تقرير خاص عن جرائم «حبيب الأسيود»
إعدام إرهابي تلطخت يداه بدماء العرب والفرس
كاتب مقيم النرويج
من الأعمال الإجرامية المخيفة التي قامت بها زمرة "النضال الإرهابية" هي ممارسة القتل والإرهاب بحق المدنيين العاديين والذين لم تبالي بالأطفال الصغار والشباب بعمر الورود في الأماكن التي قصفتها أو فَجّرتها في مدينة أهواز والتي تحتضن العرب والفُرس واللّور كسكان مناطقها.
بإشارة بسيطة ونظرة سريعة نتناول موضوع ممارسة الإرهاب من قبل زمرة "النضال الإرهابية" بحق المدنيين الأبرياء والذين لقوا حتفهم إثر تعرضهم لرصاصات أو قنابل هذه الحركة الإجراميّة.
16 عملاً إرهابياً في عام 2005
قامت زمرة النضال الإرهابية في عام 2005 الميلادي بـ16 عملاً إرهابياً في مدينة أهواز ودزفول (الواقعة في محافظة خوزستان) وطهران وهذه الأعمال أدّت إلى إستشهاد مايقارب 26 مواطناً وجرح مالايقلّ عن 280 مواطناً آخر.
من الأماكن التي قامت الزمرة النضال الإرهابية بتفجيرها كانت منظّمة "إدارة شؤون السكن" في محافظة خوزستان والتي من واجبها أن تقوم ببناء مجمعات سكنية للناس بظروف سهلة حتى يتمّكنوا من شرائها.
كذلك قامت بتفجير "مكتب محافظ خوزستان" وذلك من خلال تفجير قنبلة في المبنى. من الأعمال الإرهابية الاخرى التي قاموا بها يمكننا الإشارة إلى تفجير أنابيب النفط والمحطّّات النفطية في محافظة خوزستان.
تفجير مصرف سامان
من أهداف زمرة "النضال الإرهابية" دائماً سرقة الأموال من خلال الهجوم الإرهابي على الأماكن الإقتصادية وفي السياق ذاته قامت في تأريخ 24 يوليو 2006 بتفجير مصرف سامان وهو مصرف أهلي له عدّة فروع في بعض المدن في إيران.
للتناول الميداني والدقيق لما جرى في تلك الحادثة، نقوم بنشر ما قال عن هذه الجريمة، والد الشهيد دانيال زنغنة وهو أحد الأبرياء الذين لقوا حتفهم إثر تعرضهم للحادثة الإرهابية التي تبنّتها الزمرة:
إبني دانيال لم يشتغل أبداً في أيّ دائرة حكومية ولم يكن موّظفاً حكومياً حتى يوم واحد في عمره بل كان صاحب محلّ في إحدى الأسواق. كان يستورد بعض السلع من الصين وخطب بنتاً في ذلك العام وكان على وشك إقامة حفلة زواجه. في 24 يوليو ذهب إلى مصرف سامان ليودع مبلغاً على حسابه وفي ذلك الحين أخبرتني زوجتي بأنّ هناك وقعت حادثة إرهابية في مصرف سامان والناس يتحدثون عنها معاً. إتصلت أكثر من مرّة بهاتف إبني ولكن لم أتلقّ رداً منه.
بالسرعة أوصلنا أنفسنا إلى مكان الحادثة ورأينا بعض أصدقائه وزملائه إجتمعوا في المكان ولكنهم كانوا يتجنبون الحديث معنا. من طريقة معاملتهم علمتُ أنّ إبني أستشهد في هذه الحادثة. إنتقلنا إلى المستشفى التي كان الجرحى يُعالَجون فيها وسألنا عن إبننا ومسؤولو المستشفى قالوا هناك 6 أجساد مُقطّعة. ذهبنا إلى حيث كانت الأجساد يُحتفظ بها وكشفنا هوّية إبني من خلال رؤية أسنانه.
سبب تفجير المصرف
تابع والد الشهيد دانيال: جاء في بيان أصدرته زمرة النضال الإرهابية الإرهابية إنّ سبب تفجير المصرف هو أنّه كان يحمل إسماً فارسياً غيرعربي.
بعد الكشف عن هوية الشخص الذي جعل القنبلة في المصرف علمنا أنّه كان يُناهز من العمر مايقارب 25 سنة ولم يدرس في مدرسة ولم يكن عنده حتى تحليل بسيط بل إنّه كان شخصاً متعصّباً جداً. في محافظة خوزستان يعيش الفُرس والعرب واللور منذ مئات السنين من دون أيّ مشكلة بل إنّهم يتزاوجون ويذهبون إلى بيوت بعضهم البعض ولهم علاقة ودّية جداً ولكن هذه الزمرة أرادت ضرب التعايش السلمي في المحافظة وذلك بهدف إثارة النعرات القومية وفصل خوزستان عن إيران.
