البلدان يبحثان سبل زيادة التعاون في مجالات الطاقة والمشتقات النفطية والإتصالات والسياحة
إيران وسوريا.. خطوات عملية نحو آفاق جديدة
إستقبل رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس، أمس الأربعاء، وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بذرباش رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة عن الجانب الإيراني والوفد المرافق له.
وخلال اللقاء، أكد الجانبان أهمية السعي لزيادة التعاون في مجالات الطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية والغاز والاتصالات والسياحة، وضرورة إقامة مشاريع مشتركة ذات جدوى اقتصادية، وفتح آفاق جديدة للعلاقات الثنائية بما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين اللذين يتعرضان لعقوبات اقتصادية لا شرعية وحصار جائر.
كما أكد الجانبان أن البلدين واجها المحن والتحديات المشتركة معاً، وقدم كل منهما الدعم للآخر في كل المراحل، ومن الضروري تعزيز العلاقات الاستراتيجية الراسخة التي تربطهما، وفتح آفاق جديدة أمامها وتعميقها من خلال خطوات عملية تنعكس إيجاباً على البلدين.
وأوضح وزير الطرق وبناء المدن الإيراني أهمية زيادة تبادل المنتجات والسلع، وتفعيل التعاون في مجالات النقل البحري والبري وسكك الحديد وشحن البضائع وتعزيز دور قطاع الأعمال في البلدين، إضافة إلى التعاون في مجالات الصناعات الصغيرة والمعارض والمناطق الحرة والتعاون المصرفي والمالي، مشدداً رغبة الحكومة الإيرانية بتعزيز وتوسيع علاقات التعاون الاقتصادي مع القطاعين العام والخاص.
الإرتقاء بالعلاقات
من جانبه، لفت رئيس مجلس الوزراء السوري إلى تصميم الحكومة السورية على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وعلى كل المستويات ومواصلة تنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات وتذليل كل الصعوبات، موضحاً ضرورة زيادة التواصل واللقاءات المشتركة بين الفنيين لدى الجانبين لتنفيذ تلك المشروعات والاتفاقيات الموقعة، إضافة إلى تعزيز الجانب الاقتصادي والتبادل التجاري والارتقاء به إلى مستوى العلاقات السياسية والتنسيق عالي المستوى القائم بين سورية وإيران.
تطوير التعاون في مجالات النقل
إلى ذلك، بحث وزير النقل السوري زهير خزيم، مع وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بذرباش، آفاق التعاون الثنائي بين سورية وإيران في مجالات النقل البري والبحري والجوي وسكك الحديد.
وناقش الجانبان، خلال اجتماع عقد بمبنى وزارة النقل بدمشق، آلية تأطير الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، والتطلع إلى تطوير الأعمال المتفق عليها ضمن عمل اللجنة السورية - الإيرانية المشتركة، بما فيها الربط السككي الثلاثي لنقل الركاب والبضائع بين سورية والعراق وإيران، عبر سكة حديد شلمجة - البصرة وصولاً للموانئ البحرية السورية وبالعكس، إضافة إلى مناقشة مقترح إنشاء شركات نقل مشتركة وتفعيل خطوط النقل البحري بين موانئ البلدين.
وأشار الجانبان إلى أهمية زيادة الرحلات الجوية والتسهيلات المقدمة للزوار، وضرورة تفعيل خط حركة الترانزيت والشحن كشريان حيوي اقتصادي لتبادل البضائع. وشدد الجانبان على أهمية التنسيق الدائم لمواجهة التحديات والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على البلدين.
إيفاد 50 ألف زائر إلى سوريا
في سياق آخر، أعلن وزير الطرق وبناء المدن عن الإتفاق مع الجانب السوري لإيفاد 50 ألف زائر ايراني الى سوريا سنوياً لزيارة الأضرحة والأماكن المقدسة فيها، وذلك في إطار محادثات البلدين في المجال السياحي.
وقال بذرباش، الذي زار سوريا في زيارة استغرقت يومين، في مقابلة تلفزيونية مباشرة: إن اللجنة الإيرانية - السورية المشتركة هي أكبر وفد اقتصادي يأتي إلى سوريا من إيران. وأوضح إن محادثاتنا في سوريا تركزت على إزالة العقبات التي يعاني منها القطاع الخاص والإنتاجي في سوريا وخلال المفاوضات مع الجانب السوري ناقشنا هذا الموضوع.
تفعيل خط سكة الحديد
وأشار بذرباش إلى ضرورة إعادة تفعيل خط سكة حديد بين كل من إيران والعراق وسوريا، كما إن تفعيل سكة حديد شلمجة - البصرة مدرج أيضاً على جدول الأعمال بمساعدة الجانب العراقي، وقال: تم طرح التبادل المصرفي المباشر بين البلدين لأن شبكة البنوك في البلاد تخضع لعقوبات قاسية وإن التبادل المصرفي المباشر يعتبر فرصة جيدة لرجال الأعمال والناشطين الاقتصاديين، كما تم وضع تأسيس بنك مشترك على جدول الأعمال.
كما أشار بذرباش إلى الاستثمار في الحقول النفطية والمصافي كفرصة للاستثمار في صناعة النفط؛ وفي هذا الصدد أشار إلى إتفاقية إنشاء شركة المدن الصناعية والتي تعد فرصة كبيرة للمنتجين.
الإقتصاد البحري
وفي إشارة إلى النشاط في مجال الاقتصاد البحري، قال: يتم نقل البضائع إلى سوريا بواسطة سفن الحاويات وقررنا دعم هذا القطاع من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية والشحن المنتظم. وأضاف: بشكل عام سوريا سوق مناسبة للبضائع والخدمات الإيرانية واتفقنا على إزالة المشاكل التي تعترض تصدير البضائع الى سوريا، مؤكداً إننا نولي إهتماماً خاصاً لتنفيذ الاتفاقيات مع سوريا.
ملتقى الأعمال الإيراني-السوري
هذا وناقش المشاركون في ملتقى الأعمال الإيراني - السوري الصعوبات التي تواجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين رجال الأعمال في البلدين في ظل الإجراءات الجائرة المفروضة عليهما والمقترحات التي من شأنها تسهيل عمل القطاع الخاص والتشجيع على الاستثمار وإقامة شراكات لزيادة ورفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وقدم رئيس غرفة التجارة السورية - الايرانية فهد درويش، خلال الملتقى الذي أقيم مساء الثلاثاء في فندق شيراتون دمشق، عرضاً موسعاً تضمن مجموعة من المقترحات التي ركزت على ضرورة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الإيرانية - السورية الموقعة بين البلدين وأخذ دورها دون وجود عقبات والعمل على حل مشكلة الحوالات المالية وإقامة شركات إستثمارية في مجالات التعاون التجاري والصناعي والصحي والدوائي والزراعي وتشجيع شركات البناء والعمران الإيرانية للعمل في سورية.
خفض الرسوم الجمركية
وأشار وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، خلال مداخلة، الى أن الملتقى يشكل فرصة مهمة للتعرف من قبل ممثلي قطاع الأعمال على معيقات تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية والاطلاع على البيئة القانونية التي تساعد على تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة مع الرغبة المشتركة لدى الطرفين للارتقاء بالعلاقات في القطاعين الحكومي والخاص.
كما أشار محمد سامر الخليل إلى أن هناك لجنة تدرس تعديلات لتخفيض الرسوم الجمركية، كما يتم دراسة مشروع اتفاق المعاملة بالعملات المحلية والمقايضة والترانزيت، وكل ما من شأنه دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام.