الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وعشرون - ٢٩ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان واثنان وعشرون - ٢٩ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

لمن الحسم في الانتخابات التركية؟

هدى رزق
كاتبة ومحللة سياسية
يحتلّ الاقتصاد المرتبة الأولى في سلّم أولويات القوى التركية المتنافسة في الانتخابات المقبلة، بحيث أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم برنامجه الانتخابي في 11 نيسان/أبريل الجاري، وخصص معظم بنوده للملفات الاقتصادية. أمّا الطاولة السداسية فأعلنت برنامجها للحكم، في إطار ما أُطلق عليه "نص اتفاق السياسات المشتركة"، والذي تضمّن قسماً خاصاً بالقضايا الاقتصادية.
واعتمدت أحزاب المعارضة استراتيجية التحرك، وهي تخاطب الناخب بلغة جديدة، وتضم أحزاباً وشخصيات سياسية جديدة، تجمع جميع الأفرقاء المعادين لإردوغان وحكمه، من يمين اليمين إلى اليسار والليبراليين، بحيث تعطي استطلاعات الرأي المتعددة المعارضةَ والحكم حظوظاً متساوية. وبعضها يتحدث عن تقدم تكتل المعارضة السداسي، المدعوم من جانب حزب الشعوب الديمقراطية، الذي سيجيّر أصواته لكليجدار أوغلو، الذي يلعب أوراقه جميعها في محاولة لجمع أكبر قدر من التأييد من الناخبين.
مرشّحو المعارضة يتألفون من مختلف الأحزاب والألوان السياسية اليمينية والقومية، أمّا حزب الشعوب الديمقراطية فيتولى الدعاية الانتخابية لرئيس حزب الشعب الجمهوري. تتصرّف المعارضة كأنها الرابح الوحيد في هذه المعركة الانتخابية، وكأنها ستفوز حتماً وتغيّر وجه تركيا، وما على إردوغان سوى الانسحاب من الساحة. فإعلام المعارضة ومؤيدوها في المدن الكبرى ومثقفوها بدأوا يقدمون أوراق اعتمادهم كوزراء، ولا سيما لوزارة الخزانة، التي يعدّها البعض مركز الفساد، والمكان الذي يمكن الانطلاق منه لمحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم قبل أن يتركوا البلاد.
منبر المعارضة ـ بالإضافة إلى الإعلام الخاص ـ هو وسائل التواصل الاجتماعي جميعها، ولا سيما تويتر، وتستخدمها في بثّ استطلاعات الرأي، التي تُظهرها متفوقة. وهناك مجموعة من الفيديوهات، تحدّث فيها رجل المافيا سادات بيكر، الذي استخدمته الإمارات من أجل التشهير بالحكومة التركية وبعض مسؤوليها في زمن الخلاف بين الطرفين.
الواضح أن خطاب المعارضة يخاطب المدن الكبرى ورجال أعمالها المتضررين من الحكم، بينما يخاطب العدالة والتنمية المدن الصغرى والأرياف والمؤسسات الكبرى المستفيدة منه. لا يَطمئنّ العدالة والتنمية إلى مسار الانتخابات، فلا يمكنه التكهُّن بالنتائج. لذا، لجأ إلى التفاهم الانتخابي مع أحزاب صغيرة، تساهم في سد النقص وتعزيز فرص الفوز، ولا سيما أن حليفه بهشلي ما زال مصمِّماً على دخول الانتخابات مستقلاً، الأمر الذي يمكن أن ينعكس سلباً في الانتخابات البرلمانية. هذا وتُستخدم في هذه الانتخابات كلُّ الوسائل والاتهامات المتبادَلة بين الفريقين، منها الإثنية والمذهبية والسياسية والاجتماعية. ويشارك أصدقاء إردوغان القدامى، الذين خرجوا من حزب العدالة والتنمية، في صبّ الزيت على النار، كأحمد داوود أوغلو. فكل محاولة تطبيع مع سوريا يَعُدّها تراجعاً، وكل عودة إلى سياسة صفر مشاكل، من جانب إردوغان، يَعُدّها خطأً في التقدير السياسي، منذ البداية. أمّا علي باباجان فيقف فعلياً خلف عبد الله غول، الذي يراقب من كثب، ويترقب مسار العملية.

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي