الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة عشر - ١٦ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثلاثة عشر - ١٦ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

عميد كلية وأستاذ جامعة القرآن الكريم بصنعاء للوفاق:

الصمود من بركة الثقافة الجهادية القرآنية الیمنیة

الوفاق/ معهد مرصاد
احمد حاجي صادقیان
تمر علينا أيام شهر رمضان المبارك ونرى مختلف النشاطات القرآنية في الدول المختلفة، منها في اليمن، فبهذه المناسبة أجرينا حواراً مع عميد كلية الإدارة الإسلامية في جامعة القرآن الكريم بصنعاء، الدكتور حمود عبدالله الأهنومي، لمعرفة المزيد من آثار القرآن الكريم على حركة أنصار الله والأنشطة القرآنية في المجتمع اليمني خلال شهر رمضان المبارك.
تخرج الدكتور الأهنومي بدرجة الدكتوراه في التاريخ من كلية الآداب جامعة صنعاء. كما تلقى تعليمه في علوم الشريعة وحصل على اجازة علمیة من اثنين من العلماء الزيديين المعاصرين البارزين، بما في ذلك الشهيد سيد مرتضى المحطوري والمرحوم العلامة علي بن أحمد الشامي، وفيما يلي نص الحوار:
في المقدمة تفضلوا ما هو أثر القرآن الكريم وتعليماته في حركة انصار الله وثورة الشعب اليمني من ابتداء المسيرة القرآنية حتى الآن وصمودكم بوجه العدوان؟
اولاً حياكم الله ومرحباً بكم، هذا سؤال كبير وعميق، حقيقة بداية المسيرة القرآنية تمثّلت في الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، فهو كان ينظر إلى واقع العالم الإسلامي، فيراه واقعاً مؤسفاً ومؤلماً، حيث صارت الأنظمة العربية تحت أقدام اليهود والنصارى، فكان يتساءل لماذا؟
نحن مسلمون ونحن في اليمن أيضاً مع أنه ماعندنا الرضا، ولكن مثل الثورة الإسلامية في ايران، حزب الله في لبنان، وحركات المقاومة في فلسطين، أما البقية فكانوا في سبات عميق، كان يسأل لماذا؟ من أين أوتينا؟ ماهو السبب؟ ماهي المشكلة؟
بعد استقراء الموضوع من خلال القرآن الكريم، بما أنه كان رجلاً قرآنياً، اتضح له أن الأمة تعاني من مشكلة أزمة الثقة بالله سبحانه وتعالى.
نحن نقول الله هو الذي خلقنا ورزقنا، ودائماً نقول الله الله.. لكن هل عندما يقول الله تعالى: ان تنصروا الله ينصركم، وعندما يقول الله "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين"، وعندما يقول عز وجل: "ويقاتلوكم ويولوكم الأدبار"، هل تكفينا هذه  العبارة في هذه الآية؟
ام مجرد كلام نقوله وفي الأعماق لا نعتقده، ام نحن جبناء في المواجهة، اذن أين المشكلة؟
هنا خلل في معرفة الله، لهذا يجب علينا ان نعود الى القرآن ونعرف الله تعالى من خلال القرآن الكريم، وليس من خلال المتكلمين، ولا من خلال اصحاب المنطق، لأن المعرفة القرآنية هي أساس المعرفة، وهو نقل كلام الامام الخميني (رض) عندما قال: "كلما في أيدينا من بركة القرآن"، فالشهيد القائد كان يأخذ بعض العبارات من كلام الامام الخميني (رض)،
