تقرير خاص للوفاق:
الأصنام المعاصرة هي الجهالة والخلافات، يجب كسرها في الحج
أقيمت ندوة إلكترونية برعاية المعاونية للشؤون الدولية لبعثة الحج والزيارة الإيرانية يوم الخميس الماضي وشارك فيها الجامعيون والخبراء من مختلف الجنسيات والبلدان وناقشوا فيها زوايا إجتماعيةوروحية وسياسية للحج وألقى فيها محاضرة كلّ من الفيلسوف المغربي الدكتور إدريس هاني ورئيس اللقاء الوطني اللبناني الشيخ مصطفى ملص والمُنظّر السياسي الدكتور عباس مُزهر.
إدريس هاني: دراسة مقاصد الحج من أهمّ الأمور
يجب علينا أن نناقش موضوع الحج من ناحية علل الشرائع بإعتبار أنّ هناك مقاصد وهي جوهر الأحكام. إنّ الحج فيه أمور تُوصل مابين الأرض والسماء حيث فيه الكثير من الأبعاد الروحية والإجتماعية وغيرهما وجعل الله فيه منافع للناس.
معنى المنافع هنا أنّ الله أعطى الإسلام كل مايصلح للحياة الواقعية خلافاً لمن ذهبوا إلى قراءة الإسلام وفقهه قراءة جامدة لعلّنا نتذكّر ماكس فيبر حينما كان يبحث في أنّه لماذا ظهرت الرأسمالية في العالم المسيحي بعد مايُسمّيه بالإصلاح الديني والبيروتستانتية وقدّم أبحاثاً ميدانيةً في هذا المجال وقال بأنّ الإسلام يُشجّع على السحر لأنّه بخلاف الحداثة التي عرّفها وهي أنّ الحداثة نزع السحرية عن العالم.
لكن نحن نرى في الحج وهي من أعظم الشعائر الإسلامية ومن أركانه أنّ هذه الفرضية تُعطي المجتمع مساحة كبيرة للحصول على المنافع وإنشاء العلاقات الإجتماعية والعلاقات الأممية وبالتالي ما ينعكس على المنافع وعلى الإقتصاد. الإسلام هو الذي نزع الساحرية عن العالم وإنّما هو عبارة عن الإبتهاج للعالم وبالفعل إذا أخذنا الإبتهاج بمعناه الإيجابي فالإسلام ينشر الإبتهاج حتى المعاملات الإقتصادية.
الحج شعيرة تشمل كلّ شيئ في الإسلام من العلاقة بين العبد والله سبحانه والعلاقات البشرية والإجتماعية. هذه الشعيرة جامعة لجميع التعاليم الإسلامية وتُلخّص فلسفة الإسلام وبقدرما نذهب بإتجاه السماء ونسعى لتقوية الروح فبشكل مباشر نزيد من علاقاتنا المجتمعية وغيرها.
يجب إدراك منافع الحج
هناك منافع أخرى كثيرة جدا تُوجد في الحج كما جاء في الآية القرآنية "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُ". البعض قد تحدّثوا في الغرب عن أنّه الإسلام جامد ولكن لو إطّلعوا على تأليفات الفقهاء المسلمين سيدركون أنّهم يجب أن يكونوا واقعيين في قراءتهم للإسلام فإنّ الإسلام دين يقود الحياة والمجتمع كما يعرّف الشيخ الأنصاري الكبير الدين الإسلامي والأحكام الإسلامية بأنه جاء ليقود الإسلام وحتى هو عرّفَ البيع والمعاملات تعريفاً عُرفياً وليس تعريفاً سحرياً وخارج عن مفهوم التعاقدات ومباني العقلاء. ضعف معرفة هؤلاء الأشخاص بالنسبة للإسلام يعود إلى عدم إطلاعهم على علل الشرائع ومايتعلق بفلسفة الأحكام الدينية ومقاصدها.
مقاصد الحج كثيرة ومركّبة فهناك مقاصدها قد تكون نفسية وبعضا روحية وحضارية وإجتماعية وتجارية.
المنافع النفسية للخج
من الناحية النفسية والروحية تعلمون أنّ أحكام الحج كلّها تجعل المكلّف بالحج أن يتجرّد من كلّ شيئ وهذه محطّة تؤكّد على خروج الإنسان من هذه الأعمال الروتينية التي تعوّد عليها بحيث يتحرّر من التعلقات الدنيوية فبالنتيجة أنّ الحج يجعل الإنسان أن يشعر بأنّه هو أكبر من الوسائل والأشياء التي يصنعها وهو الذي يؤسسها وعلم أنّ الإنسان مُعرَّض لما سُمّي بالإستلاب حتى من قبل الأشياء التي هو يُدريها في الحياة اليومية.
الحج جاء لتحرير البشرية
الحج جاء لتحرير الإنسان ولتذكيره بأنه يستطيع أن يتحرّر من كلّ العادات التي هو سببها وفي هذه الشعير نرى أنّ الإنسان من جميع الجهات منها اللباس وأسلوب المعاملة و.. يتجرّد من الحياة الروتينية. هناك شروط في صحّة الحج وُضعت من قبل الإسلام كي يشعر الإنسان ولو كان في أرقى مكانة مالية وإجتماعية لأنّ يتجرّد من كلّ ما يتعلّق به من الشؤون الروتينية والعلاقات السابقة وهذا من أهمّ الأبعاد النفسية للحج وهذا ما يساعد الإنسان أن ينتصر على نفسه ويُحرّر نفسه من أشياء أحاطت به.
المقاصد الإجتماعية للحج
وهناك مقاصد إجتماعية في الحج فالأحكام الشرعية تنهى عن الرفث والفسوق والجدال في الحج بمعنى الحج عمل تربويّ لحجيج ليتعارفوا على أساس شروط أخلاقية وعالية وهناك مقاصد تجارية للحج بأنّ الحجيج في عنفوان صعودهم الروحي يجب أن لاينسوا أيضاً مصالحهم المشروعة فالإسلام لايجعل المصالح المشروعة شيئاً محرّماً حيث يلاقول بأنّ المسلم حينما يشتغل بالروح يجب أن ينسى دنياه. لذلك حينما نقرأ المكاسب من الفقه نرى أنّ هناك مكاسب محلّلة ومكاسب مُحرّمة.
فبالتالي أنّ مقاصد الحج ليست السفر والسياحة العادية فقط بل إنّ له مقاصد كثيرة أخرى منها أنّه عبارة عن إنقلاع من كلّ هذه الأوهاق التي تشدّ الإنسان إلى عوائده ليتعارف مع أمم أخرى ويتقاسم مع الكثير من منافع الثقافة أيضاً حيث تُصبح الأمة غنية من حيث الثقافة والحضارة. وهنا الكثير ممّن كتبوا تجاربهم عن الحج وعن هوامش الحج وأشراوا إلى هذه الأمور.
الحج، والثورات
لونتحدّث تأريخياً أنّ الكثير من الثورات والحركات قامت في هامش الحج إستطاعت أن تتواصل من خلال هذه الشعيرة. فالحج ليس القيام من مكان إلى مكان أو أداء طقوس معيّنة فقط بل إنّما هو نوع من الإجتماع بين الجانبين الظاهري والمعنوي. فريضة الحج تعكس كلّ المضمون الرسالي للإسلام وجامع بين جميع الأحكام.
الشيخ ملص: من واجبانا، كسر الأصنام في الحج
وقال الشيخ مصطفى ملص وهو عضو تجمع العلماء المسلمين في ورئيس اللقاء الوطني التضامني لبنان أثناء محاضرته: إن شعائر الحج لیست فقط عبادة دینیة بل هي مظاهر الأخلاق و تجلیات الوحدة الإسلامیة لا بل هي رمز إنسانی جامع و مسار کوني عظیم و الکعبة المشرفة قبلة المریدین التي تختزن حضارة السلام و الإسلام لله عز و جل هي المرکز الکوني الذي یجذب أنظار و وجوه المسلمین في کلّ دعاء و صلاة لذلک یجب أن تکون حاضنة للمسلمین علی إختلاف مشاربهم و مذاهبهم فإنّ الخلافات و الصراعات الیوم بین المسلمین هي الأصنام المعاصرة و علی کل مسلم واع و حر أن یحمل فأس ابراهیم علیه السلام و یحطم تلک الأوثان لکي ندخل جمیعنا مکة سالمین مسالمین و مسلمین لله سبحانه و تعالی في کل حج کما دخلها رسوله و صحابته وعد أن أعلو کلمة الله و نبذ الخلافات و العداوات.
السلوك الإجتماعي في الحج
الحج سلوک نفسي و إجتماعي فضل أن کونه فعل إیمان و عبادة و هو أساس وحدة المسلمین و الکعبة رمز الحق و العدالة و المساوات بین العالمین لذلک نحن الیوم أمام فرصة الهیة عظیمة تتجلّی في إتخاذ الحج سبیل إلی الوحدة الإسلامیة لنرجم معاً شیطان الفتنة و الخلافات و الصراعات التي مزق في الأمة و فرقتها نحن الیوم جمیعاً مدعوون إلی أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه دیننا و أمتنا و تجاه الأمة الإسلامیة التی کانت خیر أمة أُخرجت للناس هذه الأمة التي تعصف بها الیوم ریاح الفتة و العداوة بین الإخوة المسلمین بفعل الأعداء بفعل سلوک العداء الذي تقوده الصهیونیة و النزعة الأمریکیة التي تسعى إلى زعزعة الإستقرار في المنطقة.
الحج والوحدة الإسلامية
نحن الیوم علینا أن ننطلق من أساس الدین و من مظاهر الحج لنحقق هذه الوحدة لکي نلبّي الله و رسوله من خلال هذه الشعائر التي لدیها شعارات واحدة و کتاب واحد هي أمة عصیة علی أن تتفرق لذلک علینا أن ندرس اسباب الخلافات التي عصفت بالمسلمین أسباب هذا التشرضم و هذا التشتت و الإنقسام و الیوم نحن أمام فرصة حقیقة خاصة بعد التوافق و التقارب الذي تقوده الجمهوریة الإسلامة الإیرانیة بقیادة الإمام القائد الولي الفقیه الذي یرعا التقارب بین المسلمین من خلال مبادرات التقارب المبارك بین طهران و بین الدول العربية والذي سیحقن دماء المسلمین.
الأمة الإسلامية جسد واحد
نحن ننظر الی الأمة کأمة کجسد واحد و ننظر الی العبادات علی أنّها عبادات ذات مقاصد و غایات، فلیست هناک عبادة بدون مقاصد و لیست هناک عبادة بدون غایات، والله سبحانه و تعالی حینما تحدّث في القرآن الکریم عن کل عبادة من العبادات فإنّه یذکر أنّ لها مقاصد. «کتب علیکم الصیام کما کتب علی الذین من قبلکم لعلّکم تتقون» و تحقق التقوی لایکون فقط في أن تصلّي و أن تصوم و و إنّما التقوی یجب أن تتحقق في تعاطیک مع أهلک و تعاطیک مع جیرانک و مع مجتمعک و مع اولیاء الأمور الذین یتولَّون المسئولیات في المجتمع.
التقوى الإجتماعي والسياسي
التقوی لایمکن أن تحصر في عمل معیّن أو في أعمال معدودة، و إنّما التقوی یجب أن تکون لباس لك في حیاتك کلها تتوجّه بها الی مجتمعك و الی محیطك.
فأنت لایمکن أن تکون تقیّا أو لایُقبل أن تکون تقیّا في جهة و أن تکون عاصیا في جهة أخری . و الحج کذلک هو من هذه العبادات التي تظهر وحدة الأمة و تضامنها و تعاونها و إلتقاء مرتکزاتها الایمانیة التي تشدّها بعضها الی بعض .
وکما قلنا انت حینما تلبّي بالحج فإنّک تقول «لبیک اللهم لبیک» أي یالله انا استجیب لک بکل أمر أمرتني به و بکل نهي نهیتني عنه، فکل ما أمر الله سبحانه و تعالی من العمل الصالح أنت تقول في تلبیتک أنا ملتزم بهذا العمل الصالح و بکل الأعمال الصالحة التي استطیعها في هذه الحیاة، لأنّ الله لایکلّف نفسا الّا وسعها.
و أیضا حینما تقول لبّیک اللهم لبّیک أي انا أُلبّیک في الانتهاء عمّا نهیتني عنه من الأعمال السیئة و منها « الرضا بالطغیان و الاستبداد و الخضوع و التسلیم لأعداء الإسلام الذین !!ینکرون!! بهذا الدین » فإذَن هذه کلها أبعاد في حقیقتها أبعاد سیاسیة و ابعاد اجتماعیة و لایمکن أن تتحقق هذه الأبعاد اذا قلنا لاعلاقة للحج بالسیاسة . کل ما له علاقة بالأمة الإسلامیة و بتقدّمها و بعزّتها و برفعتها و تحسینها في وجه أعدائها کل هذه من المنافع التي یمکن أن تحصّل في الحج
نتّحد معاً على قواعد الإسلام
الإسلام له قواعد و أسس یجمع علیها کل المسلمون یعني کل المسلمین هم مُجمَعون علی الأسس الإسلامیة التي یلتقون علیها و ألتي تستنبط من القرآن الکریم فهذه الأمور التي تجمع و توحد هذه الأمور یجب علینا أن نرکز علیها و أن نعمّقها في أفهامنا و في علاقاتنا و في تعاطینا مع بعضنا البعض.
