بتوجيه من رئيس الوزراء العراقي
إعادة النظر.. لإصلاح المؤسسات الأمنية العراقية
أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن تشكيل لجنة لإعادة النظر بعمل المؤسسات الأمنية في البلاد، والتي تعرّضت خلال السنوات الماضية إلى انتقادات كبيرة، بسبب "البناء غير المهني" الذي أثر في الملف الأمني عموماً، مؤكداً: أن التوجه يأتي في إطار الخطوات الإصلاحية.
وقال السوداني لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "المنظومة الأمنية منذ عام 2003، لم تشهد خطوات إصلاحية، وإنما كانت هناك قرارات اتخذت لمتطلبات الوضع الأمني في حينها"، مبيناً: أنه "اليوم وبعد تحقيق الانتصار الكبير (على تنظيم "داعش" الإرهابي)، آن الأوان أن نعيد النظر بإصلاح المؤسسات الأمنية".
وأشار إلى "اتخاذ قرار بتشكيل لجنة برئاسته لإعادة النظر بعمل المؤسسات الأمنية وتوزيع واجباتها وتقديم خطة إصلاحية"، من دون أن يكشف أي تفاصيل عن آلية عمل اللجنة والمعايير التي ستعتمدها.
مجالس تحقيقية
وكان السوداني قد وجه منتصف مارس/ آذار الماضي بتشكيل مجالس تحقيقية في كل خرق أمني يقع في أي منطقة أو مدينة في البلاد ومحاسبة المسؤولين الأمنيين عنها، في مسعى للسيطرة على الملف الأمني ومنع أعمال العنف، فيما لم ينتج عن تلك المجالس أي خطوات تذكر.
ويؤاخذ على إدارة الملف الأمني في البلاد، أن تعيين القيادات والضباط جرى خلال السنوات السابقة وفقاً للانتماءات الحزبية، من دون اعتماد مبدأ الكفاءة، وهو ما انعكس سلباً على إدارة الملف الأمني، وتسبب بوقوع الكثير من أعمال العنف.
عضو في اللجنة الأمنية للبرلمان العراقي، أكد أن "إصلاح المؤسسة الأمنية ضرورة ملحة لحفظ الدم العراقي، لكن أي خطوة تقدم عليها الحكومة ستصطدم بالإرادات الحزبية التي تريد أن تحتفظ بنفوذ لها داخل المؤسسات الأمنية، وهو ما دأبت على بنائه طوال السنوات التي أعقبت عام 2003"، محملاً رئيس الوزراء مسؤولية "التحرك نحو إصلاح المؤسسة بصنوفها كافة، وعدم الاكتفاء بإطلاق الوعود فقط".
إصلاح شامل دون المعالجات الوقتية
ويؤكد مختصون بالشأن العسكري، أن ضعف المؤسسة العسكرية العراقية بمواجهة التحديات الأمنية، هو نتاج طبيعي لسياسات الحكومات السابقة، التي لم تعتمد المهنية معياراً لبناء المؤسسة. وقال العميد الركن في الجيش العراقي السابق، هاشم الحديثي، إن "عمل المؤسسة العسكرية بحاجة إلى مراجعة وتقييم شامل، من نواحي القيادات العسكرية التي تتولى المناصب المهمة، وانتماءاتها، ومن نواحي التسليح والتجهيز".
وتخشى الحكومة العراقية من تراجع الملف الأمني ونتائجه على استقرار البلد، ووجه السوداني أخيراً، القيادات الأمنية بالتأهب ومراجعة شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ" داعش" الإرهابي، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر التنظيم الإرهابي وتحدّ من حركتهم.
تخطيط من قيادة العمليات المشتركة
ميدانياً أعلنت خلية الإعلام الأمني، السبت، انطلاق المرحلة الخامسة من عملية سيوف الحق بتخطيط من قيادة العمليات المشتركة في ثلاث محافظات. وذكرت الخلية في بيان: "على بركة الله، وعلى ضوء توجيهات القائد العام للقوات المسلحة انطلقت في الساعة ٦٠٠ من صباح السبت، المرحلة الخامسة من عمليات سيوف الحق واستنادا الى معلومات استخبارية في ديالى وطوز خرماتو وكركوك".
وأضافت، أن "العملية تأتي لملاحقة بقايا عناصر عصابات داعش الإرهابية في المناطق ذات الاهتمام الامني المشترك بين المركز والإقليم شاركت فيها قوات الجيش والبيشمركة والحشد الشعبي بإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش والمفارز الفنية من مدير الاستخبارات العسكرية والصنوف الساندة والخدمية الاخرى وبحضور رئيس اركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة".
وأشار البيان الى، أن "العملية جاءت بتخطيط من قبل قيادة العمليات المشتركة، حيث اشاد رئيس أركان الجيش بالعملية والعمل المشترك"، مشدداً على "ضرورة الإستفادة من المعلومات الاستخبارية الدقيقة".
إعتقال إرهابيين من تنظيم داعش في كركوك
بموازاة ذلك أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية بوزارة الداخلية، السبت، القبض على متهمين اثنين شاركا بمقاتلة القوات الامنية خلال عمليات التحرير، في محافظة كركوك. وذكرت الوكالة في بيان: أنه "استنادا الى معلومات استخبارية دقيقة، وفي عملتين منفصلتين، القت مفارزنا القبض على متهمين اثنين في محافظة كركوك من الذين شاركوا في مقاتلة القوات الامنية في عمليات التحرير". وأضافت، أن "المتهمين اعترفا بانتمائهم الى داعش الارهابي عام 2014 واشتراكهما في العملية المذكورة مرتدين الزي القندهاري اضافة الى اشتراكهما بالبحث عن افراد القوات الامنية في نقاط التفتيش التابعة لعناصر داعش الارهابي قبل أيام التحرير". وأشار البيان الى، أن "هذه المعلومات جاءت من خلال تعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية، وتم تدوين اقوال المتهمين ابتدائياً وصُدقت قضائياً وسينال المجرمين جزائهما العادل".
بغداد تستنكر" الاعتداء غير المسبوق" على سفارتها في بيرن
في سياق آخر أعربت وزارة الخارجية العراقية، عن إدانتها واستنكارها للاعتداء "غير المسبوق" الذي تعرض له مبنى سفارة جُمْهُوريَّة العراق في العاصمة السويسرية "بيرن".
وقالت الخارجيَّة في بيان: إنها "تُعرِبُ عن إدانتها واستنكارها للاعتداء غير المسبوق، الذي تعرض له مبنى سفارة جُمْهُوريَّة العراق في بيرن من قبل مجهولينَ تمكنوا من اقتحام المبنى بشكل عِدائيّ، ما تسبب بإلحاق الرعب بين صفوف موظفي السفارة والمواطنين الذين كانوا يتواجدون داخل المبنى لأغراض متابعة شؤونهم القنصليّة". وأضافت: "نجدِّدُ إدانتنا لهذا الفعل ولكافة أشكال العنف والتخريب التي تطال البعثات الدبلوماسيَّة، لاسيما تلك التي تستهدف أمنها وحرمتها، وندعو الجانب السويسريّ الصديق لاتخاذ الإجراءات التحقيقيَّة اللازمة، للكشف عن هُويةِ الفاعلين وتوضيح ملابسات هذا العمل".