الشهيد محمد نجدي.. محا بدمه إتفاق العار
الوفاق/خاص - من مسجد بئر العبد خرج عليهم مع إخوان كانوا في الصلاة .. حملوا حملة رجل واحد على الذين جاءوا يحاصرون المسجد المنتفض... فارتفعت الأيادي لتواجه البنادق... وكان الشهيد محمد نجدي أول الواصلين وأول الشهداء ... ليُسقط بدمه اتفاق 17 أيار ويشعل انتفاضة لولاها لما سقط ولما بقي لبنان على ما هو
عليه اليوم.
المولد والنشأة
في أيار 1965 كانت ولادته في بلدة صريفا الجنوبية، وفي أيار 1983 كانت شهادته. ثمانية عشر عاماً قضاها الشهيد في دروب الحياة ، ليصل إلى طريق مفترق الشهادة بعدها .عُرف الشهيد بالتزامه ، بدأ بالصلاة في عمر التسع سنوات، لم يكن يرضى بالصلاة إلاّ في المسجد، كان يأمر إخوته بالصلاة رغم صغر سنه، وكان قد حجب شقيقته في سن الثامنة، وكان يطلع والدته أيضاً على المسائل الدينية المختلفة، ولقد التزم المنزل من بعده على طريق الإيمان والالتزام بالمقاومة.
كان يتحنن على أيتام المسلمين عملاً بقول رسول الله (ص)، وكانت امنيته ان يقتل إسرائيلياً وأن ينال الشهادة في سبيل الله، وكم كان يحدث إخوته عن الجنة وما فيها، ويقول: " لن أتزوج إلاّ من الحور العين".
نذر نفسه للعمل الإسلامي
وبعد انتقال الأهل من النبعة إلى برج البراجنة إثر عملية التهجير، كان محمد يحلم بالثأر للمسلمين، فواظب على حضور جلسات المؤمنين ومجالسة العلماء. كان الشهيد مكرساً حياته للعمل للإسلام، سواء أكان على صعيد الخدمات الإنسانية أو الصحية أو الجهادية، قال له والده يوماً لو كنا نملك السلاح الكافي والقدرة الأكبر لكنت سبقتك إلى قتال إسرائيل فكان يرد عليّ بل لا .. يجب أن نقاتل العدو الصهيوني ولو كنا نملك
خرطوشة واحدة.
كان الشهيد دائم الحديث لعائلته عن الجهاد وعن الإمام الحسين (ع) وعن الإمام الخميني (قدس) وثورته المباركة، وكان يردد لهم دائماً:" يجب أن تستمروا بالعمل لتكونوا أشخاصاً على قدر المسؤولية".
تمني الشهادة في سبيل الله
كان الشهيد يتمنى الشهادة في سبيل الله ، وعندما اخبره أحد الإخوة أنه رأه في منامه شهيداً أمام مسجد بئر العبد، لم يملك محمد إلا أن يهتف متضرعاً: إن شاء الله يارب، وقد استجاب الله دعائه.
الاستشهاد
عندما بدأ الهجوم على المسجد خرج الشهيد هاتفاً "الله اكبر" وكان أول المعتصمين الذين أصابوه بالرصاص قنصاً، فأصيب ونُقل إلى المستشفى، وهناك كان يطلب من الطبيب أن لا يضع يده على جسمه لأنه يتمنى أن يستشهد.
في وقت إصابته أحست والدته بشيءٍ أصاب ولدها، فجمعت كل صوره واختارت منها واحدة، لتعلقها بعد استشهاده في البيت وما زالت هذه الصورة معلقة إلى الآن.