الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثلاثون - ١١ مايو ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة وثلاثون - ١١ مايو ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

مقاطعة «كابتن أميركا: النظام العالمي الجديد»

الغزو الثقافي.. أفلام و مسلسلات تُلمع الإحتلال

الوفاق/ الثقافة عنصر مهم جداً في كل بلد ولكل أمة وهي إحدى العناصر التي بإمكانها التغيير في المجتمع، والغزو الثقافي المراد منه، هو ان تقوم مجموعة سياسية أو اقتصادية بالهجوم على الأُسس والمقومات الثقافية لأمة من الأمم، بقصد تحقيق مآربها، ووضع تلك الأمة في إطار تبعيتها. وفي سياق هذا الغزو تعمد المجموعة الغازية إلى أن تحل في ذلك البلد بالقسر.. الغزو الثقافي كالعمل الثقافي، إذ هو ممارسة تتسم بالهدوء وعدم اثارة الضجيج ولفت الانتباه.
 من جهة أخرى يروم الغزو الثقافي أن يسلخ الجيل الجديد عن معتقداته بضروبها المختلفة. فهو من ناحية يهزّ قناعة هذا الجيل بمعتقده الديني، ويقطعه من ناحية ثانية عن الاعتقاد بالأصول الثورية، ويهدف من ناحية ثالثة إلى قلعه عن هذا الطراز من الفكر الفعّال الذي دفع الاستكبار والقدرات الكبرى لإستشعار حالة الخوف والخطر، وفي عملية الغزو الثقافي يقوم العدو بدفع ذلك الجزء من ثقافته الذي يرغب هو بدفعه، إلى البلد الذي يروم غزوه، ويغذي الأمة التي يستهدفها بما يريد، ومعلوم ماذا يريد العدو وما الذي يرغب فيه.
الأفلام و المسلسلات
من الملاحظ في مجالنا البحثي أن هناك العديد من الدراسات التي تحاول ما أمكن أن تتعرض لجوانب تأثير آلية التلفزيون على عقول الجماهير، وإن كان هذا التأثير يختلف بإختلاف الأعمار التي يتميز بها جمهور الإعلام، والأمر هنا غاية في الأهمية، لأنه يعكس في نظرنا مجموعة من المخاطر الخادعة داخل هذا المجال، وتعد هذه الخطورة في سبل قياس التأثير الإعلامي على الجماهير من جانب، ومدى تأثر الأجهزة الإعلامية هي نفسها من مستوى الإنسان الذي بات يجلس أمام التلفاز لساعات طوال .
هذه الجدلية وهذه العلاقة، تأثير وتأثر، تثير فينا التساؤل ومنطق البحث والتقصي، كما تثير في ذاتنا الإندهاش، تماما كأننا أمام فيلم مثير للغاية أو مسلسل مدبلج لا تنفك أعيننا عن التلفاز وكأن جاذبية الصورة لا تدعنا ننفلت من عملية الإندهاش هذه .
بقدرة فائقة من خلال عملية التوجيه والتضليل، فإن الفيلم أو المسلسل المترجم أو الأفلام التي يتم إنتاجها من قبل المؤسسات الغربية والصهيونية للعرض في البلدان الإسلامية هي بالذات عملية غزو للثقافة .
مواجهة الغزو الثقافي
هناك نماذج كثيرة في هذا المجال، وذاكرة التاريخ منذ السنوات الأخيرة حتى يومنا هذا تعرفها، ولكن علينا مواجهة هذا الغزو الثقافي الذي يستهدف العدو من خلاله المجتمع الإسلامي وأن لا نكون صامتين أمام ما يحدث، وهذا ما نرى أخيراً أن المؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم وخاصة  الفلسطينية منها تقوم بمواجهة الغزو الثقافي في مجال الأفلام والمسلسلات التي تحاول تبييض وجه الإستعمار والإحتلال الصهيوني، والدول المطبعة التي تسير على اتجاه التطبيع.
ولأن لا نطيل بالكلام نضع الإصبع على الفيلم الذي أثار أخيراً ضجة على السوشال ميديا وشبكات التواصل الإجتماعي، وهو فيلم "كابتن أميركا: النظام العالمي الجديد".
مقاطعة كابتن أميركا
سمعنا أنه ضمّت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) صوتها لصوت المؤسسات الثقافية والفنية الفلسطينية الرائدة التي دعت لأوسع مقاطعة لفيلم شركة "مارفل" المقبل "كابتن أميركا: النظام العالمي الجديد" (إخراج النيجيري يوليوس أوناه)، "حتى تلغي الشركة شخصية "صبرا" أو "روث"، كونها تجسد نظام الأبارتهايد الصهيوني.
