«الغرفة المشتركة» في غزة تطلق عملية «ثأر الأحرار»
المقاومة: أيام سوداء تنتظر تل أبيب
ردّاً على العدوان الغاشم للكيان الصهيوني وثأراً لدماء الشهداء، أطلقت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية تسمية "ثأر الأحرار" على عملية ردها على العدوان.
وأشارت الغرفة في بيان لها حول عملية ردها على العدوان الصهيوني إلى أنّ عملية "ثأر الأحرار" تمثّلت في توجيه ضربة صاروخية كبيرة بمئات الصواريخ لمواقع ومغتصبات وأهداف العدو.
ولفت البيان أيضاً إلى أنّ عملية "ثأر الأحرار" تأتي رداً على جريمة اغتيال قادة سرايا القدس عبر قصف همجي وغادر لمنازل مدنية، وتأتي كذلك رداً على القصف الهمجي الذي أدى الى عدد من الشهداء المدنيين الأبرياء الآمنين في بيوتهم في غزة.
وأوضحت الغرفة أنّ "استهداف المنازل المدنية والتغول على أبناء شعبنا واغتيال رجالنا وأبطالنا هو خطٌ أحمر"، مضيفةً أنّ "عدوان الاحتلال سيواجَه بكل قوة وسيدفع العدو ثمنه غالياً".
كما شدد البيان على أنّ "المقاومة جاهزة لكل الخيارات وإذا تمادى الاحتلال في عدوانه وعنجهيته فإنّ أياماً سوداءَ في انتظاره".
المقاومة ستبقى وحدة واحدة
وأكّدت أنّ "المقاومة ستبقى في كل جبهات الوطن وحدة واحدة وسيفاً ودرعاً لشعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
ويأتي هذا التصريح، بعد شنّ الاحتلال الصهيوني عدواناً على قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء، بحيث استُشهد من جرّاء الغارات الصهيونية21 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، وأُصيب آخرون نتيجة الغارات التي استهدفت منازل المدنيين ومواقع المقاومة في مناطق متعددة في القطاع.
أنّها "البداية" على العدوان
وفي وقت سابق من الأربعاء، أكّدت مصادر في المقاومة الفلسطينية أنّ "الرد على العدوان الصهيوني بدأ"، مضيفةً أنّها "البداية".
وأفادت وسائل إعلام في فلسطين المحتلة، بإطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة، أعقبها إطلاق صفارات الإنذار مجدداً في عدد من مستوطنات غلاف غزة ومنطقة عسقلان، فيما نفذت طائرات الاحتلال غارات جديدة على أراضٍ زراعية شمال غزة.
ووفق وسائل إعلام عبرية، فإنّ قيادة الجبهة الداخلية طلبت من كل المستوطنين على مسافة 40 كلم الدخول إلى الأماكن المحصّنة، انطلاقاً من تقديرها بأن هذا لن يكون ردّ حركة الجهاد الإسلامي، بل إنّ الرد سيكون أقوى من ذلك، وفق الإعلام الصهيوني. وبحسب وسائل إعلام فإن الرشقات الصاروخية التي انطلقت من قطاع غزة مرتبطة بالغارات الأربعاء، وليست فقط بجريمة اغتيال 3 من قادة المقاومة التي قام بها الاحتلال فجر الثلاثاء.
يأتي ذلك بعد أن استشهد فلسطينيَّين ووقعت إصابات عدّة جرّاء قصف صهيوني شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. وفي وقتٍ لاحق، قالت مصادر محلية في غزة إنّ قصفاً صهيونياً استهدف مناطق عدّة في القطاع، من بينها محيط منطقة البيدر جنوب غربي القطاع.
وقصف الاحتلال 3 أهداف في القرارة وعبسان الكبيرة وشرق رفح بنحو متزامن، ما أدى إلى سقوط شهيدين و4 إصابات إحداها حرجة.
وفجر الأربعاء، أفادت مصادر في فلسطين المحتلة بارتقاء شهيدين وإصابة فلسطيني خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة قباطية في جنين.
إصابة 5 صهاينة.. وهروب وزيرة المواصلات نحو الملاجئ
إلى ذلك أعلنت مصادر طبية إسرائيلية، إصابة 5 صهاينة جراء إطلاق الصواريخ من غزة وصور تُظهر هروب وزيرة المواصلات نحو الملاجئ
وقالت مصادر عبرية إن صافرات الإنذار دوت في منطقة بالماخيم على الساحل وبات يام جنوب تل أبيب.
وأظهرت صور هروب وزيرة المواصلات الصهيونية ميري ريغيف نحو الملاجئ بعد إطلاق صفارات الإنذار.
