الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وستة عشر - ١٩ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وستة عشر - ١٩ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

إبن الشاه المقبور في الكيان المؤقت

عندما تسقط الأقنعة!

زار رضا بهلوي ابن شاه إيران السابق المقبور محمد رضا بهلوي، الذي قاد نظاماً ديكتاتورياً ملكياً خلال النصف الثاني من القرن الفائت، فلسطين المحتلة، لإبلاغ ما زعم أنه "رسالة صداقة من الشعب الإيراني" إلى الكيان المؤقت، وتقديم التحية لقتلى الهولوكوست المزعوم في "يوم هاشوا"، الذي يصادف إحياؤه اليومين المنصرمين (الإثنين والثلاثاء).
ولدى وصوله الى الأراضي المحتلة استقبلت وزيرة الاستخبارات الصهيونية، غيلا غامليل، الاثنين، "الطائش" و"الغارق في أحلام اليقظة" بمطار ديفيد بن غوريون في تل أبيب. وقالت في تغريدة على حسابها بتويتر أرفقتها بصورة الاستقبال زاعمة بالقول: "ولي العهد الإيراني رضا (كوريش) بهلوي أهلا بكم في إسرائيل. معا - سنجدد الروابط بين الشعبين، من أجل الأجيال القادمة".
من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن بهلوي "المنزوي" في حضن صانعيه الأمريكان، خلال زيارته لـ"ياد فاشيم" قوله: "من واجبي أن أكون هنا، وأمثل شعبي، وأعبر عن احترامي للناجين من الهولوكوست". والتقى بهلوي أيضاً، مساء الاثنين، برئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في القدس.
كما إلتقى بهلوي كبار المسؤولين الصهاينة وهو ما يظهر حجم الترحيب له والإستفزازي للشعب الايراني، وزار بهلوي، الثلاثاء، حائط البراق وهو الحائط الغربي للمسجد الأقصى الذي يسميه اليهود "حائط المبكى"، في إستفزاز آخر أيضاً للشعب الفلسطيني المسلم وللإيرانيين وعموم المسلمين، لا سيما ان ذلك يأتي في ظل تواصل إنتهاكات الكيان الصهيوني على المصلين في المسجد الأقصى والتي أججت الأوضاع مؤخراً في الأراضي المحتلة. وقال من أمام حائط البراق بكل صلافة ودون مراعاة مشاعر الفلسطينيين الذين يتعرضون للإنتهاكات حتى اليوم: بإجلال عميق أزور الحائط الغربي لذلك المعبد، وأدعو الله أن يأتي اليوم الذي يمكن فيه للشعبين الطيبين في إيران و"إسرائيل" تجديد صداقتنا التاريخية.
مفارقة مثيرة للسخرية
المُثير للسخرية والعجب بذات الوقت هو أن رضا بهلوي أسير لعقدة التاريخ، بحيث يعتبر نفسه شاهاً وممثلاً لتطلعات الشعب الإيراني، الذي كان قبل انتصار الثورة الإسلامية المباركة وبعدها، الشعب الذي يرفض رفضاً قاطعاً التعامل مع الكيان المؤقت بأي شكل كان. لكن ستكون خطوة بهلوي هذه، تأكيداً جديداً على ما قاله دائماً قادة الثورة الإسلامية من أن مشكلة الكيان الصهيوني وأمريكا الأساسية مع إيران، هو موقفها الثابت من القضية الفلسطينية ودعمها لحركات المقاومة.
من المؤكد ان زيارة "المفتون بنفسه" والغارق في أوهامه (بهلوي) الى الكيان المؤقت وأداء الواجب لمن يرعاه ويمول تحركاته هو والعدد الضئيل من الاتباع الذين يطوفون في فلكه هو خير دليل على العمالة والإنصياع الى أوامر اللوبي الصهيوني، فالمتابع لشؤون المنطقة لا سيما الوضع في ايران يلفت إنتباهه بشكل كبير المسيرات المليونية الواسعة التي خرجت مؤخراً في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بمناسبة يوم القدس العالمي الذي أطلقه مفجّر الثورة الاسلامية المباركة الإمام الخميني (رض)، وهو خير دليل على أن الشعب الإيراني كان وما زال أكبر داعم للشعب الفلسطيني في كفاحه ضد المحتل الصهيوني، وما زال المناصر الأكبر للقضية الفلسطينية قضية المسلمين الأولى في العالم.
خطوة إستفزازية
 لهذا خطوة بهلوي الحالم نجل الدكتاتور المقبور تأتي خلافاً لرغبة الشعب الايراني ومعتقداته الراسخة، فلو كانت لديه القليل من النباهة لكان قد أنصت لصوت ملايين المسلمين من الايرانيين في يوم القدس العالمي وامتنع عن زيارة الأراضي المحتلة، في حين أن خطوته الطائشة هذه ستزيد من كراهية الشعب الايراني له ولعائلته التي طغت وبطشت بهم لعدة عقود.
فكل متابع للتطورات الدولية يدرك بأن محاولة تسليط الأضواء من قبل الصهاينة على نجل الشاه المقبور لن تجلب سوى العار والسخرية، وهي لا تتعدى كونها كمن يريد "إحياء جسد ميّت سلفاً"، في حين أن الشعب الإيراني ما زال رغم كافة الضغوط الترهيبية التي يتعرّض لها متمسّكا بثورته المباركة التي حوّلت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى واحدة من مصافي الدول في التطور في كافة مجالاته.
شعبية بين أفراد عائلته فقط
خير دليل على ما تطرّقنا له سالفاً وأكبر مؤشّر على أن بهلوي لا شعبية له سوى بين أفراد عائلته الملكية المزعومة أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية الصهيونية، قد شككت أيضاً فيما إذا كان بهلوي يستطيع حشد الدعم لعودته إلى السلطة، كما اعترفت بأن والده قد حكم إيران ببذخ وقمع، واستفاد من انقلاب دعمته وكالة المخابرات المركزية عام 1953.
فالشعب الإيراني لا يقبل لا من قريب ولا من بعيد عائلة بهلوي التي كانت أكبر الداعمين لكيان الاحتلال الصهيوني، خصوصاً أنها في العام 1950، كانت سباقة في الإعتراف بكيان الاحتلال على الساحة الدولية. خلافاً لرغبة وتطلعات الشعب الايراني المسلم.ناهيك عن الدعم الاقتصادي الكبير الذي كان يقدمه الشاه المقبور للكيان الصهيوني المؤقت ففي ظل حكمه الجائر استمر الشاه في بيع النفط للعدو الصهيوني رغم ضغوط الدول العربية.
كما أن قضية استخدام ورقة بهلوي "الواهم" بإستحضار جسد والده المقبور، من قبل الصهاينة والأمريكان تأتي بعد فشل المؤامرة الصهيو-أمريكية في الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي تمحورت حول إثارة الفتن والانقسامات بين ابناء الشعب، إلاّ أن يقظة قوى الامن والمسؤولين ووعي الشعب حال دون تحقق تلك المؤامرة الخبيثة.
محاولات غربية خبيثة
وفي الآونة الأخيرة، تصاعد الاهتمام الغربي بنجل الشاه الإيراني المخلوع، الذي يعيش في امريكا منذ نجاح الثورة الاسلامية المباركة عام 1979 ضد حكم أبيه، إذ تحاول بعض الحكومات الغربية تقديمه على أنه أحد المؤثرين في توجهات الشارع الإيراني، على الرغم من أنه لا توجد له شعبية في ايران بتاتاً سوى حفنة من الإرهابيين الذين يقطنون خارج الجمهورية الاسلامية. وسبق أن استنكرت إيران، في شباط/فبراير الفائت، دعوة منظمي مؤتمر ميونيخ للأمن، بهلوي لحضور الحدث العالمي. ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني "توجيه الدعوة إلى نجل دكتاتور مخلوع وهارب من الوطن للمشارکة بالمؤتمر" بأنها "إهانة للشعب الايراني، وتشويه سمعة وفضيحة كبيرة لمؤتمر يدعي أنه مؤثر في ضمان الأمن الدولي".
وتكثّفت في الآونة الأخيرة تحركات الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، في محاولة لتكثيف الضغط على الشعب الايراني في كافة المجالات، حيث تعاظمت تحرّكات الصهاينة في محيط ايران الإسلامية خلال الأعوام الأخيرة، لتأجيج الأجواء في الداخل الإيراني عبر إستغلال الضغوط الإقتصادية الكبيرة التي يتعرّض لها الشعب في ايران، وبرزت آخر تلك المحاولات في مواصلة تأجيج الأجواء في جمهورية اذربيجان ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومحاولة تحريض بعض المكونات في المجتمع الايراني.
العلاقات بين نظام الشاه والصهاينة
وكانت العلاقات بين نظام الشاه وتل أبيب في أعلى مستوياتها وذلك خلافاً لرغبة الشعب الايراني، وبحسب اعتراف رئيس عمليات الموساد في إيران إليعازر جيسي زافرير (1978-1979) أن إيران كانت أهم شريك لإسرائيل بعد الولايات المتحدة من حيث المصالح الاقتصادية. وكان هناك تعاون عسكري بين أمريكا وإيران في عهد الشاه لإبقاء ايران ضمن المعسكر الغربي.
ولكن الأوضاع تغيرت بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة التي اندلعت عام 1978 وأطاحت بالنظام الملكي الدكتاتوري الذي سيطر عليه الشاه طوال 37 عاما، حيث عاد الإمام الخميني رضوان الله عليه لزعامة البلاد بعد 14 عاما قضاها في المنفى. وقطع النظام الجديد كل الصلات مع العدو الصهيوني بعد طرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية وافتتاح السفارة الفلسطينية في مكانها.
وكان لدى نظام الشاه المقبور تعاون عسكري وثيق مع الكيان المؤقت، لا سيما في المجال الاقتصادي والعسكري، حيث كانت ايران بالنسبة للصهاينة والأمريكان أفضل سوق لبيع أسلحتهم، علاوة على نهب ثروات الشعب الايراني لا سيما في مجال النفط.

البحث
الأرشيف التاريخي