التي ستغير وجه الصناعة العالمية؛
نخب نسوية إيرانية يجرين أبحاثا علمية على مادة «ماكسين»
تعتبر ماكسين "MXene" مادة حديثة الظهور وتمتلك مجموعة فريدة من الخصائص، بما في ذلك قدرة فائقة على التوصيل الكهربائي والخصائص الميكانيكية للمعادن الانتقالية وامتصاص فعال للموجات الكهرومغناطيسية، ما يشجع على استخدامها في العديد من التطبيقات العملية مثل الصناعات الالكترونية وصناعة الفضاء وصناعة تكرير المياه وقطاع الطب وزراعة الاسنان.
كما ويمكن اعتبار الألفية الحالية، عصر الذرات الصغيرة المجهرية التي احدثت انفجارا علميا في حياة البشر اليوم، فبعد عام 2004 اكتشف العلماء خصائص غير عادية لمادة الغرافين (مادة متآصلة من الكربون، ثنائية الأبعاد بنيتها البلورية سداسية وهي أرفع مادة معروفة على الإطلاق حتى الآن) واهتموا بايجاد بديل لها من المواد ثنائية الابعاد الاخرى وتوصلوا الى مادة فازمكس.
وتعتبر الصين واميركا وكوريا الجنوبية واستراليا والهند وبريطانيا وسنغافورة والسعودية واليابان، من الدول العشرة الاوائل من حيث عدد المقالات العلمية المنشورة في هذا المجال وهي دول ادركت اهمية المواد النانوية، وقد جاءت ايران في المرتبة 19 عالميا من حيث اعداد المقالات العلمية في هذا المجال ما يظهر اهتمام الباحثين الايرانيين بهذا القطاع.
في ايران انشأت "زينب جمال بور" المتخرجة من جامعة امير كبير الصناعية في مادة الفيزياء، شركة ناشئة تهتم في مجال الابحاث الخاصة بمادة ماكسين، وشاركت هذه الشركة في معرض اينوتكس 1402. وشرحت الباحثة الشابة قائلة: ان هناك اكثر من 200 تركيبة من مادة ماكسين تم التعرف عليها واعتمدت 20 منها في مراكز الابحاث العالمية واهمها مادة ماكسين الكاربيد للتيتانيوم، ولها خصائص فريدة، موضحة ان هذه المادة لم تعرض في الاسواق لحد الان لكنها ستحل بالتأكيد محل مادة الغرافين.
واوضحت ان هذه المواد ثنائية الابعاد والتي لم تخرج بعد من المختبرات، لكن ستكون لها استخدامات هامة في مجال صناعة الفضاء وصناعة تكرير المياه والصناعات الطبية وزرع الاسنان، ونظرا لغلاء اسعارها فليس لها جدوى اقتصادية حاليا، حيث تبلغ قيمة الغرام الواحد منها نحو 20 دولارا.
واضافت جمال بور ان هذه المادة الحديثة ورغم غلاء ثمنها فان الصناعات العسكرية والنووية (معالجة النفايات النووية) والصناعات الفضائية يمكنها ان تستفيد منها الآن، وتابعت: "معظم دول العالم اجرت ابحاثا جادة على مادة ماكسين من اجل تبديل وتحوير وانتاج هذه المادة وان فريق عملنا واسمه "سبهر راد" التابع لجامعة امير كبير الصناعية استطاع انتاج هذه المادة بدرجة نقاوة متطابقة مع معايير الجودة ويمكن القول اننا اصبحنا ضمن الشركات الـ 3 في العالم والتي تنتج حاليا هذه المادة".
وفيما اكدت الباحثة جمال بور ان "الاوضاع الاقتصادية لايران والتي تتأثر بالحظر المفروض على البلاد لم تشكل مبررا للتاخر في هذا المجال ونحن نسعى الى صنع مستقبل جديد، وسد حاجة البلاد للمواد ثنائية الابعاد من عائلة مادة ماكسين".
كما وشرحت الباحثة الايرانية انها واجهت صعوبات وتحديات كبيرة في جمع المعلومات عن مادة ماكسين لكنها تحدت هذه الصعوبات، عليه فان ايران اليوم في مستوى الدول البارزة علميا في العالم، لكن يجب الاسراع في عملية تحويل العلم والمعرفة الى التكنولوجيا، فأوروبا رصدت 80 مليار يورو بدءا من عام 2014 للابحاث والابداع بهدف اجتذاب المستثمرين من القطاعين الخاص والحكومي وتطوير مشاريع المختبرات. وختمت بالقول " لم تصبح مادة ماكسين، مادة تجارية بعد وهناك فرصة متاحة في العالم للتنافس في هذا المجال ولذلك يجب دعم الشركات المعرفية الناشطة في هذا المجال لانتاج وتصدير هذه المادة الثمينة والهامة جدا في الصناعات المستقبلية".