مزهر: الحج لقاء حضاري أمميّ
وقال الدكتور عباس مُزهر وهومُنظّر سياسي وعالم نفسي لبناني: الحجّ کما نعلم هو الاجتماع الأساسي و الکبیر الدال علی وحدة الأمة الإسلامیة، یلتقي فیه المؤمنون في مکان واحد، بلباس واحد، بدعاء واحد، بتلبیة واحدة، لایتفرّقون و لایتمیّزون عن بعضهم البعض بأي أمر من الأمور التی تمیّز الناس عن بعضهم. فهم یلتقون في مناسک واحدة و لایتفاضلون فیما بینهم إلّا بفضیلة التقوی التي جعلها الله سبحانه و تعالی المیزان الأوحد للتفاضل بین الناس فلاتفاضل علی أساس عِرقيّ و لا علی أساس قوميّ و لا علی أساس لغويّ ولا علی أي أساس آخر من الأسس التي یمکن أن یظن الناس أنّها تعطیهم المزیّة و تُعطیهم الفضل .
الحج والتعارف الأممي
ثم إنّ الحج هو اجتماع التعارف العالمي بین کل الأعراق و کل البلدان و کل الأمم فکما نلتقي و نتعارف في الحج في هذه الشعیرة التعبّدیة ینبغي علینا أن نلتقي أیضا و نتعاون في کل الأمور التي لنا فیها صلاح و لله فیها رضا.
إذَن الدرس الأول الذي نستفیده من الحج هو التأکید علی أنّ المسلمین أمّة واحدة، فهم في الحج یتجرّدون من کل شيء و یلتقون علی هذه الوحدة الإیمانیة.
ثانیا الحج هو موضع شهود المنافع و منافع الحج لاحصر لها، منها ما علمه الناس و علمناه و منها ما لم نعلمه و منها ما کشفته الأیّام و الظروف و منها ما هو مکنوز للمستقبل و ستکشفه الأیام و الظروف . و قول الله تبارک و تعالی ( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ) جاء بصیغة غیرمعرفة أي نکرة، و هذا دلیل علی أنّ المنافع التي یمکن للأمة تحصیلها من الحج لا حصر لها و قد تکون في المجالات التعبدیة و الاجتماعیة و السیاسیة و الإقتصادیة و العلمیة و التربویة و السیاحیة و أری أنّه یجب علی الأمة کأمة و علی الأفراد کحجّاج أن یبحثوا عن هذه المنافع و یستفیدوا منها و یطوّروها و یکسبها الفوائد المادیة و المعنویة یمکن أن یحدث بالحج ولکن هناک شرط واحد یجب أن نراعیه و هو أن تکون الکلمة الواحدة، و أن تکون وحدة الکلمة هي الأساس و أن لایؤدّي الی الفُرقة و الاختلاف لأنّ الخلاف یؤدّي الی المفاسد و درأ المفاسد في الإسلام مقدّم علی جلب المصالح، لذلک لایمکن حصر هذه المنافع بأنّها فقط کما قال بعض المفسرین الإستفادة من لحوم الأنعام و الأضاحي و التجارة فقط، و إنّما المنافع تشمل کل المناحي التي یمکن أن تستفید منها الأمة الإسلامیة و أن یستفید منها الحجاج مادیّا و معنویّا.
المعنى للتلبية
ثم بعد ذلک هناک شعیرة تردد في الحج و هي «التلبیة» «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرٍيك لَك لَبَّيْكَ. إنَّ الحَمْدَ والنِعْمَةَ لَكَ والمُلْك. لا شَرِيِكَ لك» هذه التلبیة و هي تعني البراءة من الشرک و التبعیة و البراءة من الخضوع لغیر الله و صیغتها تظهر ذلک فالحاج حینما یبدأ حجّه بالتلبیة و تظل مرافقة له في کل المناسک و المراحل تدلّ علی أهمیّة التلبیة دائما للطاعة و التوحید و الاستجابة للأمر الإلٰهي. هذه التلبیة فیها رفض للإستکبار و رفض للظلم و رفض للطغیان و رفض للفساد .
هذه التلبیة فیها إقرار بأنّ النعم کلها من عند الله و هو وحده المحمود بحق علی هذه النعم . و هي تفید أیضا بأنّ الملک کلّه لله، فکل ادعاءٍ للملکیة و السیطرة علی المقدرات و الثروات و کل هؤلاء الأدعیة الذين یدّعون أنّهم یسیطرون علی المقدرات و علی الثروات هم کاذبون أو واهمون و أنّهم في الحقیقة أعراض زائلة هم ضعفاء و هم زائلون.
نعم! الحج شعیرة و لکنّها شعیرة تتّسع للإسلام کلها و تعطینا العبرة و الإستفادة في کل مناحي الحیاة و نحن نأسف أنّ هناک محاولات لحصر عبادة الحج في أمور شکلیّة بسیطة و إغفال الأمور المهمة التي تعود بالنفع و الفائدة علی أمّتنا الإسلامیة کلها.