تقرير حصري حول تحديات صناعة الأقمار الصناعية في البلاد
أملا في مدار «إيران همكام»
الباحثة: مريم حنطه زاده
خطوات مأمولة لإطلاق القمر الصناعي ناهيد
تعود الجهود الإيرانية لامتلاك وإطلاق قمر صناعي إلى السبعينيات من القرن الماضي. عندما كان من المفترض أن نرسل قمرين صناعيين يدعيان "ناهيد" و "زهرة" إلى الفضاء بمساعدة أجنبية . لكن المشروع بقي حبرا على ورق ولم يصل إلى مرحلة التنفيذ، وحتى بعد الثورة لم تؤد متابعة العقد المبرم ودفعاته المسبقة إلى نتائج. مع هجوم العراق على إيران وأولويات الحرب في البلاد، توقف برنامج الأقمار الصناعية الإيراني. يمكن القول إن عام 1996 كان بداية تصميم الباحثين الإيرانيين على بناء وتصميم قمر صناعي إيراني.
جهود كانت نتيجتها الأولى قمر "مصباح 1". وهو قمر صناعي عُهد بإطلاقه لشركة إيطالية بسبب عدم وجود منصة اطلاق محلية، ولم يتم إطلاقه بسبب تنصل ايطاليا من وعودها، ثم تم استبعاد هذا القمر من قائمة انتظار الإطلاق بسبب التكنولوجيا التي اصبحت قديمة. المشروع التالي كان "سينا 1"، الذي وضعت ايران تصميمه من الناحية النظرية، ولكن تم بناؤه وإطلاقه وإدارته من قبل شركة روسية.
أطلق الروس هذا القمر الصناعي في عام 2005، وقد فشل القمر في الاتصال بالأرض خلافا للتوقعات الأولية وبذلك كان عديم الفائدة. ومنذ ذلك الوقت أظهرت الحكومة دعمًا أكثر جدية وتمكنت منظمة الفضاء من تسليم القمر الصناعي "أميد" - بمعنى الامل - وقاذفة "سفير" الإيرانية في غضون ثلاث سنوات في مشروع محلي ومكثف. أخيرًا، تم الإطلاق الناجح لـ " اميد" من منصة الاطلاق الايرانية في 3 فبراير 2009. واصبح هذا التاريخ بمثابة نقطة تحول في تاريخ جهود الفضاء الإيرانية لتسجيل هذا اليوم في التقويم الايراني كيوم تكنولوجيا الفضاء؛ وهو اليوم الذي آمن فيه الناس بقدرة العلماء والتكنولوجيين الإيرانيين وأصبحت إيران الدولة التاسعة التي حققت منظمتها الفضائية تكنولوجيا فضاء محلية مستقلة.
منذ بداية إنشاء منظمة الفضاء الإيرانية في بدايات الالفية الجديدة، تم تحديد مهامها وهي تعزيز قدرات البلاد والامن القومي، وتطوير علوم وتقنيات الخبراء المحليين وتلبية الاحتياجات الفضائية للبلاد والاستفادة من المشاريع الاقتصادية في قطاع الفضاء، ووضع خارطة طريق لتكنولوجيا الفضاء للبلاد . وهناك اربع اولويات في مجال تطوير برنامج ايران الفضائي. كانت الخطوة الأولى هي تحقيق مدار 250 كيلومترًا من الأرض، والذي اكتمل بحلول العقد الثاني من القرن الحالي، بوضع 4 أقمار صناعية، أميد (الامل)، ونويد( البشرى)، و فجر، ورصد، بواسطة ناقل الأقمار الصناعية "سفير". الخطوة الثانية هي وضع الأقمار الصناعية في مدار على بعد 500 كيلومتر من سطح الأرض، حيث تم تصميم وبناء أقمار صناعية و قاذفة اطلاق "سيمرغ"( بمعنى العنقاء) و الاقمار "بارس1" و"ظفر 1و2" و "بيام 1و2 ( الرسالة)" و "طلوع ( الشروق)" و "ناهيد 1و2". ومن بين هذه الاقمار تم اطلاق بعضها مثل ظفر1 و بيام1 ( لكنها فشلت في الاستقرار في المدار للاسف)، وبعضها في قائمة الانتظار مثل بارس و ناهيد2.
تتمثل الخطوة الثالثة في وضع القمر الصناعي في مدار 1000 كيلومتر فوق سطح الأرض بنجاح، والذي عند المدار المنخفض عن ارتفاع الأرض ( مدار ليو). والخطوة الرابعة لبرنامج عندما يكتمل سيتحقق حلم ايران في الاستقرار. وايران الفضائي يتمثل في الاستقرار في مدار ( جيو) على ارتفاع 36 الف كيلومتر، والذي سيؤمن استقرار اقمار للاتصالات والابحاث العلمية.
في الواقع، وفقًا لخريطة الطريق الخاصة بتكنولوجيا الفضاء في البلاد، بدأت عملية بناء قمر صناعي لتحقيق مدار حول الأرض يبلغ طوله 36000 كيلومتر في مجال الأقمار الصناعية للاتصالات السلكية واللاسلكية، مع بناء اقمار من ناهيد1 وحتى 5 و قمر " ايران سات" وهو قمر تشغيلي. وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن تكتمل الخطوة الثانية من برنامج الفضاء الإيراني في عام 2021، فقد تأخرت بسبب انخفاض الدعم من صناع السياسات المحليين، والمشاكل المالية الناجمة عن العقوبات، والعقوبات المباشرة التي فرضتها الولايات المتحدة على منظمة الفضاء الإيرانية عام 2019. والآن ما زلنا في المراحل النهائية من الخطوة الثانية.
يتبع...