الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وعشرون - ٢٦ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وعشرون - ٢٦ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۱۰

نسر فلسطين، بطل معركة القسطل حارب حتى رمقه الأخير

تتمة المنشور في الصفحة 8

معركة القسطل واستشهاد نسر فلسطين "عبد القادر الحسيني"
لم يستسلم عبد القادر، بل عاد الى فلسطين وقال للجنة العسكرية العليا بأن القدس سوف تسقط وإذا سقطت القسطل ستسقط القدس وهذه خيانة، لكنهم رفضوا ان يستمعوا له، ووعد نفسه بإستعادة القسطل والقدس ولو كلّفه ذلك حياته، وارسل كتاباً للجامعة العربية  مخاطباً "بأنكم خذلتم جنودي ورجالي وهذه خيانة كبرى".  وبالفعل عاد عبد القادر الحسيني الى القسطل من أجل استعادتها من الصهاينة، وجمّع قواته بدون ذخيرة كافية وهاجموا القسطل، واستطاع ان يستولي على وسط القسطل، ثم تمت محاصرته من قبل الصهاينة، وعندما سمع الناس بمحاصرته ونفاذ الذخيرة، هبّ الفلسطينيون لنصرته، منهم من حمل العصي ومنهم من ذهب فارغاً والكلّ يريد مقاومة الصهاينة. وما حصل، أنه عندما شاهد الصهاينة هجوم الناس تراجعوا وتركوا البلدة واستطاع الفلسطينيين مجدداً أن يستعيدوا بلدة القسطل من الصهاينة وحرروها بعد معركة شرسة استخدم فيها الصهاينة كل أنواع الأسلحة وقاوم فيها البطل عبد القادر الحسيني أشرس مقاومة، لكن نتيجة هذا التحرير أن وُجد عبد القادر الحسيني على باب المسجد على ركبة ونصف مصاباً في بطنه وحاملاً بيده رشاشاً وأمامه تسعة جنود صهاينة مقتولين، واستشهد في القسطل وتم نقله الى المسجد الأقصى ودفنوه في المسجد الأقصى وعرف ببطل معركة القسطل. وهذا القليل القليل من حياة عبد القادر الحسيني، المناضل الذي سموه نسر فلسطين، كيف لا وهو الذي عُرف بشجاعته وقوته وهيبته كما النسر عندما يطير في العالي ويرى فريسته وينقض عليها ولا يتركها.
الحكام العرب صنع بريطانيا وهم عملاء للغرب والصهاينة
يكمل غازي الحسيني حديثه عن الشهيد عبد القادر يقول: "حاول عبد القادر ادخال السلاح الى فلسطين لكن الأنظمة العربية وقفت في وجهه، أنا قلت وأقول بأن التاريخ يعيد نفسه، نحن حُرمنا من الأسلحة وحُرمنا من إدخال السلاح الى فلسطين، وعندما كان يتم تهريب السلاح الى فلسطين كان يتم وضع المهربين للسلاح في السجون ويعاقبون، وهنا لا أريد أن أقول أن عبد القادر الحسيني لم يجد دعماً من العرب، الدعم كان من الشعوب، من الشعب المصري والشعب الأردني والشعب السوري والشعب اللبناني، لكن كان أسفه على الأنظمة والحكام العرب الذين وضعتهم بريطانيا والعدو في سدرة الحكم في العالم العربي، هؤلاء ليسوا عربا، هؤلاء جاءوا الى العرب وهم عملاء للغرب وللصهاينة."
مدينة القسطل ملتقى ما بين القدس ويافا
كان عبد القادر يمثل المقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال البريطاني وضد وعد بلفور الذي وعد اليهود بفلسطين، عبد القادر الحسيني لم يكن شخصاً واحداً بل كان أمة. وكان يدرك أهمية مدينة القسطل، إذ أنها ملتقى ما بين طريق القدس يافا، هذا الموقع يسمى القسطل القلعة، وكان يوجد فيها مانعاً لدخول أي إمدادات للصهاينة لليهود في القدس، لذلك اسرع الصهاينة الى احتلال القسطل من اجل تمرير الدعم وليكون مفتاح دخول الصهاينة الى القدس وإنقاذ اليهود في القدس من نضال الفلسطينيين، لأنه كما كان واضحاً ومخططاً له أن يسيطر اليهود على القدس وهم اساساً محكومين من بريطانيا لهذا تم منع السلاح عن عبد القادر ورفاقه في النضال، لكن ما حصل أنه وبعد استرجاع القسطل تم إغلاق الطريق على اليهود.
الجيش العربي سلّم فلسطين الى الصهاينة وجرّد الفلسطينيين من السلاح
لم تستسلم يوماً المقاومة في فلسطين رغم كل التحديات التي أحاطتها ورغم خيانة الزعماء العرب لعبد القادر الحسيني وللمقاومة في ذلك الوقت ورغم منع السلاح عنهم رغم وجود الرجال والأبطال، يضيف غازي الحسيني: "المقاومة كانت فعلاً مسيطرة على الوضع في فلسطين بشكل كبير جداً، ولكن البريطانيين اصروا على دخول الجيش العربي وتمكين دخول اسلحتهم من أجل أن تسلّم اليهود الأراضي ومصادرتها. وكان الفلسطينيون في البداية وتحت راية الجهاد المقدس مسيطرين على معظم فلسطين، لكن عندما دخل الجيش العربي الى فلسطين تم تجريد السلاح من الجهاد المقدس بحجة أنهم لا يريدون الفوضى، ويريدون ان يكونوا منظمين، وهذه كانت خطتهم من أجل تسليم فلسطين للصهاينة، وهكذا عملوا على تضييع فلسطين، لكن فلسطين لم تضيع من ايدينا، ضاعت من ايدي الجيش العربي الذي باع فلسطين وقضيتها، وحلمنا اليوم كما حلم عبد القادر الحسيني هو العودة الى أراضينا وبلادنا وحلم كل فلسطيني رغم مرور كل هذه السنوات العودة الى فلسطين وتحريرها من ايدي الصهاينة وان شاء الله هذا الحلم سيتحقق ونحن نؤمن بالله تعالى وقضاءه وقدره وهذا ما وعدنا الله به في سورة الإسراء بإننا سننتصر وسنهزم الصهاينة وتعود لنا فلسطين والى اهلها.
لا توجد رغبة ولا إرادة عند حكّام العرب لتحرير فلسطين
في القضية الفلسطينية التاريخ يعيد نفسه، في السابق حكام العرب خذلونا وخذلوا شعوبهم وساعد ذلك على عدم استرجاعنا لفلسطين، ويستذكر غازي الحسيني كلام  الحاج امين الحسيني: " نحن لا نريد جيوشا عربية، نريد سلاحا والأموال، عندنا الرجال ومن عندنا المقاتلون"، لكن دخول الجيوش العربية للأسف كانت بتخطيط معين، وتم تسهيل الأمور للصهيونية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية، واستطاعوا فعلاً من خلال الخيانات التي مرّت في ذلك الوقت من تعزيز قدرة الصهاينة بالسيطرة على فلسطين، هم لم يسيطروا علينا كشعب، لكنهم سيطروا على اراضينا وأصابتنا الخيانة منهم، وما يحصل اليوم هو صورة عن الماضي. لا يوجد رغبة ولا إرادة عند حكّام العرب لتحرير فلسطين، وأقولها عبر جريدتكم بأن الجميع ينتظر إنتهاء هذه القضية حتى يأخذوا حريتهم، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه قضية فلسطين قضية العرب والمسلمين وليس فقط قضية الشعب الفلسطيني، الغرب وضع هذه البؤرة السرطانية في خاصرة العرب، ورغم كل هذا لم نفقد الأمل، أملنا ليس في الأنظمة العربية، نحن أملنا بالله وبالشعب العربي.
