البلدان يبرمان مذكرة تفاهم شاملة
تأكيد إيراني - سوري على إلغاء الدولار في التجارة
أبرمت ايران وسوريا مذكرة تفاهم شاملة للتعاون بمجال الشحن والنقل والسياحة والتجارة والطاقة والمصرفية والثقافة.
ووقعت المذكرة الشاملة في دمشق يوم الخميس بواسطة كل من وزير الطرق وبناء المدن الايراني مهرداد بذرباش، ووزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد سامر الخليل، بصفتهما رئيسا اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.
وأوضح بذرباش أن المذكرة الموقعة تعكس حصول توافقات جيدة بمختلف المجالات وسيتم تشكيل مجموعات عمل مشتركة بهذا الخصوص. وأشار الى أن تعزيز العلاقات التجارية وتذليل العقبات أمام تجار القطاع الخاص من المواضيع التي يؤكد عليها الجانبان.
وحول التعاون بمجال الطاقة في إطار المذكرة، أشار وزير الطرق للتوصل الى توافقات جيدة فيما يخص الاستثمار في قطاع الكهرباء، إذ سيتم تشكيل مجموعات وفرق فنية مشتركة من أجل تطبيقها. وأكد التوصل لإتفاق جيد بمجال السياحة والسياحة الدينية، مرجحاً مشاهدة ارتفاع حجم السياح الايرانيين والسوريين بين البلدين في الشهور القادمة، ما ينعكس على انتعاش السياحة والتنمية الاقتصادية.
توافقات جيدة بقطاع الشحن
كما نوه رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة من الجانب الايراني، الى توافقات جيدة بقطاع الشحن والنقل الجوي، وزيادة الرحلات الجوية الى سوريا وبقية الخدمات الأخرى بهذا الشأن، فضلاً عن التعاون بمجال الملاحة البحرية وسكك الحديد. وبيّن أن تصفير التعرفة التجارية بين ايران وسوريا، من المطالب الدائمة للقطاع الخاص، حيث تم الاتفاق بشكل عام بين الجانبين وتقرر تصفير تعرفة السلع المتبقية لتسهيل العملية التجارية. كما أكد الجانبان على تأسيس مصرف وشركة استثمارية وأخرى للتأمينات بشكل مشترك، وقد تم الاتفاق على ذلك خلال الاجتماع. واستطرد قائلاً: إن التبادل المصرفي المباشر بين ايران وسوريا قد بلغ مراحل جيدة وسيتم متابعة إجراءاته التنفيذية.
إلغاء الدولار
إلى ذلك، أكد وزير الطرق وبناء المدن الايراني مهرداد بذرباش، خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، على إلغاء الدولار في التجارة بين البلدين، وكذلك انضمام سوريا إلى ممر سكك الحديد الإيرانية - العراقية.
وفي هذا اللقاء الذي جرى الأربعاء الماضي، طرح بذرباش موضوع انضمام سوريا لممر سكك الحديد بين إيران والعراق لاستخدامه لنقل المسافرين إلى سوريا.
وكان إنشاء خطوط ملاحية منتظمة بين إيران وسوريا لوجود موانئ في كلا البلدين من أجل زيادة الصادرات والواردات بين طهران ودمشق من الموضوعات الأخرى التي أكدها وزير الطرق والتنمية العمرانية الايراني. وفي جانب آخر من تصريحه، تطرق بذرباش أيضاً إلى مجال النقل الجوي وقضايا مثل تدريب الطيارين ومعدات المطارات السورية ومعدات المساعدة الملاحية، وقال: إن إيران لديها قدرة عالية على تطوير القضايا الفنية في المطارات السورية.
أهمية قطاع الترانزيت
من جانبه، رحب الرئيس السوري بوزير الطرق الايراني، وأكد على أهمية قطاع الترانزيت في مختلف أقسام سكك الحديد والطرق، وأعلن استعداد سوريا لزيادة قدرات البلدين في مجال الترانزيت. وأعرب عن ارتياحه لزيارة الوفد الإيراني الى سوريا وإجراء المحادثات على جميع المستويات، وأشار إلى الدور المهم للموانئ في تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، مؤكداً على تطوير هذه العلاقات.
وكان اعتماد العملة الوطنية للبلدين في التبادل التجاري أحد الموضوعات الأخرى التي أكدها الرئيس السوري.
رفع مستوى التعاون الاقتصادي
وأكد بشار الأسد على ضرورة رفع مستوى التعاون الاقتصادي بما يليق ومستوى العلاقات السياسية بين البلدين.
وناقش الأسد مع بذرباش، في هذا اللقاء، الآفاق الجديدة للتعاون الاقتصادي بين سوريا وإيران، وكيفية الاستفادة من الفرص المتاحة لتطوير العلاقات في مختلف المجالات الاقتصادية، سواء على المستوى الاستثماري أو التبادل التجاري أو في مجال الطاقة.
وأكد الرئيس السوري، أن ترجمة العمق في العلاقة السياسية بين سوريا وإيران إلى حالة مماثلة في العلاقة الاقتصادية هي مسألة ضرورية، ويجب أن تستمر حكومتا البلدين في العمل عليها لتقويتها وزيادة نموها. وأعلن استعداد بلاده لاستقبال الاستثمارات الايرانية في صناعات المنبع النفطية، موضحاً بأنه سيتم إعطاء التعليمات اللازمة لتحديد المناطق التي يجب تسليمها إلى الخبراء الإيرانيين.