شاب عربي بعمر الورد بين ضحايا "النضال الإرهابية"
في السياق ذاته قال أخو الشهيد جاسم مظري نجاد وهو ينحدر من أصل عربي ناهز من العمر في ذلك الوقت 23 عاماً فقط
في حوار له:
"نحن من عشيرة الفيصلي العربية والتي تسكن في مدينة خرّمشهر (إسمها السابق محمّرة). أخي ذهب إلى مصرف سامان ليودع مبلغاً في حسابه ولكن ما إن أراد أن يُغادر المصرف حتى إنفجرت القنبلة الموقوتة وأستشهد أخي إثر هذا العمل الإرهابي".
تابع أخو الشهيد جاسم: هؤلاء يريدون فصل خوزستان عن إيران ولكن لانقبل به لأنّنا قدّمنا شهداء وجرحى لوطننا إيران. وُلدنا في إيران ونموت لها وفيها.
الإرهاب في يوم الإستعراض العسكري للجيش
في يوم 22 سبتمبر حينما كانت قوات الجيش تستعرض عسكرياً في مدينة أهواز سُمعت أصوات رمي الرصاصات من هنا وهناك نحو قوات الجيش والناس العاديين الذين جاؤوا لمشاهدة الإستعراض.
بناءً على ما أعلنته المصادر المطّلعة قام أربعة من أفراد الزمرة "النضال الإرهابية" بإطلاق رصاصات نحوهم وإثر ذلك أستشهد 25 منهم وجُرح مايقارب 60 شخصاً.
وكان بعض الشهداء من الأطفال والنساء حيث قالت وسائل الإعلام في الساعات الأولى من تنفيذ هذه العملية الإرهابية أنّ هناك طفلة عمرها 4 سنوات من بين الشهداء.
نقتل العرب ليدخلوا الجنّة!
بعدما تمّ إعتقال رئيس زمرة النضال الإرهابية قال ردّاً على سؤال طُرح عليه من قبل مذيع في حوار متلفز، "لماذا كنتم تقتلون العرب في أهواز قال: نحن كنّا نقوم بتنفيذ العمليات ضد الفرس وأحياناً كان هناك بعض العرب أُغتيلوا إثر إصابتهم برصاصاتنا أو تواجدهم في أماكن فجّرناها ولكن لم نبالي لهذا الأمر لأنّنا نعتقد أنّ العرب يدخلون الجنّة بعد إغتيالهم ولايعترضون علينا لاحقاً.
مطالبة بالقصاص
ذوو ضحايا الإرهاب قاموا بمطالبة قضائية لقصاص المجرم حبيب فرج الله الأسيود ورفعوا شكاوى ضدّه في المحاكم القضائية التي أجريت لمحاكمته وإثر أصدرت المحكمة قراراً بتنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحقّه.
كما افادت وكالة فارس للأبناء: "وبحسب اعترافات المتهم ، فقد اتخذ عدة إجراءات لتشكيل فرق تكفيرية في خوزستان ، وحاول عناصر من الزمرة استقطاب أبناء المنطقة إلى الفرق التكفيرية منذ عام 1996.
واعترف صراحة في المحكمة أن الترويج للفكر التكفيري كان في ضوء قرار غرفة افكارهم في إحدى دول المنطقة.
كما اعترف اسيود وشرح العلاقة بينه والزمرة الإرهابية الخاضعة لقيادته مع داعش.
ووفقًا للأدلة في القضية والاعتراف الصريح من قبل المتهم ، فقد ادانته المحكمة وحكمت عليه بالإعدام.
وفي جميع مراحل التحقيق القضائي في اتهامات حبيب فرج الله جعب، أي منذ إصدار مذكرة التوقيف والتحقيق معه، وعملية المحاكمة وإصدار الحكم ، كان "الحق في محاكمة عادلة" قد اخذ بنظر الاعتبار في إطار القوانين واللوائح المحلية وكذلك المعايير الدولية. وفي هذا الإطار ، فإن مبادئ مثل "حضور المتهم في المحكمة والدفاع عن نفسه ازاء التهم الموجهة اليه، البت العادل والمنصف ، الامتثال لمبدأ البراءة ، استقلال القضاة ، الحق في الوصول الى محام ، تفهيم الاتهامات ، وصول المتهم ومحاميه إلى الأدلة والوثائق في الملف وما إلى ذلك .. " حظي باهتمام وامتثال ضباط إنفاذ القانون والسلطات القضائية."