سوق فرحاني الشعبي في أهواز.. تغص فيه الألوان والتصاميم
الوفاق/ خاص
عاشور الكناني
شهدت شوارع وأسواق مدينة الأهواز في الأيام الأخيرة من شهر رمضان إقبالاً كبيراً وحركة شرائية من قبل المواطنين، إستعداداً لاستقبال عيد الفطر السعيد، حيث اختلفت أجواء عيد الفطر هذا العام عن العام الماضي.
ورغم الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة في كافة أرجاء البلاد، إلا أن الأهوازيين يصرون على مواصلة حياتهم الاجتماعية وخاصة الأعياد منها، بأجواء من التفاؤل والسرور.
ماقبل العيد بأيام في اهواز فهوعيد، اجواء تتسم بمظاهر تنبثق منها روائح عيد الفطر السعيد، في كل زاوية ومكان وانت تتجول بين اروقة سوق فرحاني الشعبي ترى حجم الاقبال المتزايد والذي يتفاعل مع بدء العد التنازلي لعيد الفطر السعيد الذي يكن له الاهوازيون الحب والاحترام بعد صيامهم لشهر رمضان الكريم يأتي العيد كبشارة لهم وهم ينتظرونه بفارغ الصبر، زحام شديد تشهده المدينة في الايام الاخيرة من شهر رمضان الكريم وكأن الاسواق تتسابق مع الساعات الاخيرة من رمضان بعرض بضاعته ، فالكل هنا قدم لشراء ملابسه الجديدة مهما كان سعرها باهظا لكن فرحة العيد هي اغلى بالنسبة اليهم وسط بهجة وفرحة تغمرهم لاستقبال عيد الفطر السعيد.
محلات مكتظة بالصغاروالكبار وملابس شعبية تغوص فيها الالوان والتصاميم لدرجة يحتار المتبضع في الاختيار، كل هؤلاء جاؤوا مستبشرين بقدوم العيد وهم مقبلون الى سوق فرحاني الشهير اكبر الاسواق شهرة على مستوى المحافظة للالبسة الشعبية حيث تشتهر محلاته بخياطة الدشاديش الرجالية وبمختلف انواعها وتصاميمها سيما المخصوصة لايام العيد حيث تختلف فيها الالوان والتصاميم التي يقبل عليها الشباب من كافة انحاء المحافظة كما اصبح السوق محطة للعديد من الأشخاص الذين يرغبون في الاستمتاع بتجربة تسوّق فريدة، إذ يُعدّ من أشهر الاسواق التجارية والشعبية وأكثرها رواجاً كونه يتميّز بأنه سوق متنوع كما يتوجّه عدد كبير من الزائرين لمشاهدة وشراء بعض الحرف اليدوية المعروضة في السوق ، حيث تجذبهم بأشكالها الرائعة وبالحرفية التامة التي صُنعت بها، كما عرضت في السوق ايضا الأدوات المنزلية التي يحتاج إليها الاهوازيون في ايام العيد لاستقبال الضيوف وطرق الترحيب بهم.
خياطة الدشاديش الرجالية تسابق الوقت
يقول الخياط محمد عبيات المتواجد محله داخل احد معارض سوق فرحاني الشعبي: اننا بدأنا بخياطة تصاميم الدشاديش قبل شهر رمضان الكريم وذلك نظرا لكثرة الزبائن المحبين للزي الشعبي وارتدائه في يوم العيد لذا عمدنا ان نباشرعملنا قبل رمضان كي نستطيع ان نلبي جميع احتياجات زبائننا طيلة هذه الفترة التي تعتبر ذروة عملنا وكسبنا، لذا لابد من الاستفادة من كل الوقت، كما نلاحظ بعض العوائل التي تأتي بكل افرادها وتنتخب انواع القماش الذي يناسبها لايام العيد فكل واحد منهم ينتخب لونه الخاص به، لذا تحبذ العوائل ان ترتاد سوق فرحاني في كل امسية من شهررمضان الكريم بعد الأفطار مباشرة لانها تجد كل ماترغب به في مكان واحد كما يوفرلها العناء والوقت ، ويضيف محمد: اما فيما يختص بالوقت الذي تستغرقه لخياطة كل دشاشه رجالية لدينا فأن الوقت يرتبط بحسب تصميم وموديل الدشداشه فقد يصل منها الى ساعتين وفي بعض الوقت يصل لأربع ساعات أوحتى ايام.
ويقول محمد: لقد نافست منتجات سوق فرحاني منتجات دول الجوار من الازياء العربية حيث كان جميع اصحاب المحلات سابقا يستوردون كل بضاعتهم من دول الجوار لكن الآن وبفضل مهارة الخياطين الاهوازيين واستعداداتهم تمكنوا من الاعتماد على انفسهم الى درجة وصلوا للاكتفاء الذاتي في الخياطة والتسويق كما انهم تفننوا في التصاميم وبدأوا في تسويق منتجاتهم لاسواق المدن المجاورة التي تشتهر ببيع الازياء الشعبية، واستغنوا عن استيراد الدشاديش الجاهزة من الدول المجاورة كما اصبحت فرصة كبيرة لامتهان بعض الشباب الخياطة وتصميم الالبسة الشعبية الأخرى كذلك .
اهم طقوس عيد الفطر في أهواز
ظاهر عيد الفطر المبارك ظاهرة لاتتكرر دائما فهي تأتي مرة واحدة في العام لذا ترى فيها الكبار والصغار يحرصون على الاهتمام به ، فهو فرحة تتوهج بالسعادة والبهجة بعد ان تتعقب شهر رمضان الكريم، فالعيد يبعث الفرحة في نفوس الصغار والكبار، ويجمع شمل الأهل والأحباب، ويزيد من صلة الرحم التي اوصى بها الدين الاسلامي الحنيف ، ومن اهم العادات والتقاليد الاخرى ايضا في يوم العيد عند الاهوازيين ترى ان جميع العوائل تخرج بصورة جماعية واخرى انفرادية لمعايدة العوائل والاقارب والاصدقاء كما يتصالح فيه اغلبية الذين كانت بينهم مشاكل وقضايا اجتماعية عالقة طيلة العام لذا تجد من هذا اليوم فرصة كبيرة للوئام ولم الشمل والتصالح وطوي الخلافات القديمة واستبدالها بصفحة جديدة بغية ادخال الفرحة بين جميع اواسط المجتمع والفرحة سوية بعيد الفطر السعيد.
صلاة العيد
يدأب اهالي أهواز على اقامة صلاة عيد الفطر في الساحات العامة والمساجد حيث ترى تلك الحشود تأتي منذ بداية الساعات الاولى من صباح العيد وتجتمع في تلك الساحات وهي تنتظر تكبيرات الصلاة لتنطلق من بعدها للمعايدة وتستمر المعايدات بيهنم الى اربعة اوحتى خمسة ايام يقضون فيها اسعد اوقاتهم واكثرها فرحا من بعد شهر رمضان الكريم.
وللأعياد عادات وتقاليد في اهواز ومدنها، تقاليد متوارثة جيل بعد جيل، الكثير منها ما زال موجودا مثل مجالس كبار العائلات لتلقي التهاني، وكذلك أداء صلاة العيد في الساحات، وشراء حلويات العيد وما يتبعها من مساعدة الفقراء والايتام وزكاة الفطرة التي اوصى بها الدين الاسلامي الحنيف وهي مايسبق توجه الاهوازيين
قبل العيد.