في بلادٍ تدّعي الحرية وحماية حقوق الانسان؛

وزيرة الرياضة الفرنسية تطالب بمعاقبة لاعبين رفضوا دعم المثليين

في بلادٍ تدّعي مساندة الحرية ودعم حقوق الانسان نجد التناقضات وضرب الحقوق الخاصة بحرية الانسان جهراً وعلانيةً ويسمّون ذلك بالحرية!! إنه التبجح بأبشع الوانه وأشكاله؛ فليشهد العالم الحرية والديمقراطية التي تعيشها بلاد الغرب وخصوصاً فرنسا...
حيث تعرضت كرة القدم الفرنسية لجدل وانتقادات، يوم الاثنين، بعدما رفض مجموعة من اللاعبين المسلمين المشاركة في حملة لدعم المثليين مطلع الأسبوع الجاري، والتي نتج عنها توقيع نادي نانت غرامة مالية على المهاجم المصري مصطفى محمد. وطالبت رابطة الدوري الفرنسي من اللاعبين في الدرجتين الأولى والثانية ارتداء قمصان تحمل الأرقام في ظهرها بألوان قوس قزح قبل اليوم العالمي لدعم "مجتمع الميم" اليوم الأربعاء. لكن رفض عدد من اللاعبين المشاركة في هذه الحملة، ومنهم المغربي زكريا أبو خلال لاعب تولوز، ومصطفى محمد مهاجم نانت، وغاب اللاعبان عن مباراة الفريقين التي انتهت بالتعادل دون أهداف الأحد. وذكرت رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين في فرنسا إنه ليس مطلوبا من اللاعبين نقل "رسائل جماعية"، وأضافت الرابطة في البيان أنه من الغريب مطالبة الأندية للاعبين بذلك التصرف.
واستبعد تولوز لاعبيه الذين رفضوا ارتداء القمصان، بينما دافع أبو خلال لاعب المغرب عن قراره وقال "لقد اتخذت قراري بعدم المشاركة.. الاحترام قيمة أقدرها كثيرا وهذا يمتد إلى الآخرين، لكن هذا يشمل أيضا احترام معتقداتي الشخصية".
وأضاف اللاعب الذي كان قد شارك في كل مباريات تولوز بالدوري هذا الموسم وسجل 8 أهداف "وبسبب ذلك، لا أعتقد أني الشخص المناسب للمشاركة في مثل هذه الحملة". أما مصطفى مهاجم منتخب مصر الذي غاب أيضا لأول مرة عن تشكيلة نانت هذا الموسم فكتب على تويتر "أنا أحترم كل الاختلافات وأحترم جميع المعتقدات.
يمتد هذا الاحترام إلى الآخرين، ويشمل أيضا معتقداتي الشخصية".
وأضاف اللاعب الذي أحرز 8 أهداف في 34 مباراة خلال إعارته من غلطة سراي "بالنظر إلى ثقافتي وأهمية قناعاتي، لم يكن من الممكن بالنسبة لي أن أشارك في هذه الحملة. أتمنى احترام قراري".
بعض مدربي الدوري الفرنسي لم يحبذوا هذه الحملة
ووصف إريك روي مدرب نادي بريست أن هذه الحملة "كارثية"، في تعليق تسبب في جدل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال روي "يمكن متابعة معاناة بعض اللاعبين مع الأمر، كل شخص حر في التعبير عن رأيه. بصفة شخصية ليس لدي مشكلة، لكن هناك بعض اللاعبين لديهم مشكلة مع ذلك". وقال برونو جنيسيو مدرب ستاد رين إنه في الوقت الذي يعارض فيه أي نوع من التمييز فإنه "ليس متأكدا إن كانت فكرة جيدة بتنظيم يوم لدعم المثليين".
وتسببت أميلي أوديا-كاستيرا وزيرة الرياضة في المزيد من الجدل بعدما أعلنت دعمها لحملة دعم المثليين.
وقالت وزيرة الرياضة "أعتقد أنها مسؤولية الأندية في فرض عقوبات. في مثل هذا الإجراء، الذي يتضمن كل الأندية من أجل هدف مكافحة التمييز، يجب عليك الحضور".
ولم يصدر تعليق من رابطة الدوري الفرنسي أو الاتحاد الفرنسي!؟
وفي كأس العالم الماضية في قطر، هدد الاتحاد الدولي (فيفا) 7 منتخبات أوروبية بفرض عقوبات إذا ارتدى لاعبوها شارة "حب واحد" لدعم المثليين خلال المباريات.
نانت يعاقب مصطفى محمد
ورغم هذه الانتقادات الواسعة، وقع نانت غرامة مالية على المهاجم المصري وقال النادي في بيان "رفض مصطفى محمد المشاركة في مباراة تولوز لأسباب شخصية في الوقت الذي يصارع فيه الفريق للبقاء في دوري الأضواء. لهذا السبب قررت إدارة نانت معاقبته ماليا".
وأكد نانت، الذي يحتل المركز 17 ويبتعد عن منطقة الأمان بنقطة، أن الغرامة المالية على مصطفى سيتم التبرع بها لإحدى المؤسسات التي "تحارب رهاب المثلية والتي ستكون قادرة على الاستفادة منها بشكل جيد لمحاربة هذه الآفة"!! حسب قول النادي. هذا ودعت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا-كاستيرا إلى معاقبة لاعبين لرفضهم المشاركة في فعالية لمساندة المثليين، ولم يعرف بعد طبيعة العقوبة المحتملة ضدهم. وجاء ذلك على خلفية امتناع عدد من اللاعبين عن المشاركة في فعالية لدعم المثليين، ورفضهم ارتداء قمصان عليها أرقام بألوان قوس قزح. ونقلت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية (Le Parisien) عن وزيرة الرياضة قولها "ما حدث يؤسفني جدا.. نحن نعيش في بلد شجع دائما على احترام حقوق الإنسان". وأضافت أوديا-كاستيرا "في رأيي، يجب أن تجري الأندية حوارا مع لاعبيها.. يجب اتخاذ إجراءات ضد هؤلاء اللاعبين". وأول فريق نفذ العقوبات على اللاعبين -بحسب موقع راديو "مونتي كارلو" الفرنسي- كان نانت الذي فرض عقوبة مالية على مهاجمه المصري مصطفى محمد بسبب رفضه دعم المثليين بعدم خوضه المباراة ضد تولوز مؤكدا أنه "بالنظر إلى أصولي وثقافتي لم أستطع أن أشارك في هذه الحملة". وذكرت تقارير إعلامية أن اللاعبين هم لاعبو تولوز: الدولي المغربي زكريا أبو خلال، الهولندي من أصل بوسني سعيد هاموليتش، المالي موسى ديارا، الجزائري فارس الشايبي، المصري مصطفى محمد مهاجم فريق نانت، السنغالي دوناتيان غوميز لاعب غانغان. وكان السنغالي إدريسا غي لاعب سان جيرمان السابق أقدم على نفس الخطوة الموسم الماضي.

البحث
الأرشيف التاريخي