على أعتاب زيارة سلطان عُمان إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية
طهران ومسقط؛ فرص واعدة لتعزيز التجارة
تمضي العلاقات الإيرانية - العمانية بوتيرة متطورة ومتنامية في مختلف المجالات والصعد بما يعود إيجاباً على البلدين الصديقين، مستندين على تاريخ ضارب في القدم يعود إلى أكثر من نصف قرن.
وتؤكد الزيارة الرسمية التي سيقوم بها السلطان هيثم بن طارق إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية غداً الأحد على ما يجمع البلدين الصديقين من علاقات ثنائية وثيقة وتقدير واحترام متبادل رسختها مبادئ الدين والأخوة وحسن الجوار.
كما أن المباحثات التي سيجريها السلطان هيثم بن طارق والرئيس سيد إبراهيم رئيسي ستفتح آفاقاً جديدة من مجالات التعاون المشترك خاصة في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، بالإضافة إلى التشـاور وتبادل وجهات النظر والتنسيق السياسي لعدد من القضايا الإقليمية والدولية.
الدور المثمر للقطاع الخاص
وقد أكد البلدان الصديقان، خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى سلطنة عمان في مايو 2022، على الدور المثمر الذي يقوم به القطاع الخاص في البلدين، وعبرا عن أملهما في أن تؤدي هذه الأنشـطة إلى زيادة حجم الاستثمارات وحجم التبادل التجاري خاصة وأنهما عززا هذا التعاون بالتوقيع على ثماني مذكرات تفاهم وأربعة برامج تعاون في عدد من المجالات أبرزها مجالات النفط والغاز والتجارة والاستثمار والخدمات والنقل والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.
وشهد التبادل التجاري بين سلطنة عمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال العامين الماضيين نمواً بنسبة 9/27 بالمائة ليصل في نهاية عام 2022 إلى 8/320 مليون ريال عماني.
إجمالي الصادرات العُمانية لإيران
وأشارت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن إجمالي الصادرات العمانية إلى إيران بلغت في عام 2022 حوالي 4/207 مليون ريال عماني، منها 2/4 مليون ريال قيمة الصادرات العمانية المنشأ، مقابل 2/1 مليون ريال عماني في عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 244 بالمائة.
وتمثلت أهم صادرات سلطنة عمان في الآلات والأجهزة والمعدات لمعالجة المواد بالحرارة وألواح وصفائح وأشرطة ومنتجات من بولي ميتاكريلات وزيوت تشحيم لمحركات الديزل وأدوات وأجهزة للبصريات للفحص الطبي ومعدات كهربائية.
وبلغ إجمالي واردات سلطنة عمان من الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام 2022 حوالي 4/113 مليون ريال عماني، مقابل 7/98 مليون ريال عماني في عام 2021، أهمها المواشي والمنتجات نصف الجاهزة من حديد أو صلب وقار نفطي وفواكه وروبيان وحيوانات حية.
وتظهر البيانات أن الميزان التجاري كان في عامي 2021 و2022 لصالح سلطنة عمان، حيث بلغ 3/53 مليون ريال عماني و94 مليون ريال عماني على التوالي.
الإستثمارات الإيرانية في عُمان
وعن الإستثمار الإيراني في سلطنة عمان، وضحت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن عدد الشركات التي يوجد بها إسهام إيراني بلغ بنهاية عام 2022 حوالي 1847 شركة أسهم فيها 3600 إيراني، وبلغت القيمة الإجمالية لإسهامهم حوالي 6/196 مليون ريال عماني أي بنسبة 5/87 بالمائة من إجمالي رأس المال المستثمر في الشركات.
كما بلغ عدد الشركات التي بها نسبة 100 بالمائة من الإسهام الإيراني 1346 شركة أي ما يعادل نسبة 9/72 بالمائة من إجمالي عدد الشركات التي بها إستثمار إيراني، حيث بلغ إجمالي عدد المساهمين الإيرانيين في هذه الشركات 2623 مستثمراً إيرانياً.
وبلغت قيمة الإسهام الإيراني في هذه الشركات أكثر من 6 ملايين ريال عماني، في حين أن الشركات التي بها نسبة 50 بالمائة من الإسهام الإيراني كان لها النصيب الأكبر حيث بلغت قيمة هذا الإسهام 8/148 مليون ريال عماني.
وجاء قطاع تجارة الجملة والتجزئة في المرتبة الأولى من بين القطاعات الأخرى من حيث عدد الأنشطة المرخص لها فيه، حيث بلغ عددها 2176 نشاطًا أي ما يعادل نسبة 3/65 بالمائة من إجمالي الأنشطة المرخص لها في القطاعات.
