علماء المذاهب الإسلامية في ندوة بعثة الحج والزيارة:
«التلبية الحقيقة» تقرّب روحي وبراءة من الجهل والتكفير والإستكبار
سُميّ الأسبوع الأول من شهر ذي القعدة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأسبوع الحج حيث يتجهّز الحجيج من هنا وهناك في البلاد للذهاب إلى المدينة المنوّرة ومن بعدها إلى مكة المكرّمة. في هذا الأسبوع يجتمع النخب العلمية والمعرفية من أنحاء العالم حول البعض في ندوات إلكترونية تُقيمها المعاونية للشؤون الدولية لبعثة الحج والزيارة الإيرانية من خلال الفضاء الإفتراضي.
قد إجتمع مايقارب 100 مفكّر وجامعي وداعية دينية في الندوة الأولى من سلسلة الندوات تُقام في أسبوع الحج من 14 دولة إسلامية وغربية ليتبادلا علمياً وتجربياً في مجال الحج الإبراهيمي.
في السياق ذاته قال رئيس جمعية علماء العراق، الشيخ خالد الملا أثناء محاضرته التي ألقاها:
الركن الخامس للدين
الحج کما تعلمون هو الرکن الخامس من أرکان الإسلام و قد فرضه الله سبحانه و تعالی في السنة التاسعة من الهجرة علی الصحیح من أقوال العلماء ، حیث قال ربنا جل و علا : "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ"
المقصود هو برائة من المشركين
ينبغي لنا أن نتعرّف علی هذا الثواب العظیم الذي إدّخره الله سبحانه و تعالی لنا کمسلمین و یبقی خطاب الحج هذا الخطاب المدوي في عنان السماء ، هذا الخطاب و هذه اللغة التي نجتمع بها جمیعا و نرفعها جمیعا بشتّی لغتنا نقولها بلغة واحدة « لبیک اللهم لبیک » لبیک لاشریک لک لبیک ، إنّ الحمد و النعمة لک و الملک ، لاشریک لک » و کأنّ المقصود من هذا الشعار هو برائة علنیة واضحة بلغةٍ و بیان واضح ، براءة من المشرکین و من نهجهم و من المستکبرین في العالم ومن صهاینة و متصیهنین يعادون الإسلام و أهله ، و لذلک هذا الخطاب بلغته البسیطة یرعبهم. ترعبهم هذه الملایین من الناس الذين يلبسون ثوبا واحدا و يتحدثون بلغة و خطاب واحد و يتبرّأون ممّن تبرّأ الله تعالی منهم و رسوله (ص) و لذلک ربنا (جل و علا) قال في محکم کتابه :« وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا » قال المفسرون لمّا فرض ابراهیم (ع) من بناء البیت امره الله عزّ و جل أن یؤذِّن في الناس بالحج فقال ابراهیم « یا رب مایبلغ صوتي » فقال الله جلّ و علا « أذّن و عليّ البلاغ » و صعد ابراهیم علی جبل بمکة و قال « أیّها الناس إنّ ربّکم بنی بیتا فحجّوا » فأسمع أصلاب الرجال و أرحام النساء ممّا سبق في علم الله الأزلي أن یحجّ فأجابه « لبیک اللهم لبیک ».و قد حجّ ابراهیم و اسمعیل (علیهما السلام) مشاة .
أهميّة الحج عند الأئمة
الإمام الحسن بن علي (ع) حج خمسا و عشرین حجّة ماشیا و قد خرج الإمام جعفر الصادق (ع) للحج فلمّا أراد أن یُلَبي تغیّر وجهه و ارتعدت فرائصه فقیل له « ما أصابک یا إمام؟ » فقال :« أخاف أن أسمع غیر الجواب » و من المؤکد أنّ خوفه من الله تعالی شدید و لکن الله أراد أن یبیّن لأصحابه منزلة الخالق و أهمیة الحج و مناسکه.
