الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية - ٠٨ أبريل ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف ومائتان وثمانية - ٠٨ أبريل ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

خطوة أكبر نحو التقارب بين ايران والسعودية

بعد "وضع اللمسات الأولى" على إتفاق إعادة إحياء العلاقات بين  ايران والسعودية الشهر الماضي في الصين، إحتضنت بكين للمرّة الثانية لقاءً إيرانيا سعوديا هو الأول منذ سنوات بهدف وضع "اللمسات الأخيرة" على ما تم التوصّل له بوساطة صينية مؤخراً، واتفق الطرفان على التعاون لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وإعادة إحياء العلاقات الثنائية بحسب الإتفاقيات القديمة، في أكبر تحوّل يحدث في المنطقة ويصب في صالحها بحسب ما أكده مسؤولو كلا البلدين على هامش التوقيع على اتفاق إحياء العلاقات الثنائية.
فبينما رحّب جميع دول المنطقة "ماعدا كيان العدو الصهيوني" بالتقارب بين طهران والرياض، ووسط لقاءات تمهيدية مُكثّفة جرت مؤخراً بين مسؤولين  ايرانيين والعديد من المسؤولين في الدول العربية، اجتمع وزيرا خارجية السعودية وإيران الخميس بالصين في أول لقاء رسمي على أعلى مستوى دبلوماسي بين البلدين منذ أكثر من سبعة أعوام. وأكد الطرفان على أهمية متابعة تنفيذ اتفاق بكين لاستئناف العلاقات بينهما بما "يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط". واتفقت الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية الشهر الماضي على إنهاء خلافهما الدبلوماسي وإعادة فتح السفارات.
بلورة الإتفاق التمهيدي
اللقاء بين وزير الخارجية الايراني ونظيره السعودي في بكين جاء بهدف بلورة "الإتفاق التمهيدي" الذي أُبرم الشهر الماضي في بكين بإشراف كل من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني ونظيره السعودي،
وأكد وزيرا الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان والسعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، بأن اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكدت السعودية وإيران في بيان مشترك عقب لقاء بين وزيري خارجية البلدين على أهمية متابعة تنفذ اتفاق بكين وتفعيله، بما يعزز الثقة المتبادلة ويوسع نطاق التعاون، ويسهم في تحقق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وعقد الوزيران لقاءهما النادر في العاصمة الصينية استكمالا للاتفاق الدبلوماسي المفاجئ الذي توسطت فيه الصين الشهر الماضي، من أجل تمهيد الطريق لتطبيع العلاقات بعد سنوات من التوترات.
وكانت طهران والرياض قد أعلنتا في 10 آذار/مارس عن الاتفاق بعد سبع سنوات من القطيعة على إستئناف العلاقات بينهما.
متابعة تنفيذ الاتفاق
وأكدت ايران والسعودية في بيان مشترك عقب اللقاء بين أمير عبداللهيان وبن فرحان آل سعود "على أهمية متابعة تنفيذ الاتفاق بين البلدين وتفعيله، وفيما جدّد الأمير فيصل بن فرحان دعوة السيد أمير عبد اللهيان لزيارة المملكة وعقد اجتماع ثنائي في العاصمة الرياض، وجّه رئيس السلك الدبلوماسي الإيراني دعوة لنظيره السعودي لزيارة الجمهورية الإسلامية والاجتماع في طهران.
وأعاد الجانبان التأكيد على إعادة فتح الممثليات "خلال المدة المتفق عليها" والتي تمتد حتى أيار/مايو، والمضي قدما في "استئناف الرحلات الجوية، والزيارات المتبادلة للوفود الرسمية والقطاع الخاص، وتسهيل منح التأشيرات لمواطني البلدين بما في ذلك تأشيرة العمرة".
 انفراج تكتيكي للمنطقة
ويؤكد اجتماع وزيري الخارجية (الإيراني والسعودي) إلى أن العملية البنّاءة لم تخرج عن مسارها منذ إعلان بكين الشهر الماضي.
وتعدّ هذه الخطوة بمثابة إنفراج تكتيكي ومحطة نحو التقارب الاستراتيجي بين البلدين الإسلاميين الكبيرين في المنطقة، وهو ما يصب في صالح دول غرب آسيا ويسهم في إفشال المشروع الصهيو-أمريكي بتأزيم الخلافات بين الدول الإسلامية بما يصب في مصلحة العدو الصهيوني ويخدم مؤامرة القرن ومشروع التطبيع مع العدو الصهيوني، كما يرى العديد من الخبراء ان التقارب الإيراني-العربي عموماً والإيراني-السعودي خصوصاً سيُحبط جميع المحاولات الغربية للترهيب من الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة، وهو ما يُعيد توجيه بوصلة المسلمين نحو القضية المركزية للعالم الإسلامي المتمثلة بالقضية الفلسطينية.
رغبة مشتركة
الى ذلك، أكّد السفير الإيراني لدى الكويت، محمد إيراني، أن "هناك رغبة مشتركة بين طهران والرياض للعبور إلى بر الأمان والتوصل إلى صيغة شفافة، وفتح مجالات التعاون في مختلف المجالات"، وذلك بعد أن وقع الجانبان، اتفاقية لبدء الترتيبات لإعادة فتح السفارات والقنصليات وتوسيع العلاقات والتعاون الثنائي. مؤكدا في تصريحات لصحيفة القبس أن "الأمور الخاصة بالاتفاق الثنائي بين إيران والسعودية تسير بقوة، ما يدل على إرادة قيادة البلدين للعبور من الوضع المعقد الماضي واجتيازه".
الدبلوماسية النشطة
وكانت قد أشادت بكين بـ"أول اجتماع رسمي بين وزيري خارجية البلدين منذ أكثر من سبع سنوات" ووساطة بكين على الصعيد الدبلوماسي، وفي إطار الدبلوماسية النشطة التي تنتهجها الجمهورية الاسلامية الايرانية لتعزيز التقارب مع دول الجوار لاسيما الدول العربية بما يصب في صالح الإستقرار في المنطقة.
وكان عبد اللهيان قد غادر طهران الأربعاء متوجّها إلى بكين للاجتماع مع نظيره السعودي بعد سلسلة من المحادثات الهاتفية بينهما في آذار/مارس.
وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر الاثنين أن اللقاء ستتبعه زيارة الرئيس آية الله السيد إبراهيم رئيسي للرياض بعد تلقيه دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وقد أشادت دول في المنطقة وخارجها باتفاق إيران والسعودية باعتباره خطوة إيجابية نحو الاستقرار قد يمهد الطريق لمزيد من التقارب الدبلوماسي الإقليمي.
وعقدت كل من ايران والسعودية عددا من جولات الحوار في العراق وسلطنة عُمان قبل أن تتوصلا إلى اتفاق في بكين، تم التفاوض حوله على مدى خمسة أيام بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي مسعد بن محمد العيبان.
تسارع وتيرة التقارب
وقال شمخاني بعد إبرام الاتفاق إن "إزالة سوء التفاهم والتطلع إلى مستقبل العلاقات بين طهران والرياض سيؤدي بالتأكيد إلى تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين". وأضاف أن الاتفاق يمكن أن "يزيد من التعاون بين دول الخليج الفارسي والعالم الإسلامي لإدارة التحديات القائمة".
وفي هذا السياق، عينت الجمهورية الاسلامية الايرانية الأربعاء المنصرم، رضا العامري سفيرا لها لدى الإمارات، بعد قرابة ثماني سنوات على وجود آخر سفير لها في أبوظبي. كما رحبت طهران بإمكانية التقارب مع جارتها البحرين بعد الإعلان عن الاتفاق مع السعودية.
ويرى العديد من الخبراء والمحللين لشؤون المنطقة، أن التقارب الإيراني العربي يُظهر دون أدنى شكّ انتهاء عهد تفوق الدبلوماسية الغربية على الدبلوماسية الاقليمية لدول المنطقة، لأن الغربيين اثبتوا بسلوكهم وكلامهم وتكتيكاتهم واستراتيجياتهم الطويلة والمتوسطة المدى في مواجهة ايران وحتى بعض الدول الاخرى في المنطقة تأخرهم وعجزهم عن استيعاب الحقائق الواضحة في العلاقات الدولية، خصوصاً بأن سياساتهم تتراجع في منطقتنا امام السياسات التي تقررها دولها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي