انخراط الجيش والدعم السريع باشتباكات عنيفة
فوضى في السودان!.. من المستفيد منها؟
في اعقاب الاشتباكات الدامية التي حصلت صباح السبت في العاصمة الخرطوم بين القوى العسكرية السودانية المتمثلة بالجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ" حميدتي" بسبب خلافات بين قادة الجيش والدعم السريع، حول الفترات الزمنية، لإدماج قوات الدعم السريع في الجيش، أصدرت قيادة قوات الدعم السريع، أول بيان بعد الاشتباك مع الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، داعية الشعب إلى التماسك في هذه اللحظة التاريخية الحرجة. وقالت قوات الدعم السريع في بيانها، إنها تفاجأت صباح السبت بقوة كبيرة من القوات المسلحة تدخل إلى مقرها في أرض المعسكرات "سوبا" في الخرطوم.
وأضاف البيان: أن قوات الجيش حاصرت المقر، تبعه هجوم بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ووفقا للبيان، أجرت قيادة الدعم السريع اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة وأطلعتهم على الأمر.
كما ناشد البيان الرأي العام الدولي والإقليمي إلى إدانة الهجوم، داعيا الشعب السوداني إلى التماسك في هذه اللحظة التاريخية الحرجة.
وتصاعدت الخلافات والمباحثات بين العسكريين والقوى المدنية، الشهر الماضي، بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي نهائي. لكن المفاوضات فشلت في التوصل إلى اتفاق، بسبب خلافات بين قادة الجيش والدعم السريع، حول الفترات الزمنية، لإدماج قوات الدعم السريع في الجيش. وظهرت هذه الخلافات إلى العلن، بعد نشر قوات الدعم تعزيزات عسكرية لها حول قاعدة مروي الجوية شمالي السودان قبل أيام.
واعترض الجيش السوداني على هذه الخطوة، مؤكدا: أن قوات الدعم السريع لم تنسق معه ولم تأخذ مواقفة الجيش، ما خلف حالة من الهلع والخوف بين المواطنين وتعريض البلاد إلى مخاطر أمنية.
وكانت تقارير صحفية قد أفادت بأن جهود الوساطة بين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، أسفرت عن إقناعهما بعقد اجتماع لحل الخلافات بينهما.
سماع دوي انفجارات وإطلاق نار في الخرطوم
وسمع دوي انفجارات وإطلاق نار في مناطق مختلفة من العاصمة السودانية، فيما تشهد البلاد خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع المسلحة. وقال شهود: إن "مواجهات" ودوي انفجارات وإطلاق نيران سمعت بالقرب من قاعدة تتمركز فيها قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، كما سمع إطلاق نار بالقرب من المطار وفي شمال العاصمة. ويأتي ذلك بعد اتهام الجيش السوداني قوات "الدعم السريع" بحشد عناصرها وتحريكها في الخرطوم ومدن أخرى دون التنسيق معه. معتبرا هذه التحركات تجاوزا واضحا للقانون. وتتواصل الوساطات في السودان بهدف حلحلة الملف ومنع إنجراره إلى نزاع مسلح بين الجانبين.
وكان المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله، قال السبت، إن قوات الدعم السريع هاجمت معسكرات الجيش في الخرطوم ومناطق أخرى، ما استلزم الرد عليها.
وأضاف: أن المعارك تدور حاليا في مطار الخرطوم الدولي بعد محاولة الدعم السريع السيطرة عليه. وأشار إلى أن "قوات الدعم السريع أصبحت متمردة على الدولة ونتعامل معها على هذا الأساس"، حسب قوله.
إغلاق الجسور والأنفاق بأم درمان
ويؤكد شهود عيان، اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني على تخوم القصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش وسط الخرطوم. وتشهد العاصمة السودانية انتشارا واسعا جدا لقوات الأمن السودانية، إضافة إلى تحريك عدد من الدبابات والمدرعات.
وفي غضون ذلك، أغلقت آليات الجيش السوداني الجسور والأنفاق في الخرطوم إضافة إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون القومي بأم درمان.
وتصاعدت الخلافات بعد تحركات لقوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم، وولايات عدّة، قال الجيش إنها تمت دون موافقته، محذراً من "مواجهة محتملة" مع الدعم السريع، فيما اعتبره مراقبون إشارة علنية إلى "خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني".
غرفة التحكم بالتلفزيون تتعرض للقصف
قال مصدر بهيئة الإذاعة السودانية: إن غرفة التحكم بالتلفزيون تعرضت للقصف، وأن العاملين في استديوهات الأخبار يحاولون الاحتماء من القصف.
القتال ما زال ضاريا حول مطار مروي
فيما أعلن الجيش السوداني سيطرته على قيادة القوات الخاصة لمليشيا الدعم السريع دون مقاومة من عناصرها، قال مصدر عسكري من مروي إن القتال ما زال ضاريا حول مطار مروي والقاعدة العسكرية وهناك عمليات كر وفر.
وفي وقت سابق أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على المطار، في المقابل أكد الجيش السوداني أنه يسيطر على المطار بشكل كامل.
كما أكدت مصادر محلية انقطاع بث التلفزيون الرسمي السوداني لوقت قصير بعد سماع دوي إطلاق نار في محيطه. بدورها، قالت رويترز: إن مذيعا ظهر على شاشة تلفزيون السودان الرسمي لفترة وجيزة وقال إن اشتباكات تدور هناك فيما سُمعت أصوات إطلاق نار في الخلفية.
بدوره قال الإعلام العسكري بالجيش السوداني: إن قائد قوات الدعم بولاية النيل الأبيض سلم كل قواته ومعسكراته للجيش ويعلن انضمامها للقتال بجانبها. وقال العقيد بالجيش السوداني خالد عبد الله: إن الجيش السوداني تسلم جميع المناطق الحيوية، وأن قوات الدعم السريع مطاردة الآن في الشوارع.
وأضاف: أن قوات الجيش هي التي تغلق الجسور في الخرطوم حاليا، مؤكدا: أن الأمور في طريقها إلى الحسم في هذه اللحظة. وأكد: أن قوات الجيش استعادة السيطرة على مطاري الخرطوم ومروي وطردت قوات الدعم السريع منها.
وأقر العقيد السوداني بوقوع خسائر في صفوف الجيش جراء القتال لكنه أكد أنه لا يستطيع حصرها الآن.
الجيش السوداني: دمرنا أكثر من 80 عربة لمليشيا الدعم السريع
كما قال الناطق باسم الجيش السوداني: إن القوات المسلحة دمرت أكثر من 80 عربة لمليشيا الدعم السريع. وطالب المتحدث في بيان المواطنين بالابتعاد عن مناطق الاشتباكات وعدم إيواء الهاربين.
وبثت وسائل إعلام محلية عبر تويتر مقطع فيديو يظهر لحظة قصف طائرات حربية سودانية مقرات تابعة لقوات الدعم السريع في الخرطوم.
اشتباكات في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور
كما قال شهود عيان: إن اشتباكات اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور). أعلن الجيش السوداني إصابة قائد قوات الدعم السريع الميداني خلال اشتباكات الخرطوم، من دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
مقتل 3 مدنيين وإصابة العشرات في الخرطوم والأبيض
بدورها، أعلنت نقابة أطباء السودان مقتل 3 مدنيين وإصابة العشرات في الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع بالخرطوم والأبيض.
وقال محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع: إنه يأسف للقتال مع أبناء شعبنا لكن المجرم (قائد الجيش عبد الفتاح البرهان) هو من أجبرنا على ذلك، على حد تعبيره. وأضاف في تصريح للجزيرة مباشر: أن وضع قوات الدعم السريع جيد وأنها تسيطر على جميع المقار، مؤكدا أن المعركة ستحسم خلال الأيام المقبلة. واتهم حميدتي قادة الجيش بتنفيذ مخطط إجرامي يهدف إلى عودة أنصار الرئيس السابق عمر البشير للسلطة، ووجه رسالة لشرفاء القوات المسلحة بالانضمام لخيار الشعب الذي تمثله قوات الدعم السريع.
السعودية تدعو القادة السودانيين إلى تغليب لغة الحوار
في السياق أعربت وزارة الخارجية السعودية عن قلقها البالغ جراء التصعيد والاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان.
ودعت المملكة المكون العسكري وجميع القادة السياسيين في السودان إلى تغليب لغة الحوار والحكمة وضبط النفس. كما دعت وزارة الخارجية القطرية لوقف القتال فورا في السودان وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل.وأضافت في بيان: إنها تتطلع إلى أن تنتهج جميع الأطراف في السودان الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات.
الخارجية المصرية تعرب عن قلقها من تطورات الوضع بالسودان
من جهتها أعربت الخارجية المصرية عن قلقها من تطورات الوضع بالسودان إثر الاشتباكات الدائرة هناك. وطالبت مختلف الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن. كما طالب حزب الأمة القومي بالسودان الجيش والدعم السريع بالوقف الفوري لإطلاق النار في مواقع الاشتباك. وناشد حزب المؤتمر السوداني الأطراف العسكرية للتهدئة وفتح قنوات الحوار وعدم جر البلاد لحرب شاملة. ودعا الحزب من أسماهم شركاءه المحليين والمجتمع الدولي للتدخل السريع لإسكات صوت المدافع والرصاص.
احتدام القتال حول مقر إقامة كل من البرهان وحميدتي في حي المطار
بدورها أفادت وسائل إعلام باحتدام القتال حول مقر إقامة كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي في حي المطار. وأكد قائد الحرس الرئاسي بالجيش السوداني: أن البرهان موجود في مكان آمن ويتابع العمليات العسكرية بنفسه.
في المقابل، قال المستشار السياسي لقائد الدعم السريع: إن حميدتي في مكان آمن ويقود قواته بنفسه، ونطالب المواطنين بالبقاء في منازلهم. وأعربت السفارة الروسية في الخرطوم عن قلقها من تصاعد العنف، وحثت مختلف الأطراف على وقف إطلاق النار. من جانبه قال السفير الأميركي في السودان جون غودفري: إن وصول التوتر داخل المكون العسكري لقتال مباشر خطير للغاية وندعو قادته لوقف المعارك.
ودعت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري الجيش السوداني والدعم السريع لوقف الأعمال العدائية فورا. وناشدت الأسرة الدولية والإقليمية المساعدة العاجلة لوقف المواجهات المسلحة.