تلاقي المسلمين فرصة ذهبية
الحج مؤتمر کبیر موسع من المسلمین و هم یتلقون و یتلاقون بلغات مختلفة و بلهجات مختلفة و بألوان و بشرات مختلفة إنما مقصودهم شيء واحد و هو الله سبحانه و تعالی لأننا حینما نرجع الی معنی الحج و جمیعنا قصدنا هو الله سبحانه و تعالی والله طلب منّا أن نکون قریبین إلیه ، لکن ربنا جلّ و علا أیضا أمرنا و طلب منّا أن نتبرّأ من کل اعداء الله عزّ و جل و أعداء دینه و أعداء المؤمنین حینما نکون علی قلب رجل واحد إن شاءالله تعالی
مازن الشريف: الحج يحارب الطائفية
وقال رئيس الإتحاد العالمي لعلماء التصوف الشيخ الدكتور مازن الشريف أثناء محاضرته أن:
ما أعظم الحاجة في أن نتدبّر في هذه الشرائع لنسد الذرائع و نتبیّن ما ینفع الأمة في وقتها و زمانها و في أن تکسب معرکتها الوجودیة التي تستهدف قیمها و وحدة صفها و تستهدف ثوابتها و یزرع زارعو الشر و الذین لایریدون لهذه الأمة أن تلتحم مجددً أن تجتمع أن یکُفّ الدم الذي فیها، ینشرون کل مرة بحجة أو بأُخری بدعوة کاذبة أو بأخری أموراً یریدون من خلالها أن یشوّشوا علی الناس دینهم.
لقد رأینا کیف استحکمت الطائفية و حاربوا بها احرار الأمة ، الذین وقفوا أمام هجمات شرسة . تجاوزت الجانب الفکري الی الجانب العسکري ، الی الجانب التنظیمي الذي فخّخ و فجّر بعد أن کفّر، بعد أن أخذ من شباب الأمة نصیباً ، القی بهم في النیران و هو یهمهم أنهم ماضون الی حور الجنان.
علاقة علماء التصوف مع الحج وفلسطين
و القی بهم إلی تسفیه العلماء و ادعاء العلم دون بیّنة إلی مخالفة ما کان علیه اجماع في العقیدة و في الدیانة . و أذکر أنّ الشیخ سیدي عبدالقادر الجیلاني قدّس الله سره الشریف قد جمع أقطاب الأمة في زمانه . هذا الشریف الحسني الأبي الحسیني النقي جمع الأمة في زمانه بعد أن جاء الصلیبیون یُقتّلون و تفاخر مؤرخوهم أنّهم کانوا یضربون رئوس ألاطفال المسلمین علی الحجارة في فلسطین حتی سال الدم في الأنهج فتنادی الأقطاب في ذلک الزمان و هم من ذریة رسول الله (ص) و من محبیهم و المحسوبین علیهم فجمعهم أولا في العراق في بغداد الأبية الجميلة وهي دار السلام و کان ممن حضر ذلک المجمع سیدي احمد الرفاعي عمید المدرسة البطائحیة وکذلک الشیخ عدي ابن مسافر و زمیله في الدرس و کلاهما درسا عند الشیخ عقیل منبجي و جاء حیاة ابن عیسی الحرّاني والشيخ شعيب الغوث الذي قدما بلاد المغرب و هو عالم من أعلام هذه الأمة و أتی عدد کبیر من عارفین احصاهم بعض المؤرخین في خمسین ولیا صالحا و قطبا من ذلک الزمان ، و کان شعارهم «القدس تنادیکم» و اجتمعوا في مؤتمر الحج .
الشيخ عبدالقادر الجيلاني والحج
استغلّ سیدي عبدالقادر الحج لوعیه بقمته في هذه التجمعات البشریة التي تأتي من کل ألوان الطیف ، من مسلم هذه الأمة الموحدین سنة و شیعة من مدارسها المختلفة ، من مشاربها العدیدة ، من ألوانها ، من أجناسها ، عربا و عجما ، القادمون من سندها و هندها ، القادمون من مشارقها و مغاربها ، يوّحدون الله الواحد ، یصعدون جبل المعرفة ، و في عرفات معرفة لله ،یطوفون بکعبة النور بقلوب من نور ، لم یقفوا عند الحجارة بل تجاوزوا ذلک للإشارة التي أوصلتهم للإشارة ، فجمعهم سیدي عبدالقادر و کان من أثر ذلک أن یکون أهم قادة الجیش الرجل الصالح نورالدین زنکي أهم قادته کانوا من تلامیذ الشیخ عبدالقادر الجيلاني و الشیخ أحمد الرفاعي و کذلک وزراء و و قادة جیشه و معظم جنوده کانوا من أکراد هاکار الذین کان شیخهم الشیخ عدي ابن مسافر.