وفي رسالتها، أدانت المؤسسات تواطؤ "مارفل" المملوكة لـ "ديزني" بإحيائها "لهذه الشخصية العنصرية"، واعتبرته "ترويجاً للاضطهاد الصهيوني الوحشي الممارس على الفلسطينيين"، داعيةً إلى "تنظيم الفعاليات والتظاهرات المبدعة والسلمية" للضغط على الشركة حتى تنهي تواطئها في البروباغندا الصهيونية وجرائم نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الصهيوني ضد شعب فلسطين الأصيل. وفي الختام، حثّت الرسالة روّاد الأفلام المبتدئيين حول العالم على الانضمام لها ومقاطعة الفيلم نصرة للحرية والعدالة والمساواة.
وشدّدت على أنّ إحياء "مارفل" لـ "صبرا" لا يمكن أن يكون عفوياً: "لا نرى فيه سوى مساهمة في تلميع سمعة هذا النظام الآخذة في التصدع بشكل مضطرد، والذي تقوده اليوم حكومة أقصى اليمين، الأكثر تطرفاً وعنصرية منذ بداية المشروع الصهيوني على أرض فلسطين. وهي حكومة أسقطت كل الأقنعة عن الوجه الحقيقي لنظام الاستعمار الإستيطاني والأبارتهايد الصهيوني وعن عنصريته ووحشيته وجرائمه".
وحثّت الحملة على "توحيد الجهود لقطع الطريق على "مارفل" التي اختارت حتى اليوم الوقوف في الجانب الخاطئ من التاريخ. فإما أن تختار الجانب الصحيح وإما المقاطعة"، وهناك أكثر من 30 مؤسسة فلسطينية وقّعت على بيان مقاطعة الفيلم.
في الكوميكس/ القصص المصورة حيث يرجع أصل هذه الشخصية الورقية، تعمل صبرا كوكيل للموساد وظهرت بالفيلم بزي يحمل اللونين الأزرق والأبيض وتتوسطه نجمة داوود. وأثار إدراج الشخصية في الكوميكس الجدل منذ فترة طويلة، لكن مارفل أكدت أنها ستتخذ "نهجاً جديداً" مع شخصية صبرا لتعدها للشاشة الكبيرة.
ظهرت صبرا لأول مرة في القصص المصورة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، ولم يكن الإعلان عن حضور صبرا في بطولة كابتن أمريكا القادمة المقرر إطلاقها عام 2024 استثناءً، مما أثار غضباً من أولئك الذين يقولون أن تنشر مثل هذه الشخصية صوراً نمطية مسيئة للفلسطينيين في السينما، و"صبرا" تؤدي دور شخصية صهيونية خارقة، عميلة للموساد الصهيوني.
يقول النقاد أن العديد من الشخصيات العربية التي تفاعلت معها في الكوميديا جرى تصويرها على أنها معادية للمرأة ومعادية للسامية وعنيفة، ويتساءلون عما إذا سيحمل الفيلم القادم نفس الصور المسيئة للعرب.
ولهذا شنت المؤسسات الداعمة للفلسطينيين حملة احتجاج على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ #CaptainApartheid.
الأفلام والمسلسلات التي تخدم الصهاينة
بعد عقود من هيمنة الكيان الصهيوني على فلسطين، لا يبدو أن الدولة العبرية تكتفي بذلك. فهي إلى جانب نقل معركتها إلى دول المقاومة، تخوض حرباً أخرى لإضفاء "الهالة السينمائية" على جهازها الأمني "الموساد"، ليغدو في أذهان مشاهدي منتجات "هوليوود، ونتفليكس" على سبيل المثال، عدواً لا يقهر، كما تريده تل أبيب. وهي بذلك تحذو خطى أميركا وبريطانيا في تمجيد جهازيها "السي آي إيه، وإم آي6" بواسطة سحر الشاشة الصغيرة.
ويمكننا أن نذكر من الإنتاجات الأخيرة في هذا الإطار، مسلسل "فوضى" (FAUDA)، الذي تم عرضه على منصة "نتفليكس"، ويسرد المسلسل المؤلف من ثلاثة أجزاء، قصة "دورون" وفريقه في وحدة "مستعربين" في قوات الدفاع الصهيونية، المتخصصة في تنفيذ عمليات سرية بهدف الاغتيال والقتل والخطف. وكذلك فيلم "الملاك"  الذي تم عرضه أيضاً على منصة "نتفليكس"، من إنتاج شركات "Adama Pictures" الفرنسية و"TTV Productions" و"Sumatra Films" الإسرائيليتين، ومن كتابة ديفيد أراتا، بناءً على رواية أوري بار جوزيف التي تحمل الاسم نفسه، وإخراج آريل فرومن. وفيلم "الجاسوس" من إنتاج شركة "Legende Films" الفرنسية بالاشتراك مع شبكة "OCS" التلفزيونية الفرنسية، من تأليف وكتابة وإخراج جدعون راف، وشاركه في الكتابة ماكس بري. المسلسل القائم على كتاب أوري دان ويشعياهو بن فورات "جاسوس من الكيان الصهيوني"، يروي قصة إيلي كوهين، الجاسوس الصهيوني، وغيرها من الأفلام والمسلسلات الكثيرة، ولكن يبقى السؤال بأنه لماذا تسعى إسرائيل لهكذا افلام، فهي بلا شك لتبييض وجهها القبيح.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي