الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وثلاثون - ١٣ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وأربعة وثلاثون - ١٣ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

الفنان اللبناني «إياد عسّاف» للوفاق:

الكاريكاتير محاكاة للوعي وطريق لأفكار المقاومة


موناسادات خواسته
الكاريكاتير فن ساخر من فنون الرسم، وتشير المصادر التاريخية إلى أن فن الكاريكاتير فن قديم كان معروفاً عند المصريين القدماء والآشوريين واليونانيين، وله القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية، ورساموا الكاريكاتير ينتمون إلى مختلف المدارس الفنية، وظهرت أسماء عربية كثيرة لمعوا في سماء هذا الفن، ومن أبرزهم ناجي العلي الذي إشتهر برسوماته والطفل الذي ابدعه "حنظلة"، ولأن فن الكاريكاتير من أكثر الفنون انتشاراً وتأثيراً في مجتمعاتنا، ومن أقوى الأسلحة وأقدرها على التصويبِ
بإيحاءاتها.
إن رسّامي فن الكاريكاتير، يتمتعون بقوة كبيرة تكمن في أقلامهم، وهي قوة تتفوق على قوة قلم الكاتب، إذ إنهم يرسلون رسائلهم للجمهور دون الحاجة للكلمات المكتوبة، وهذا مهم في وقتنا الحاضر حيث يميل الناس إلى التلقي البصري، وهم يقلبون بسرعة صفحات المجلة أو مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل رسائل الفنان المهمة والملهمة للناس للتصرف والتفكير في واقعهم.. فرسّام الكاريكاتير يرفض الاستسلام أمام ما يعوق رسالته، وهو ما فعله الأستاذ "إياد عسّاف" في رسوماته الجميلة، فاغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع هذا الفنان اللبناني الذي من مؤسسي نقابة الفنانين والحرفيين التشكليين في منطقة البقاع اللبنانية وسألناه عن هوايته ورأيه بالنسبة للكاريكاتير، وفيما يلي نص الحوار:

الكاريكاتير يحاكي القضايا بكل أبعادها
بداية طلبنا من الأستاذ "إياد عساف" أن يتحدث لنا عن بدء نشاطه في رسم الكاريكاتير، فقال: بادىء الأمر كان عندي شغف كبير بهذا الفن الذي اعتبره ولا زلت من أرقى الفنون وأكثرها حضوراً بين الناس لأنه يحاكي قضايا الناس بكل أبعادها الاجتماعية والثقافية والسياسية والحياتية.
في البداية كان التوجه نحو فن الخط العربي والرسم الكلاسيكي وفيما بعد توجهت إلى الكاريكاتير بعد أن أشار إليّ أساتذتي في دار المعلمين للفنون، وبالفعل بدأت مسيرتي في هذا الفن منذ عام ١٩٩٩ وبفضل الله عز وجل كانت لي المشاركات العديدة في بعض المعارض التي كنا نقيمها في مختلف المناسبات والفعاليات الثقافية والفكرية، وقمنا انا ومجموعة من الفنانين المهتمين بتأسيس نقابة الفنانين والحرفيين التشكليين في منطقة البقاع اللبنانية والتي كانت ولا تزال حاضرة وبقوة في الساحة الفنية.
الكاريكاتير المقاوم  
وعندما سألنا من هذا الفنان القدير عن رأيه بالنسبة للكاريكاتير المقاوم ودوره في المجتمع، هكذا رد علينا بالجواب: طبعا الكاريكاتير واحد من وجوه المقاومة المتعددة، كما يوجد الأدب المقاوم والشعر المقاوم والخطاب المقاوم والمسرح المقاوم هناك أيضاً الكاريكاتير المقاوم الذي يلعب دوراً أساسياً في حركة الصراع ويدخل ضمن منظومة الإستنهاض والإضاءة على المشروع ككل وأقصد هنا حركة الصراع مع العدو الإسرائيلي وأعطي نموذجاً عن الكاريكاتير من خلال الفنان ناجي العلي الذي حمل القضية الفلسطينية والمقاومة آنذاك إلى حين اغتياله وبعدها أصبح أيقونة الكاريكاتير الهادف والمقاوم، ما أريد أن أشير إليه هنا تجذر العمل الفني سواء الكاريكاتير او غيره في إيصال الأفكار المقاومة والتأثير في الوعي الجمعي وفي كثير من الاحيان الكاريكاتير يكون متقدما عما سواه ويلبي حاجة ويغطي مساحات لا يمكن لغيره ان
يغطيها.
 المقاومة هي فعل حياة واستنهاض للأمة، وهي تدخل ضمن اطار المشروع الانساني الذي جاء لأجله الانبياء وكل ما يخدم هذا المشروع فهو مقدس  او ليس الأنبياء هم المقاومون الأوائل الذين وقفوا بوجه الظلم والظالمين والعتاة اضافة الى دور الهداية، إذن كل ما يخدم المقاومة هو حاجة يجب تنميتها وتطويرها والكاريكاتير الأكثر محاكاة للوعي.
نشر ثقافة المقاومة عبر الكاريكاتير
وفيما يتعلق بنشر ثقافة المقاومة والوحدة عن طريق الكاريكاتير، قال عساف: إن تتناول قضايا الأمة واهتماماتها من خلال الكاريكاتير وأن تكون جندياً في هذه الساحة الواسعة التي تتنازعها التيارات الفكرية فأنت تساهم وبقوة بنشر ثقافة المقاومة ولا يخفى على احد ان الحرب الناعمة التي تدار في وجهنا أفردت لها الكثير من الإمكانات المالية والبشرية والإعلامية لتشويه صورة الحق وأثارت النعرات والقلاقل، وأنت كفنان كريكاتير تستطيع ان تكون متقدماً في هذه الحرب وتلعب الدور الأساس في التبيين والتمتين وأن ترسخ في الأذهان الدور الريادي للمقاومة في صناعة المجتمع وصونه من الإنقسامات لما يمثل الكاريكاتير من تأثير وسحر عند الناس، وهذا ينطبق على مفهوم الوحدة بين المسلمين الذي هو أساس، فأسبوع الوحدة الاسلامية الذي أعلنه الإمام الخميني  (قدس) تجسيداً وتعميقاً للوحدة استشعارا منه بالمؤمرات التي تحاك ضد توحدنا ونحن الفنانين تلقفنا هذا الاعلان وذهبنا باتجاه التعبير عن الوحدة بكل صنوف الفنون وتوجهاتها، وهناك طرق شتى لنشر ثقافة المقاومة والوحدة الاسلامية من خلال المعارض والصحف والتلفزيون ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف مسمياتها وأن تدرس في المعاهد والجامعات.
مدى أهمية الكاريكاتير في صوغ الأفكار
وحول الهدف من فن الكاريكاتير ومدى تأثيره وفاعليته، قال هذا الفنان اللبناني: جميعنا يعرف مدى أهمية الكاريكاتير في صوغ الأفكار والإضاءة عليها وهو أداة للتواصل ينسجم معها أغلب شرائح المجتمع لما فيه من جذب وسهولة في التعبير وجدية تعكس الحياة السياسية والإجتماعية لذلك نرى الإهتمام البالغ من القرّاء والمتابعين بالكاريكاتير. باختصار الكاريكاتير هو ان تعبر بطريقة فنية عن أفكار تدور بأذهان الناس وهي محط إهتمام وتقدير ومتابعة، أنت تعبر عن هواجسهم وملاحظاتهم وشجونهم وآرائهم بمجمل القضايا السياسية وغيرها بطريقة سهلة ومشبعة ومباشرة وتحمل الطرفة والعبقرية وذلك من خلال صورة يقرأها العقل والعين معاً.
تطور فن الكاريكاتير
بعد ذلك يتحدث لنا الأستاذ عن تطور فن الكاريكاتير ويقول: بالأصل كلمة كاريكاتير هي كلمة إيطالية ويرجع هذا الفن في العصر الحديث إلى دولة إيطاليا حيث استخدمت كلمة كاريكاتير اول مرة في عام ١٩٤٦، ومن ثم انتشر هذا الفن في أوروبا وأول من استخدم هذا الفن في مفهومه الحديث "يعقوب ابن صلوع" في مجلته "ابو نظارة" ومن بعدها إنتشر هذا الفن على نطاق واسع ويعتبر "ناجي العلي" من المجددين وواحد من أيقونات فن الكاريكاتير كما برز فنانون آخرون على مستوى العالم العربي.
التطرق إلى مختلف الموضوعات
وعندما سألناه عن أي موضوعات تتطرق رسوماته وهل هي موضوعات في مختلف المجالات، قال "عسّاف": نعم في رسوماتي اتطرق الى كافة المواضيع وذلك حسب القراءات والمزاج العام لأن هناك الكثير من الأمور التي تهم المواطن وأنا كرسام كاريكاتوري من واجبي ان أعي هموم الناس وانبري إلى تقديمها بإطار فني في بعض الأحيان لاذع وساخر وفي البعض الآخر بقالب انساني وطني، ولكن يبقى الإهتمام الأكبر للقارىء والمهتم هي السياسة لذلك ترى التوجه العام هو في محاكاة الوضع السياسي، وأخيراً اشكر لكم هذه الفرصة الكريمة التي اتاحت لي التحدث عن هذا الفن الجميل (الكاريكاتير).

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي