الحوزة العلمية في النجف الأشرف :
دورٌ بارز في مواجهة الاستعمار والاستبداد والإرهاب
الوفاق/ خاص
عبير شمص
احتضنت مدينة النجف الأشرف حركة علمية متوسطة نسبياً من بقايا عصر الذروة عصر الإمام الصادق(ع)، وتغير الحال بوصول الشيخ محمد بن الحسن الطوسي الملقب حتى الآن بشيخ الطائفة الذي ولد في خراسان (مشهد المقدسة) وهاجر إلى حوزة بغداد ليدرس عند الشيخ المفيد والسيد المرتضى، آلت إليه رئاسة الشيعة بعد وفاتهما وحاز كرسي التدريس وهو كرسي يمنه لمن يعترف من علماء الشيعة والسنة بفضله .
في العام 447 ه استولى الأتراك السلاجقة على بغداد بقيادة طغرل بيك ... بأمر الخليفة العباسي القائم بأمر الله وبدأ الشحن الطائفي ضد الشيخ الطوسي حتى نهبت داره وحرقت مكتبته وهددت حياته فاختار الانتقال إلى النجف عام 449 ه وانتقل معه الثقل العلمي لطلبة العلوم وتزايد عدد الوافدين للدراسة ومجاورة الإمام(ع). إنّ إحياء حوزة النجف في أصعب أوقات استبداد السلاجقة وتشددهم، يدل على الهمة العالية والتأييد الإلهي للشيخ في الحفاظ على التراث الشيعي. لأنّ فترة السلام للشيعة انتهت بعد حكم البويهيين، وكان السلاجقة الأتراك معاديين للشيعة.
حوزة النجف الأشرف.. التأسيس
تعتبر الإحدى عشر سنة التي قضاها في النجف الأشرف بداية تأسيس واحدة من أقدم وأكبر الحواضر العلمية في التاريخ، توفي الطوسي عام 460 قبل 979 سنة من الآن ولكن قوة هذه الجامعة ومركزية قرارها بالنسبة لشيعة العالم لا تزال حتى اليوم.
وفي فترة الاحتلال العثماني للعراق الذي مارس ضغطاً سياسياً على علماء النجف وحوزتها، وكذلك التيارات السياسية والعسكرية في تلك الفترة، ازدهرت حوزة كربلاء العلمية في هذا الوقت. لكن مع وصول المرحوم وحيد البهبهاني وطلابه، بدأت حوزة النجف تنمو علمياً مرة أخرى. بعد وفاته، شهد طلابه البارزون مثل بحر العلوم والشيخ يوسف البحراني فترة الكمال والحراك العلمي والإنجازات البحثية لحوزة النجف الأشرف التي تعرف بفترة الازدهار العلمي. بدأت هذه الفترة من عهد المرجع الشيعي الكبير السيد بحر العلوم في القرن الثالث عشر الهجري. وبلغت ذروتها بشخصيات عظيمة من أمثال الشيخ جعفر كاشف الغطاء والشيخ محمد حسن النجفي والشيخ مرتضى أنصاري.
منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا لعبت حوزة النجف الأشرف دوراً كبيراً في تأطير الأحداث والمشاركة في مصير كل البلاد الإسلامية، وخاصةً الشيعة، وتعرف بالمركز الوحيد الديني والعلمي والفقهي لكل الطوائف الشيعية المنتشرة في كل أنحاء العالم، على هذا فإن كل الفتاوى التي يصدرها علماء النجف واجبة الإطاعة للجميع ولهذا تولي الحكومات اهتماماً خاصاً بمدينة النجف وعلماءها.
النشاط السياسي والجهادي
لم ينحصر نشاط المدرسة النجفية بالبُعد العلمي وبيان المعارف الدينية، بل خاضت أعلامها في غمار الحراك السياسي خاصّة مع إطلالة العصر القاجاري، حيث واجه العالم الإسلامي في تلك البرهة ظاهرتَي الاستعمار والاستبداد، وقد تصدّت الحوزة النجفية التي مثلت أكبر المراكز الشيعية العلمية، لتلك الظواهر التي تجلت بوضوح على الساحتين الإيرانية والعراقية وذلك في الحوادث التي شهدتها البَلَدان.
نذكر منها الحرب الروسية الإيرانية التي لعب سائر علماء النجف دوراً تاريخياً في تحريض الجماهير للالتحاق بساحات القتال ضد القوات الروسية لاستئناف المعركة الثانية وتحرير الأراضي المحتلة حتى أن البعض منهم أصدر حكماً بوجوب الجهاد.
وكذلك تُمثل الحركة الدستورية (المشروطة) ذروة النشاط السياسي للحوزة النجفية، إذ تولى الحراك السياسي في تلك البرهة ثلاثة من كبار المراجع هم: الحاج الميرزا حسين الخليلي الطهراني، والملا عبد الله المازندراني والملا الآخوند الخراساني، وقد تجلّى ذلك بما صدر عنهم من بيانات وفتاوى وبرقيات ورسائل قصيرة تارة ًومفصّلة تارةً أخرى.
ثورة العشرين
في أواخر الحكم الصفوي سيطرت الإمبراطورية العثمانية على العراق وحكمت فيها أربعمائة سنة مارست فيها ظلماً على الأكثرية الشيعية وحرمتهم من حقوقهم الاجتماعية والسياسية والثقافية، وقد استمر الظلم الفاحش على الشيعة حتى ظهر الغرب بقدرته العلمية والصناعية والعسكرية في مطلع القرن العشرين، وانهارت الدولة العثمانية واستقلت بعد سنيّ الانتداب الدول العربية منها، وقسمت البلاد العربية بين المستعمرين الغربيين وصار العراق من حصّة بريطانيا.
فأثار ذلك غضب الجماهير وعلى رأسهم مراجع الشيعة وأساتذة الحوزات العلمية في العراق فلبسوا لامة الجهاد والحرب ضد المستعمرين، وحدثت معارك طاحنة قدموا خلالها تضحيات كثيرة وأرخصوا دماءهم في سبيل الإسلام بقيادة المراجع العظام في ثورة العشرين – أي سنة 1920- الشاملة.
جهاد الحوزة في العصر الحديث
في العصر الحديث ومع استلام الطاغية صدام وحزبه الحكم، وضع هذا الحزب كل إمكانياته وطاقاته للقضاء على أكبر عقبة تواجههم في تحقيق أهدافهم، ألا وهي الحوزة العلمية في النجف الأشرف، والواعين من العلماء والمؤمنين المجاهدين، فبادر في البداية للقضاء على الكوادر الشيعية في الحوزات وفي الجامعات ولم يقّصر في الاغتيال والسجن، وطرد العلماء وطلبة الدين غير العراقيين في خطوة هادفة للقضاء على نشاط الحوزة، وبالتوازي مع شنه حرباً ضد الجمهورية الإسلامية الفتية بدعم من الإستكبار، شدد قبضته الحديدية على العلماء التي كانت حصيلتها إعدام آلاف منهم ومن المؤمنين المثقفين، بعد مضي سنتين من إنتهاء الحرب المفروضة وبعد إنكسار الجيش الصدامي في حرب الكويت، انتفض الشعب العراقي تحت قيادة المرجعية الدينية للتخلص من هذا النظام الدموي البوليسي، وذللك في الخامس عشر من شعبان، بما سمي بالانتفاضة الشعبانية، التي لم يستسغها الغرب وحكام دول الخليج الفارسي فدعموا صدام لقمعها، والتي استحل فيها صدام حرمات المراقد المقدسة وقتل وشرد الآلاف من أبناء الشعب العراقي.
مقارعة المجموعات الإرهابية
كان أخر التصدي للمرجعية الدينية في العراق لهجوم المجموعات الإرهابية، في منتصف حزيران-يونيو من عام 2014 بادر المرجع آية الله السيستاني الى إصدار فتواه الشهيرة بوجوب الجهاد الكفائي لمواجهة تنظيم داعش الارهابي ودرء الخطر عن العراق، بشعبه ومقدساته ورموزه، وقد مثلت تلك الفتوى نقطة تحول مهمة وانعطافة حاسمة في التصدي للارهاب التكفيري، لايختلف اليوم اثنان على حقيقة أن العامل الرئيسي في مجمل الانتصارات التي تحققت على تنظيم داعش طيلة العامين المنصرمين، تمثل بالفتوى أساساً، وما سواها من العوامل الأخرى كان مكملاً وداعماً ومتمماً.
الحوزة النجفية واحتلال فلسطين
لا تقتصر حوزة النجف الأشرف على مساندة الشيعة في العالم، ولا على عموم المسلمين، بل إن اهتمامها يمتد ليشمل البشرية كلها فاهتمام النجف بالقضية الفلسطينية والقدس هو جزء من مسؤوليتها وشعورها العربي والإسلامي والإنساني.
فقد تصدت النجف الأشرف وعرفت الموامرة الكبيرة منذ بدايتها وعملت بكل ما يقتضيه واجبها الديني إلى هذه المسألة المهمة فأصدرت الفتاوى وعقدت الاجتماعات وحضرت المؤتمرات بكل المستويات.
العمامة في محضر الشهادة
ارتقى في هذا الخط الجهادي الآلاف من العلماء وطلبة الدين، فكان لزاماً علينا الإضاءة على جهاد شهداء العلم والفضيلة، رعايةً لحقهم وتعظيما لجهادهم وإيثارهم، وإيصالاً لرسالة تلك الدماء الزاكية إلى الأمة والاجيال من بعدهم، كي يتخذوهم نبراساً حقيقياً ينهل منه أولو الألباب.
ولنثبت مرةً أخرى للعالم، بأن الحوزات العلمية وعلماء مدرسة أهل البيت (ع) هم المدافعون الحقيقيون عن استقلال وحرية العراق وكرامته.
سنقتصر في هذه المقال على ذكر نماذح لسيّر بعض هؤلاء الشهداء الذين ارتقوا على يد النظام الصدامي البائد والميلشيات الإرهابية:
الشهيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى
السيد الصدر أوجد مدرسة إسلامية تتمتع بالشمولية والآصالة والعمق والحركة الحيوية والتجديد والعالمية.وفي عام 1957م أسس حزب الدعوة الإسلامية بالتنسيق مع ثلة من العلماء الأعلام والمثقفين الرساليين وكان المبادر الأول في تأسيس جماعة العلماء وذلك في عام 1958م لنشر الوعي الإسلامي والسياسي في أوساط الحوزة العلمية.
إستشهد السيد محمد باقر الصدر(رض) بشكل فجيع مع أخته العلوية الطاهرة (بنت الهدى)، بعد أن أمضى عشرة أشهر في الإقامة الجبرية، وبعد ثلاثة أيام من الإعتقال والتعذيب الشديد تم إعدامه مع أخته العلوية الطاهرة بنت الهدى وكان عمره الشريف 47 سنة في عام 1980م ،وفي ظلام الليل الدامس تم دفنهما مضرجين بدماء الشهادة الطاهرة وعلامات التعذيب واضحة على الجسدين الشريفين في مقبرة وادي السلام المجاورة للمرقد الشريف للإمام علي (ع) ، لقد جاهد السيد محمد باقر الصدر (رض) حتى نال وسام الشهادة الرفيع على نهج أجداده الطاهرين (ع).
الشهيد آية الله السيد عز الدين بحر العلوم
ولد الشهيد في النجف الأشرف عام 1932م في أسرة كيانها الزعامة العلمية والاجتماعية إلى جانب المرجعية الدينية، منوّرة بكوكبة من الشهداء والعلماء المجاهدين والأدباء الواعين منهم أخوه العلامة المجاهد السيد محمد بحر العلوم الذي هرب من النظام الصدامي بعد وفاة السيد الحكيم وتسلط النظام الصدامي إلى خارج العراق، واستمر نشاطه الثقافي والسياسي حتى انهيار هذا النظام، فرجع إلى العراق وتصدر مسؤوليات سياسية كبيرة بعد ذلك.
تتلمذ الشهيد عز الدين على يد معلمه الأول أية الله العظمى الشيخ حسين الحلي، حتى شب وهو يدرس العلوم الفقهية والأصولية وأخذ يحضر دروس المراجع الكبار كالسيد آية الله العظمى محسن الحكيم والمرجع السيد أبو القاسم الخوئي .
تميز الشهيد بذهنية وقادة، وفكر نير، عالج قضايا اجتماعية مهمة وسلط الأضواء على تراث أهل البيت (ع) بالأخص الجانب العاطفي والروحي المتمثل بالأدعية.
كان الشهيد من مدرسي الحوزة العلمية في النجف الأشرف لسنين طويلة، حتى استفاد منه جمعٌ كبير من طلبة الحوزة الدينية ببيانه الجميل وأسلوبه البديع، كما كان إمام الجماعة في صحن الحرم الشريف للإمام علي(ع) والمسجد الكبير في مدينة النجف الأشرف.
كان ملتزماً بزيارة الإمام الحسين (ع) وأخيه العباس (ع) كل ليلة جمعة، وكان يصل المحتاجين والمعوين ويقضي حوائجهم، ويرعى كثيراً من الأيتام وعوائل السجناء، وله مشاريع إصلاحية عديدة وكان محافظاً لشعائر الله، عبر إقامته لمأتم العزاء في مناسبات ووفيات المعصومين(ع)، وغيرها من الماسبات الدينية على طول أيام السنة في داره رغم قساوة الظروف.
كانت أنظار المؤمنين تتطلع إلى مستقبله وكان موضع ثقة المراجع العظام، لذا اختاره سماحة المرجع الديني السيد الخوئي أن يكون أحد أعضاء اللجنة المركزية للانتفاضة الشعبانية.
اعتقلته المخابرات الصدامية مع بعض أعضاء اللجنة المعينة من قبل السيد الخوئي وأخيه الجليل العلامة بعد انتكاسة الانتفاضة، وقد أُعلن عن استشهادهم في السجن بعد سقوط النظام الصدامي المجرم.
الشهداء السعداء الستّة من آل الحكيم
تُعدّ أسرة آل الحكيم من أشهر الاسر وأجلّها في العراق وعلى رأسهم يأتي آية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم وهو مرجع كبير للشيعة في تاريخنا المعاصر وأسرة آل الحكيم أسرة شريفة أنجبت شخصيات علمية كبيرة نال الكثير منها درجة الشهادة ولها تاريخ مشرق ومشرف في العراق وختمت آثارها العلمية بدم الشهادة بعد ثباتها في طريق الحق.
وبعد أن هاجر السيد الشهيد محمد باقر الحكيم عام 1400هـ إلى الجمهورية الإسلامية في إيران والتحق بالثائرين على النظام العفلقي في العراق وصار رأس الحربة في عيون المجرمين الصداميين، وبعد أن اندلعت الحرب العراقية الايرانية ، ولأجل تبرير حربه على إيران عمل صدام المقبور مسرحية بعنوان (المؤتمر الشعبي الإسلامي) دعا فيه العلماء ومنهم آل الحكيم الموجودين في النجف الأشرف حتى يعطوا المشروعية لحربه على إيران ، فامتنعوا من ذلك وبعدها أقدم المجرم صدام في ليلة الثلاثاء 26رجب 1403 هـ على اعتقال 72 من أسرة آل الحكيم وفيهم العلماء والمجتهدون مثل آية الله السيد يوسف الحكيم وآية الله الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم، وقد خضع الشهداء لأساليب التعذيب الوحشي الذي مارسه ضدهم أزلام النظام الصدامي لانتزاع الاعتراف منهم بعلاقتهم مع الشهيد السيد محمد
باقر الحكيم.
وفي 7 شعبان عام 1403 هـ الموافق 20/5/1983م أقدم النظام البائد في العراق على مجزرة رهيبة في حق أسرة آل الحكيم انتقاماً من أبيهم الإمام السيد محسن الحكيم وابنه الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ومن الحوزة العلمية في النجف الأشرف، إذ تمثّل الحصن المنيع للإسلام فأعدم ستة من آل الحكيم، ثلاثة من أولاد الإمام الحكيم وثلاثة من أحفاده .
أمّا شهداء الدفاع ضد الميلشيات الإرهابية فنذكر منهم:
الشهيد الشيخ لقمان البدران
ولد الشهيد في قضاء المدينة محافظة البصرة عام ١٩٧٤، درس فيها حتى تخرج من معهد الصناعات ثم عُيّن في معمل الصناعات الورقية في البصرة، بعدها ترك الوظيفة والأهل وهاجر إلى النجف الأشرف لينهل من علوم أهل البيت (ع) فالتحق بالحوزة العلمية في مؤسسة الإمام الحكيم وتتلمذ على يد خيرة أساتذة الحوزة العلمية متدرجاً في دراسته إلى أن وصل إلى مرحلة السطوح ثم البحث الخارج ومن أساتذته سماحة آية الله الشيخ الايرواني وسماحة آية الله السيد محمد رضا السيستاني وسماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد جعفر الحكيم وسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ فرقد الجواهري .وقد كان أستاذاً لدى مؤسسة الإمام الحكيم، وعمل الشيخ الشهيد في مكتب المرجع الديني سماحة الشيخ الفياض لفترة من الزمن. وشارك في مشروع التبليغ الحوزوي الخاص بزيارة الأربعين في طريق نجف كربلاء حيث كان مسؤول محور، وكذلك أسهم في مشروع الإستفتاءات في العتبة الكاظمية المقدسة بإشراف وكيل المرجعية الشيخ حسين آل ياسين. وكان مرشداً دينياً مع قوافل الحجاج والمعتمرين لأعوامٍ عدة ويشهد بإخلاصه في إرشاده كل من وفق للذهاب معه. كان من خدمة زوار الإمام الحسين (ع) في موكب الإمام الحسن (ع ) برعاية مكتب سماحة السيد الحكيم وكان من خدمة موكب هيئة كفيل زينب (ع ) في بغداد الزعفرانية لخدمة زوار الإمام الكاظم (ع ) برعاية معتمد المرجعية الشيخ محمد العبادي، أمّا داره فكانت لاتخلو من زائري الأئمة (ع) طيلة السنة من داخل وخارج العراق وكان دائماً يقيم المجالس الحسينية في داره .وبعد صدور فتوى الجهاد الكفائي ذهب للتبليغ في ساحات الجهاد مع بعض طلبة الحوزة العلمية إذ أرسلتهم لجنة الإرشاد والتعبئة التابعة للعتبة العلوية المقدسة للعمل في إدارة اللجنة بعدها أصبح مسؤول محور الصقلاوية ونال الشهادة
هناك.
زفت الحوزة العلمية في النجف الأشرف ولجنة الإرشاد والتعبئة للدفاع عن عراق المقدسات ببالغ الفخر والاعتزاز شهيدها المجاهد سماحة الشيخ لقمان عبد الخضر عبد الأمير البدران، إذ نال شرف الشهادة متأثراً بجراحه في عام 2016مـ في قاطع الصقلاوية شمالي قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار.
ختاماً نقول إنّ الحوزة العلمية كمؤسسة دينية لها أهميتها الخاصة ومكانتها المتميزة في العراق والعالم العربي. إذ ساهمت بشكل فعال في رسم صورة الحدث السياسي في العراق وشاركت في جميع الأحداث العربية والإسلامية الرامية للتحرير والاستقلال.
وكان لوجود هذه المؤسسة في مدينة كربلاء والنجف قد دفع رجال الحركة الوطنية والقومية للتنسيق مع رجال الدين في إصدار الفتاوى التي تحرم تدنيس الأراضي الإسلامية من قبل الاستعمار الأجنبي. إذ امتزج الشعور الوطني بالشعور القومي والإنساني لتشكيل النشاط السياسي في المدن المقدسة ولم يقف عند الحدود الإقليمية للعراق، بل تعداه إلى الأقطار العربية والإسلامية فكانت الحوزة العلمية خير نصير للشعوب المناهضة للاستعمار والصهيونية والعبودية، فثارت المدن المقدسة بفعل رجال الدين مرات ومرات وضحت بالكثير من أبنائها دفاعاً عن كرامة الوطن وحريته وحفاظاً على أصالة الرسالة الإسلامية.
والخلاصة.. لابد من القول إنّ انتشار الوعي والثقافة وكثرة الاجتماعات بين صفوف رجال الحوزة العلمية، مّا أسهم بشكل فاعل في إظهار دور هذه المؤسسة السياسي على مستوى الوطن والعالم الإسلامي.