الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وأربعون - ٢٢ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وأربعون - ٢٢ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

شهيد الدفاع عن المقدسات... حسن فيصل شكر

لم تكن المعركةُ تشبه غيرها من المعارك، فالقتال لم يهدأ طرفة عين، والمجاهدون لم يَهِنوا نبضةَ قلب. وفي قلب المعركة، كان ثمّة مهمّة صعبة وخطيرة أوكلت لأحد المجاهدين، ففاوضه الشهيد حسن ليتبادلا المهام.
ابن مسيرة المجاهدين
حين رنَّ هاتف السيد فيصل والد حسن، كان وقتذاك يحضر حفل تخريج لدورات قرآنية، فأخبروه أن ابنه حسن مصاب، فأنبأه قلبه أن الله اختاره شهيداً. ولم يكن هذا الخبرُ بعيداً عن توقعاته، فهو ليس ابن مسيرة الجهاد، بل هو أحد مربي أجيال هذه المسيرة.
وأن ينال حسن الشهادة هو أمر ليس مستغرباً، فسيماؤه كانت تلوح في تفاصيل وجهه، لأنه شاب حدّد وجهة حياته بوضوح تام منذ أن كان صغيراً يرتعُ في ملاعب الطفولة. فابن قرية "النبي شيث" فتح عينيه  في العام 1989 م على قصص الشهيد سماحة "السيد عباس الموسوي" وجهاده وتربّى بين أحضان الذكريات التي حفلت بها ذاكرة كلّ مَنْ حوله ومَنْ عايش السيد، وكأن تلك الأحاديث كانت المدرسةَ الأولى التي تعلّم منها، ناهيك عن أنه ابن عالم دين، وأمّه إمرأة ملتزمة، فكانت البيئة المتديّنة الرحم الثاني الذي منه وُلد.
هدية السيد القائد أغلى ما يملك
لم يحمل حسن همّ نفسه يوماً، لأنه كان يرى نهاية طريقه، فانشغل باله بوالديه وإخوته، وكان يعمل جاهداً لمساعدة والده والتخفيف عن كاهله، وكان لا يترك في جيبه إلا مصروفاً قليلاً له، والباقي يسدّده ثمن منزل كان يدرك في قرارة نفسه أنه لن يسكُنه أبداً، ولم يملك حسن في هذه الدنيا شيئاً أغلى من هدية الإمام القائد علي الخامنئي (حفظه الله) الذي تشرّف بزيارته أثناء سفره إلى الجمهورية الإسلامية، فتراه يهتم بها اهتماماً كبيراً.
المعراج الملكوتي
التحق حسن بحرب الدفاع عن المقدّسات منذ بدايتها، وكدأبه منذ التحاقه بصفوف المقاومة، أحاط عمله بسريّة كاملة، حتى أنّه لم يكن ليخبر والده، فسرّيةُ العمل تسود بين المجاهدين أنفسهم، هكذا ربّاه والده وعلّمه من مدرسة أهل البيت (ع) أن الكتمان أساس نجاح كل عمل.
 وفي ليلة الاستشهاد لاحظ كلّ من التقاه ليلة ما قبل المعركة ويومها إشراقة الشهادة على مُحيّاه؛ إذ كان وجهه يتلألأ كالقمر، وجفناه لم يطبقا لحظة؛ تارةً من التجهّز للمعركة، وطوراً من العبادة، أدّى ليلتها صلاة الليل قبل وقتها بقليل؛ خوفاً من ضياعها عليه عند التحرّك، عندها راح الشباب يمازحونه (مين قدّك يا سيّد ساجد، والله إنّك شهيد ومكتّر). وفعلاً ارتفع حسن صباح الأحد الموافق 19 أيّار  في عام 2013م في معركة تحرير مدينة القصير شهيداً متأسّياً بعطش الحسين (ع)، إذ أراد الاحتفاظ بالماء لإخوته المجاهدين؛ وآثر الاستشهاد عطشاً كسيّد الشهداء عليه (ع)".

 

البحث
الأرشيف التاريخي