تقرير حصري حول تحديات صناعة الأقمار الصناعية في البلاد

أملا في مدار «إيران همكام»

الباحثة: مريم حنطه زاده
عقدين من الخبرة في مجال أقمار الاستشعار عن بعد
من أهم التطبيقات العامة والاقتصادية للأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض هو الاستشعار عن بعد بمساعدة الطرق المختلفة ودقة تصوير سطح الأرض. مع تحسن معدات التصوير وأهمها تقنيات برامج معالجة الصور وأساليب الذكاء الاصطناعي، زاد مدى وأهمية الوصول إلى هذه الصور ونتيجة لذلك يرتفع سعرها يوما بعد يوم. يعد التحقيق الدقيق لموارد المياه، بما في ذلك التنبؤ والرصد المستمر، والذي يمكن أن يساعد في حل المشكلات الزراعية والبيئية والسماح بالإدارة المتكاملة والإقليمية، وهي من بين استخدامات أقمار الاستشعار عن بعد.
كما ان تحديد مساحة الغابات والمراعي، حالة النباتات في المنطقة، تشخيص الجفاف، علوم التربة والجيولوجيا (مثل إعداد الخرائط الجيولوجية ودراسات التنقيب عن المعادن)، تحديد مواقع محطات الطاقة الشمسية، تحديد مراكز الغبار والمسافات البيئية الحساسة، وكذلك إعداد الخرائط ومراقبة المباني والمنشآت العمرانية، هي من بين تطبيقات مهمة وعامة يجب تنفيذها باستمرار من قبل هيئات صنع القرار
في هذه المجالات.
في حالة وقوع أحداث غير متوقعة مثل الفيضانات أو حرائق الغابات، لن يكون تشخيص الأضرار التي لحقت بالمناطق المتضررة بناءً على الزيارات الميدانية دقيقة للغاية، ولكن باستخدام صور الأقمار الصناعية، من الممكن التحقيق والإدارة بشكل أفضل.
كل هذه الحالات تسببت في، ان سرعة الإعداد والتكاليف الدولارية لشراء صور الأقمار الصناعية من الخارج، حتى في الحالات التي لا يمنع فيها حاجز الحظر ذلك، لم تعد كافية لتلبية الاحتياجات المحلية الواسعة والواقعية. في العقدين الاخيرين من توطين صناعة الفضاء، مع الأخذ في الاعتبار أن المدارات المنخفضة من الأرض كانت متاحة لإيران، لذلك فان الجهد الرئيسي لايران لتصميم الأقمار الصناعية كان يركز على اجراء تطبيقات القياس والاستشعار الخاصة بها، والتي مع العديد من التحسينات، وصلت إلى دقة 150 مترًا ( قمر المراقبة) بدقة تشغيلية تصل إلى 10 أمتار (قمر نور 2).
على سبيل المثال، القمر الصناعي Zafar 1، الذي تم إطلاقه بشكل غير ناجح بسبب الأداء غير الكامل لـ "Simorgh Launcher" ولم يصل إلى مرحلة التشغيل، كانت دقة الصورة تبلغ حوالي 22 مترًا. اما قدرة الكاميرا التي يحملها القمر "بارس"، والذي لم يتم إطلاقه بعد، تبلغ دقة تصوير 5 أمتار بالأبيض والأسود، ومن المفترض أن يتم ترقيتها إلى كاميرا ملونة  بدقة 5 أمتار في الطور التالي.
الآن الساتل "بيام 2" هو مشروع إستشعار إستراتيجي للغاية لإيران، بدقة تصوير تصل إلى متر واحد، وبسبب رفض الدول الأخرى بيع المعدات لإيران، يتم متابعة بناء وحداته المتطورة داخل البلاد، ويشارك فيه ما يقرب من 100 أكاديمي، بمن فيهم العلماء والنخب وأيضًا خبراء درجة الماجستير والدكتوراه على أساس ثابت ومؤقت.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي