علماء: الصعوبات اللغوية لدى المصابين بالتوحد تتطور
يتميز الأطفال المصابون بالتوحد بمستوى عال من التعرج في الفص الصدغي والجبهي من القشرة الدماغية، والتي يرتبط ارتباطا مباشرا بها النشاط الكلامي. وقد استوضح علماء الفسيولوجيا العصبية الروس والأمريكيون أن اضطرابات لغوية وصعوبات متعلقة بإجادة اللغة غالبا ما تحدث عند الأطفال المصابين بالتوحد في حال تميّزهم بحجم منخفض نسبيا من المادة الرمادية في الدماغ وزيادة تعرقهم في الفص الصدغي والجبهي من القشرة.
وجاء في بيان نشرته الخدمة الصحفية أن حجم المادة الرمادية كان أقل بشكل ملحوظ لدى الأطفال المصابين بالتوحد، كما ازدادت لديهم نسبة التعرج في القشرة الدماغية. وأظهر التحليل أن المهارات اللغوية تعتمد على سمك المادة الرمادية وشدة التعرج في مناطق القشرة الدماغية التي تشارك في النشاط الكلامي. وتشمل هذه المناطق أقساما من الفص الصدغي والجبهي من القشرة الدماغية.
وحسب منظمة الصحة العالمية، توجد اضطرابات في طيف التوحد (ASD) لدى واحد من كل مائة طفل على سطح كوكبنا، ومع ذلك فإن عدد المرضى يزداد كل عام بنسبة 13٪. ويربط العلماء تطورها بالعوامل الوراثية والخصائص المختلفة للنباتات الدقيقة التي تحيط بالطفل، وعملية التربية والظروف البيئية الأخرى التي ينمو فيها
الطفل.
وقد اهتم فريق من علماء الفسيولوجيا العصبية الروس والأجانب بقيادة وارتان أروتيونيان، الباحث في معهد دراسة الأطفال في سياتل الأمريكية، فيما إذا كانت هناك سمات مميّزة لبنية دماغ الأطفال المصابين بالتوحد الذين يعانون من صعوبات مختلفة في
تعلم اللغة.
وتضمنت التجربة 36 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و14 عاما، بينهم 18 طفلا يعانون من اضطرابات طيف التوحد ونفس العدد من الأطفال الذين يجري نموهم طبيعيا. وتم فحص أدمغة المشاركين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الهيكلي، وكذلك تم تقييم المهارات اللغوية للأطفال بمساعدة الاختبار السلوكي.
واكتشف الباحثون أن حجم المادة البيضاء في مناطق مختلفة من الدماغ عند الأطفال كان متشابها، بينما كان حجم المادة الرمادية عند الأطفال المصابين بالتوحد أقل قليلا.
وفي الوقت نفسه، وجد الباحثون أن مستوى التعرج في قشرة الأطفال المصابين بالتوحد كان أعلى بشكل عام مما هو معتاد لدى أقرانهم من المجموعة
الاختبارية.