الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وعشرون - ٢٧ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وواحد وعشرون - ٢٧ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

في أسوأ أزمة يمرّون بها منذ الحرب العالمية الأولى..

البريطانيون غارقون في جحيم الجوع

كشفت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا أن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37% إلى مستوى قياسي بلغ 3 ملايين طرد في عام حتى مارس/آذار الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت "ذا تراسل تراست" التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة اليوم الأربعاء إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها بزيادة 38% على أساس سنوي.
وشمل ذلك زيادة غير مسبوقة في عدد الأشخاص ممن لديهم عمل لكن لم يعد بإمكانهم تحقيق التوازن بين دخلهم المنخفض وتكاليف المعيشة المرتفعة. ويعاني البريطانيون منذ أكثر من عام بسبب ارتفاع التضخم الذي تجاوز زيادات الأجور بالنسبة لجميع العاملين تقريبا.
تضخم وطرود غذائية
وأظهرت بيانات رسمية نُشرت الأسبوع الماضي انخفاض تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا إلى 10.1% في مارس/آذار الماضي. لكن أسعار الأغذية والمشروبات غير الكحولية ارتفعت 19.1% في مارس/آذار مقارنة بمستواها قبل عام، مسجلة أكبر زيادة من نوعها منذ أغسطس/آب 1977. وبحسب البيانات فقد ارتفعت أسعار سلع البقالة 17.3% في أبريل/نيسان.
وذكرت شبكة "ذا تراسل تراست" أن عدد الطرود الغذائية التي قدمتها في عام حتى مارس/آذار تجاوز مثلي الكمية السنوية التي وزعتها بنوك الطعام قبل 5 أعوام.
روايات صادمة
"أصبحت أتخلى عن وجبة في اليوم لكي أستطيع إطعام أطفالي" كان التصريح الصادم الذي أدلت به ربة أسرة لإحدى القنوات البريطانية وتحول إلى شعار لحملة مساعدة الفقراء ودق ناقوس الخطر حول تردي الوضع المعيشي للأسر البريطانية، حيث بات 14 مليون بريطاني يعانون من الفقر، ويتم احتساب خط الفقر في بريطانيا انطلاقا من أي شخص يقل مدخوله في الأسبوع عن 150 دولارا.
يقول ناشط في المجال الانساني ببريطاينا، أنهم يتعاملون مع وضع غير مسبوق "يمكن أن أقول إن الطلب على السلال الغذائية ارتفع هذه السنة بأكثر من 100%". وأضاف الناشط الإنساني البريطاني أن هناك عدة أسر باتت تفضل الحصول على الوجبات الباردة، لأنها لا تريد تحمل تكاليف تسخينها في المنزل بسبب ارتفاع فاتورة الطاقة.
وكثيرة هي القصص الصادمة حول تدهور الأوضاع المعيشية في بريطانيا، منها مثلا سيدة قالت للإعلام البريطاني إنها تقضي يومها متنقلة بين الحافلات للحصول على الدفء، لأنها لم تعد قادرة على دفع فاتورة الغاز في بيتها.
أما أم ياسين -وهي سيدة عاملة في أحد متاجر المواد الغذائية- فأكدت أنها تعمل حاليا ليس مقابل المال ولكن لكي تحصل على حصة من المواد الغذائية بشكل يومي، لأن راتبها لا يمكنها من شراء أي شيء لأطفالها.
وبحسرة وباختصار اعتبرت أم ياسين نفسها حالة من بين حالات كثيرة بات همها الأكبر هو توفير الغذاء لأفراد أسرتها، فالوضع يزداد سوءا، وقد خفضت الحكومة المساعدات الحكومية بحوالي 25 جنيها إسترلينيا في الأسبوع.
أزمة غير مسبوقة
تتفق أغلب التقارير الاقتصادية على وصف الأزمة التي تعيشها الأسر البريطانية بأنها الأسوأ منذ الحرب العالمية الأولى، وفي تقرير المعهد البريطاني لأبحاث السياسات العامة "آي بي بي آر" (IPPR) أكد أن نسبة الفقر في البلاد بلغت سنة 2021 مستوى غير مسبوق منذ قرن من الزمان. وعلى سبيل المثال، انتقل معدل الفقر من 13% سنة 1996 إلى 17.4% خلال سنة 2020، ومن المتوقع أن يستمر هذا الرقم في الارتفاع خلال السنة الحالية.
وفي تقرير آخر للمؤسسة الوطنية للأبحاث الاقتصادية والاجتماعية "إن آي إي إس آر" (NIESR) كشفت المعطيات أن حوالي 250 ألف أسرة بريطانية مهددة بالفقر المدقع خلال العام المقبل، مما قد يرفع عدد الأسر التي تعيش فقرا حادا إلى أكثر من 1.2 مليون أسرة.
مخاوف أمنية
وحسب صحيفة "تايمز" (The Times) البريطانية، فإن القوات الأمنية تقوم باستقبال تقارير مختلف أجهزة المخابرات حول احتمال حدوث خروقات كبيرة للنظام العام خلال فصل الصيف، كما تم وضع مخطط لمساندة الأجهزة الأمنية عند الحاجة لضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة.
وحسب مصادر الصحيفة، فإن تقارير المخابرات حتى الآن لا تتوقع حدوث أزمة أمنية كبيرة، لكنها تتعامل مع كل الاحتمالات، لكن أكثر ما تخشاه الشرطة البريطانية هو تزايد حالات العنف وشعور الغضب المتزايد في صفوف البريطانيين بسبب ضغط الأزمة الاقتصادية، وهي التي قد تدفع لارتفاع عدد الجرائم.
وكانت قد تزايدت حالة الإمتعاض خلال العقد الأخير من نظام المملكة المتحدة، حيث ترغب فئة الشباب في بريطانيا بوضع حدّ للنظام الملكي المترف.

البحث
الأرشيف التاريخي