الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان واثنا عشر - ١٥ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان واثنا عشر - ١٥ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

الباحث والإعلامي الفلسطيني حمزة البشتاوي للوفاق:

أسرلة القدس... سياسة صهيونية أفشلها الصمود الفلسطين

الوفاق/ خاص
عبير شمص
"إذا حصلنا يوماً على القدس، وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء فسوف أزيل كل شيء ليس مقدساً فيها لدى اليهود، وسوف أحرق الآثار التي مرت عليها قرون". بهذه الكلمات القصيرة لخص ثيودور هرتزل زعيم الصهيونية السياسات الإسرائيلية المنظمة تجاه القدس منذ احتلالها عام 1948، والتي تكرست أثناء احتلال (القدس الشرقية) وضمها عام 1967على أيدي الحكومات الصهيونية المتعاقبة. وتهدف هذه العملية إلى فرض وقائع مادية على الأرض لسيادة المحتل على القدس، واعتبارها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني.
لقد اتبعت إسرائيل أساليب شتى لتحقيق هدفها المعلن: تهويد القدس، لعل أبرزها كان الاستيطان الذي ساهم في إنجاح الهدف الصهيوني إلى حد كبير، ومع ذلك لم يكن الأداة الوحيدة التي لجأ الاحتلال إليها، فإلى جانب توسيع الأحياء الاستيطانية الالتفافية حول مدينة القدس بهدف تطويقها وعزلها وزيادة عدد المستوطنين اليهود، يقوم الكيان بالتضييق على البناء العربي، ويعمل على تقليص عدد المواطنين الفلسطينيين بشتى السبل، ومنع المصلين الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى وممارسة شعائرهم الدينية وخاصة ًفي شهر رمضان المبارك عبر مجموعة من الإجراءات القمعية والدموية والتي كان آخرها اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني على المعتكفين والمصلين في المصلى القبلي في المسجد الأقصى وباحاته، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم، في حين يتجهز أبناء الشعب الفلسطيني وخاصةً في القدس المحتلة، لإحياء مراسم يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (قدس) والذي جعل فيه مدينة القدس داخل إطارها الدیني والتاریخي والإنساني لتصویب مسارها عبر جعلها محوراً أساسیاً لوحدة الأمة ونبذ الخلافات لما لها من مکانة سامیة فی الاسلام والأدیان السماویة. ولما يحمله هذا اليوم من مضامین القیم ومحاربة الظلم ونصرة المظلوم بعیداً عن الهویة والانتماء، وحمل هموم جمیع المستضعفین ومساعدتهم للتحرر من هيمنة الاستعمار والاحتلال.
ضمن هذا السياق وفي إطار التعرف على كيفية عيش المقدسيين في ظل ما تشهده مدينتهم من سياسات صهيونية معادية تستهدف وجودهم، وكيف يواجهون هذه السياسات القمعية، أجرت صحيفة الوفاق لقاء مع الكاتب والإعلامي الفلسطيني حمزة البشتاوي، وكان الحوار التالي:
كيف تصدى الشعب الفلسطيني عبر التاريخ  لتهويد مدينة القدس في ظل سطوة صهيونية وتآمر عربي؟
في هذه الهجمة شكلت مدينة القدس محوراً مهماً في الصراع مع قوى الصهيونية والاستكبار بما تحمله القدس من قداسة المبنى والمعنى وعبر تاريخ الصراع  خاصةً في التاريخ الحديث نتحدث بأنّ قوى الصهيونية وقوى الاستكبار دائماً كانت تواجه انطلاق شرارة المواجهة وأعمال المقاومة من مدينة القدس منذ ثورة العام 1929م وهبة البراق في العام نفسه وثورة العام 1936م وما بينهما من ثورات وصولاً للانتفاضة الأولى وما عُرف بثورة الحجارة في العام 1987م وانتفاضة الأقصى في العام 2000م وما زالت القدس تشكل جوهراً أساسياً في الصراع مع الصهيونية وقوى الاستكبار وهي الأساس في العملية النضالية لمقاومة كل محاولات التشويه والتزييف والتهويد والسيطرة التي تمارسها الحركة الصهيونية ضد القدس وضد كل الأرض الفلسطينية، ونلاحظ بأن محاولات التزييف والتشويه والتهويد توسعت بعد نكبة العام 1948 م واحتلال الجزء الغربي من المدينة ومن ثُّم لاحقاً احتلال الجزء الشرقي في العام 1967م، منذ هذا الاحتلال الذي بدأ من 48 واعلان الكيان وال67 يقوم الاحتلال بعمليات الحفر وسط صمت وتآمر حكومات عربية، لا بل أيضاً هناك مساهمة من بعض الحكومات العربية في تمويل أعمال التهويد في القدس، رغم كل هذه المحاولات نلاحظ اليوم تراجعاً في مستوى تأثير السطوة الصهيونية والتآمر العربي على مدينة القدس وذلك بسبب تنامي وتطور قدرات المقاومة في فلسطين والتي أخذت أشكالاً جديدة، باتت تؤلم الاحتلال وتضيء الأمل من أجل تحرير مدينة القدس.
بماذا تفسر المحاولات التي يبذلها العدو لإيجاد موطئ قدم تاريخي له في فلسطين؟
طبعاً  العدو الصهيوني ما زال حتى يومنا هذا يحاول وبشكلٍ مستمر عبر عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى ومحيطه إلى إيجاد أي رابط أثري مع الخرافات والمزاعم الصهيونية التي تتحدث عن الوجود الصهيوني على كامل جغرافية فلسطين، يبحثون عن أي دليل يثبت زيف الرواية الصهيونية على جغرافية فلسطين الممتدة من النهر إلى البحر من أجل دعم روايتهم، ولكن هذا يفشل بشكلٍ دائم ولا يمكن لقوى الصهيونية وقوى الاستكبار أن تدعم هذه الرواية التي تخدم مصالحهم في المنطقة لأنّ جذور الشعب الفلسطيني راسخة وثابتة وهي تقاوم الرواية الصهيونية المزيفة التي تصطدم دائماً بالوعي والقدرة على التحدي والصمود وعلى هذا الالتفاف الكبير في دعم مدينة القدس التي تحضر بشكلٍ قوي خاصةً عندما نتحدث عن مدينة القدس التي أصبح إسمها المُشرق والعالي يرتبط بيومها العالمي حيث الرواية الإيمانية الحقيقية تحضر مع إحياء هذا اليوم ليس فقط في ذهن وعقل ووجدان وحقيقة وجود الشعب الفلسطيني على أرضه، بل أصبحت تحضر كحقيقة لدى كل أبناء المنطقة من مسلمين ومن غيرهم  وأيضاً من قبل كل أحرار العالم.
كيف تغير واقع القدس اجتماعياً وديموغرافياً منذ الاحتلال إلى الآن؟ وما هي السياسات التي أتبعها الاحتلال وما يزال لإجراء هذه التحولات؟ وكيف يواجه أبناء المدينة سياساته؟
طبعاً يُعتبر تدمير الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في فلسطين وفي مدينة القدس هدفاً مركزياً للاحتلال الصهيوني وهو بالإضافة للهجمة على الأماكن المقدسة وحصول الهجمة في ظل صمت دولي وعربي يستفيد منه الاحتلال لتنفيذ سياسة التهجير وتغيير المعالم وتغيير هوية المدينة. ويدرك أبناء القدس وأبناء الشعب الفلسطيني بأنّ السياسة الصهيونية تستهدف تغيير هوية المكان وكذلك تستهدف اليوم طرد أكثر من 300 ألف فلسطيني ما زالوا صامدين في القدس رغم كل ممارسات الاحتلال العسكرية والأمنية والاقتصادية ضدهم عبر سياسة هدم المنازل وسحب الهويات والاستدعاءات الأمنية اليومية للتحقيق وعدم السماح لمن يخرج من مدينة القدس بالعودة إليها والإقامة فيها، نحن مطلعون تماماً ومدركون بأن الهدف من كل هذه السياسة الصهيونية، سياسة تضييق الخناق على أبناء القدس ومحاولة هدم المنازل وإغراق هذه المدينة بالحصار وبالأسلاك الشائكة والبوابات الألكترونية والكاميرات، كل هذا يهدف لإحداث تغيير اجتماعي وديموغراغي من أجل خدمة الرواية الصهيونية الخائبة، والتي نرى خيبتها اليوم تتجسد بحديث صهيوني يعلو هذه الأيام عن هجرة صهيونية معاكسة وعن قلق وجودي يتحدث عنه قادة الكيان، وهذا القلق يتسع بسبب صلابة وقدرات محور المقاومة الذي يضع القدس ودعم صمودها وصمود أبنائها كمهمة رئيسية تتفوق على كافة المهمات، حضور المقاومة وازدياد القناعات لدى الشعب الفلسطيني بأنّ طريق النصر أصبح مفتوحاً وبأنّ الكيان الصهيوني لم يعد كما كان ما قبل العام 2000 ، هذا الأمل يساعد في الصمود وفي المواجهة وصولاً إلى تحقيق النصر الحاسم في مدينة القدس تحديداً وفي كل فلسطين.
هنالك محاولات لجماعات متطرفة لهدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم؟ ما جدية الخطر  الذي يتهدد الأقصى؟
هناك جماعات متطرفة تضع نفسها وهي أُسست أصلاً لخدمة سياسة الكيان الصهيوني والحكومة الصهيونية بشكلٍ دائم، توجه هذه العصابات المتطرفة وتطلق يدها للقيام بعمليات الاقتحام ضد المسجد الأقصى بهدف مركزي هو هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم ، وعندما نتحدث عن هذا الهدف المركزي لدى الجماعات المتطرفة نتحدث عن خطر حقيقي موجود رغم التراجع الذي نراه بعدما فرضت المقاومة وقواها وخاصةً بعد عملية سيف القدس ووحدة الساحات معادلات جديدة وهذه المعادلات تتطور ومن يرسمها هو محور المقاومة الذي يدافع عن القدس، ولكن أعتقد أن الخطر يبقى موجوداً في ظل وجود تلك العصابات المعروفة باسم "حراس الهيكل" و" حركة إعادة التاج" لما كان عليه وعصابة "شبيبة التلال" وعصابة "تدفيع الثمن" وهم يحاولون بشكل دائم ومستمر العبث بالمسجد الأقصى عبر عمليات الاقتحام  وعمليات التدنيس بهدف هدم المسجد وقد حاولوا سابقاً في العام 1969م إحراق المسجد الأقصى من أجل هدمه وبناء الهيكل المزعوم ولكن الأوضاع تغيرت، وقد أربكت المتغيرات الحاصلة كل  المخططات الصهيونية .
ما أهمية إعلان يوم قدس عالمي من قبل الإمام الخميني(قدس) ؟ وكيف تحولت قضية القدس بعد هذا الإعلان؟وكيف يحيي المقدسيون يوم القدس كل سنة ؟
عندما نتحدث عن أهمية هذا اليوم بشكلٍ مباشر نقول بأنه أعاد إحياء قضية القدس والقضية الفلسطينية ليس على المستوى الفلسطيني والعربي وعلى المستوى الإسلامي أو على مستوى المنطقة، بل أحيا هذا اليوم قضية القدس على مستوى العالم كقضية إيمانية، قضية مرتبطة بقيمّ الحق والعدالة ومواجهة الظلم والاستكبار وتـكمن أهميته كذلك في أنه يحمل النموذج الواضح للصراع بين الحق والباطل، وكذلك هو ليس يوماً خاصاً ببلد أو بقومية محددة بل هو يوم لكل الأحرار ولكل الشرفاء في العالم الذين يناضلون ضد الظلم وضد الاحتلال ، فكل من يحمل قيم الحق والعدالة يرى في هذا اليوم يوماً له معنياً من أجله ومن أجل إحيائه لأنه بإحيائه يوم القدس يحيي قيم ومفاهيم  الحق والعدالة، كذلك ارتبطت الأهمية بالتوقيت فهو يقع في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وأهميته هنا بأنه يوم للوحدة والمواجهة بين كل أنصار الحق وقوى الباطل. في يوم القدس العالمي يتجلى كل الحق في مواجهة كل الباطل ويستفاد منه على صعيد الأهمية عاماً بعد عام في التعبئة لإحياء القيم والمفاهيم التي تساهم في مواجهة القوى الخبيثة والمستكبرة والمعادية لتطلعات الشعوب المستضعفة ولذلك يمكن القول بأن أهمية يوم القدس العالمي الأساسية هي أولاً وأخيراً أن الإمام الخميني(قدس) ربط هذا اليوم بالإيمان وبالإلتزام بالواجب الديني والأخلاقي .
كيف ينظر الشعب الفلسطيني عموماً  والمقدسي خصوصاً للعلاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية حكومةً وشعباً؟
يوم القدس العالمي أصبح مناسبةً يحييها الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات، نقصد بالداخل الفلسطيني غزة والضفة الغربية وحتى في أراضي48 هناك حراكات شبابية فلسطينية رغم كل الإجراءات الصهيونية الأمنية والعسكرية والاعتقالات، يحيون يوم القدس العالمي بالحراكات الشعبية في الداخل  في حيفا وفي سخنين وفي أم الفحم، نلاحظ بأنّ في هذا اليوم  أصبحت عمليات إحيائه إحياءات مدوية وليست إحياءات صامتة، كسر الشعب الفلسطيني كل القيود وأصبح يحيي هذا اليوم بشكلٍ مباشر، كما يحيي الفلسطيني في الشتات هذا اليوم في المخيمات الفلسطينية من أجل إطلاق صرخاتهم وشعاراتهم المنتمية لعدالة قضيتهم ومن أجل تصعيد مقاومتهم التي تقوى بسبب وقوف إيران الإسلام قيادةً وحكومةً وشعباً مع عدالة القضية الفلسطينية وهذا يجعل الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني يصعدون من عمليات التآمر ضد إيران قيادةً وحكومةً وشعباً، وهم يشغلون بعض المنافقين ويفتحون لهم قنوات إعلامية ومنصات لتشويه ليس فقط إيران ووقوفها مع القضية الفلسطينية بل أيضاً الهدف الأساسي من مهمتهم هي محاولات بث وافتعال الأكاذيب  لتشويه صورة إيران المشرقة في عيون الفلسطينيين خاصةً لدى أبناء القدس، وهذه الصورة المشرقة لإيران تعم كل الأرض الفلسطينية من البحر إلى النهر وحيث يتواجد الفلسطينيون يشعرون بالفخر والاعتزاز بهذه العلاقة مع الجمهورية الإسلامية وبقناعة كاملة ومطلقة. نقول لا يمكن للعملاء الصغار أن يشوهوا هذه العلاقة لا بل إنّ الشعب الفلسطيني اليوم أكثر من أي وقت مضى يتطلع بشكلٍ دائم إلى الدور العظيم الذي تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه فلسطين والمنطقة والعالم عبر إدراك إنّ قوة هذه العلاقة التي بدأت منذ انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979م وإعلان الشعب الإيراني بصوتِ واحد منذ لحظة انتصار الثورة رفع شعار " اليوم طهران وغداً فلسطين" منذ ذلك الوقت تزداد قناعة الشعب الفلسطيني بأن انتصار الثورة الإسلامية في إيران هو نعمة إلهية لا تخص الشعب الإيراني فقط بل كافة الشعوب المستضعفة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
ي

 

البحث
الأرشيف التاريخي