وبلغ إجمالي عدد التراخيص لنشاط مكتب التصدير والاستيراد 793 ترخيصاً، وهو الأعلى عدداً من بين الأنشطة الأخرى.
وأشارت الإحصاءات إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية جاءت في المرتبة الثالثة من بين دول العالم في عدد السجلات التجارية في سلطنة عمان، حيث بلغ عددها 4496 سجلاً تجارياً في نهاية عام 2022.
زيارة تسهم في تنمية العلاقات
هذا وأكد سفير سلطنة عمان لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إبراهيم بن أحمد المعيني، على أن الزيارة الرسمية للسلطان هيثم بن طارق إلى طهران ستسهم في تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين الصديقين في شتى المجالات، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن ينتج عن الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تخدم مصالح البلدين.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إن سلطنة عمان والجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمتعان بعلاقات تاريخية ومستقرة وثابتة، لافتاً إلى سلطنة عمان تعتمد في علاقاتها مع الدول على مبادئ عدة منها المصداقية والشفافية، الأمر الذي مكّنها من القيام بأدوار مهمة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضح أن سلطنة عمان أولت الجانب الاقتصادي الاهتمام اللازم من خلال تسهيل الإجراءات، وتذليل ما قد يكون من صعوبات وعوائق، مما كان له الأثر الإيجابي، حيث تطورت الحركة الاقتصادية والتجارية بين البلدين وتسير في نمو طبيعي ومتنام حتى وصل التبادل التجاري بينهما حالياً إلى ما يقارب الملياري دولار بعد أن كان سابقاً لا يتجاوز المائتي مليون دولار، فضلاً عن تقديم التسهيلات لدخول الإيرانيين عبر الموانئ العمانية، والتوقيع على عدد من المذكرات والاتفاقيات التي أسهمت في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.
ودعا السفير رجال الأعمال الإيرانيين إلى الاستفادة من المقومات والفرص الاستثمارية في سلطنة عمان، مؤكداً على أن سفارة سلطنة عمان بطهران ستقدم التسهيلات التي من شأنها أن تسهم في تحقيق ذلك.
زيارة تحمل أهدافاً كبيرة
من جانبه، قال رئيس الجانب العماني في مجلس رجال الأعمال العُماني - الإيراني محمد بن عبدالحسين باقر: إن الزيارة الرسمية المرتقبة للسلطان هيثم بن طارق الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستحمل أهدافاً كبيرة من شأنها تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين من خلال رفع حجم التبادل التجاري وإقامة المزيد من المشاريع والشراكات الاستثمارية المشتركة، مبيناً أن غرفة تجارة وصناعة عمان ستنظم بالتعاون مع الجانب الإيراني عدة معارض تجارية عمانية وإيرانية في البلدين خلال العام الحالي.
وأكد على أن مجلس رجال الأعمال العماني - الإيراني قام خلال الفترة الماضية بوضع برامج تجارية واستثمارية لتشجيع التبادل التجاري بين البلدين الصديقين، تتمثل في تسيير الوفود التجارية المتخصصة في مختلف القطاعات السياحية والتعليمية والصحية والتجارية والاستثمارية إلى كلا البلدين، إلى جانب تسهيل وتبسيط الإجراءات المتعلقة بإنسيابية الحركة التجارية.
وأوضح أن مجلس رجال الأعمال العماني - الإيراني قام بتأسيس منصة إلكترونية في غرفة تجارة وصناعة عمان تعنى بتسجيل الشركات الإيرانية في سلطنة عمان، وأيضاً تسجيل الشركات العمانية في إيران، مبيناً أن المنصة هي عبارة عن قاعدة بيانات لكل الشركات تسهل عليها إجراءات التسجيل وتذلل كل العقبات التي تحول دون بدء نشاطها التجاري.
وأشار محمد بن عبدالحسين باقر إلى أن عدد الشركات الإيرانية المستثمرة في سلطنة عمان تجاوز أكثر من ألفي شركة مستثمرة في مختلف القطاعات. وأكد على أن المجلس يتابع الشركات العمانية والإيرانية في كلا البلدين لتسهيل وتذليل التحديات التي قد تواجهها، متوقعاً أن تشهد المرحلة القادمة الإعلان عن قيام عدد من الشركات بتأسيس مشروعاتها في كلا البلدين.
يذكر أن سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق سيقوم بزيارة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية غداً الأحد. وأفادت وكالة الأنباء العمانية الرسمية، في بيان، بأن السلطان هيثم بن طارق سيقوم بزيارة إلى طهران تستغرق يومين بدءاً من يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من شهر مايو الجاري لعام ٢٠٢٣.