فيما الأمم المتحدة تقدّر حجم الدمار..
كم ستكلّف مغامرات الغرب الطائشة أوكرانيا؟
كشفت مصادر روسية عن تفاصيل ومعطيات جديدة بشأن عملية تدمير منظومة "باتريوت" الأميركية للدفاع الجوي في كييف، التي أعلنت عنها موسكو أمس الثلاثاء، في حين أعلنت أوكرانيا عن تأهب جوي شامل في عدة مناطق من البلاد. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخها دمرت أسلحة ومعدات غربية من بينها أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" حيث قصفته بصاروخ "كينجال" الفرط الصوتي في العاصمة كييف، وفيما تتواصل حملات الدمار في أوكرانيا بسبب سياسات الغرب الطائسة والتوسعية في أوروبا قدّرت الأمم المتحدة بأن تكلف إعادة إعمار أوكرانيا بأكثر من 411 مليار دولار وهذا الرقم قابل للإزدياد.
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن مصدر لم تذكر هويته، أن نظام باتريوت الذي تم تدميره في كييف بواسطة طائرات "ميغ-31 كا" الحاملة لصواريخ "كينجال"، كان نتيجة "كمين جوي محكم". وقال المصدر إن خصائص سرعة صواريخ "كينجال" تسمح لها "بضرب أهداف عسكرية في غضون دقائق، وهو السبب في أن أهدافا مثل نظام باتريوت ليس لديها الوقت لتغيير موقعها بعد إطلاق صواريخ جديدة أو تحميلها بذخيرة جديدة".
سرعة صاروخ كينجال
وأضاف المصدر أنه "نظرا لسرعة صاروخ كينجال، تعرضت أنظمة الدفاع الجوي الأميركية فجأة إلى كمين جوي، ولم تستطع أطقم أنظمة الصواريخ التابعة للعدو فعل أي شيء لحماية أنظمتها المضادة للطائرات". من جهته، نفى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو "أن تكون كييف أسقطت 6 صواريخ روسية فرط صوتية من نوع "كينجال"، مؤكدا أن القوات الروسية لم تطلق هذا العدد من الصواريخ.
وفي أول تعليق أميركي على الإعلان الروسي، رفض منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي تأكيد صحة التقارير التي تحدثت عما سماه "تعرض نظام باتريوت للتلف" نتيجة قصف روسي على كييف، لكنه أشار إلى أن إصلاح المنظومة من طرف الأوكرانيين يعتمد على مدى الضرر الذي قد تكون تعرضت له.
هجوم صاروخي
وتعرضت كييف مساء الثلاثاء لهجوم صاروخي وصفته السلطات الأوكرانية بالأكثر تعقيدا، وقالت إن دفاعاتها الجوية أسقطت معظم الصواريخ، ومن بينها 6 صواريخ فرط صوتية من طراز "كينجال".
وأعلنت كييف حالة التأهب الجوي ، وتم تفعيل صفارات الإنذار في كييف، وجنوب وشرق أوكرانيا. كما أفادت السلطات الأوكرانية في مقاطعة زاباروجيا باشتداد القصف الروسي الليلة الماضية على أجزاء واسعة من المقاطعة الجنوبية، كم تم تفعيل الدفاعات الجوية في ميكولايف. وقبل اندلاع الحرب، كانت كييف تعتمد بالأساس على منظومات دفاعية روسية الصنع، لكن في الشهور الأخيرة دخلت منظومات الدفاع الجوي التي حصلت عليها من الغرب الخدمة، وبينها نظام الباتريوت الشهير.
انحدار غير مقبول وشنيع
الى ذلك، قالت الخارجية الروسية إن أمانة الأمم المتحدة، تتجه نحو انحدار غير مقبول وشنيع، تجلى بعدم تعقيبهم على تصريحات رئيس المخابرات الأوكرانية كيريل بودانوف حول الهجمات الإرهابية ضد الروس. وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، في مقابلة مع إذاعة "سبوتنيك": "القضية هي أننا نتحدث عن عدم جواز انحطاط الأمانة العامة للأمم المتحدة، والمظاهر التي نراها شنيعة. لا أعرف ولا أستطيع أن أتخيل شخصا يمكنه أن ينظر في أعين الناس، بعد ذلك".
وفي وقت سابق، اعترف بودانوف بتورط كييف في هجمات إرهابية ضد شخصيات روسية معروفة. وقال بودانوف، في هذا الصدد: "لقد وصلنا إلى الكثيرين بالفعل. هناك حالات إعلامية وعامة، أصبحت في متناول الجمهور، كما يقولون". وحين طلب من دوجاريك التعليق على تصريحات المسؤول الأوكراني، قال، إنه لم يسمع التصريحات، ولا يمكنه التحدث عن صحتها، لكن الأمم المتحدة تعارض أي أعمال إرهابية. وردا على ذلك، أشارت زاخاروفا، إلى أن أي قرار أو إعلان للأمم المتحدة، يؤكد "استحالة تبرير الأعمال الإرهابية لأي سبب" وفي ذات الوقت، أكدت أن تصرفات كييف غير مقبولة في حد ذاتها، ورد فعل المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، غير مقبول أيضا. وأضافت: "من المستحيل الإشارة إلى حقيقة أن المتحدث باسم الأمانة العامة للأم المتحدة ستيفان دوجاريك ليس لديه خبرة. لكن توضح لي خيارات عدة: الأول هو مجرد عدم الحرفية؛ حيث هناك خبرة، ولكن الحرفية أقل وأقل".
تكلفة إعمار أوكرانيا
في السياق، قال تقرير أممي إنه على الرغم من قروض صندوق النقد الدولي والمساعدات المالية الدولية، يتوقع أن يصاب الاقتصاد الاوكراني بالركود خلال 2023 وسط تقديرات بتكلفة إعمار بنحو411 مليار دولار.
وقال التقريرالأممي، "الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه"، الصادر الثلاثاء، "فقد الاقتصاد الأوكراني معظم قدرته الصناعية والبنية التحتية للطاقة نتيجة للحرب وانكمش بنسبة 29.1٪ في عام 2022. وعلى الرغم من المساعدة المالية الخارجية، بما في ذلك قرض من صندوق النقد الدولي ودعم مباشر للميزانية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. سيصاب الاقتصاد الأوكراني بالركود في عام 2023، حيث تبلغ التكلفة التقديرية لإنعاش وإعمار أوكرانيا 411 مليار دولار". من ناحية أخرى لفت التقرير إلى أنه في بلدان رابطة الدول المستقلة الأخرى وجورجيا، تعتبر ديناميات التنمية الاقتصادية إيجابية، حيث ستستفيد البلدان المصدرة للطاقة، بما في ذلك أذربيجان وكازاخستان، من ارتفاع أسعار النفط نتيجة لتخفيضات إنتاج أوبك +، ومن المتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي لبلدان رابطة الدول المستقلة وجورجيا، بنسبة 0.6٪ في عام 2023، بعد انكماش بنسبة 1.9٪ في عام 2022 ، وفي عام 2024 سيتسارع النمو إلى 2.2٪.