ويستدل بها، وكان يعتبر الإمام الخميني (رض) رجل قرآني وانطلق من القرآن الكريم، فإذن قدّم دروس معرفة الله من القرآن الكريم، خمسة عشر درساً، وقال: يجب دعوة الأمة للعودة إلى كتاب الله، وأن الأمة ضحية ثقافات خاطئة جاءت من خارج الثقلين، خارج كتاب الله وخارج عترة رسول الله (ص)، ولهذا يجب أن تتخلص من الثقافات الخاطئة، وتعرف الله حق المعرفة، وهنا يتغير حالها وواقعها، ويجب أن تتخذ القرآن كتاباً عملياً.
حتى عندما انطلق كان يستوحي من القرآن، سمّاها استيحاء وليس تفسير وقال: أنا لست مفسّرا، انا استوحي من القرآن وأهتدي بالقرآن، فعندما انطلق قال: لم انطلق على أساس المفسرين، بأن الآية أو العبارة ماذا معناها، لا، استوحي منها في واقعنا، عندما نتحرك في الواقع العملي على أساس القرآن، هنا سيكون نجاحاً، فانطلق على هذا الأساس ولم يكن الشهيد القائد مُنَظّراً، يكتب نظرية ويقول طبّقوها، لا، هو بنفسه كان يطبّقها ومن هنا عندما تشبّع بثقافة القرآن الكريم وعندما انطلق واثقاً بالله العظيم كان الخوف من الله يملأ قلبه، ويرتجي بالله ويثق بالله ثقة كبيرة جداً، ولهذا واجه الطغاة وحيداً في مرة، ومع فئة قليلة من المؤمنين في البداية، واجههم ولم ينكسر حتى استشهد، كالحسين سلام الله عليه في كربلاء وحيداً، وكل هذا كان من الثقة بالله، وكالإمام زيد بن علي(ع)، قال:  كيف نخاف ولله جنود السماوات والأرض، السلطة تقول نحن عندنا السعودية وأمريكا، فقال: أنا معي الله تعالى، ملك السموات والأرض الذي له جنود السماوات والأرض، فلها أثر كبير جداً، هذه الثقافة وهذه الروحية الجهادية العالية، والثقة بالله، هي التي انعكست في واقعنا اليوم وأعطت المجاهدين دفعة قوية في الميدان، يثبت في المعركة أمام الدبابات، الطائرة تضرب فوقه، لا يخاف من الطائرة، ويعتبر الطائرة مجرد حديدة، ليست شيئاً لأن يقودها بشر، الله هو الذي يتحكّم في قلب هذا البشر، ولهذا نرى أن هذا الصمود من بركة تلك الثقافة الجهادية القرآنية.
إشرحوا لنا المنهج الخاص للسيد حسين الحوثي رحمة الله عليه، بأنه منهج كلامي، تفسيري، عملي، ما هو هذا المنهج وهل كان مبدعه السيد الحوثي أم كان لها عقبة في التاريخ وغيرها من العلماء؟
السيد حسين (رض) انطلق في بيئة زيدية وهو عالم من علماء الزيدية وأبوه أيضاً السيد بدرالدين عالم من علماء الزيدية ومرجع كبير، ولكن هو كان يعتبر أنه عندنا الزيدية المتأخرين، لدينا بعض الثقافات الخاطئة التي يجب أن نتخلص منها ونعود إلى القرآن الكريم، ونعرض ما بأيدينا على القرآن الكريم، ودعا الأمة كلها، كل المذاهب، بلا استثناء وقال: كلنا يجب ان نعود إلى القرآن الكريم، ونعرض كلما عندنا من ثقافات على أساس القرآن الكريم، فما كان يوافق القرآن الكريم ذهبنا عليه، وما كان يخالف القرآن الكريم تركناه، فهو دعا إلى مشروع شامل، مشروع نهضوي حضاري شامل، وقال: ان المواجهة بيننا وبين اعداء الله اليوم ليست مواجهة عسكرية، هي مواجهة حضارية، تبدأ بالثقافة وتنتهي بالعسكرية، ولهذا الله عزوجل عندما أمرنا وقال: "وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، جاء أمر الله بالإعداد في سياق تفكيرنا بأن لدينا أعداء، بأن هناك أعداء، اذن يجب أن نُعد، أن نبني أنفسنا لمواجهة هذا العدو، فعندئذ دعا الى مركزية النص القرآني، باعتباره خطاب الله عزوجل، وجعله مهيمن على كل شيء، لأن الله جعل كتابه مهيمناً على الكتب السابقة، على التوراة والإنجيل، فكيف لا نجعله مهيمناً على كتبنا، نحن الذين كتبناها او رويناها، فكان يدعو الى مركزية النص القرآني وهيمنته على كل النصوص، وثانياً دعا إلى الجهاد في سبيل الله وإلى حمل روحية الجهاد في سبيل الله، باعتبارها مسألة قرآنية، في القرآن 600 آية تتحدث عن الجهاد، بينما كان الواقع في اليمن أنه خلص الجهاد، إنتهى وما عندنا جهاد، الجهاد بالقلم واللسان والسيف فقط، قال: لا، الجهاد بالسيف والسنان، وبالكلام وبالتوعية وبالإعلام، وأيضا بالقتال وبالحرب، لابد منه، أيضا دعا إلى الشعور بالمسؤولية، أنت مسلم فيعنيك ما في الأرض وكلها من شؤون الاسلام، انت معني بهذا، انت في الشرق يعنيك ما في الغرب، ومن القضايا قضية فلسطين تعنينا، قضية ايران تعنينا كمسلمين، يجب الانطلاقة من قول الرسول (ص) "
من لم يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين ومن سمع منادياً ينادي "يا للمسلمين" فلم يجبه فليس من المسلمين"، فلابد من حمل الشعور بالمسؤولية ولا يكتمل الإسلام للإنسان إلا بالشعور بالمسؤولية، أنه مسؤول عن قضايا الأمة والدين، وحمل دين الله وتكثير الدين بشكل صحيح حتى نقدّم الشهادة، وقال أنه من أهم ما أوجبه الله علينا هو اقامة القسط، حتى أن الله عزوجل قال: "شهدالله أنه لا اله الا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط"، الله شهد والملائكة شهدوا وأولو العلم شهدوا أن الله واحد وقائم بالقسط، كيف قائم بالقسط؟ هل الله عنده عصا يأمرنا افعلوا او لا تفعلوا؟، لا، الله عنده منهج، يجب أن نطبق هذا المنهج، اذا طبقنا هذا المنهج في واقعنا الثقافي والإجتماعي والاقتصادي والعسكري، وفي كل المجالات، أقمنا القسط وقدّمنا شهادة عملية لله، أنه قائم بالقسط، فإذا لم نقم القسط في واقعنا، نحن نقدّم شهادة لليهود، ولأعداء هذه الأمة أن ديننا غيرصحيح، وهذه لايجوز، إذن لابد أن نقيم القسط، أيضا دعا الى الثقة بالله سبحانه وتعالى، وهي مسألة مهمة، معرفة الله معرفة أساسية من القرآن الكريم، وليس من كتب المتكلمين حتى متكلمي الزيدية، والمتأخرين الذين حصروا على أن الله لا يُرى، وليس كمثله شيء ولا تدركه الأبصار، أن الله له مُلك السماوات والأرض، في آيات كثيرة: "له مُلك السماوات والأرض"، فماذا يعني مَلك السماوات والأرض؟ يعني أن له حق التشريع والتوجيه كما أنه له حق تدبير الكون، له حق التشريع، فيجب أن نمتثل لأمر الله، أي أنه دعا إلى أنه لا تستقروا في الدين، ويجب أن يكون الناس دائماً اذا اختلفوا فيردوا أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى "فردوه إلى الله والرسول (ص)"، من خلال عدم السماح للتفرق، ومن خلال الإنشداد والإنجذاب إلى الله، والله هو الذي سيهدينا، نخلص ونقبل الله تعالى بقلوبنا والله هو الذي سيهدينا وسيحل مشاكلنا، ولا نقبل ولا نسمح بحالة التفرق، وشنّ حملة شعواء على التفرّق والإختلاف، مهما كان، حتى داخل الزيدية، قال ممنوع داخل الزيدية، لا يسمح للإختلاف، حتى كان عندنا في الزيدية يقولون كل مجتهد مصيب، قال هذا تشريع للإختلاف، الله تعالى في القرآن  الكريم وفي كل آيات القرآن الكريم تحدث عن حرمة الإختلاف وليس عن جواز الإختلاف، فأنتم وجدتم الواقع، فالواقع هو أنكم متفرقون وتريدون أن تطفوا عليه شرعية، أن التفرق تمام، قال لا، هذا ليس صحيحا، يجب أن نكوّن ولهذا عندنا مرجعية واحدة، السيد عبدالملك، فقط، اليوم، هذه بركاته، لو كان سمح بهذا، كان كل واحد عنده مرجعية، مثل الصراع، كل واحد يقود الأمة وحده، عندما صارت عندنا مرجعية واحدة فقط السيد عبدالملك، والبقية معاونين، أيضا دعا الى النهضة الحضارية، وبناء الأمة في كل المجالات، وأنه يجب أن نتحرك على أساس القرآن الكريم، لأن من بركاته "هذا كتاب أنزلناه مبارك" مبارك هو ومبارك من يعمل على أساسه، فيه بركة.
السيد حسين الحوثي مبدع هذا المنهج أو استفاد من الذين كانوا قبله؟
هو استفاد منه، لكنه فعّله وأعاد تفعيله ولا يستفيد من أئمة أهل البيت السابقين، الأئمة الماضين، الأولين الذين في القرون الثلاثة الأولى، يقول منهجهم قرآني، الإمام زيد والإمام قاسم الإبراهيم، الإمام الهادي الى الحق، الى آخره، ولكن هو يقول كلما ورد حتى عنهم يجب أن يعرض على القرآن الكريم، فعلى هذا الأساس دعا الى التحرك على أساس القرآن الكريم، باعتبار أن القرآن الكريم كتاب عملي، لا يمكن أن يعطي بركته وخيره للناس القاعدين، من يتحرك في سبيل الله، هو الذي سيعطيه الله الهدى، كما قال الإمام قاسم الإبراهيم القرآن هو كتاب من يُقبل عليه اقبل عليه، ومن أدبر عنه يُدبر عنه.
نرى أنه في القرون الأخيرة كانت مناهج ومذاهب وأشخاص في العالم الإسلامي يقولون بأن علينا العودة الى القرآن والنصوص و..، مثل ابن تيمية، ولكن نرى أن ابن تيمية وأتباعه لم یدرکوا الحقیقة، ولكننا نرى السيد حسين الحوثي وحركة انصار الله أنهم في الحقيقة ولا يمشون في الضلالة، فما الفرق؟
في الحقيقة الدعوات للقرآن، حتى الخوارج قالوا لا حكم إلا لله وهذا كتاب الله حكم بيننا وبينكم، لكن السيد حسين أجاب، في مديح القرآن وقال من يتحرك على أساس القرآن الكريم لا يمكن أن يزيف على الآخرين بأنه
يتحرك على أساس القرآن الكريم، السعودية أيضا تقول نحن نتبع الكتاب والسنة، ولكن مواضعهم يشهد بأنهم بعيدون عن القرآن الكريم، فالواقع يشهد عليهم، وبالتالي فالفرق هو الواقع، الواقع هو الذي يشهد، هل أنت تتحرك؟ لاحظ، السديس في السعودية كان يدعو إلى كتاب الله وسنة رسوله، ويقول الكتاب والسنة، وكان يُحدث الناس أن أطيعوا الأمير ولو أضجع ظهرك ولو لطم خدّك، الآن أخذ السعودي عليه حقه من المليارات، عنده 500 مليون دولار أخذها، قالوا له أطع الأمير وخذ مالك، انظر الباطل، الباطل ينكشف، من تزيّا بما غير ماهو فيه فضحته الشواهد، يظهر، الله وعد من أراد أن يهتدي بهدى الله، الله وعده بأنه سيهديه، "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، فالواقع يشهد.

8

 

 

 

البحث
الأرشيف التاريخي