تقرير حصري حول تحديات صناعة الأقمار الصناعية في البلاد
أملا في مدار «إيران همكام»
الباحثة: مريم حنطه زاده
يعد مجال علوم الفضاء من العلوم التقدمية التي تؤثر على المجالات العلمية الأخرى. رغم ذلك، وحتى انتصار الثورة الإسلامية، لم تُبذل أية محاولة لإنتاج وإطلاق قمر صناعي. لأول مرة في عام 1997، بدأت الجهود لإنتاج وإطلاق الأقمار الصناعية. وعليه، في عام 2005 ومع إطلاق القمر الصناعي "سينا 1"، أصبحت إيران رسميًا إحدى الدول العشر الحاضرة في نادي الفضاء. هذا النجاح الذي حدث رغم كل العقوبات والعيوب جاء نتيجة ثقة رجال بعضهم لم يشاهد القمر الصناعي عن قرب حتى ذلك اليوم! التقرير التالي هو نتيجة حوار مفصل مع محمد سليماني، أحد نشطاء مركز "متعال" في الحكومة التاسعة ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الحكومة العاشرة.
المكعبات القبيحة ذات النتوءات
لعل أحد أسباب عدم مبالاة الكثير من الإيرانيين ببرنامج الفضاء الإيراني والأقمار الصناعية التي بنتها إيران وأطلقتها هو وجود أحدث الاطباق اللاقطة واجهزة الاستقبال التي يمكن العثور عليها في العديد من المنازل ويطلق عليها اعتباطيا الأقمار الصناعية! وبالطبع، فإن العديد من خدمات هذه الاطباق في إيران، على عكس العديد من البلدان الأخرى، مجانية.
أتذكر أن أحد أساتذة الاتصالات، في بدايات الالفية الجديدة، قال إن اسعار نوع من ترانزستورات الاتصالات التي نحتاجها والموجودة في أجهزة استقبال الأقمار الصناعية المنزلية هذه، تعادل سعر الجهاز بالكامل! في الواقع، هذا الوصول السهل والرخيص للناس إلى خدمات الأقمار الصناعية، بصرف النظر عن الأهداف الثقافية وراء الستار، تتمثل إحدى نتائجه في أن المواطن يشعر بان القمر الصناعي وإنجازاته هي امور منخفضة التكلفة ويمكن الحصول عليها بسهولة وبالتالي فان الامر لايتطلب تحمل تكاليف البحث الباهظة والعقوبات المختلفة للوصول لتقنية انتاجها المختلفة. فعندما تتمكن من العثور بسهولة على صورة منزلك باستخدام خدمات "غوغول"، سيكون من الصعب تصديق أنه يتعين على مؤسسات البلد دفع تكاليف كبيرة بالدولار لشراء صور أقمار صناعية وعالية الجودة
وقابلة للتحليل.
بالاضافة الى سهولة الوصول الى انجازات الاخرين من الرسوم الملونة والصور والافلام الخلابة المعروضة في القنوات الفضائية، سواء كانت حقيقية اوخيالية . وبالتالي تنسى حلم الوصول الى هذه التقنية بنفسك وتشعر بالحسرة لانك لن تتمكن من تحقيق ذلك وتقول لنفسك وادفع مبالغ اكبر لاحصل على افضل واحدث الطرازات من المعدات والخدمات اللازمة من مالكيها ومصنعيها الاصليين (حتى لو كانت مستعملة على غرار السيارات الأجنبية المستعملة، ثم نعمم هذا الطلب ليشمل جميع احتياجات البلد!).
كل ذلك، يجعلنا لا نرى نتائج جهود نفس النخب التي ننتقدها دائمًا ونتجاهلها ونجعلها تهاجر الى بلدان اخرى، وأحيانًا نذلها ونستهزئ بها تماشيا مع الأعداء. في النص التالي، حاولنا تقديم لمحة موجزة عن تكنولوجيا الفضاء الإيرانية وبرنامجها، وإمكانات تطويرها في الحاضر والمستقبل حتى نتمكن من تحطيم جدار اللامبالاة تجاه هذه المكعبات القبيحة ذات النتوءات ( الاقمار الصناعية الاولية) الايرانية، والمستقبل المشرق لها.