إقامة مراسم ترحيب رسمي بالأسطول البحري 86 التابع للجيش
ترسیخ مكانة إيران في النظام العالمي الجديد
إنطلقت، أمس الأحد، مراسم الترحيب الرسمي بالأسطول البحري 86 التابع للجيش الإيراني في مدينة بندرعباس (جنوب البلاد) بمشاركة كبار القادة العسكريين والمسؤولين السياسيين.
وأقيمت هذه المراسم بحضور رئيس أركان القوات المسلحة اللواء حسن باقري، وقائد الجيش اللواء عبدالرحيم موسوي، وقائد القوة البحرية للجيش الأدميرال شهرام ايراني، وقائد القوات البحرية في الحرس الثوري الأدميرال علي رضا تنكسيري، ومحافظ هرمزغان وعائلات كوادر هذا الأسطول البحري.
قائد الثورة يهنّئ بعودة الأبطال
وبمناسبة العودة المظفرة للأبطال في "مجموعة القطع البحرية 86" من رحلتها البحرية الكبرى إلى أرض الوطن، بعث القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية سماحة قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، خطاب تهنئة جاء فيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أهنئ الأبطال في مجموعة القطع البحرية 86 التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية على نجاح رحلتهم البحرية العظيمة.
أيها الأعزة! أهلاً بعودتكم إلى البيت، وفقكم الله".
خطوة تأريخية لا تجرؤ عليها دول كبرى
من جانبه، أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية، اللواء محمد باقري، إن جولة الأسطول 86 التابع للجيش في أعالي البحار كانت خطوة تاريخية وليست أمراً صغيراً وهناك دول كبرى لا تجرؤ على هذه الخطوة.
وخلال مراسم استقبال الأسطول 86 الذي عاد إلى البلاد بعد 8 أشهر من الإبحار حول العالم، قال اللواء باقري: إلى جانب عبوره موجات البحار اللامتناهية، لقد عبر طاقم الأسطول البحري 86 موجات الإيمان والإرادة لإنجاز هذه المهمة، وكان قادراً على فعل ما يبدو مستحيلاً.
وذكر اللواء باقري أن القوة البحرية هي من أهم عوامل القوة للبلاد، وأكد على أن ايران لا ينقصها شيء ليصبح لديها قوة بحرية كبيرة. وأشار الى إنه اذا أولت الحكومة والمسؤولون المزيد من الاهتمام إلى هذا الموضوع، سيسهل مسار التنمية في البلاد من خلال القوة البحرية أكثر من الماضي.
تعزيز مکانة إيران في العالم
من جهته، قال قائد القوات البحرية للجيش الأدميرال شهرام ايراني: إن القيام الزاخر بالفخر للمجموعة البحرية 86 التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العبور من المحيط الهندي والهادئ والأطلسي والمياه الحرة في العالم رسخت مكانة إيران في النظام العالمي الجديد، وهو مؤشر على نهاية عصر النظام العالمي الليبرالي والمتمحور حول أمريكا.
وأضاف الأدميرال ايراني: إن القوة الاستراتيجية للجيش،كقوة ناشئة، أثبت مستقبل قوتها البحرية ووسعت نفوذها الإقليمي من خلال التواجد في المياه المفتوحة. وتابع: إن القوة البحرية تمکنت في ضمان الأمن البحري، وحمل رسالة السلام والصداقة إلى العالم بعد 213 يوماً من الإبحار الأخضر من خلال تطبيق المعرفة الجديدة.
وصرح: إن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية عزز مکانة البلاد بالعالم وأثبت ضعف الهيمنة الأمريكية والدور الريادي للنظام الإيراني. وحذر الأعداء من أن إيران لم يتم عزلها أبداً ولن تقبل العزلة والحظر ولن تستسلم لهما.
هشاشة الحظر المفروض على البلاد
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، أن مهمة المجموعة البحرية 86 التابعة للجيش الايراني أثبتت مدى هشاشة الحظر المفروض على البلاد، قائلاً: إن العمليات الناجحة المتمثلة في الإبحار على مدار 360 درجة والتي أنجزتها القوة البحرية التابعة للجيش، لم يسبق لها نظير في تاريخ ايران، ولا شك عززت أكثر من أي وقت مضى إقتدار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الصعيد الدولي.
وأضاف كنعاني على هامش مراسم استقبال مجموعة القطع البحرية 86: إن الاقتدار البحري يشكل العناصر الأساسية للقوة في كل دولة، وعليه فان الدول التي تتمتع بهذا الاقتدار تستطيع أن تأخذ بزمام المبادرة في الصعيد الدولي وبما يشمل العديد من المجالات الستراتيجية الدولية.
ومضى الى القول: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت، عبر الإزدهار الذي حققته في تكنولوجيا البحار، أن تضيف صفحة ذهبية جديدة الى سجلها الحافل بالاقتدار.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية إن الرحلة البحرية التي أنجزتها المجموعة 86 لم تكن اعتيادية، وقد جسدت مدى الاقتدار الذي تتمتع بها القوة البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأثبتت بأن الحظر الظالم وأحادي الجانب الذي تفرضه أمريكا على البلاد قابل للكسر تماماً.
يذكر أن الأسطول البحري 86 التابع للجيش الإيراني، المكوّن من المدمرة الإيرانية محلية الصنع "دنا" والفرقاطة "مكران" رسا في ميناء صلالة العمانية بعد ما قطع مسافة 63 ألف كيلومتر في عرض البحر.
وكان هذا الأسطول توقف، بعد إرساله في مهمة حول العالم من بندرعباس، عند المحطة الأولى في ميناء مومباي بالهند، ثم رسا في العاصمة الإندونيسية جاكرتا بعد مروره عبر خليج البنغال ومضيق ملقة. وبعد هذه المحطة، واصل الأسطول طريقه نحو بحر جاوة وعبر مضيق ماكاسار وبحر سيليبس. وبذلك تدخل الملاحة البحرية العسكرية الايرانية لأول مرة في تاريخها منطقة شاسعة وواسعة من المحيط الهادئ.
والمجموعة 86 البحرية التابعة لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية قامت بجولة حول العالم. ودخلت المياه الإقليمية الايرانية قبالة ميناء جاسك، منذ يوم 17 أيار/ مايو الجاري، عائدة من رحلة بحرية طويلة ونوعية حول العالم، استغرقت 8 أشهر وبمسافة 65 ألف كلم.