علماء الإسلام وإضاءة علمية للعالم
أنّ علماء الذین نشروا النور حتی وصلت الحضارة الی ما وصلت إلیه کانوا من أبناء الأمة الإسلامیة ، ماکانوا یکتشفون البصریات و علمها لولا ابن الهیثم ، ولاکانوا یفهمون الجبر لولا جابر ابن حیان ، ولاکانوا فهموا الخوارزمیات المستخدمة في الذکاء الاصطناعي و في هذه المواقع لولا الخوارزمي ، و لاکان تطور الطب لولا ابن سینا ، ولاکان اکتشف الجهاز الهضم لولا ابن ندیم ، و لاکان طوّر الفلک لولا علمائه المسلمین و فلاسفة المسلمین کالکندي و من أمثال الشریف الإدریسي و غیرهم . لذلک وجب علی علماء الأمة أن یردّوا بالعلم و الحجة و البینة و أن نجتمع نتکاتف.
شعار الإمام الحسين(ع) في عصرنا
عندما یتوقّف صوت الحق یزعم أهل الباطل أنّهم علی حق ، کما قال الإمام علي (ع) أو کما نص علی ذلک في کلامه.
و نحن بحمدالله منذ أن بدأت هذه الدعوشة تنتشر في هذه الأمة وقفنا بالموقف و الکلمة الشجاعة أیّدنا و ساعدنا و کنّا نعضد أمننا و جیشنا و نطوف الأرض شرقها و غربها ونادینا بشعار رفعه جدنا الإمام الحسین (ع) عندما قال « إنما خرجت أرید الإصلاح في أمة جدي » بأننا رأینا أن ذلک من أولی مهماتنا ورثنا ذلک کابرا عن کابر و دفعنا في هذه الأسرة المبارکة مادفعنا من شهداء طف و فخ و ممّا کان بعد ذلک.
إنّ الحج لیس مجرد شعیرة یمارس فیها الناس طقوسا توارثوها عن هدي نبوي محمدي(ص) فنعم السند ذلک ، و نعم الوراثة تلك یمضون الی ربهم ، یجتمعون في مجمع یشابه الحشر یستحضرون یوم القیامة و یستحضرون بطوافهم بهذه الکعبة المنورة المدورة بالأنوار لقیاربهم . عندما تکون الوجوه ناظرة الی ربها ناضرة ، یقبّلون حجر الأسعد لسعادة إسعاده و إمداده من قِبل رب العالمین
بالتأكيد الإلحاد لن يغلب الدين
کل من یظن أنّ الإلحاد سیغلب ، یقول له أنّ الله غالب ، و الله غالب علی أمره و لکن أکثر الناس لایعلمون. کل من یرید أن تشوّه الإنسانیة سیخبره أن آدم کان هنا و أنّ حوّا کانت هناک کل من ابتلي و انتظر فرجا یخبره أنّ السیدة هاجر کانت ترکض بین الصفا و المروة تنظر رضیعها یلاقي من الحر و الغیب و الضمئ و قد ترکها زوجها خلیل الرحمان(ع) فتنادیه « أربک أمرک بهذا یا ابراهیم؟ » قال «بلی» قالت « إذَن لن یضیّعنا » فیزم الماء زمة.
