب . هذا الأمر مهم جدا، كيف نستطيع أن نظهر هذا الموضوع؟
الإسلام والمرأة
لذلك علينا كذلك أن تكون لدينا ندوات مستمرّة تنطلق من موسم الحج كيف استطاع الإسلام أن يعزّز المرأة ، كيف استطاع الإسلام أن يعطي الدور الرئيسي للمرأة و هي شريكة في الحكم و هي شريكة في الكثير من القرارات و نأخذ نموذج الجمهورية الإسلامية الايرانية أو نركّز على المبدعات في عالمنا الإسلامي و ننتقي منهنّ عددا من هؤلاء كذلك يكون هناك نوع من التواصل الدوري و حتى هذا الأمر يستوي.. أن يكون هناك مؤتمر خلال الفترة القادمة مؤتمر المرأة في الإسلام لنركّز على الانجازات التي حقّقتها المرأة و المناصب التي تتوّلاها المرأة المسلمة في الكثير من البلدان، نأخذ نماذج من عدد من البلدان الإسلامية لنواجه الصورة التي يحاول الغرب أن يشوّه من خلالها الإسلام و المرأة في الاسلام و دور المرأة
في الإسلام.
الإسلاموفوبيا تهديد وفرصة
حديثة الإسلام اليابانية فاطمة هوشينو:
وقالت الأستاذة فاطمة(أتسوكو) هوشينو أثناء إلقاء محاضرة لها: إنّ الغربيين في هجومهم الإعلامي الشرس على الإسلام يستخدمون أساليب حديثة ومتطورّة حيث تكون مؤثرة على الأذهان ومن هنا يجب علينا  نحن المسلمين أن نشعر بخطورة العمل الإعلامي الغربي ضد الإسلام.
وتابعت: يجب علينا تعلّم ودراسة الأساليب الإعلامية التي يستخدمها الغرب لتشويه صورة الإسلام عند الناس بالعالم لأن تتسنّى لنا مواجهة هذه العمليات النفسية.
وأشارت إلى سبب إسلامها وقالت: بعد حادثة 11 سبتمبر هزّني شيئ من داخلي ودفعني إلى أن أقوم بالبحث عن الصورة الحقيقية للإسلام والذين حاولوا تشويهها.
وأضافت: إنّ هناك فرصة وتهديد في كل عمل يُمارس على أساس نشر الإسلاموفوبيا في العالم. التهديد هو طبعاً تشويه سمعة الإسلام عند من عنده أفكار بسيطة والفرصة أنّ هذه الأعمال تجعل ذوي العقول المُحللّة أن تبحث عن الصورة الحقيقية للإسلام حيث هناك الكثير من الناس في أوروبا دخلوا ويدخلون الإسلام بعد كل ممارسة للإسلاموفوبيا في الغرب.
مباركة براهمي: الحج مدرسة للتعامل الإجتماعي الصحيح وللنساء دور أساسي فيه
وقالت الأستاذة مباركة البراهمي أثناء محاضرة ألقاها في الندوة: أهنئ جميع المسلمين في كلّ أنحاء العالم والذي منّ الله عليهم بأداء مناسك الحج في هذا العام وأتمنّى من الله أن يتقبّل منهم أعمالهم وحجهم مقبول وذنبهم مغفور إن شاء الله.  منّ الله عليّ مرتين بالحج في عام 1995 وعام 2000 ولكن رغم ذلك لايزال القلب يشتاق لزيارة تلك البقاع المقدسة.
الحج هو المؤتمر الأكبر
 يُعتبر الحج الملتقى الإجتماعي الأكبر للمسلمين في العالم وقد أراد الله تعالى بهذه الفريضة أن يجتمع المسلمون من كلّ أنحاء العالم ومن كلّ المذاهب الإسلامية في وقت وزمن واحد. قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ
عَمِيقٍ".
في موسم الحج يتوافد المسلمون من بلدان مختلفة وهم يتكلّمون بلغاتهم ومن حضارات مختلفة ويحملون عادات مختلفة ولكنّ الإعجاز الربّاني هو إجتماع هؤلاء الناس على محور واحد وهم يلبسون لباساً موحّداً ويمارسون مناسك موحدّة ويطوفون حول الكعبة المشرفة وهي مكان واحد لطواف الجميع ويسعون سعياً واحداً.
إنّ شعيرة الحج عبادة من أركان الدين الإسلامي والتي كان يأتي الناس إلى مكة من أجلها قبل أن تتطوّر التكنولوجيا بأقدام حافية وأسفارهم كانت تستغرق أشهر وبعضهم كانوا يتوّفون في الطريق ولكن لم تمنع المسلمين هذه الصعوبات ولا مرّة.
الحج ..من الأنانيّة إلى الإيجابية
في الحج يُصبح الإنسان الأنانيّ إيجابيًاً وصالحاً ومتفائلاً مع المشاهد المقدسة ومع الجميع. الناس في الحج يبغلون الدرجة القصوى من التقوى. الناس يتعلّمون في الحج أن يطلبوا الرحمة للجميع وهذا تعليم إلهي حيث يجعل الإنسان يكون رؤوفاً ومتخلّقاً مع الجميع.
البعد الإجتماعي للحج
إنّ البعد الإجتماعي في الحج هو أن يستيقظ الحجيج حبّاً وشوقاً وأخوّةً حيث يتعاطف فيه العربي ومع إخوانه الإندونيسيين والأفريقيين والإيرانيين والأوروبيين و غيرهم من الجنسيات من دون إعتبار للون البشرة واللغة والإنتماء القومي.
كم من صداقة وأخوّة تتشكّل في هذا الموسم العظيم حيث يبنون معاً علاقات إجتماعية حديثة. الحج مدرسة تعلّم الناس كيف يتّحدوا معاً من أجل كلمة الله وحول كلمة الله وهي العليا.
أهنئّ الأخوات التي فرض الله عليهنّ الحج في هذا العام فأقول إنّ الحج أكبر مؤتمر إسلامي ودولي وأكبر لقاء للمسلمين من أنحاء العالم. عندما تخرج التونسيات والإيرانيّات والإندونيسيات والعربيات وغيرهنّ من النساء من العباءة الخاصة بهم ويلبسن عباءة الحج، يتعلّمن أنهنّ من عائلة واحدة وذات أصول وقيم مشتركة. هنا لا نحمل معنا رسالات إيديولوجية ولا سياسية بل كلّنا نتعلّم الإخاء والتسامح والتآخي والتآزر.
يجب إعتبار دور البنات والشباب
من هنا يجب عليّ أن أشير إلى أنّه يجب علينا أن نركّز في الحج على الشباب والبنات لأنّهم هم الذين يحملون معهم مفاتيح حلّ المشاكل في مجتمعاتنا وهم الذين يُعتبرون محرّكات لسيارة الجتمعات الإسلامية.
حاجاتنا الماسة إلى التخطيط
يُفترض أن يكون هناك برامج وتدريب ومشاريع لأننا حينما نريد أن يكون للنساء الحاجات دور ثقافي وإجتماعي فيجب هنا تخطيط مشروع ثقافي إسلامي أصيل. ما أعرف هل هناك مشروع أم لا ولكن أشعر بضرورة وجود هذه المسألة. هناك شريحتان أساسيتان الأولى هي الشباب والثانية هي النساء الناشطات واللاتي يجب علينا أن نستفيد من قدراتهم لتثقيف الناس. طبعاً قدرة الشباب لاتُقارن مع قدرة الكبار في العمر.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي