ضمن استراتيجية وزارة الصحة الايرانية
خوزستان مركز للسياحة العلاجية
منذ الاف السنين كانت محافظة خوزستان مركزا للطب بحيث ان جامعة جندي سابور تعتبر القطب الطبي الاول منذ اكثر من ثلاثة الاف عاما حتى الان حسب الوثائق التاريخية الموجودة. وكانت جامعة جندي سابور الطبية اخرجت الاف الطباء في شتى التخصصات اذ اصبحوا ضمن الاطباء الذين يشار اليهم بالبنان في ارجاء العالم.
فوجود الشركة النفطية الايرانية البريطانية التي تأسست قبل قرن من الزمن ساهمت في تدشين عشرات المستشفيات التخصصية في اهواز وآبادان ومسجد سليمان ولهذا ينبغي القول ان خوزستان تعتبر المحافظة الرائدة في مجال الطب.
فقبل انتصار الثورة الاسلامية كان مئات الاطباء البريطانيين ومن الجنسيات الاخرى في محافظة خوزستان يعملون تحت اشراف الشركة النفطية الايرانية – البريطانية ولكن بعد انتصار الثورة استلم الأطباء الايرانيون ادارة المستشفيات بجدارة عالية.
هذه المحافظة بطابعها الديموغرافي وخصوصياتها الجغرافي تستطيع ان تواكب التطورات الطبية بسبب خبرات الاطباء المتواجدين في هذه المحافظة. ومنذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 دأبت وزارة الصحة والتدريب الطبي في الجمهورية الاسلامية على ان تكون محافظة خوزستان مركزا للسياحة العلاجية الى جانب مدينة شيراز في محافظة فارس التي كانت ومازالت مركزا لجراحة العيون.
ومنذ ذلك الحين شجعت وزارة الصحة الاطباء المختصين في المجالات الطبية للتوجه نحو محافظة خوزستان "جنوب غرب ايران" لتأسيس مستشفيات طبية بكل التخصصات بدعم مالي ولوجستي من الحكومة. يوجد الان في محافظة خوزستان عشرات المستشفيات الراقية والمتقدمة يعمل فيها مئات الاطباء ذوي الاختصاصات المختلفة..
ومنذ عقدين من الزمن وبعد الاطاحة بالحكم الصدامي البائد اصبحت محافظة خوزستان التي لها حدود شاسعة مع المحافظات الجنوبية في العراق مركزا للسياحة العلاجية حيث يتوافد الآلاف من العراقيين اليها لتلقي العلاج. ومن الضروري أن تتمتع المحافظة بإمكانيات متطورة وحديثة في القطاعَين الطبي والصحي، ما يتطلب توجه خاص من قبل المسؤولین المعنيین لهذا القطاع الإستثماري في
خوزستان والبلاد.
والسياحة العلاجية هي ضمن استراتيجية وزارة الصحة التي تعمل جاهدة لان تكون محافظة خوزستان مركزا للسياحة العلاجية بسبب وجود مقومات وامكانيات تستطيع استيعاب الآلاف من الوافدين دون اي عائق.
فموضوع السياحة العلاجية موضوع دارج في الدول الغربية منذ عشرات السنين ولكن كلفة الذهاب الى الدول الغربية واختلاف الثقافات والتقاليد بينها وبين الشعوب العربية والاسلامية في الشرق تحول دون ذهاب المرضى للعلاج في الدول الاوروبية. وبما أن الكلفة العلاجية في ايران اقل بكثير مقارنة مع الدول الاوروبية مما جعل الشعوب في المنطقة تحبذ المجيء الى ايران بغية تلقي العلاج في ايران وسيما في محافظة خوزستان.
واليوم المحافظة تشهد وجود رغبة جامحة من قبل الشعوب العربية في العراق والكويت والامارات والبحرين وسلطنة عمان وحتى في دول اسيا الوسطى للذهاب الى محافظة خوزستان لتلقي العلاج.
السياحة العلاجية اليوم اصبحت مهنة في العالم تهدف الى تقديم الخدمات الانسانية بالدرجة الاولى ومن ثم هي مكسب لاي دولة في العالم، ومحافظة خوستان مستعدة لان تكون مركزا عالميا للسياحة العلاجية.
تنوع الثقافات في محافظة خوزستان واللغة العربية الدارجة في المحافظة بعد اللغة الفارسية تجعل المحافظة مؤهلة لاستيعاب الالاف من المرضى من البلدان العربية سيما من العراق والكويت.
المسؤولون المحليون سبق وان اعلنوا مرارا وتكرارا بانهم يكرسون كل طاقاتهم وامكاناتهم لتوفير الراحة للوافدين الى محافظة خوزستان وبالفعل ان المحافظة لديها كل الامكانيات لتقبل المرضى من كل دول الجوار.