الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة عشر - ١٨ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وخمسة عشر - ١٨ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

مخرج مسلسل «العشرة» للوفاق:

تعطش الشعوب لأعمال درامية تُجسّد أحداث عاشوها

الوفاق/ خاص
موناسادات خواسته


مازالت مسلسلات رمضان 2023 حديث مواقع التواصل الإجتماعي والناس خلال شهر رمضان المبارك، فحسب الإحصائيات نرى ارتفاعاً ضخماً في نسبة مشاهدة مقاطع بعض المسلسلات العربية خلال رمضان هذا العام بالنسبة لباقي أيام السنة، وهناك سباق رمضاني ونحن نقترب الى نهاية الشهر الفضيل، ومن بين المسلسلات التي تم عرضها بعضها لاقى نجاحا وبعضها خسر منذ الأيام الأولى، في العراق مثلاً ومنذ اليوم الأول من بدء عروض مسلسلات رمضانية، أجمع المغردون على مواقع التواصل الإجتماعي على أن مسلسل "العشرة" العراقي هو من أنجح المسلسلات وأقربها إلى القلب كل أسرة عراقية عاشت التضحية من أجل الوطن. مسلسل العشرة درامي اجتماعي وترجمت قصة العشرة برؤية سينمائية حديثة، تضحيات الشهداء بين الحب والحرب والموت والحياة، ولامست قلوب العراقيين حيث في كل أسرة حرقة، في الحقيقة العشرة مسلسل عراقي يحاكي معاناة كل أسرة شهيد في العراق.
المسلسل من إخراج "علي حديد"، الذي لعب دوراً مهماً في نقل واقع كل أسرة عراقية عاشت ألم الفراق والموت والتضحية من أجل الوطن، ومنذ حلقاته الأولى، نال مسلسل "العَشرة" اهتمام ومتابعة العراقيين الذين عدّوه الأفضل، ليس فقط من الجانب العاطفي بل في دقّة الحوار والابتعاد عن الإسفاف والخيانة والجريمة والواقع السياسي كما تطرحه أفكار بعض المسلسلات الأخرى.
الدراما العراقية والعشرة
بعد إغراقها بالعنف والسياسة، الدراما العراقية تقدّم هذا العام مسلسل "العَشرة"، الذي نجح في الاقتراب من الواقع بجوه الوجداني الصادق، معطياً بارقة الأمل بإعادة الدراما العراقية إلى مسارها الصحيح. في 17 تشرين الأول/أكتوبر سنة 2016، من "محطة بغداد العالمية"، بدأت رحلة "العشرة" في تكوين مشهد الأيام العصيبة لجنود "الحشد الشعبي"، والحالة النفسية التي رافقتهم خلال الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، إلى جانب المرأة العراقية الصابرة. يُشكل مسلسل "العشرة" للمخرج "علي حديد"، دخولاً شجاعاً وجريئاً في قلب الدراما العراقية، ومنحى جديداً فاق التوقعات في تناول الشاشة لمسألة حياة المدافعين عن الوطن، خلال سنوات الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
للمقاومة جناحان: سلاح وفن
استطاعت مديرية الإعلام العامة في "الحشد الشعبي"، عبر الإخراج وغرفة الكتابة وإدارتَي التصوير والإنتاج، أن تُقدّم عملاً درامياً متكاملاً، في سلسلة أشبه بالأشرطة السينمائية القصيرة، تعتمد على حوارات بلهجات عراقية خالصة ومعبرة، تختصر كل الجغرافيا، وترافقها إيماءات جسدية صعبة إلا لمن يجيدها، تعطي نكهة فنية لا تفسح أي مجال للنقد السلبي. وأثبت صناع "العَشرة" أنّ المقاومة والقوات العراقية لا تمتلك سلاحاً فقط يدافع عن الوطن، بل فنّاً يستلهم واقعاً ويستعيد تاريخاً، وينافس ما تقدّمه شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية، بأقل التكاليف وبجهود ذاتية لا تعتمد على الخارج.   وعندما يلتقي الفن بقيم الجمال والحق، يتجسّد في قصيدة ونثر ولوحة ولحن، أو دراما ممثل. يقاوم الظلم بكل أشكاله، ويزرع الوعي والفكر والصواب والصدق والإيمان وثقافة الانتصار.
إنه انتصار في توثيق التاريخ، مستمد من روايات الأبطال الأصليين وشهادات الآخرين."هذا وبعد نجاح مسلسل العشرة اغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع مخرج المسلسل السيد "علي حديد" وسألناه عن المسلسل وآرائه بالنسبة للمقاومة وغيرها، وفيما يلي نص الحوار.
لا خيار لنا إلا النصر
بداية يتحدث لنا "حديد" عن الإعلام والإنتاج"، فيقول: الاعلام ميدان مواجهة شرسة، ولكل مرحلة ظروفها تفرض قوالب عمل مختلفة عن غيرها، فالإنتاج خلال معارك التحرير في السنوات الماضية يختلف عما بعد اعلان النصر العسكري، فالمعركة الاعلامية متعددة الفصول وستبقى مستمرة، ولا خيار لنا الا النصر.
أمن البلاد بفضل دماء الشهداء
وعندما طلبنا من "حديد" أن يتحدث لنا عن مسلسل "العشرة" وما هي الصعوبات والذكريات التي واجهها في هذه المسيرة، فقال: العراق كبير بتضحيات شبابه، وما ننعم به من امن في بلدنا اليوم هو بفضل دماء الشهداء والجرحى والمرابطين على السواتر ومن خلفهم عوائلهم الصابرة، فإن حفظ بطولات المضحين هي مسؤولية شرعية وأخلاقية ووطنية، ومن هذه المسؤولية انطلقنا في تنفيذ مسلسل العشرة بعد التوكل على الله.
من الذكريات التي رافقت تنفيذ المسلسل كنا نتوقف خلال التصوير مرّات عديدة لأننا كنّا نجهش في البكاء، هذه الحالة كانت تتكرر في كل يوم تصوير بل خلال اليوم الواحد لمرات عديدة.
حلقات المسلسل قصص واقعية
فيما يتعلق بأحداث مسلسل العشرة التي تدور حول أسر الشهداء، وهل القصص على اساس الواقع، ورسالة الفنانين امام الشهداء وعوائلهم، قال "حديد": بل ان جميع حلقات المسلسل هي لقصص واقعية خضعت للمعالجة الدرامية، اما رسالتنا فهي "أردنا ان نكون بين عوائل الشهداء والمضحين في سبيل الله والوطن".
أسباب نجاح المسلسل
وأما حول أسباب نجاح المسلسل قال "حديد": تتعدد الاسباب وتتفاوت بحجمها، ومن خلال عملية "رجع الصدى" المتحققة بعد بث المسلسل تؤشر لدينا جملة من الاسباب من ابرزها "تعطش" شريحة كبيرة من الشعب العراقي لأعمال درامية من واقعهم وتجسد احداث عاشوها، بالاضافة الى تقنية الواقعية السحرية التي اعتمدناها في غرفة الكتابة ومزجت بين الم الواقع وسحر الخيال، وقدرة ابطال المسلسل في اداء المشاهد باحترافية عالية، وكل فرد من اعضاء فريق العمل كان مخلصا في عمله، فضلا عن انتهاجنا في الاخراج اسلوب الواقعية الايطالية وهو اسلوب حديث على الدراما العراقية، وهناك اسباب عديدة اخرى.
طاقات ابداعية في الميدان الفني العراقي
وعندما سألنا مخرج المسلسل عن رأيه بالنسبة للدراما العراقية، وهل هذا المسلسل حدث قفزة وكان مختلفاـ، قال: الميدان الفني العراقي  يمتلك طاقات ابداعية  في مجالات التخصص والاداء من الحرف الواحد الى نهايات التعبير السيميائي  عبر جسد الانسان ومكوناته.  ونعتقد ان المعاناة متكررة في  موضوع  الانتاج والجهات الممولة  او الشركات  الربحية المنتجة، لذلك تجد الإسفاف في عرض القضية الاجتماعية العراقية وتسفيه  قيمي أحيانا وهذا  يضر المجتمع .
بينما نحن في العشرة دخلنا من زاوية هي محل اتفاق عراقي  وخلفنا وفي داخلنا حجم العطاء العراقي في الدفاع عن الوطن والناس فكان هذا الضوء النافذ، وبعون الله تعالى ودعم  الاخيار لقضية المضحي  والقيمي والمبادئي والوطني  سنتمكن من تنفيذها بنجاح.
توثيق نضال قوات الحشد الشعبي
وفيما يتعلق بتوثيق نضال قوات الحشد الشعبي ومحور المقاومة في مواجهة تنظيم داعش الارهابي، قال "حديد":
التوثيق يعني استمرارية محركات القضية الأصل لأنه سيشكل تاريخاً للأجيال اللاحقة ولذلك يجب ان يبذل فيه جهدا إبداعياً  كبيراً هذه المواقف وهذه الكوارث التي طالت شعبنا العراقي الصابر يجب ان توثق لحفظ دماء الشهداء وعوائل الشهداء وكلنا اهل الشهداء. المسلسل عكس حالات انسانية واقعية بشفافية بمعنى انه تناول جزئية ويوجد المزيد والمزيد.
مواجهة الحرب الناعمة وحفظ القيم ورموز الوطن
وعن مواجهة الحرب الناعمة التي يشنها الاعداء قال "حديد": القوة الناعمة  تتسلل الى قاع المجتمع  وتفتت صلابته. وهي بكلها وكليلها تستهدف العنصر الصلب المعطاء في المجتمع وقيم المجتمع وموروثه وتاريخه وتستبدله بتعويض نفسي يتلاشى سريعاً من مثل المغريات  المادية البسيطة الزائلة والصور البراقة الزائفة، ولذلك في مواجهة القوة الناعمة  يجب ان نحفظ القيم ورموز الوطن  وليس من رموز اكبر من الذين يسترخص نفسه لله والوطن.  كلما حفظنا التاريخ الناصع بصدقية كلما شكلنا جبهة صلدة لمواجهة القوة الناعمة ومن اي اتجاه كان.
نشر ثقافة المقاومة
وفيما يتعلق بنشر ثقافة المقاومة عن طريق الفن السابع اي السينما، قال "حديد": التجارب العالمية واضحة وغزّارة الانتاج شكّلت مدارس مختلفة في هذا الجانب سواء حروب الامبراطوريات التاريخية او الحروب العالمية الاولى والثانية او الحروب الاخرى.
محور المقاومة لديه منجز وسجل حافل بالإنتصارات والصمود ، وبالتأكيد فإن المحور تعرض الى  هجمات التشويه من دول الاحتلال بكافة جنسياتها وأشكالها، ولاسيما أن ماكينة الاعلام والسينما وكل الفن هو معظمه وأكثره بيد الآخر.  ولذلك فإن السينما بوابة كبيرة لعرض منجز محور المقاومة.
إنتاجات إيرانية عربية
وعندما سألناه بأن هل هناك انتاجات أخرى لتصوير بطولة المدافعين عن الوطن وقوات المقاومة؟، قال مخرج مسلسل "العشرة": لدينا الاستعدادات والمشاريع وندعو الله تعالى ان يوفقنا ونتمكن من انتاجها. وحول الانتاجات مشتركة بين دول محور المقاومة وانتاجات إيرانية عربية، قال "حديد": لاشك ان تلاقي الخبرات والامكانات وتوسعة رؤية المشهد هي في صالح العمل الثقافي، لاسيما ان هذه الساحات منسجمة في خيارها فضلا عن  وجود العدو المشترك لكل شعوب هذه المنطقة، والآن الصورة اوضح  في صراع الشرق والغرب.

البحث
الأرشيف التاريخي