كما قالت المصادر إن مجمع أشكول الذي يضم مستوطنات صهيونية عدة متاخمة لقطاع غزة تعرض لـ40 صاروخا من القطاع.
وأضافت المصادر أن صافرات الإنذار دوت في بلدات صهيونية عدة في غلاف غزة.
عرقلة هبوط الطائرات بمطار بن غوريون
هذا وقالت الإذاعة الصهيونية إن الصواريخ التي استهدفت منطقة تل أبيب عرقلت وعطلت هبوط الطائرات المدنية في مطار بن غوريون.
وذكرت أن صافرات الإنذار دوت في منطقة تل أبيب الكبرى وضواحيها.
العمق الصهيوني تحت رحمة صواريخ المقاومة
من جهتها قالت قناة عبرية إن إطلاق الصواريخ من غزة امتد إلى وسط الأراضي المحتلة.
في حين أفاد مصدر محلي بإطلاق 3 صواريخ بعيدة باتجاه العمق الصهيوني. كما قال إن صافرات الإنذار دوت في الضواحي الجنوبية لتل أبيب. وذكرت هيئة البث الصهيونية أن تقارير أولية كشفت عن إصابة مباشرة في سديروت شمال شرق قطاع غزة. من جهتها، ذكرت مصادر إعلامية أن قذيفة صاروخية سقطت على منزل في بلدة سديروت. كما أفادت المصادر بسماع دوي انفجارات بتل أبيب جراء اعتراض القبة الحديدية قذائف وصلت منطقة بالماحيم على بعد 17 كيلومترا.
وأعلن الجيش الصهيوني من جهته تفعيل صافرات الإنذار في مدينة تل أبيب وفي منطقة غوش دان.
هذا وأفاد مصدر محلي بأن صافرات الإنذار دوت في أسدود ومحيطها ونتيفوت على بعد يزيد على 30 كيلومترا من الحدود مع غزة.
كما دوت صافرات الإنذار في نتيفوت وبلمحيم جنوب تل أبيب.
وذكرت القناة 12 الصهيونية أن وابلا كثيفا من الصواريخ أُطلق على منطقة عسقلان.
حماس: ضربات المقاومة الموحدة جزء من عملية الرد
بدورها قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ضربات المقاومة الموحدة جزء من عملية الرد على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني. وأضافت الحركة أن رد المقاومة واجب وثابت على كل عدوان، وهي موحدة في الميدان وحاضرة بقوة لردع الاحتلال.
كما نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) شهيدي قباطية أحمد عساف وراني قطنات، مؤكدة أن "دماء الشهداء لن تذهب هدرا".
وقالت الحركة -في بيان صحفي- إن استشهاد المقاومين يعبر عن نبض الشعب الثائر، وستكون دمائهم نارا تحرق الأعداء. كما أكدت حركة حماس أن الشعب الفلسطيني متأهب لصد عدوان الاحتلال، والانتقام لدماء الشهداء في غزة والضفة والقدس، وحماية المسجد الأقصى. في السياق أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن الشهيدين راني قطنات وأحمد عساف، اللذين استشهدا في قباطية فجر الأربعاء، ينتميان لسرايا القدس، ذراعها العسكرية.
وأكدت الحركة في بيان صحفي "استمرارها في مسيرة الاشتباك"، موضحة أن ردها آت "بما يوازي حجم جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ومجاهديه".
وأشادت بمقاتليها في كتائب ومجموعات سرايا القدس التي تواصل "ثأرها المقدس لدماء القائد طارق عز الدين ورفاقه الشهداء الذين اغتالهم جيش الاحتلال" فجر الثلاثاء في قطاع غزة.
مواصلة حالة الطوارئ
بموازاة ذلك أفادت وسائل إعلام عبرية، نقلا عن مسؤول لم تسمه، بأنه لا يمكن مواصلة حالة الطوارئ بالبلدات الجنوبية إذا لم يتم إطلاق قذائف من غزة.
وكانت مصادر إعلامية عبرية قالت إن الجيش يواصل تحصين النقاط الحيوية على حدود قطاع غزة خشية الصواريخ الموجهة من داخل القطاع. كما أفاد مصدر محلي بأن السلطات المحلية الصهيونية في غلاف غزة قدرت عدد الصهاينة الذي غادروا البلدات الحدودية في غلاف غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة بـ7 آلاف شخص.
وتواصل السلطات في عسقلان إجلاء الصهاينة من المنطقة الساحلية بسبب التوتر الأمني، ووضع الحواجز الإسمنتية على الطرق القريبة من غزة، حيث أن الجيش الصهيوني ووزارة الحرب يعملان على تعزيز المنطقة المحيطة بقطاع غزة لتشكيل درع حماية. وكان من المتوقع أن تبدأ بلدية سديروت الأربعاء إجلاء نحو 4500 صهيوني من المدينة بشكل منظم وبالتعاون مع الجبهة الداخلية في الجيش الصهيوني.
وكانت وسائل إعلام قد رصدت نحو 6 حافلات محملة بمجندات وهي تغادر القاعدة العسكرية الصهيونية في زيكيم شمال قطاع غزة في ما يبدو أنها كانت عملية إجلاء منظمة، في حين ادعى الجيش الصهيوني أن المجندات غادرن القاعدة في مهام أخرى في المنطقة الجنوبية وأن القاعدة ستبقى معززة بالجنود.
كتيبة طوباس: نصبنا كمينا لقوات الاحتلال
بدورها قالت كتيبة طوباس -التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- إن إحدى مجموعاتها تمكنت من نصب كمين محكم لقوة صهيونية في حارة الصوافطة في تمام الساعة 3:15 صباح الأربعاء، واستهدافهم بشكل مباشر محققة إصابات مؤكدة في صفوف العدو وإعطاب آلية عسكرية. واندلعت اشتباكات مسلحة، فجر الأربعاء، بين المقاومين وقوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة طوباس بالضفة المحتلة لتنفيذ حملات اعتقالات في صفوف الفلسطينيين. كما قالت مصادر محلية فلسطينية إن 3 مواطنين أصيبوا فجر الأربعاء برصاص المستوطنين خلال هجومهم على بلدة دير دبوان شرق رام الله.
وأكدت هذه المصادر أن أهالي القرية أطلقوا الألعاب النارية تجاه المستوطنين وطردوهم من المكان.
هذا وقالت مصادر طبية فلسطينية إن 7 فلسطينيين أصيبوا بالرصاص و100 آخرين بالاختناق، في المواجهات مع شرطة الاحتلال في بلدة العيسوية بالقدس المحتلة.
"الجهاد" الاسلامي: لن نستجيب لأي جهود تسعى للتهدئة
قال مصدر في حركة "الجهاد" الإسلامي، الأربعاء "إنّ القرار الآن للميدان للرد على اغتيال ثلاثة من قادة سرايا القدس وزوجاتهم وعدد من أبنائهم في قطاع غزة".
وشدّد المصدر على أنه "لن تكون هناك استجابة لأي جهود تسعى للتهدئة قبل تدفيع الكيان الصهيوني ثمن جرائمها". وعقب العدوان، علّقت الجبهة الداخلية الصهيونية الدراسة في منطقة غلاف غزة ووسط النقب فيما طلب من المستوطنين البقاء قرب الملاجئ. ويزداد التخوّف الصهيوني من تصاعد ردّ الفعل الفلسطيني بعد شنّ الاحتلال عدواناً على قطاع غزة. وتحدّثت وسائل إعلام عبرية عن أن الوضع الحالي الذي تعيشه المستوطنات "لم يتم اختباره من قبل.
وقال مستوطنون من مستوطنات غلاف غزة إن "الوضع مخيف"، وتحدثوا عن "انخفاض بنسبة 80% في مداخيل الأعمال"، ورأوا أن ما يحصل "ضربة للمطاعم والمقاهي".
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن "الاستنزاف الصامت وإطلاق نيران مضادة للدروع فتاكة هو تكتيك حركة الجهاد الإسلامي الجديد".
ازدياد في طلبات المستوطنين للحصول على العلاج النفسي
هذا وعلى خلفية الاستنفار والتوتر الأمني الذي يعيشه المستوطنون في كيان العدو ترتفع الطلبات للحصول على العلاج النفسي، وفق ما ذكر الدكتور ديكل تالياز صاحب شركة التكنولوجية الطبية "تالياز" بحسب ما نقل موقع صحيفة عبرية عن الخوارزمية التي طورتها الشركة والتي يقول إنها "قد تجعل نظام الصحة النفسية أسهل وتقلل العبء على الأطباء النفسيين".
مجلس الأمن يعقد جلسة مغلقة
في السياق عقد مجلس الأمن الدولي الأربعاء جلسة مغلقة جرى خلالها مشاورات حول تصعيد التوتر في قطاع غزة، ويأتي ذلك بناء على طلب تقدمت به كل من الصين وروسيا والإمارات. بدورها، أكدت صحيفة عبرية، أن طموح الجيش الصهيوني ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو إنهاء هذه الجولة مع غزة في أسرع وقت ممكن، مشيرة إلى أن التصريحات التي خرج بها نتنياهو بأنه مستعد لعملية طويلة هي فقط لتكون مبررا له في حال فقد السيطرة وأصبح الوضع معقدًا.