في منافسات الجوجيستو بجورجيا؛

ايرانيتان ترفضان مواجهة لاعبتين من الكيان الصهيوني

الوفاق / رفضت ايرانيتان مواجهة لاعبتين يمثلان الكيان اللقيط في الاراضي المحتلة، وذلك في منافسات اللاعبين المحترفين الدولية في جورجيا بالجوجيستو.
ففي البطولة الدولية المقامة في جورجيا بالجوجيستو للمحترفين تشارك 3 فرق من ايران بهذه البطولة، ففي فئة السيدات وحسب نتيجة القرعة جاءت مواجهة لاعبتين تمثلان الكيان الصهيوني في مواجهة لاعبتين من ايران.
وايماناً منهما في القضية المصيرية للأمة الاسلامية ألا وهي القضية الفلسطينية، فقد رفضت كل من «خديجة رضائي وبهارة اميني» ان تخوضا هذه المنافسات وتواجهان لاعبتين يمثلان كياناً محتلاً غاصباً لأراضي مقدسة وهي اراضي القدس الشريف؛ ولذلك فقد صممتا أن تنسحبان من البطولة مع أنهما كان بامكانهما أن تصلا الى النزالات النهائية وربما كان سيكون نزالاً ايرانياً خالصاً.  وبحسب المعلومات التي اكدها نائب رئيس هيئة الجوجوتسو، عضو لجنة التحكيم لهيئة الجوجوتسو الحرفية في ابوظبي «امير خوش بين»، ايضا، فقد كان بامكان اللاعبتين الايرانيتين ان تحرزا التألق في نهائي بطولة جورجيا، قبل ان تعلنا الانسحاب تجنبا لمواجهة اللاعبة الصهيونية، ودعما لقضية الشعب الفلسطيني المظلوم.
ومن المهم أن نذكر هنا أنه منذ انتصار الثورة الإسلامية لم ينل للصهاينة موطئ قدم في إيران، فطهران لم تعترف رسمياً بـ»إسرائيل» كدولة، وهذا الموقف أصبح واحداً من الأصول الأساسية في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، وعلى هذا الأساس شاع في الأوساط الرياضية مبدأ إنساني سياسي فحواه عدم رغبة الرياضيين والفرق الرياضية الإيرانية بمواجهة رياضيي وفرق الكيان الصهيوني، أي أنّ الأمر ترسخ في الوسط الرياضي الايراني، ومن المؤكد أنّ السبب الرئيس في هذا الموقف المشرف يرجع إلى عدم اعتراف طهران بتل أبيب رسمياً باعتبار أنّ الصهاينة محتلون وقد اغتصبوا الأراضي الفلسطينية، وكذلك ناشئ من دافع إنساني، فالشعب الفلسطيني المظلوم دائماً ما يتعرض لاضطهاد هؤلاء الغاصبين.
الرياضة ليست دائماً في معزل عن السياسة
لا صحة لمن يتصور أنّ الرياضة دائماً في معزل عن السياسة، فهناك الكثير من الرياضيين في التأريخ اتخذوا مواقف أثناء منافساتهم الرياضية وفي مضامير مختلف المسابقات الرياضية لأجل توجيه رسالة سياسية، فالملاكم الدولي محمد علي كلاي مثلاً استغل سمعته وشعبيته الرياضية لإقناع الرأي العام الأمريكي بعدم نجاعة الحرب ضد فيتنام وحرض الشعب للاعتراض عليها، كما أنّه رفض الانخراط في صفوف القوات المسلحة الأمريكية إبان هذه الحرب رغم شموله بقانون الخدمة العسكرية آنذاك، لذلك تمّ تجريده من لقبه الذي حاز عليه.
وفي أولمبياد مونتريال التي احتدمت منافساتها في عام 1976م طالبت بعض البلدان الأفريقية من اللجنة الأولمبية الدولية بأن تقر حظراً على نيوزيلندا وتحرمها من المشاركة في هذه المنافسات بسبب اشتراكها في منافسات رياضية أقامها آنذاك نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، لكن اللجنة الأولمبية لم توافق على هذا الطلب لذلك انسحب من البطولة 29 بلداً أفريقياً، ومنذ تلك الآونة عرفت هذه المنافسات الأولمبية في أفريقيا باسم «المنافسات القذرة”.
وفيما يلي نشير إلى عدد من الرياضيين الإيرانيين كمثال - وليس جميعهم - من الذين كانت لديهم مواقف مشرفة ورفضوا مواجهة رياضيين من الكيان الصهيوني أو أنّهم تقبلوا الخسارة لأجل عدم بلوغ مرحلة المواجهة معهم:
بعض الرياضيين الايرانيين الذين تجنبوا اللعب مع صهاينة
علي رضا كريمي: هو أحد أبطال المصارعة في الجمهورية الإسلامية، حينما شارك في بطولة المصارعة الحرة دون 23 سنة تعمد الخسارة أمام مصارع روسي كي لا يواجه في المرحلة التالية مصارعاً من الكيان الصهيوني.
الجدير بالذكر هنا أنّ هذا المصارع تخلى علن الميدالية الذهبية في بطولة المصارعة العالمية التي جرت في بلغاريا عام 2013م واكتفى بالبرونزية حينما رفض منازلة مصارع من الكيان الصهيوني.  بطل رياضة الجودو آرش مير إسماعيلي: في أولمبياد أثينا التي انطلقت منافساتها عام 2004م بادر بطل الجودو الإيراني آرش مير إسماعيلي إلى زيادة وزنه أكثر من المستوى المطلوب لأجل أن لا ينازل رياضياً من الكيان الصهيوني، وقبل ذلك نشرت مجلة سبورتس إيلاستراتيد “ Sports Illustrated “ الأمريكية تقريراً افادت فيه أنّ مير إسماعيلي كان مرشحاً لنيل الميدالية الذهبية في هذه المنافسات، لكنه تخلى عن ذلك بعد أن رفض مواجهة إيهود ووكس «الإسرائيلي”.
وفيما بعد أعلن هذا الرياضي البطل أنّه فعل ذلك دفاعاً عن الشعب الفلسطيني المضطهد وتنديداً بالمواقف «الإسرائيلية» المتزمتة وظلمها الكبير.
 السباح الشهير محمّد علي رضائي:
السباح الايراني محمّد علي رضائي هو الوحيد في تاريخ السباحة الايرانية الذي تمكن من الحصول على حصة في المنافسات الأولمبية، لذلك كان متأهباً بالكامل لخوض هذه المنافسات العالمية فهو صاحب الرقم القياسي المحلي في إيران، لكن في التصفيات الأولى أوقعته القرعة ضمن مجموعة تضم سباحاً من الكيان الصهيوني، لذلك قرر عدم المنافسة وحذف منها جراء هذا القرار.
نجم كرة القدم وحيد هاشميان: اللاعب الإيراني الدولي وحيد هاشميان احترف لفترة من حياته الكروية مع نادي بايرن ميونخ الألماني، لكنه رفض الذهاب مع فريقه إلى تل أبيب في الأراضي المحتلة لمواجهة فريق من الكيان الصهيوني احتراماً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن حقوقه المسلوبة.
وبعد ذلك قرر لاعبو كرة القدم الإيرانيون إدراج شرط عدم المشاركة في المباريات التي تقام مع فرق من الكيان الصهيوني ضمن العقود التي يبرمونها مع الأندية الأوروبية.
وفيما يلي بعض من الرياضيين الايرانيين الذين تفتخر بهم ايران وهم: «لاعب المنتخب الدولي السابق بكرة القدم اشكان دجاكه – المصارع البطل محسن حاجي بور – بطلة الشطرنج فاطمة برقول – لاعب الشطرنج صالح نجفي – لاعب التايكواندو غلامحسين ذو القدر – المصارع سيد مصظفى صالحي زاده».
هؤلاء الرياضيون الأبطال ليسوا سوى أمثلة على تلك المواقف المشرفة التي اتخذها الرياضيون الإيرانيون بعد انتصار الثورة الإسلامية دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني واعتراضاً على ظلم الصهاينة.

البحث
الأرشيف التاريخي