عدوالإسلام يريد تدمير الإنسانية
في مجمع یذکّرنا کیف اتی ابرهة یرید أن یحطم البیت ، فأرسل الله علیه طیراً أبابیل . هذا ابرهة جدید یرید أن یدمّر هذه الإنسانیة و یظن أن فیله المعدني الذي یرکبه منجیه من عذاب الله و سیرسل الله علیه بقائم آل محمد بمهدي هذه الأمة و قائمها طیر الأبابیل تجعله کعصف مأکول فلایغني عنه ما صنع من سلاح و ما دخر من مال ثم رددنا علیکم الکرة علیهم ثم یقول فإذا جاء وعد الآخرة لیسوء وجوهکم .
نحن نستحضر هذه المعاني العظیمة الجمیلة عندما نتأمل هذا الحج المبارک. نرید أن نقول أنّ الإسائة للقرآن الکریم اسائة للعقل الإنساني ، قبل أن تکون مخرجاتنا الی الجوانب الدینیة و العقائدیة و التقدیسیة . نبدأ من العقل ، عندما سئتلت منظومة ChatGPT هذه منظومة الذکاء الإصطناعي « هل تستطیع أن تکتب لنا آیة کالقرآن الکریم ؟ » أجاب بما برمجوه و لوکان یفکّر لوحده لأجاب نفس الجواب فقال «إنّما هذه آیات من ربّ السماء ، لایمکن لأي برنامج أن یقلّدها .
النابلسي: البعدان الروحي والإجتماعي للحج متلاحمان
وقال الشيخ المفكر والأستاذ الجامعي اللبناني الشيخ الدكتور صادق النابلسي في محاضرته:
الحج في واقع الأمر يُمثّل القاسم المشترك بين جميع أفراد المسلمين وهذا مايعطي للحج أهمية إضافية ويجعله بمثابة العمود الذي يقوم عليه البناء.
من منطلق هذه الأهمية التي يحظى بها الحج في النصوص الإسلامية والتراث الإسلامي يبدو من الضروري أن يكون للفقه الإسلامي دوره في الإهتمام بهذه الفريضة.
وأريد هنا أن أضع ميزاناً لقيمة فقه الحج الذي يمارسه الفقيه المسلم فإذا قدّم الفقه حجّاً مفرغاً من كلّ قيمة، هذا الأمر يساعد على تهاوي الإسلام والمسلمين ويعمل على تخلّف الأمة الإسلامية فلن يكون هذا الحج حجاًّ إبراهيمياً ولامحمّدياً. العبادات الإسلامية جاءت لتُحرّر الإنسان وتصنع من الإنسان حضارة كبرى في التأريخ الإنساني وهذا ميزان ومؤشّر لصواب الحركة الإسلامية ونتائجها.
يجب على الفقيه الإقتراب من الواقع
النقطة الثانية التي أريد أن أُشير إليها هي قضية النظرة التجريدية بالنسبة لبعض الفقهاء والباحثين في مسألة الحج. لايمكن أن نتورّط في أحكام تجريدية ومواقف غير واقعية عندما نغيب عن مسرح الحدث، فلابدّ للفقيه ولابدّ للذي يكتب عن الحج أن يقترب قليلاً من أرض الواقع لأنه بذلك تتبلور لديه مجموعة من التصورات والأفكار المهمّة على مستوى الواقع الإسلامي بشكل عام وما يقوله البعض بأنّ الجهاد ساحة التفقّه الحقيقي فالذين عايشوا الواقع وخاضوا التجارب وإقتربوا من طبيعة الحياة بمختلف ألوانها وتمظهراتها، يفهمون المناخ الذي جاءت به النصوص لتحلّ مشكلة أو تفتح أفقاً فكرياً أو أفقاً روحياً لدى الإنسان. ولذلك بما يتعلق بالحج لايمكننا أن نجرّه عن المعنى السياسي ومن يعرف طبيعة الملك والإدارة لايمكنه إلّا أن يكون مقترباً جداً من الواقع. السياسة ليست هي فهم النصوص فقط وإنّما هي ملامسة الواقع لأنّ ذلك يُعطي بعداً حيويّاً وديناميّاً وبالتالي يختبر الإنسان حقيقة وجوده وحقيقة مشاعره من خلال ملامسته للواقع.
لاشكّ في أنّ الحج فريضة ميدانيّة وجهادية وواقعية جداً. نعم! صحيح أنّ البعد الروحي والأساسي في هذه الفريضة وأنا أريد أن أشير إلى هذه المسألة الهامّة. هناك من يُجرّد الحج من البعد الروحي ويُعلي من البعد الفقهي. المسألة هنا في غاية الأهمية حيث يجب أن يكون الحج فقهياً وروحيّاً، لا أن يكون روحيّاً معزولاً عن الأبعاد الفقهية ولا فقهياً معزولاً عن الأبعاد الروحية.
ظاهرتان يجب معالجتهما
نحن في واقع الأمر نشاهد أكثر من ظاهرة في الحج. الظاهرة الأولى: هم الذين يذهبون إلى الحج والعمرة ويذهبون ويتقربون من الضوابط الشرعية والفقهية وهي لايُستهان بها ولكن لايتخطّون هذه الضوابط. هناك الظاهرة الثانية وهم الذين يذهبون إلى الحج والعمرة ويرتقون في المدارج الروحانية من دون أيّ معرفة بالأحكام الشرعية ويعيشون حالة من الجهل فيما يتعلّق بتلك الأحكام. لذلك أقول أنّ مسألة الحج، في غاية الأهمية إذا دخلنا إلى أبعادها المختلفة.
إذن هناك نقطة أشير إليها بعُجالة وهي قضية الحج القرآني وكثير منّا يذهب إلى الحج من دون معرفة الأبعاد القرآنية والأحكام القرآنية المتعلقة بالحج. إعادة إستحضار الفقه القرآني يُشكّل أساساً في رحلة الإنسان إلى الحج. ليفهم تلك الأبعاد العظيمة التي أرادها الله سبحانه وتعالى من هذه الفريضة وهذا البعد يوازي البعدين الروحي والفقهي.
الحج فرصة ذهبية لتبادل فقهي حقيقي
هناك مسألة مهمة أخرى وهي مسألة التقريب فبناءً عليه يجب أن يتنامل الفقه المقارن وتتعرّف الأوساط الإسلامية فقهياً وروحياً وميدانياً بعضها إلى بعض. لايجب أن يُكتفى بالندوات البعيدة ومن دون أن نعرف ماذا يُفكّر الآخر وماذا يمارسُ الآخر شعائره. هذه من الأمور التي يجب أن تكون دراسات حولها ويجب أن يتعرّف بعضنا عن الآخر فقهياً بشكل كافٍ لكي لانصطدم في كثير من الخطوط التي يجب أن تكون خطوطاً في إطار توحيد العلاقة الإسلامية وفي إطار تقارب المسلمين وإستفادتهم بعضهم من البعض.
ويجب أن على علماء الأمة الإسلامية من مختلف المذاهب تبادل التجارب والعلم والنصيحة والجلوس مطوّلاً لتقديم مقاربة إسلامية شاملة فيما يتعلّق بالحج.
علمنة الحج، لامبرّر لها
ربما نحن نحتاج إلى رؤية إسلامية فيما يتعلّق بكلّ الأماكن والمشاهد الإسلامية، كيف يمكن إدارتها من الناحية السياسية والإجتماعية والدينية, خصوصاً أقول أنّ في واقع الأمر حينما ندرس قضية الحج هناك إتّجاهان في هذا الأمر: هناك من يريد أن يُعلمِن العبادات بحيث يجعل العبادة خالية من أيّ علاقة مع السياسة.
نحن إذا قرأنا كتب الفقهاء المسلمين الذي يتحدّثون عن العبادات بشكل عام لانجد غياباً للسياسة والإجتماع عن الإجتماع. على سبيل المثال هناك ربط قويّ جداً بين مسألة الصوم وواقع المسلمين الإجتماعي وهناك ربط واضح ما بين قضايا المسلمين الكبرى وبين الحج ولايجوز أن تغيب السياسة عن العبادة على الإطلاق والحج من أكبر العبادات التي نحتاج فيها إلى أعمال الفكر ومقاربة القضايا التي تهمّ المسلمين والمجتمع الإسلامي بشكل عام.