الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وثلاثون - ١٧ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وسبعة وثلاثون - ١٧ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

كيف استفاد أردوغان من أخطاء المُعارضة؟

عبدالباري عطوان
كاتب ومحلل سياسي
نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التركيّة رجّحت كفّة الاستقرار الذي يُمثّله الرئيس رجب طيّب أردوغان وتحالفه على كفّة التغيير التي يتزعّمها تحالف المُعارضة بقيادة كمال كليتشدار أوغلو، مع تسليمنا بأنّ الفارق لم يَزِد عن خمس نقاط بين الطّرفين، ونقطة واحدة للحسم بالضّربة القاضية. وهُناك عدّة أسباب ساهمت بدورٍ في خسارة تحالف المُعارضة بقيادة كليتشدار أوغلو الجولة الأولى وإن بفارقٍ ضئيل:
الأوّل: تمسّك رئيسها كليتشدار بالترشّح كزعيمٍ للمُعارضة لمُنافسة أردوغان على مِقعد الرّئاسة وهو المُتقدّم في السّن (74 عامًا) ولم يَفُز في أيّ انتخاباتٍ سابقةٍ خاضها ضدّ حزب العدالة والتنمية.
الثاني: وقوف الولايات المتحدة ومُعظم الدّول الغربيّة في خندق العداء للرئيس أردوغان، لإدارة الظّهر لهم، ورفضه إملاءاتهم، وإقامته علاقات تحالفيّة قويّة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع الجار الإيراني أيضًا.
الثالث: رفض مطالب حُلفائه الخمسة بالتنحّي عن القيادة، وترشيح أكرم إمام أوغلو عُمدة مدينة إسطنبول الذي هزم مُرشّح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلديّة الأخيرة، بسبب شبابه (عُمره 53) وامتلاكه قُدرات إداريّة عالية، وتمتّعه بقُبولٍ كبير لدى الشّباب. ذِكْرنا لأخطاء السيّد كليتشدار أوغلو لا يعني أن الرئيس أردوغان مُنزّهًا، فقد ارتكب خطايا قد يَصعُب غُفرانها عندما زجّ بلاده في حُروبٍ أمريكيّة في سورية وليبيا، ودخل في عداواتٍ مع مُعظم الدّول العربيّة بتدخّله في شُؤونها بدعمه للمُعارضات والإسلام السّياسي، وإن كان قد تراجع في الأعوام القليلة الماضية، وحاول العودة إلى سياسة "صِفْر مشاكل" مع الجيران، والأهم من ذلك أنه بالغ في تطبيعه للعلاقات مع كيان الاحتِلال.  شخصيّتان يُمكن أن تلعبا دورًا كبيرًا في تحديد هُويّة الحِصان الفائز في الجولة الثانية من الانتِخابات التركيّة لباعها الطّويل وأوراقها القويّة في أبرز قضيّتين تتصدّران أولويّات الناخب التركي إلى جانب الاقتصاد:
الأوّل: سنان أوغان المُرشّح الذي احتلّ المركز الثالث في الجولة الأولى، ويتزعّم حزب "الأجداد" القومي اليميني بنسبة 5.2 بالمئة من الأصوات.
الثاني: الرئيس السوري بشار الأسد الذي يملك ورقة اللّاجئين السوريين أحد أهم القضايا الانتخابيّة الرئيسيّة وأبرز مفاتيح حلّها، وتقديم السّلم للرئيس التركي للنّزول عن شجرة التورّط في إرسال قوّات وإقامة قواعد عسكريّة في سورية والعِراق. سنان أوغان وأنصاره يُمثّل بيضة القبّان في انتخابات الجولة الثانية، أو صانع المُلوك، وهو شخصٌ بارعٌ في فُنون المُساومة، واستِعداده للانحِياز إلى أردوغان أو خصمه كليتشدار، إذا حصل على الثّمن الأعلى في مزادِ “الابتزاز السياسيّ” ربّما يُحدّد في النهاية هُويّة الرئيس القادم لتركيا. إنها معركة كسْر عظم بين أكبر مُتنافسين على السّلطة في تركيا، والسُّؤال الذي يجعل الكثيرين يضعون أياديهم على قُلوبهم هو ردّة الفعل التي ستَحدُث بعد إعلان نتائج الجولة الثانية والحاسمة، فهل سيقبل المهزوم فيها بالهزيمة، ويحترم نتائج صناديق الاقتراع والإرادة الشعبيّة، وسيُسلّم السّلطة بهُدوءٍ للخصم في حالة الرئيس أردوغان، أو يُشكّك بالنّتائج، ويدفع أنصاره إلى الشّوارع في حالةِ تحالفِ المُعارضة؟

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي