رواية سليماني عن انضمام ايران الى الدول الرائدة فضائياً

كيف أصبحت إيران من رواد الفضاء في ظل العقوبات؟

حوار:محمد مهدي همتي

تأمين متطلباتنا من الأقمار الصناعية الأجنبية
عندما أدركنا أن العقوبات تشمل هذا المجال ايضا، اكدنا ضرورة العمل على إنتاج وإطلاق الأقمار الصناعية. كانت هناك مناقشات مختلفة حتى توصلنا إلى استنتاج مفاده أنه يجب علينا ترسيخ جذور هذه العلوم في الجامعة، مثل الطاقة النووية. من خلال العمل الذي قمنا به، وافقت إدارة مجمع "صا ايران " على توظيف 20 طالبًا موهوبًا في الدراسات العليا من خلال امتحان القبول. في عام 1998، تم تجنيد الطلاب الوافدين. لقد جمعنا عددًا من طلاب الدراسات العليا والدكتوراه من جامعات أخرى ممن أرادوا اختيار مشروعهم في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بتوظيف 30-40 طالبًا متميزًا وعددًا من المهندسين ذوي الخبرة من مجموعة "إيران للصناعات الإلكترونية". وبهذه الطريقة تم إنشاء مركز يسمى "متعال" حيث قمنا بعملنا.
كان الأصدقاء الذين عملنا معهم متحمسين للغاية. كان الجميع يعلم أن هناك عملاً عظيماً على وشك الحدوث، وفي ذلك الوقت كان قطاع الفضاء من الاهمية على مستوى العالم بحيث كانت غالبية البلدان تعزو سبب التطور والتقدم الى اولا قطاع الطاقىة النووية والثاني الى الصناعة الفضائية. في حالة الطاقة النووية، تم إنشاء "منظمة الطاقة الذرية" قبل الثورة الاسلامية، ولكن في مجال الفضاء، على الرغم من وجود "منظمة فضائية"، إلا أن هذه المنظمة تؤدي فقط مهام "القياس عن بعد" وشراء الخرائط من الأقمار الصناعية الاجنبية . لذلك، كان من الضروري التوجه نحو إنتاج الأقمار الصناعية. أهم التطبيقات في مجال الفضاء هي الاتصالات ورسم الخرائط. وعادة ما تستخدم خرائط الأقمار الصناعية لمكافحة ظاهرة التصحر وحماية الغابات وإدارة موارد المياه وبناء السدود والسيطرة على الحرائق. كانت هذه هي الخدمات التي استخدمناها للشراء من الأقمار الصناعية الأجنبية.
تأثير علوم الفضاء في تطور العلوم الأخرى
إن اهمية الدخول في مجال الفضاء ليست مجرد مسألة حاجة او ضرورة، بل هي أيضًا مسألة تعزيز القدرة الذاتية .في عالم اليوم، فان أي بلد يحاول فرض نفسه و قدرته وتقنيته عليه ان يدخل مجال الفضاء. حيث ان مجالي الفضاء والنووي هما مجالان يتركان تأثيرا كبيرا على مجالات العلوم الأخرى أيضًا. من ناحية أخرى، لا يمكن لبلدنا استخدام جميع المرافق العالمية بسبب العقوبات. على سبيل المثال، منذ بعض الوقت، أرادوا قطع البث التلفزيوني عن البلاد. واليوم ايضا فان العديد من الأقمار الصناعية التي تعود الى البلدان الاخرى ترفض تقديم الخدمات وتحظر قنواتنا بسبب الحظر والعقوبات . وبسبب اتساع رقعة البلاد ووعورتها  فهناك صعوبة في ارسال البث في بلدنا عبر هذه المساحات الشاسعة من خلال المحطات الارضية من ناحية التكلفة . في حين أن إنشاء الاتصالات الراديوية الفضائية، باعتباره النظام الأكثر شمولاً واكتمالاً، هو أكثر اقتصادا.
الجميع يرفض بناء قمر صناعي لإيران
لدينا نوعان من الأقمار الصناعية. ثابت ومرن. عادة ما تستخدم الأقمار الصناعية الثابتة مثل عربسات وتركسات للراديو والتلفزيون. بالطبع، هذه الأقمار الصناعية بناها آخرون، لكنها مملوكة للسعودية وتركيا على التوالي. قبل الثورة، تم تحديد قمر صناعي يُدعى " زهرة " ليُوضع في مداره، لكن لم تكن هناك دولة على استعداد لبناء هذا  القمر الصناعي لنا. والسبب يعود  الى الحظر المفروض على إيران. نحن كنا سواء قبل الثورة او بعدها، على اتصال وعقود تجارية مع عدة دول، بما في ذلك فرنسا وكندا، لكن لم يف أي من هذه الدول بالتزاماته. لذلك فان أحد الأسباب التي تجعل إيران تحاول الاستحواذ على قمر صناعي هو أنه لا يوجد أحد في العالم على استعداد لبناء قمر صناعي لإيران، وكما تقول الحكمة فان الحاجة ام الاختراع.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي