تربية البنات عند اهل البيت (ع)
الوفاق / وكالات
طوبى لمن رُزق بالبنات
عندما جاء الإسلام قضى على كل أشكال الظلم للبنات ولم يكن ذلك ردة فعل لما حصل في الجاهلية فقط، بل لمّا تشكله البنت في المستقبل من دور فعّال وكبير في بناء المجتمع وصلاحه، بل هي أهم عنصر فيه فهي اليوم إبنة وغداً زوجة وبعده أم تربي الأجيال القادمة.
احترام الرسول (ص) للبنات
يوصي الإسلام بضرورة بذل العناية والمحبة والعطف على البنات أن لا تكسر قلوبهن ولا تُجرى دموعهن، وإذا كانت البنت مضطربة أو مصابة بالضجر أو تشعر بعدم الراحة، فيجب تهيئة الأجواء المناسبة لها وتطييب خاطرها، ويُعتبر فعل الرسول(ص) في مجال احترام البنات أفضل درس للأمة الإسلامية في كيفية تقديم الرعاية والإحترام للبنات، ويُروى بأنّ رجلاً كان جالساً عند رسول الله (ص) وبين أصحابه فأخبروه بأن امرأته وضعت بنتاً، فتغيّر لونه من وقع الخبر، فسأله الرسول (ص): ما بك؟ فأخبروه بأن إمرأته وضعت بنتاً، فقال(ص): "ثقلها على الأرض وتظلّها السماء ورزقها على الله وهي مثل الوردة تُشم رائحتها".
وظيفة الوالدين في تربية البنت ورعايتها
الحرص على احترام البنات وتقديرهن وإشعارهن بالمحبة والمودة من قبل الأبوين، وبالأخص من جانب الأب. فينبغي له أن يراعي عواطفها ومزاجها ويجنّبها الغضب، ولهذا حمّل الإسلام الوالدين المسؤولية الكبرى، في تربية الأولاد عموماً والبنات خصوصاً، وأن المسؤولية للوالدين لا تنحصر في الجانب المادي وسدِّ حاجاتهن والإغداق عليهن، بل هذا جزء من المسؤولية وليس هو كل المسؤولية وبقية الأجزاء لا تقل أهمية عن هذا الجزء إنّ لم يكن أعظم وأهم الأهداف المستقبلية للأولاد والبنات فلهذا ركّز الإسلام على جانب البنات أكثر من جانب الأولاد. فقد ورد عن الرسول الأكرم(ص) الله عليه واله وسلم قوله: "خير أولادكم البنات"
احترام البنت والحث على العناية بها
هناك الكثير من الروايات في الحثّ على احترام البنات ورعايتهن وتأديبهن، قال الرسول (ص): "من كان له ابنة فأدّبها وأحسن أدبها، وأحسن غذاها، وأسبغ عليها من النعم التي أسبع الله عليه كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى الجنّة" . ومن الضروري أن يفعل ما يولد المحبة، فيقسم الهدايا بين أولاده ويبدأ بالبنت، فالذي يدخل السرور على قلب ابنته فكأنما أعتق عبداً، والرسول الأكرم (ص)وفي آخر لحظات عمره الشريف أوصى الناس بالنساء فقال: "اهتموا بهنّ فإنّهن أمانة الله في أيديكم". أمّا الروايات الواردة في تربية البنين فإنها وردت بشكل إجمالي وتوصي بتربية البنات والبنين معاً؛ وحيث تقتضي الضرورة فإن الكفّة ترجح لصالح البنات مثلاً تقول الروايات "أحبوا الصبيان وارحموهم فإذا وعدتموهم فأوفوا لهم" وفي حديث آخر "أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم يُغفر لكم.
وهنا نرى أنه لا يوجد أي فرق بين البنين والبنات، ولكن الإسلام يحذر في روايات كثيرة من الإساءة إلى البنت وجرح مشاعرها وإدخال الحزن والضجر عليها؛ ويوصي أن تكون هي المقدمة في إعطاء الهدايا، ويوصي باتباع الطرق المناسبة لردعها وعقوبتها عندما يكون إجراء العقوبة ضرورياً فاتباع الطرق الملائمة لردعه.