عبد القادر الحسيني كما المجاهدين اليوم يحلمون بحرية ومستقبل العرب
إذن، أمام هذه التضحيات للمناضل عبد القادر الحسيني، يضيف إبنه غازي: "لم يكن عبد القادر الحسيني مناضلاً فلسطينياً فقط، بل كان مناضلاً عربياً في العالم العربي كله، وكان يمثل ضمير العرب وكان القائد العربي وليس الفلسطيني، حارب في العراق واشترك في العمل الوطني في مصر وكان له دور في الدول العربية، وهو اليوم صورة نضالية لكل المناضلين العرب الذين ناضلوا وقاتلوا من أجل فلسطين سواء من مصر أو من سوريا أو من لبنان والعراق والسعودية واليمن وكل هؤلاء هم كما عبد القادر الحسيني مقاتلون عرب يحلمون بحرية ومستقبل العرب.
معرفتي بـ "عبد القادر الحسيني" كانت في عمر الثلاث سنوات
يعود غازي الحسيني بذكرياته الى الماضي وكيف تعرف على والده قائلاً: " تعرفت على عبد القادر الحسيني في عمر الثلاث سنوات، ولم أكن اعرفه قبل ذلك، وتفاجأت بوجوده امامي عند وصلولنا الى جدة، وكان على متن قارب وقالت أمي يومها لي: هذا والدك، وعندما جاء الى الباخرة سألته: انت عبد القادر الحسيني؟ قال نعم؟ قلت أنت والدي؟ قال نعم أنا والدك؟ قلت له: أنت الذي خلصتك أمي من السجن؟ قال نعم...رميت نفسي عليه وكانت هذه بداية معرفتي بوالدي، كان الأب الحاضن لأولاده، يخاف علينا، حاول ان يعلمنا القراءة والكتابة منذ الصغر، ولا زالت ذاكرتي تحفظ كل ذكرى معه. علمنا عبد القادر حب الوطن وحب فلسطين وزرع فينا معنى الولاء للوطن والأرض. ويضيف: "عندما إنتقلنا الى مصر وبدأ عبد القادر تدريب المناضلين والمتطوعين على صناعة المتفجرات والقنابل، كنت الحقه بالسرّ الى مكان التصنيع، وكنت اختبئ تحت الطاولة وأراقب كل ما يقومون به. لم يكن عبد القادر أباً عادياً، بل كان مشجعاً لنا في كل تفاصيل حياتنا، لا سيما النضال من أجل تحرير فلسطين والمقاومة من أجلها.
حلم عبد القادر الحسيني حلم كل الأجيال ونحن "حرّاس القدس"
وفي قضية فلسطين والعرب يقول غازي الحسيني: "لا شك بأن القضية الفلسطينية ورثناها أباً عن جد، لسنا فقط لوحدنا، بل كل الفلسطينيين ورثوا قضية فلسطين اباً عن جد، وبقي كل الفلسطينيين يجاهدون تحت راية القضية الفلسطينية لأنها قضية حياة او موت للشعب الفلسطيني بل لكل الشعوب العربية التي أدركت وتدرك اهمية هذه القضية، نحن عائلة مقدسية مجاهدة، حملنا ولا زلنا قضية فلسطين في اعناقنا، ما يمكن أن نقوله بأننا نحن حراس القدس، لهذا أضيف بأن حلم عبد القادر الحسيني هو حلم الأجيال كلها وحلم الشعب كله وهذا لا يتبخر، انما هو ثابت ولا يتغير وهو جزء من حياتنا ولم ولن يؤثر علينا التطبيع، ونعمل بإستمرار على تحقيق هذا الحلم، كيف سيكون ذلك لا اعرف، لكن سيكون إن شاء الله.
من مصر إلى ألمانيا النضال واحد والهدف واحد.. فلسطين
والى بدايات حياته النضالية يذهب غازي الحسيني قائلاً: "بدأت حياتي النضالية منذ ان كنت صغيراً عندما كنت أُكلّف بإغلاق الشوارع ليلاً لتمرير السلاح وإدخالها الى بيتنا، هذا كان جزء من نضالنا الذي تربينا عليه، اما في مصر لم أدع فرصة للمشاركة بأي تدريب أو عمل عسكري منذ مرحلة دراستي الإبتدائية الى ايام الثانوية العامة. عام 56 تدربت ضمن المقاومة الشعبية وتطوعت فيها على اساس أن عمري 18 سنة، وعندما اكتشفوا أن عمري 15 سنة تم ابعادي من التدريب والتطوع، لكني تابعت التدريب العسكري مع مجموعة أسستها في ذلك الوقت مع مجموعة من الشباب الفلسطينيين، ثم ذهبت الى ألمانيا واكملت عملي النضالي ونشاطي مع الشباب الفلسطينيين، وأسست اتحاد الطلبة الفلسطينيين وكان النضال مشترك مع الإتحاد من أجل فلسطين، وقمنا بتعريف الشعوب على معنى القضية الفلسطينية وكنا نرد على الدعايات الصهيونية بدعايات تناصر القضية الفلسطينية. وأجري معنا في تلك المرحلة لقاءات تلفزيونية مع القنوات الألمانية مختلفة حول فلسطين، وكان لهذه اللقاءات تأثيرها على الرأي العام والشعب في ألمانيا، نتيجة هذه المقابلات والتي كان أكثرها تأثيراً ،مقابلة مدة نصف ساعة، بعدها عملت وسائل الإعلام العبرية الى تخصيص مساحة يومية للدعاية الصهيونية لمدة اربع ايام وفي كل يوم اربع ساعات للحديث عن حق الصهاينة المزعوم بفلسطين، وهذا يدل على أهمية التأثير الذي تركناه على الرأي العام الألماني، وبعدها انضممت عام 67 الى القوات العاصفة وإنتقلت الى الأراضي المحتلة.
الدخول الى فلسطين والإبعاد القسري عنها
وفي موضوع عودته الى فلسطين يأخذنا غازي الحسيني في ذكرياته الى العام 1969 عندما أُعيد الى الأراضي المحتلة يقول:" بعد إنتهاء حرب الـ 67،  تسللت مع مجموعة من الشباب الذين تشاركنا الحياة معاً في ألمانيا، بعد أن تدربنا في الجزائر توجهنا الى دمشق لنكمل تدريبنا هناك، بعدها تم ارسالنا في دروية لبناء قواعد في فلسطين المحتلة وتحديداً في الضفة الغربية، كان من المفترض أن اذهب الى الخليل وذهبنا بالفعل الى الخليل ونزلنا في قرية هناك، ولأننا لم نستطع ان نحمل معنا السلاح خبّأناه في الأغوار ثم ارسلنا بعض الرجال ليحضروا لنا السلاح، وأثناء عودتهم، ولأن الطرقات في ذلك الوقت كانت محفوفة بالكثير من العصابات والمخاطر والمخبرين تم القاء القبض عليهم مع السلاح، وقامت تلك العصابات بإستجوابهم واعترفت المجموعة بالمعلومات، بل أن أحدهم إعترف بكل المعلومات وابلغ عني وعن مكان تواجدي، ثم جاءت الدورية وألقت القبض عليّ واقتادتني للتحقيق، لكني لم اعترف بأنني أنا غازي عبد القادر الحسيني وانكرت وأصريت على أن اسمي ابو عياش، استمر التحقيق معي لفترة، وبعد ان يئسوا من التحقيق معي ارسلوني الى سجن الرملة، ثم استدعوني مرة ثانية الى التحقيق وفهمت من خلال كلامي مع أحد الممرضين اثناء التحقيق، كان عراقي الجنسية، أخبرني بأن أخي فيصل قد تم اعتقاله، كما أكّد لي بأنهم يعلمون جيداً انني غازي عبد القادر، ثم نصحني بإبعاد أخي فيصل عن هذا الطريق والإعتراف بهويتي. في بداية الأمر لم أصدّقه، حتى جاء ضابط المخابرات وقال لي بأن اخيك فيصل معتقل وتأكدت حينها ان فيصل قد تم اعتقاله.  حاولوا استجوابي مرات عديدة، لكني بقيت على كلامي بأني لا أعرف لأن كل شيء قد تغير، من معسكرات التدريب في الجزائر الى معكسرات التدريب في دمشق، حتى أن كل الناس الذين كانوا معي قد اعتقلوا واستشهدوا. بعد ذلك تم ارسالي مجدداً الى سجن الرملة، وبسبب عدم وجود تهمة او حكم عليي غير التسلل تم ابعادي وطلعت ورجعت للعمل مع منظمة فتح، وهذا كان سبب إبعادي من فلسطين.
محاولة التجنيد والمنع من العودة الى القدس
وحول محاولة تجنيده من قبل الموساد الإسرائيلي، يقول غازي الحسيني: "لما صارت أوسلو وقرروا ارجاع القوات الى الداخل الفلسطيني، دخل عدد كبير من المقاتلين الى فلسطين، يومها جاء إلينا نحن بعض المسؤولين ووضعوا علينا العديد من الشروط، الشرط الأول أن اقابل الموساد، والشرط الثاني أن اطيل بالعودة الى القدس، الشرط الأول رفضته وقلت لهم انني لا اقابل اياً من الموساد إلاّ عندما ارجع الى فلسطين وبحضور أبو عمار، وكنت أدرك حينها أنها محاولة تجنيد لي، أما الشرط الثاني وهو التنازل عن القدس فكان غير ممكن القبول به وأخبرتهم أني لن اتنازل عن القدس وحق العودة حق لا زلت أحمله من يوم فتحت عيوني على الحياة وعلى فلسطين، فهذه هي الأسباب التي منعتني أن ادخل القدس.
في فلسطين لن يتوقف النضال من أجلها
ويتابع غازي الحسيني حديثه عن فلسطين والقضية، قائلاً: "لن يتوقف النبض والنضال دفاعاً عن فلسطين، طالما في فلسطين طفل صغير يولد، طالما يوجد نبض في قلب كل رضيع يرضع، وطالما فيها كبير في السن يركع لله، وقلبه ينبض ويعمل، عندما ينتهي النفس لأي فلسطيني عندها يتوقف النبض الفلسطيني، في فلسطين لن يتوقف النبض لأجل فلسطين لكل فلسطين. وما قام ويقوم به الصهاينة من تدمير وقتل لا يدلّ سوى على فشلهم وإنهزامهم، لأنهم فشلوا في إنهاء المقاومة الفلسطينية، كانوا يعتقدون انه في بعض الأحكام والإعتقالات سيقضون على المقاومة في فلسطين ويسيطرون على الشعب الفلسطيني لكنهم فشلوا. جيل وراء جيل نحن ندافع عن فلسطين، ولا نهاب الموت ولا السجن ولا التعذيب، ونحن مؤمنون بقضيتنا وبقضية وطننا ونقدم أرواحنا في سبيل الوطن، في كل فلسطين نرى ان كل طفل وشاب وإمراة ورجل وشيخ يفدون فلسطين بأرواحهم رغم محاولاتهم تكسير معنواياتنا لكنهم لن ينجحوا في ذلك.
لا اعتقد أن التدمير والقتل والبطش بالشعب الفلسطيني يفقد الأمل، بالعكس هذا يزيدنا عزيمة ويزيدنا قوة بأننا على حق وعدونا على باطل ويبقى الأمل بالله في قضية فلسطين هو أمل كل فلسطيني.
المطلوب أن يقف معنا العرب لا أن يخذلوننا مرة أخرى
الحديث عن المقاومة يطول، ليس لأن المقاومة واجب الحديث عنها، بل لأن هذه المقاومة هي شرف الأمة وتضحياتها، يقول غازي الحسيني:"المقاومة اليوم تحتاج الى التأييد الشعبي والشعب العربي لن يتردد في مناصرة القضية الفلسطينية، ما تحتاجه المقاومة في فلسطين اليوم الدعم المالي والسلاح والتأييد للقضية في كل العالم، المقاومة الفلسطينية لا تحتاج اكثر من هذا، ونرى ويرى كل العالم ما تحققه من إنتصارت، وأقول بأنه رغم هذا العدد من الشهداء الفلسطينيين إلاّ أن المقاومة لم تتراجع، فعندما يستشهد فلسطيني من أجل فلسطين يولد في مكانه ألف فلسطيني، وهذا ما نشاهده اليوم لدى هذه الأجيال الصاعدة التي لم تكن شاهدة على الإنتفاضة الأولى ولا الثانية، هذه الأجيال هي التي ستحقق الحلم الفلسطيني وتحقيق حلم المقاومة الفلسطينية، لكن المطلوب ان يقف معنا العرب دون أن يخذلوننا مرة ثانية".
للأمهات دور في استمرار الدفاع عن قضية فلسطين
وعن الشهداء وأمهاتهم يرى غازي الحسيني بأن الشهداء هم المقاومة، ولا يوجد شهيد يستشهد إلا لأنه يقاتل العدو الإسرائيلي، عائلات هؤلاء الشهداء الذين ساندوهم وامهات الشهداء اللاتي تخرجن وتزغردن.. أن ابنها استشهد وتحمل النعش على كتفها وان ابنها استشهد دفاعاً عن فلسطين، هذا هو دور هؤلاء الأمهات وهذه الأجيال التي تشجع على استمرارية الدفاع عن قضية فلسطين، الأم الفلسطينية لا تشبه أي أم في مكان آخر، الأم في فلسطين تشجع زوجها وابنها للذهاب للنضال والمقاومة واذا استشهد ولدها ترسل الثاني واذا استشهد ترسل الثالث والرابع...هذه ثقافة التضحية من أجل القضية، وعوائل الشهداء عندنا من اهم روافد الثورة الفلسطينية.
القدس عقيدة وإيمان ونضال من أجل فلسطين..
كثير هو الكلام عن فلسطين والقدس والوطن والقضية، وفي ذاكرة غازي الحسيني خزّان من المواقف والشهادات على المقاومة، ويضيف في لقاءنا معه: "صحيح أنني لم اعش كثيراً في القدس وكنت اذهب اليها زيارات، لشهر أو شهرين أو أكثر، لكن القدس ليست فقط وطن لي، القدس هي وجودي وقلبي وكياني، القدس أكبر من وطن واكبر من مدينة وأكبر من بلد، القدس هي عقيدة وهي ايمان وانا مؤمن بعقيدتي ان "القدس هي الإيمان".
وحول ما إذا كان النضال الفلسطيني يختلف بين النضال على الأرض وخارجها، يقول غازي الحسيني: "النضال داخل فلسطين أو خارجها هو واحد، لكن قطعاً نحن الذين نعيش خارج فلسطين حياتنا اسهل من الذين يعيشون داخلها في المخاطر والتهديد بالقتل والإعتقال، رغم تعرضنا للإغتيالات إلاّ أن  كل هذا أسهل من الذين يعيشون داخل الأراضي المحتلة.
ضمائر الشعوب لن تموت لكن ضمائر الحكام ماتت
وفي ختام اللقاء، قال غازي الحسيني لوالده عبد القادر الحسيني: " لقد استشهدت على طريق الحرية ونحن وراءك، وانشالله سنكون في مستوى ما قدمته من تضحيات، فنحن كلنا ابناء الشعب الفلسطيني معك وخلفك وان شاء الله ننال الشهادة او النصر بإذن الله".
اعتقد أن ارادة الشعب العربي والإسلامي في تقديم المعونة للمقاومة الفلسطينية هي جادة وفي مستواها المطلوب، لكن العقيدة ليست في الشعب لكن في الذين يحكمون الشعوب ويمنعون الشعوب في دعم المقاومة الفلسطينية.
عبد القادر الحسيني ترك خلفه الكثير، ترك خلفه ارث من النضال والجهاد والتضحية والبطولة، والشعب الفلسطيني اليوم يمشي على خطى عبد القادر الحسيني، ورغم استشهاده إلاّ أنه حاضر في عيوننا وفي قلوبنا ومقاومتنا". وهذه واحدة من سيرة حياة رجال دخلوا التاريخ دون خروج منه، فكانت فلسطين هي العنوان، وكتبوا هذا العنوان في صفحات التاريخ المناضل، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، هم المؤمنون بأن المقاومة حق والحق لا يضيع.

 

البحث
الأرشيف التاريخي