عمّان تطلب المساعدة من واشنطن في مجال مكافحة المخدرات
بعد تهديد الأردن.. غارات جوية على جنوب سوريا
شن سلاح الجو الأردني هجوما، الإثنين، على جنوب سوريا قُتل خلاله مهرّب مخدرات بارز مع زوجته وأطفالهما الستة جراء غارة جوية، بعد أيام من بيان عربي بشأن التعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات في المنطقة.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أعلن إن بلاده ستقوم بكل ما يلزم من أجل التصدي لمواجهة تهريب المخدرات إليها عبر الحدود السورية، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا للقضاء على ما وصفه بالتهديد الخطير.
وأضاف الصفدي في تصريحات لمحطة (سي إن إن) الأمريكية : “هذه المشكلة لا تُمثل تهديدا للأردن فقط وإنما تمتد وصولا إلى دول الخليج الفارسي ودول عربية أخرى والعالم، وسوف نقوم بما يلزم للإسهام في إنهاء هذه الأزمة، وسنقوم في الوقت ذاته بما يتطلبه الأمر لحماية المصالح الوطنية الأردنية”.
سوريا توافق على العمل مع الأردن والعراق
ووافقت سوريا على العمل مع الأردن والعراق الشهر المقبل للمساعدة في تحديد مصادر إنتاج المخدرات وتهريبها عبر حدودها، وذلك بحسب البيان الختامي الصادر يوم الاثنين الماضي، عقب اجتماع وزراء خارجية عرب في العاصمة الأردنية عمّان.
وذكر البيان: أن دمشق وافقت على اتخاذ الخطوات اللازمة لوقف التهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، بعد أن بحث وزراء خارجية سوريا ومصر والعراق والسعودية والأردن سبل إنهاء الصراع السوري المستمر منذ 12 عاما.
وتُشكل تضاريس المناطق على الحدود الأردنية السورية الممتدة على طول 375 كيلومترا تحديا أمام عمّان، خاصة أنها تتغير من منطقة إلى أخرى، فالمناطق الحدودية الغربية والشمالية تتميز بأنها جبلية وذات صخور بركانية ووعرة، مما يؤدي إلى إعاقة سير الآليات العسكرية هناك.
أما المناطق الشرقية فتتميز بأنها صحراوية ومفتوحة، وتسمح بتنقل الآليات ومرور المهربين، مما يتطلب مزيدا من المراقبة.
مقتل مرعي الرمثان وعائلته
وأعلن ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، في بيان، عن "مقتل مرعي الرمثان وعائلته المؤلّفة من زوجته وأطفاله الستة جراء استهداف طيران حربي أردني لمبنى يضم منزلهم في قرية الشعاب في ريف السويداء الشرقي"، المتاخمة للحدود الأردنية.
وبحسب المرصد، فإن الرمثان يعد من "أبرز تجّار المخدرات -بينها الكبتاغون- في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن"، فيما لم تعلّق عمّان على الخبر.
وأفادت وسائل إعلام أردنية بسماع أصوات انفجارات قوية في الجانب السوري من الحدود، ناجمة عن قصف نفذته طائرات حربية تابعة للجيش الأردني.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن الطائرات الأردنية الحربية شنت غارات على قرية خراب الشحم الحدودية في درعا وتلي الحارة والجموع، مستهدفة "معملا لتصنيع المخدرات ومعقلا لإرهابيين".
وكان أهالي محافظة إربد في شمال الأردن، سمعوا دوي انفجارات قوية وأصوات طائرات حربية بشكل واضح مصدرها الجانب السوري خلال ساعات الفجر الأولى الإثنين.
وبحسب السكان، فإن أصوات الانفجارات استمرت لأكثر من 10 دقائق، حيث شعر السكان بقوتها وخصوصا في المناطق المحاذية للحدود السورية.
حبوب الكبتاغون
وينشط الجيش الأردني منذ سنوات في مجال إحباط عمليات تهريب أسلحة ومخدرات آتية من الأراضي السورية، لا سيما بعد أن تحوّل الى منصة لتهريب المخدرات خصوصاً الكبتاغون الذي يُصنّع في سوريا.
وتُشكّل دول الخليج الفارسي وخصوصاً السعودية الوجهة الأساسية لحبوب الكبتاغون التي تعدّ من المخدرات السهلة التصنيع ويصنّفها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة على أنّها "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفّزة"، وهي عادة مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.
مذاكرات أردنية أمريكية
وكان الأردن طلب من الولايات المتحدة الأمريكية المساعدة في “حرب المخدرات” التي يخوضها منذ سنوات على طول الحدود مع سورية. وجاء ذلك في أثناء الزيارة التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى العاصمة عمّان، إذ التقى الملك الأردني، عبد الله الثاني، وناقشا سلسلة من الملفات، من بينها سورية. وقال مسؤولون أردنيون إن الملك الأردني طلب من وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن “المساعدة في خوض حرب مخدرات متنامية على طول حدوده مع سورية”.
وتريد عمّان المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لتعزيز الأمن على الحدود، حيث قدمت واشنطن منذ 2011 حوالي مليار دولار لإنشاء مراكز حدودية.
الجيش الأردني يعلن قتل متسلل
كما قال الجيش الأردني، الاثنين، إنه أحبط محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية، أسفرت عن مقتل مهرب وفرار آخرين إلى داخل العمق السوري. وقال الجيش في بيان إن "المنطقة العسكرية الشرقية عثرت على (133000) حبة كبتاغون وسلاح ناري من نوع كلاشنكوف خلال إحباط محاولة تسلل على الحدود الشرقية".
وشدد مصدر أمني أردني على أن القوات المسلحة الأردنية ماضية في التعامل مع محاولات التسلل والتهريب بكل قوة وحزم، ومع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأية مساع يراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه وزعزعة أمنه واستقراره.